رد: التحايل "الاخوانى"!!
قــصــة حــدثـت بالــفــعـــل
مــخــتـار نـــــوح
كان حسام هو أفضلنا فى قراءة القرآن وتجويده كان يدرس فى كلية الطب إلا أنه كان كثير اللوم علينا فتارة لا يروق له اننا لا نطلق اللحى حتى صدورنا وكان ينتقد منا ما اطلق عليه "تقليم اللحية" لأنه كان يرفض لفظ "تهذيب اللحية" كما كان يطالبنا دائما بالإعتناء بالملابس حتى تكون على شكل السنة من وجهة نظره إلا أن هذا الخلاف فى الإنتقاد الدائم كان امراً هيناً إذا ما قارناه بإنتقاد حسام لوالده فقد كان والده رجلاً صوفياً طيب القلب يجمع أصحابه بعد صلاة العصر من يوم الجمعة ليقوم بالصلاة والسلام على رسول الله بصورة جماعية فكان حسام يمنعنا من ان نجالسه أو حتى أن نصافح والده أو أن نتعرف عليه إلا أن الأيام قد دارت دورتها وفى عام 1978 أصر حسام على أن يتزوج رغم انه كان طالباً فى ذلك الوقت فى كلية الطب فتضافرت جهودنا جميعاً لكى تنجح هذه الزيجة فتبرع أحدنا بأن يمنح حسام بيتاً مكوناً من طابق واحد فى منطقة أرض اللواء وقد كانت منطقة زراعية فى ذلك الوقت ثم قمنا بالمساهمة فى التبرع حتى نقوم بطلاء المنزل من الداخل فقط أما والد حسام فقد كان يعانى من المقاطعة التى كان يفرضها حسام على علاقته بأبيه وقد كانت المفاجأة أن والد حسام قام بفرش البيت كاملاً ثم قام بإنشاء ما يسمى "الطلمبة" وهى ماكينة دفع المياه من باطن الأرض إلى المنزل ثم قام بصناعة خزان فوق سطح المنزل وظل يملأ الخزان بنفسه صعودا وهبوطاً على سلم خشبى كان هو الموصل الوحيد بين سطح المنزل وبين "الطلمبة" و استمر ذلك حتى إمتلأ الخزان عن آخره إلا أن حسام لم يعترف بهذا الفضل بل إعتبره واجبأ يقوم به الأب بحكم فطرته وأن هذا الذى صنعه أبوه لن يجعله يتهاون معه فى طريقة ذكره لله أو مبالغة الرجل فى حبه للأولياء أو غير ذلك وكانت زوجة حسام فى ذلك الوقت طالبة أيضا ولكن فى كلية الزراعة فتفرغت تماما لمساعدة حسام فى معيشته فعملت بحياكة الملابس بعد ان اهداها والد حسام ماكينة لحياكة الملابس وفى آخر حوار بينى وبين حسام سألته سؤالاً مازلت أذكر نصه فقلت له لو انك مكان أبيك هل كنت تفعل ما فعله لك رغم عداوتك له ؟ أجاب فى إنطلاق واضح بعبارات مسموعة "طبعاً بل سأفعل أكثر من ذلك مائة ضعف " ومر من الأعوام ثلاثون عاماً و أتت إلى فى مكتبى إمرأة تريد أن تقاضى طليقها لأنه إمتنع عن الإنفاق على أولاده منذ أكثر من عشرة اعوام سبقت هذه الزيارة و أنه يرفض مساعدة إبنته فى جهازها رغم يساره الفاحش وإمتلاكه لقرية سياحية فضلاً عن مساهمته فى شركة كبرى للمقاولات وكانت بصحبتها تلك الفتاة التى كانت تستعد لبداية حياة جديدة فأردت ان أطيب خاطرها بينها وبين والدها فأخبرتنى أن والدها لا يعرف شكلها أصلاً ولا شكل أشقائها وقد إمتنع عن رؤيتهم منذ سنوات طويلة ثم قامت الأم بتسليمى وثيقة الزواج لكى أقيم لها الدعوى القضائية ورأيت إسم الزوج فكان هو حسام بعينه .
__________________
|