#1
|
لك ولأطفالك .... التربية بالقصة
لم يعد الأمر كما كان من قبل ... كان أبائنا قديما حريصون كل الحرص علي تفحص ما يدخل عقولنا ونحن أطفال من المفاهيم والمعتقدات وعلي ما تنطقه السنتنا من المفردات والتعبيرات .... كان تأديب مبني علي تهذيب ما نستمع اليه وتهذيب ما ننطق به وتطهير ما نعتقده من الخرافات و المضلات .... وكان الأمر علي الأهل قديما سهلا بالمقارنة بوضعنا نحن كأباء الأن في زمن ثورة تكنولوجيا الإتصالات والإنترنت والكمبيوتر والدش.... كانت مصادر التلقي زمان محصورة في البيت والمدرسة والكتاب والقنوات الحكومية في التلفاز وكان أعظم منها جميعا حكايات الأب والجدة والجد وتجمع الأهل والاصدقاء كبيرا وصغيرا في شهر رمضان والأعياد وكافة الأيام بعد صلاة المغرب ... كان المجتمع بوتقة صغيرة محدودة بالبعد الجغرافي والمكاني الذي ربما ما كان يتعدي الشارع أو الحارة أو القرية .... أما الأن تسطيع أن يكون العالم من أقصاه إلي أدناه بين يديك في أقل من دقيقة في شاشة عشرون بوصة في أي وقت ليلا أو نهار .... وأصبح الذي يربي الأن بجانب الأب والأم هو الكمبيوتر والدش والنت والموبايل .... وكلها مصادر يصعب علي الوالد في مرحلة ما ( سن المراهقة ) الرقابة عليها وتنقيتها ... فبارت الأخلاقيات أو ضعفت ...وشوهت العقائد وحرفت ... وتاه العلم النافع وسط كم هائل من المعارف التافه .....وأذكر أن ما أثر فينا قديما ونحن أطفال كانت القصة التي كنا نسمعها ممزوجة بأنفاس والدي وأمي وجدتي ... كانت تحمل عبقا خاصا ومشاعر دافئة رائعة حفرت فينا تقاليد وأداب عريقة أصيلة وأصبحت جزء من شخصية الإنسان وتكوينه .... ضاعت القصة وحل محلها ( الجيمز) وضاع الأب وحل محله الكمبيوتر والدش والموبايل
قلت لنفسي ما لايدرك كله لا يترك كله حرصت أن أشتري كل أسبوع لأولادي كبيرهم وصغيرهم مجموعة قصص قصيرة كنت حريصا علي الإعتناء بإختيارها ...لتعكس الثقافة المحافظة التي تربينا عليها ... ثم نقرأها سويا ونتبادل ما تعلمناه منها ... كنا أحيانا كثيرة لا نجد الميزانية المادية التي نشتري منها فعلمت أولادي أن غذاء العقل لا يقل أبدا عن الغذاء المطلوب للجسد .... فأصبح لكل مجموعة قصص نشتريها قصة لطيفة عن التوفير والإيثار وأصبحنا نتذكر كل كتاب في مكتبتنا المنزلية .... بواقعة تزيد من متعة قرائته والتعلم منه .. وأنا أدعوكم أباء وشباب للعودة للتربية بالقصة ... فإن لها أثرا جميلا أجده الأن في سلوكيات أبنائي ... وقررت أن أقترح عليكم يوميا قصة تحكيها لإبنك أو إبنتك ... ولك بعد أن تسعي وتختار لهم المزيد .... ولكن دعونا نبدأ بتقدمة من كتاب للشيخ محمد صالح المنجد جزاه الله خيرا بسم الله الرحمن الرحيمfficeffice" />
وهنا وعند تأمل القرآن الكريم والسنة المطهرة يتبادر لنا سؤال مهم وهو: هل من الممكن أن يتربى هؤلاء الأطفال من خلال القرآن والسنة وهل يمكن استثمار قصص القرآن أو السنة في هذا المشروع الضخم؟؟؟ للإجابة على هذا السؤال نقول: بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه فلاشك أن القرآن الكريم والسنة المطهرة كفيلان بأن يكونا أداة عظيمة في تربية الجيل وإرشاده نحو كل جليل وهذا من المسلمات عند كل مسلم حيث يقول الله تبارك وتعالى:(ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2). · وفي ظل البيئة السيئة التي ولدّها التأثر بالغرب وسيطرت وسائله الإعلامية المختلفة على بيوت المسلمين وانهماك الوالدين في الأعمال المختلفة كاضطرار بعض الأسر لخروج الأم للعمل وقد يعمل الأب عملاً إضافياً أصبح الآباء بعيدون عن تربية أبنائهم وإذا جلسوا معهم إما أن يكونوا معكري المزاج فلا يجد الأولاد سوى الصراخ والعويل دون كلمة حانية أو بسمة رفيقة أو مداعبة رقيقة ويظن الأب أو الأم أن التوبيخ والنهر هو الطريقة المثلى للتربية بل قد يكون أصلاً لا يعرف سوى هذه الطريقة. · وكم نسمع من بعض الناصحين اضرب ولدك يصبح مؤدباً! [اشخط .. أزعق .. زعّق .. كشر .. برطم .. ] ستكون النتيجة ولداً مهذباً صالحاً وهذا خطأ كبير في التربية فالتأديب بتعليق العصا ليراه أهل البيت من السنة ولكن أن يكون الوحيد فهذا أمر مرفوض. · يجب أن تكون أساليب التربية مستفادة من الوحي العظيم الكتاب والسنة فهذه الشريعة جاءت بكل ما يصلح به البشر شؤونهم ، ومن تلك الأساليب المستقاة منها تربية الأبناء بل المجتمع بالقصة فالتربية بالقصة وتوصيل المعنى بالإحساس وتحقيق الهدف بالمثال من أفضل الأساليب وأكثرها نجاحاً وأنجعها نتيجة إن شاء الله. فنحن نجد بأن الموعظة بالقصة تكون مؤثرة وبليغة في نفس الطفل، وكلما كان القاصْ ذا أسلوب متميز جذاب؛ استطاع شد انتباه الطفل والتأثير فيه؛ وذلك لما للقصة من أثر في نفس قارئها أو سامعها، ولما تتميز به النفس البشرية من ميل إلى تتبع المواقف والأحداث رغبة في معرفة النهاية التي تختم بها أي قصة، وذلك في شوق ولهفة. فممّا لا شكّ فيه أنّ القصة المحكمة الدقيقة تطرق السامع بشغف، وتنفذ إلى النفس البشرية بسهولة ويسر... ولذا كان الأسلوب القصصي أجدى نفعاً وأكثر فائدة؛ فالقصة أمر محبب للناس، وتترك أثرها في النفوس والمعهود حتى في حياة الطفولة أن يميلَ الطفل إلى سماع الحكاية، ويصغي إلى رواية القصة... هذه الظاهرة الفطرية ينبغي للمربّين أن يفيدوا مِنها في مجالات التعليم خاصة وأن إعلامنا أجرم عندما جعل من العاهرة بطلة ومن العاهر بطلا، وإعلامنا أجرم كثيرا في حق أبنائنا فلم يترك عاهرة إلا وصورها وعقد معها لقاء. لذلك لابد أن يربط الولد بأنبياء الله عز وجل: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )(الأنعام: من الآية90) وبرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)(الأحزاب: من الآية21) وتربيتهم على ما كان عليه صحابة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا إن التشبه بالكرام فلاح والقصة خير وسيلة للوصول إلى ذلك ولهذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيراً ما يقص على أصحابه قصص السابقين للعظة والاعتبار وقد كان ما يحكيه مقدَّماً بقوله: " كان فيمن قبلكم "ثم يقص صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مسامعهم القصة وما انتهت إليه. لقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتمثل منهجاً ربانياً (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(لأعراف: من الآية176). وتلك القصص كانت قصصاً تتميز بالواقعية والصدق، لأنها تهدف إلى تربية النفوس وتهذيبها، وليس لمجرد التسلية والإمتاع حيث كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يأخذون من كل قصة العظة والعبرة، كما يخرجون منها بدرس تربوي سلوكي مستفاد ينفعه وينفع من بعدهم في الدارين: في دار الدنيا والآخرة. · ولكن هل الإعلام الموجه للطفل عموماً استفاد من هذا الأسلوب " التربية بالقصة " لتحصيل أسباب تربوية أم أنه إعلام هدّام أو سلبي على أقل وصف ؟ للأسف كثيرٌ منه سلبي فالقصص التي تعرض في أفلام الكرتون فيها محاذير ومنكرات عديدة منها : 1- قصص تثير الفزع والرعب والرهبة القصص التي يغلب عليها طيف الفزع والرهبة، تترك في الذائقة اشتياقاً ممزوجاً بالجزع، وفي النفس جبناً وعقداً، وأمثال ذلك: قصص (أمناً الغولة، وقصص المردة، والعفاريت)هذه القصص تهدم الشخصية، وتقتل الحس الفكري لدى الطفل، ولا تؤسس الطفل الشجاع، ولكنها تؤسس الطفل الجبان المتخاذل، الذي يتملك الخوف من فرائسه. فالطفل يظل معايش الفكرة حتى بعد الانصراف، من لحظة المعايشة الفكرية للقصة، يتخيل بالفعل أن هناك عفاريت تحاصره بالظلام، وأن هناك (أمنا الغولة عند البئر) إلخ...، ولو نظر كل منا لنفسه، لوجد أنه لا يزال يعيش بوجدانه قصصاً قرأها في صباه، فيجب أن نؤسس الطفل على الشجاعة، لكي نبني أمة شجاعة، لا أن نؤسس الطفل على الجبن فنبني أمة ضعيفة. 2- القصص الشعبية التي تحتوي على مواقف منافية للأخلاق: وأمثلة ذلك: قصص (طرزان- وسوبرمان- والجاسوسية)، التي لا تحتوي على قيم إنسانية أو أخلاقية ، بقدر ما تمجد العنف كوسيلة لحل المشاكل، وتجعل القوة البدنية، هي العامل الأقوى في حسم المواقف. مثال: طرح شخصية (طرزان)، الذي تربى بين الحيوانات، ولا يعرف وسيلة لحل مشاكله إلا بالقوة البدنية، هذه الفكرة تسقط سلوك الطفل العقلاني، إلى السلوك العدواني، دون استخدام العقل، فيجب طرح قصص تدرب الناشئة على حل المشاكل بإحلال العقل محل القوة. 3- قصص تثير العطف على قوى الشر أو تمجيدها: القصص، التي تثير العطف على قوى الشر، وتمجده مثل انتصار الشر على الخير،.. الظالم على المظلوم...الشرير على الشرطي. ويطرحونها بحجة أنهم يكشفون السلوك الخاطئ للطفل كمن يكذب على أولاده ثم يقول هذا كذب أبيض وفي الحقيقة الولد يتربى على الكذب فليس هناك كذب أبيض ولا أسود ، أما عن إثارة العطف على قوى الشر والانتصار له في النهاية قد تجعل الولد يسلك السلوك الخاطئ ، ليبقى ضمن طائفة الأقوياء المنتصرين. مثال ذلكقصص الرجل الخارق، وسوبر مان، الرجل الحديدي ، جلاندايزر ) 4- قصص تعيب الآخرين وتسخر منهم: القصص القائمة على السخرية من الآخرين وتدبير المقالب لهم وإيقاع الأذى بهم، منها السخرية من علة المعاق أو عيب خلقي في نطق البعض وتدبير المقالب للكبير مثلاً وإيقاع الأذى بالأعمى، بإيقاعه في فخ ما أو غيرها، دون تعظيم الأثر الواقع على المخطئ أو مدبر المقلب، ومن الأمثلة الشهيرة لهذا الفكر الخاطئ تربوياً: الأفلام المتحركة في قصة " توم وجيري " ، وهذه القصة رغم ما بلغته من شهرة جماهيرية لدى الأجيال إلا أنها فاسدة تربوياً، ترسِّب هذه الأفلام في وعي الطفل نمطاً سلوكياً خاطئاً، يقلده الطفل ويتمثل به ليحقق ذات المتعة والشقاوة الفكرية على من حوله، ويحس بالتفوق على الآخرين، وكذلك تلك الأفلام التي تسخر من الأسود وتؤدي إلى نبذ الجنس الآخر الأسود فهذا يرسب الضغينة والحقد في نفوس الأطفال، ويؤسس التفرقة والتشرذم لا الوحدة والتآلف. |
#2
|
||||
|
||||
رد: لك ولأطفالك .... التربية بالقصة
:TH E_PR~18:
|
#3
|
|||
|
|||
رد: لك ولأطفالك .... التربية بالقصة
واللة الموضوع دة من احلى الموضوعات على هذا المنتدى وربنا يعلم انا بحاول قد اية انى اخلى اولادى كويسين وسط مجتمع تملؤة الاخطاء سواء من المدرسة للنادى لتعاملهم مع الاشخاص الغريبة الى فى الشارع
|
#4
|
رد: لك ولأطفالك .... التربية بالقصة
جزاكم الله خيرا علي هذه الإطراءة الجميلة وجزاكم الله خيرا علي إعادة نشر هذا الموضوع وغيره أسئل الله أن ينتفع به
__________________
|
#5
|
رد: لك ولأطفالك .... التربية بالقصة
موضوع رائع يا أستاذ خالد حضرتك كتبته يوم الثورة بس ماشفتوش غير دلوقت ، تسلم ايدك
__________________
م . نبيل عبد الرحمن مصر موتورز الإسكندرية
|
|
|