كلـــــــمتــين وبـــــــــس .. أنا كــــــــده خلـــــصت ضمـــــــيرى أمام الله ..ـ

[ابو هيما]

أنقسم الشعب المصرى إلى طائفتين ، طائفة مؤيدة للفريق عبد الفتاح السيسى كرمزاً للجيش المصرى .. وأخرى مناهضة لجماعة الاخوان المسلمين .. وإذا جمعتك الصدفة البحتة لتلتقى بأحد من مشجعى هاتين الجبهتين بالشارع أو فى المسجد أو حتى بوسائل المواصلات العامة أو ع الانترنت فستجد لكلاً منهما أسبابه وحججه القوية فى الدفاع عن جبهته التى أرتضى بأن ينضم إليها ، حتى ان هذه الاسباب والحجج قد تقنعك انت نفسك بتغير مبدءك وفكرك عن ما كنت عليه من فكر اخر مخالف له ، لتصبح فى النهاية منضم لفكر من تتحدث معه ..!!! .. أما أذا كان من يحاورك صديق لك وأستشعر من داخله أثناء الحوار بأن أرائك وردودك لا تدعم ما يقول ، فستكون النتيجة الحتمية لذلك هى أنهاء الموضوع بصورة مفاجئة مع قليل من الابتسامة الباهتة على الوجه لغلق باب الحوار فى هذا الموضوع مغلفة بكلمتين حلوين .. زى ( لا مفيش حاجة . .حصل خير ..أحنا أخوات .. اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية .. ألخ. ))
أما بقى لو كان من تحاوره وأنت على خلاف معه بالرأى قد قابلته بالمواصلات العامة أو فى الشارع فقد ينتهى المطاف بك معه إلى أحدى السبيلين وهما : أما السباب والقذف بالام والاب ، أو بضربة مطوة و قد ينتهى بك الحال إلى طلق نارى فى الصدر أو الدماغ لينهى حياتك فى الحال ..!!

عجباً لهذا الشعب وعجباً لتلك القوة والعنف التى تخرج من جسده وفمه .. !!

أن ما يحدث فى أمريكا وما يجرى بالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرهم من دول العالم ما هى ألأ خيوط ستجتمع مع بعضها أجلاً أم عاجلاً لتخلق فى النهاية ثوباً يسمى بالقدر .. القدر الذى كتبه الله عز وجل على هذه الامة وغيرها من الامم من قبل خلق الكون والانسان والجنة والنار ... فأن أول ما خلق الله فى الكون هو القلم ، فقال له أكتب .. قال وما اكتب يارب ؟!..قال اكتب مقادير كل شيء حتى قيام الساعة.!!

نحن فى مصر نمر بحرب تسمى بالفتنة .. فتنة سلاحها هو الاعلام وممولها هو دول الغرب ممثلة بأمريكا راعى الارهاب الاول بالعالم أما حفيدتها فهى دولة أسرائيل بالشرق الاوسط .. تلك الدول التى حاولت من قبل وفى اكثر من دولة عربية ( العراق ، فلسطين ، السودان ، لبنان ، ليبيا ، البحرين والصومال ..)) إلى أن نجحت فى هدفها ، ولم يبقى لها ولا أمامها ألأ منارة الشرق وبوابة التاريخ (( مــــــــــــــــصـــــر )) فبسقوطها يسقط العالم العربى جميعه ، لقد حاولوا أشعال نار الفتنة الطائفية من قبل ما بين مسلمين ومسيحين مصر لكنهم فشلوا ، فعاودوا الكرة من جديد ولكن هذه المرة من داخل جبهة الاسلام وحدها لتضرب بذلك عصفوران فى اّن واحد وهما : أقتصاد الدولة المصرية والاسلام معاً ..!!

فالاقتصاد المصرى قد تفكك من كثرة الاعتصامات والاضرابات والمطالبة بالعلاوات والحوافز وزيادة المرتبات ثم قطع للطرق ووقف للتعليم والمدارس والنهب من كل فرد معتقداً بذلك بأنه يأخذ حقه الذى سلب منه من قبل ..!!!

