اﻹستفتاء عُرس الثورة
سادت حالة من الجدل و اﻹستقطاب الشديد التى شهدها المجتمع المصرى بكل طائفه خلال اﻷيام الماضية بين مؤيد و معارض للتعديلات الدستورية ،إلا أنى أنظر بفخر و زهو مما وصلنا إليه من حرية و ديموقراطية و وعى بعد أيام قليلة من إنطلاق الثورة و نجاحها فى تحقيق أهدافها الأولى
أشعر بزهو من حالة الإيجابية السياسية التى تسود بين الناس فالأغلية الصامته لم تعد صامتة و ظهر التنوع الصحى بين اﻷراء كما ظهر إحترام الرأى اﻷخر بين المؤيدين و المعارضين فالكل يبدى وجهة نظره دون تشكيك فى وطنية أو نزاهة الطرف اﻷخر
و قد أبدى لى العديد من أصدقائى ممن لم يفكروا من قبل فى المشاركة فى أى عملية سياسية تصميمهم على المشاركة فى اﻹستفتاء يوم السبت القادم سواء كانوا مؤيدين أو رافضين و كذلك رغبتهم فى إشراك زوجاتهم و أمهاتهم و أبنائهم ممن يسمح لهم بالمشاركة ، و من قبل كنا لا نرى ذلك إلا فى إنتخابات اﻷندية الإجتماعية حيث تحرص اﻷسرة كلها على المشاركة فى إنتخابات اﻷندية ﻷسباب متعددة أهمها اﻹحساس بقيمة المشاركة و أهميتها فى حسم النتيجة لصالح طرف من اﻷطراف ، و غياب هذا اﻹحساس هو تمام ما دفع نفس هؤلاء اﻷشخاص من قبل للعزوف عن أى مشاركة سياسية حيث كانت النتائج شبه محسومة و المشاركة غير ذات قيمة
أتمنى أن يبهر الشعب المصرى العالم مرة أخرى يوم السبت و اﻷحد القادمين ، يوم السبت بالمشاركة غير المعهودة من جمع الشعب فى اﻹستفتاء باعتبارها مظاهرة مليونية جديدة للتعبير عن إرادة أغلبية المواطنين و الجميل فى هذه المظاهرة هو إمكانية مشاركة الطرفين المؤيد و المعارض دون أى مشاكل
أم يوم اﻷحد فننتظر من اﻷقلية القبول الفورى بنتائج اﻹستفتاء أى كانت دون تشكيك أو تخوين أو إنسحاب و ذلك سيكون التتويج الحقيقى للشكل المتحضر الذى حير و أبهر العالم كلة فى أيام الثورة اﻷولى.
عاشت مصر و عاش شعبها العظيم
|