قد تكون سيارتك مــلــحومــــة !!!
اعتاد سوق المستعمل المصري على عدة مصطلحات هي المفتاح الأساسي في عمليات البيع والشراء , فبعيدا عن الحالة الميكانيكية للسيارة وكم قطعت من الكيلومترات خلال دورة حياتها القاسية في شوارع المحروسة، تظهر لنا مصطلحات لها علاقة بحالة السيارة عامة وحالة الجسم خاصة أمثال فابريكة برا وجوا ودي لسة بتتعلم المشي و كسر زيرو، ففي ظل غابه القيادة المصرية والتلاحم القانوني وغير القانوني أصبح الكشف على الخبطات والدهانات إحدى أهم النقاط التي ينظر إليها المشترى , فالتلاعب في تلك النقطة أصبح يفوق قدرة الكثيرين وباتت السيارة التي شهدت مجزرة دموية من قبل كالعذراء تماما لا يفرقها إلا خبير من خبراء المستعمل.. ولكن تلك كانت المشكلة الوحيدة في مداواة إصابات البدن للسيارة منذ عدة سنوات حتى وصلت لنا السيارات الهجين أو أم نصين من مدينة الحرفيين العريقة , فنظرا للقيمة الجمركية المرتفعة للسيارات الفخمة والرياضية في مصر لجأ البعض إلى تلك الحيلة غير القانونيه لإدخال سيارات أحلامهم إلى ارض الوطن دون دفع اى مستحقات جمركية عليها , ففي الخليج العربي على سبيل المثال تجد سيارات الـ BMW و المرسيدس والمينى وحتى الميتسوبيشى الايفو بأسعار زهيدة، حيث يمكنك الحصول على إحداها مستعملة بحالة جيدة جدا مقابل ربع ثمنها في مصر لتبدأ رحلتك في قطع تلك السيارة على يد متخصص إلى ثلاثة أجزاء : نصف أمامي حتى بداية قوائم الزجاج الأمامية ونصف الأرضية والنصف الخلفي حتى بداية قوائم الزجاج الخلفية ونصف الأرضية الخلفي و السقف مثبت به كل القوائم والأبواب كل على حدة، ولتبدأ تلك الشقيقة العربية رحلتها إلى أرض الكنانة في حاوية تحت مسمى قطع غيار لتنال نصيبها من الضرائب وتدخل البلاد , ومن هنا تختلف الرواية فمنها ما ينطلق إلى الحرفيين في رحلة ملحمية إلى العودة إلى الحياة ومنها ما ينطلق إلى إحدى الضواحي أو المناطق المهجورة للعمل عليها ، "عربيتى" إنطلقت لتبحث الأمر وفى رحلتها لكشف هذا العالم المثير و الخطير قال لنا طارق إلهامي – ميكانيكي : في أحدى الأيام وأمام ورشتي في احدى المحافظات غير المزدحمة بالسكان وفى منطقة شبه ريفية وصلت تلك السيارة الفخمة ذات النجمة الألمانية بالزجاج القاتم وداخلها مجموعة من الأشخاص يذكرني كل منهم بأفلام الأكشن الأمريكية , ومن خلفهم يأتي ميكروباص محمل بأفراد تبدو عليهم ملامح المهنة ومن ثم تأتى سيارة نقل محملة بنصفي سيارة BMW 525i ومعهم السقف والمحرك وكل آلات الجر ونظام التعليق , قام جارى بفتح المخزن الكبير الذي هجر منذ قرابة العام لهم ليتم تحميل كل تلك الأجزاء بالداخل ويأتى العمال من الميكروباص بالكثير من أدوات العمل لداخل المخزن ويغلق المخزن في هدوء وتنطلق تلك السيارة في طريقها إلى العودة دون أن يبقى منهم احد، ظننت في البداية أن ما حدث للتو ما هو إلا افتتاح مركز جديد لقطع الغيار إلا أنه في اليوم التالي وفى تمام الحادية عشرة مساء وصل العمال من جديد ليدخلوا جميعا إلى المخزن ويغلق عليهم حتى بزوغ فجر اليوم الجديد , المريب في تلك الفترة أنى لم أسمع أى صوت من الداخل وكأنهم نائمون , واستمرت تلك القصة لثلاثة أيام يبدأ العمل فيها مساء وينتهي ببزوغ الفجر حتى ظهر في يوم تلك السيارات من جديد ومعهما ونش اصبت بالذهول بخروج السيارة من المخزن على عجلاتها وكأنها لم تكن مجرد قطع مفككة منذ ثلاثة أيام ولتنطلق في رحلة جديدة إلى مشتر يخدع في كونها مجرد سيارة نصب في نصب، بالطبع يتساءل الكثيرون وكيف سترخص تلك السيارة؟؟ , الأمر بسيط فمن قام بتلك اللعبة عليه بالبحث عن سيارة دمرت بالكامل في حادث من نفس نوع السيارة الملحومة ليشتريها بالمبلغ قليل ويحصل على رقم الشاسيه منها ويتم تزويره على شاسيه السيارة الملحومة للترخيص من جديد بملف في المرور وأوراق سليمة ويتم تعديل رقم المحرك وكأنه تم استبداله،