قد يسأل سأل وما دخل الاسلام بذلك الموضوع.. فسأقول له قبل أن أرد عليه حكاية طريفة حدثت معى شخصياً منذ اكثر من عشرون عاماً حينما كنت بسن المراهقة أتنقل بين المتاحف والمناطق الاثرية بشكل دائم ومستمر لممارسة هوايتى بالتحدث باللغة الانجليزية بين الاجانب والتعارف عليهم وذلك لاعداد نفسى كى أصبح مرشداً سياحياً.... وكنت أنذاك قد أتصاحبت مع شاب انجليزى فى العشرينات من عمره ، وحينما دار بيننا الحديث فى مواضيع عدة كان من بينها أن قلت له ( أن عدو مصر والعالم العربى هو اسرائيل بالشرق الاوسط ، فمن هو عدو أنجلترا الاوحد بالعالم ؟!! ولقد كانت اجابته مذهلة لى حتى أننى لم أنساها طيلة العشرون عاماً التى مضت من عمرى .. وهو أن عدو أنجلترا الاوحد بالعالم هو .. الأســــــــــلام ..كيف ذلك ؟!!!!
قالها بعفوية دون أن يقصد ليكشف عن فكره وما تربى عليه هو وأبناء قومه ..ولقد أخذت أفكر كثيراً لما قال لى هذا الرد .. ان الاجابة المنطقية هى أن الأسلام نشاء صغيراً إلى أن أصبح أمبراطورية كبرى أهلكت الفرس والروم وقضى على أمبراطوريات كانت مثل روسيا وأمريكا الان .. فهم يفكرون لبعيد ويغزوننا بأكثر من سلاح لزرع روح الفتنة والتنزاع بيننا حتى لا تعود الامبراطورية الاسلامية من جديد . الامبراطورية الاسلامية التى أرعبتهم وأوقفتهم بل وقهقرتهم أثناء توسعات الخلفاء الراشدين ، وكذلك طيلة الخمسة قرون التى توحدت فيها الدول العربية بكيان واحد ثابت تحت عباءة الامبراطورية العثمانية ..!!

ولذا لا تعجب أخى القارىء حين ترى كثيراً من الافراد الان بالمجتمعات العربية وليس بمصر وحدها ، يستعجلون مجريات الاحداث والامور ويكررون ما يسمعوه دون أن يعقلوه ، بل وينشرونه حتى من قبل أن يفهموه .. أدخل على صفحات التواصل الأجتماعى عبر الانترنيت وشاهد وأقرء كيف يخاطب الناس بعضهم البعض بالسب وبأبشع الالفاظ ، وليس ها هنا مقام ولا فرق بين كبير وصغير ، فالكل يجيد لغة الالفاظ البذيئة !!.. سير بداخل سيارتك فى الشارع وأنظر كيف وصلت أخلاقيات الناس حتى فى القيادة ، أو أجلس بداخل عربة مترو لتسمع الكل يتحاور بصوت عالى فى السياسة ، وقد رأيت بعينى أناس يسبون بعضهم بالاديان لمجرد اختلافهم بالرأى..

إلى أين نحن ذاهبون .وإلى أين سيصل بنا المطاف ؟!!. ...لما لأ نحاول أن نفهم أو نعقل دون أن نسب بعضنا البعض .. لقد أوصلنا الاعلام وما ينشره عن بعض رجال الدين الاسلامى ومطولين اللحى والنساء التى تلبس النقاب وبعض العناصر الدخيلة على الدين أو بمعنى اصح المنحلة والتى تتخذ من الدين ستاراً لها ولجرائمها إلى مرحلة الكره لكل من هم فى جلباب أبيض ولكل من هى منتقبة ..فأذا رأينا رجل بذقن نقول عليه نصاب او خروف .. وإذا رأينا أمراءة منتقبة نقول عليها مومس وخايفة تظهر وشها عشان ماحدش يعرفها لانها بتشتغل فى الحرام ..!!

أن من يشعل النيران يقف لينظر إليها من بعيد ، فإذا أكل بعضها البعض جاء من أشعلها ليلم ما تبقى منها حتى يرميه بسلة المهملات ، وهذا ما تفعله دول الغرب ومن يحاولون ذرع نار الفتنة بيننا ..!!

