|
فى رحــاب شهر رمضان قسم خاص للموضوعات عن الشهر الكريم والانشطة الخيرية فى رمضان |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك
ما أجملها من كلمات ، وما أسمى معانيها....إنها شعار الحج ورمز إفراد العبودية لله وحده لا شريك له.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني الافاضل ----هاهي الليالي العشر الأُوَل من شهر ذي الحجة الحرام تمضي سريعاً ، وصحيحٌ أن ما تبقى على عيد الأضحى الإ يوماً أو أقل ؛ ولكن مع ذلك لا ننسى أننا ما زلنا في أيام الحج. وليس ذلك فحسب ؛ وإنما في ذروة أيامه ، فنحن نعيش الآن أعظم الليالي ألا وهي ليلة عرفة. نعم .. ليلة يوم الوقوف بعرفة ، وما هو الوقوف بعرفة ؟ .. إنه الحج نفسه ، فهو الركن الأعظم والأساسي في الحج ، ومن لم يقف بعرفة فلم يحج. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الحج عرفة ". وما يوم عرفة ؟.... إنه خير يوم وأفضل يوم طلعت عليه الشمس في السنة كلها ، بل وما هو عرفة نفسه ؟...إنه جبل الرحمة والمغفرة ، إنه جبل عرفات ، والذي سيذهب إليه الحجاج غداً يوم التاسع بعد شروق الشمس ، وهم على صعيده وبهذا الشعار الذي معنا ( التلبية ) يرفعون أصواتهم به ، ويتذللون بالدعاء لبارئهم . ويقولون : يا ربنا أتيناك بذنوب أثقلت ظهورنا ، فاغفرلنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم . وهنيئاً لهم ؛ فها هو التواب الرحيم يتنزل ويدنو من عباده في هذا اليوم العظيم ( يوم عرفه ) تنزلاً ودنواً يليق بجلاله وكماله . وطوبى لهم وهو يقول لهم : ها قد جئتكم يا عبادي ماذا تريدون ؟ وهم يجأرون بالدعاء لخالقهم ؛ ياربنا سمعنا أذان نبيك إبراهيم - عليه وعلى نبينا السلام - بالحج ؛ فأتيناك طائعين وطامعين بغفرانك ورحمتك ، معترفين بذنوبنا . وعندئذٍ يباهي ربنا - عز وجل - ملائكته ويقول : انظروا ... انظروا يا ملائكتي ؛ إنهم عبادي أتوني شعثاً غبراً من كل فجٍ عميقٍ يرجون رحمتي. أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم ؛ ولو كانت ذنوبهم كزبد البحر أو كقطر المطر أو كعدد رمال الأرض. أفيضوا عبادي مغفوراً لكم ولمن شفعتم له. فيا فرحة حجاج بيت الله عندئذٍ ، وهم ينالون هذا التكريم وذاك الرضا من ربهم تبارك وتعالى أمام ملائكته الكرام ، ويا أسعدهم حين يقول لهم ربهم اذهبوا فقد غفرت لكم. و عندما يؤذَّن لصلاة الظهر ، يقومون فيصلون الظهر والعصر قصراً جمع تقديم ، ويظل الحجاج بعد صلاتهم ملبين داعين الله تبارك وتعالى ولا يغفلون ولا يضيعون أي دقيقة من وقت عرفة ؛ فلا يدرون أيتكرر هذا اليوم ثانيةً أم لا .... إلى بعد الغروب ؛ فيفيضون من عرفات بهدوءٍ حتى يصلّوا المغرب والعشاء قصراً جمع تأخير في المزدلفة ويبيتون فيها ليصلوا الفجر ويذكرون الله عند المشعر الحرام - كما أمرهم في كتابه المجيد : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ }...... ( البقرة - الآية 198 ) . و بعد صلاتهم الفجر وقبل الشروق يخرجون من المزدلفة إلى ( مِنَى ) رافعين شعارهم ( لبيك اللهم لبيك ... ) يوم العيد ، ويلتقطون الحصيات ليرموا الجمرة الكبرى ، فيرمون قائلين : بسم الله والله أكبر .. سبع حصياتٍ صغيرة في الحجم كبيرةً في الأثر فتتحول بقدرة الله جمرات نارٍ في وجه إبليس اللعين ؛ ثم يذبحون هديهم ويحلقون شعرهم ، ويتحللون التحلل الأصغر فيلبسون ثيابهم ليرجعوا إلى مكة ليطوفوا سبعاً بالبيت العتيق ( طواف الإفاضة ) ثم يسعون سبعاً بين الصفا والمروة ؛ وبذلك يتحللون التحلل الأكبر. ويتبقى ثلاثة أيام من العيد ، فنجدهم يرجعون إلى مِنَى ليبتوا فيها حتى يصبحوا لرمي باقي الجمرات الثلاث في كل يوم من بعد الظهر وهم يكبرون عند كل حصاةٍ يرمونها ؛ وبذلك لا يتبقى إلا طواف الوداع ، فيرجعون إلى مكة لينفذوا أمر رسولهم حين قال : " اجعل آخر عهدك بالبيت الطواف ". وما إن أكملوا هذه النسك السابقة تُزَفُّ إليهم البشرى العظيمة من قِبَل رسول الله بكل عملِ من أعمال الحج السابقة ؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " كنت جالساً مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسجد منى ، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا : يا رسول الله جئنا نسألك ، فقال : ( إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فقلتُ ، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلتُ ) ، فقالا : أخبرنا يا رسول الله ، فقال الثقفي للأنصاري : سل ، فقال أخبرني يا رسول الله ، فقال : ( جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤُمُ البيت الحرام ومالك فيه ، وعن ركعتيك بعد الطواف ومالك فيهما وعن طوافك بين الصفا والمروة ومالك فيه ، وعن وقوفك عشية عرفة ومالك فيه ، وعن رميك الجمار ومالك فيه ، ونحرك ومالك فيه مع الإفاضة ) فقال : والذي بعثك بالحق لَعَن هذا جئت أسألك ، قال : ( فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام ، فلا تضع ناقتك خُفّا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ، ومحى عنك خطيئة ، وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل ، وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة ، وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول : عبادي جاؤوني شعثاً من كل فج عميق يرجون رحمتي ، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر، أو كزبد البحر لغفرتها ، أفيضوا عبادي مغفوراً لكم ولمن شفعتم له ، وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات ، وأما نحرك فمذخور لك عند ربك ، وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ، وتمحى عنك بها خطيئة ، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك ، فإنك تطوف ولا ذنب لك ، يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول : يا عبد الله .. اعمل صالحاً فيما تستقبل ، فقد غفر لك ما مضى ) " ...... رواه البزار ، وحسّنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب. فهيا حجاج بيت الله العتيق .... طوفوا واسعدوا ولبّوا وادعوا الله الرحيم مخلصين له الدين حنفاء غير مشركين به ؛ لتنالوا الأجر العظيم والمغفرة والرضوان...هيا ارفعوا أصواتكم بالتلبية وأنشدوا قول الشاعر : إلهنا مـا أعـدلك = مليك كـل من ملك لبيـك قد لبيت لك = لبيك إن الحـمد لك والملك لا شريك لك = ما خـاب عبد سألك أنت لـه حيث سلك = لـولاك يا رب هلك لبيك إن الحمد لك = والملك لا شريك لك واللـيل لما أن حلك = والسابحات في الفلك على مجاري المنسلك = كـل نـبي ومـلك وكـل من أهل لك = سبـح أو لبى فـلك يا مخطئاً مـا أغفلك = عـجل وبادر أجلك واختم بخير عمـلك = لبيـك إن الحمد لك والعز لا شريك لك = والحمـد والنعمة لك إخواني الافاضل -=--آسف للإطالة عليكم ؛ ولكني اشتقت إلى بيت الله العتيق ، فحببت أن يحج قلبي مع الحجاج ، وبقدوم ليلة التاسع من ذي الحجة ازداد الشوق وأراد أن يقف معهم على عرفات ؛ وإذا بيدي تكتب هذه الكلمات. وبمناسبة قدوم يوم عرفة غداً إن شاء الله ، فلا تنسوا صيامه فإن رسول الله قال مبشراً عندما سُئِلَ - صلى الله عليه وسلم - عن صومه : " يكفر السنة الماضية والباقية ". الموضوع مقتبس بالحرف من منتديات همسات إسلامية ، لم أستطع أن أضيف أو ألغي منه حرف لجماله ، أسأل الله أن ينفعني وإياكم وصاحبه العمل به .....وكل عام وأنتم بخير. |
![]() |
|
|