وبسؤال احد تجار المستعمل في الحرفيين عن تلك اللعبة قال خالد رجب : تحدث تلك اللعبة منذ فترة طويلة وأصبح الأمر محيرا , ففي البداية كنت أعلم العديد من السيارات الملحومة وأميزها بالنظر ولكن الآن انتشر الموضوع بشكل كبير وتم تغيير ألوان تلك السيارات ومواصفاتها تماما فأصبح من الصعب تمييزها أو التعرف عليها حتى من خبير، وعند سؤاله عن فرق السعر بين السيارة المستوردة والسيارة الملحومة قال : فرق السعر كبير جدا ويصل في بعض السيارات إلى نصف مليون جنيه، وهو مكسب ضخم ويعمل بعض التجار في تلك اللعبة فقط للمكسب السريع ، وهناك أشخاص يقومون بتلك الحيلة ليحصلوا على سيارات رياضية أو متميزة بسعر بسيط،، وحتى نعلم مدى صعوبة تفرقه تلك السيارات عن السيارات العادية، بادلنا احد المتعرضين للنصب جراء تلك اللعبة ويملك BMW كانت حلمه المنتظر منذ الصغر وحين الشراء وجد حالتها أكثر من ممتازة، إلا أن الشك دعاه للكشف عليها على يد الخبراء, وجاء التقرير بأن السيارة ممتازة وتمت عمليه البيع ليصادف أن يقابل هذا احد العاملين في تلك اللعبة وهو صديق قديم ليخبره بكل صدق أن سيارته الجديدة ما هي إلا إحدى تلك السيارات التي وصلت البلاد كقطع غيار وانه يعرفها جيدا وانه تعرض لحادثة نصب متقنة، وعن الجانب القانونى، أكد مصدر من داخل إدارة المرور ل "عربيتى": بأنه يحظر أن يكون في شاسيه السيارة اي لحام والموتور له بصمة ورقم، ويكون فابريكة ولو في قطع في الهيكل والقوائم لا يوافق المرور علي ترخيص السيارة إلا لو كانت عربية حوادث وفي غير هذه الحالة يلغي ترخيص السيارة والأجزاء غير معلومة المصدر يتحفظ عليها حتي يعرف مصدرها من الجمارك ، وعلى العكس قال لنا مصدر مسئول فى مصلحة الجمارك المصرية: لا توجد مخالفة استيرادية علي مسألة استيراد أنصاف السيارات، حيث أنها تعتبر من قطع الغيار المستعملة وليس بها مخالفة فهي تعتبر ضمن نشاط الصناعة المعترف به ، ولكنه أوضح أنها مشكلة كبيرة يجب الإسراع على حلها من جانب إدارة المرور وليس للمصلحة أى دور فيها من قريب أو من بعيد، للأسف تلك اللعبة قمة في الخطورة ولا يدرى من يفعلها ما يقوم به من كارثة في حق نفسه أو في حق المشترى الجديد , ففي تصميم جسم السيارة يتم حساب قوه اللحامن ومناطقها لتحقق السيارة أفضل رد فعل في حاله الحوادث وتحافظ على ركابها من خطورة الانبعاجات أو وصول الأجزاء المعدنية الحادة إلى الداخل , وبأماكن اللحامين الجديدة والتي بالطبع لا تكافئ قوة ماكينات المصانع أو دقتها تصبح السيارة الملحومة قنبلة موقوتة قادرة على قتل ركابها في لحظات في حالة الانقلاب أو في حالة الاصطدام على سرعة،
لذا توخ الحذر عزيزي القارئ حين شرائك سيارة مستعملة خاصة من ذوات المحركات ذات السعه اللتريه الكبيرة أو من ذوات الجلد الالكنترا والكماليات الكثيرة , فقد تكون ضحية لإحدى تلك العمليات وقد تضيع تحويشة العمر في سيارة نصفها مصري ونصفها أجنبي !!!
منقول
|
01-07-2011, 01:37 PM