لقد خلق الله الاديان وأرسلها للعباد حتى ترسم لهم الطريق كى يسيروا عليه وليس للتشدد والحرق ، فالهدف منذ اللحظة الاولى كان جلى وواضح وهو تعريف العباد برب الكون والعمل فى الارض لأعمارها ، وقد كان من الممكن ان يجعلها الله الديانات كلها ديانة واحدة لتخدم الكون كله من بدايته إلى نهايته .. ولكن الحكمة فى ذلك بأن كلاً منها أتى لكى يخدم مرحلته التى جعل لها ، فكانت اليهودية وما بها من معجزات ظهرت على يد نبى الله موسى مثل :العصا وشق البحر والجراد والقمل والدم والضفادع وتحول نهر النيل إلى دم وغيرها من معجزات هى فى زمن كثر به إيمان البشر بالسحر وقوته أكثر من رب الكون ، فأتى الله لهم بمعجزات هى أشد من سحرهم ليفيقوا من غفلتهم ويرجعوا إلى من خلقهم .. لقد صور لنا الله هذه المبارزة ما بين السحرة ونبيه موسى عليه السلام في قولهم لنبى الله : { إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين}.. : { فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم} وحين وقع الحق وبطل السحر ،: { إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى} ،حين ثبت للسحرة أنفسهم أن ما ماكانوا يصنعوه هو الباطل وأن ما يدعوا إليه موسى وهارون هو الحق
{ فَأُلْقيَ السَّحَرَة سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا برَبّ هَارُون وَمُوسَى } ولم يبالوا بما كان يتوعدهم به فرعون من قطعاً لليد والارجل والصلب ، فلقد رفع الله عز وجل لهم الجنة فى سجدتهم ورأوا منزلتهم ، { قَالُوا آمَنَّا برَبّ هَارُون وَمُوسَى قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْل أَنْ آذَن لَكُمْ إنَّهُ لَكَبيركُمْ الَّذي عَلَّمَكُمْ السّحْر فَلَأُقَطّعَن أَيْديكُمْ وَأَرْجُلكُمْ منْ خلَاف وَلَأُصَلّبَنكُمْ في جُذُوع النَّخْل} .. لقد صورت تلك الايات وهذا المشهد قوة السحر وأثره فى نفوس البشر وكيف عالجه الله بمعجزاته التى أراها للعباد على يد نبيه موسى عليه السلام وعرفوا معنى كلمة التوحيد بعد عبادة الاوثان ..

واشتهر زمن عيسى ابن مريم (عليه السلام) بالبراعة في الطب فجاءت المعجزة المؤيدة للسيد المسيح «الطب».
وسُمي عيسى ابن مريم بالمسيح كما يقول بعض المفسرين لأنه كان لا يمسح ذا عاهة الا برئ فسمى «مسيحاً».
وجاء في سورة آل عمران الآية 49 «وابرئ الأكمة والابرص وأحيي الموتى بإذن الله...». وجاء في سورة المائدة الآية 110 «... وتبرئ الأكمة والابرص بإذني واذ تخرج الموتى بإذن الله».

ونصت هاتان الآيتان الكريمتان على ان المسيح يبرئ الأكمة «المولود أعمى» بإذن الله ولا يعرف الطب كيف يرد لمن ولد أعمى البصر ولكن الله عز وجل هو الذي يهب البصر اصلا قادراً على ان يفتح عين الأكمة للنور.
ويبرئ الأبرص بإذن الله لا بدواء فالدواء وسيلة لتحقيق الشفاء وصاحب الإذن قادر على تغيير الوسيلة وعلى تحقيق الغاية بلا وسيلة واذا هو يحيي الموتى بإذن الله فواهب الحياة للمرة الأولى قادر على رجعه حين يشاء.

وحينما ولد أشرف الخلق محمد بن عبد الله وخاتم المرسلين ، اعطاه الله معجزة القراّن . فلقد عرف عن العرب اّنذاك براعتهم فى استخدام اللغة العربية والتلاعب بألفاظها ، بل ونصب أسواق للشعر ليتفاخروا بينهم فيها ، وحينما أنزل القراّن كان التحدى لهم فى الأية الكريمة ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(23)البقرة

ثم أزدادت لهجة التحدى ف ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين )

أن الكون كله منظوم ومرسوم من البداية للنهاية لتنفيذ تلك المشيئة وما نحن ألأ أسباب لها ..وما هى الأ خيوط تجتمع اطرافها من هنا وهناك لغزل ثوب القدر .. فلماذا أيها الانسان تحمل نفسك فوق طاقتها ، بل تحارب وتقاتل وتسب وتلعن وأنت تعلم جيداً بأن ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )

أريحوا صدوركم ونفوسكم فلن يمنع حذر من قدر ولن يوقف أنسان ارادة الله للكون مهماً كان ، فما تحسبه شر قد يكون خير ، وما تحسبه خير قد يكون شر ..!!!

وتلك الاحداث والمشاهد التى نراها عبر التلفاز فى مصر وسوريا وبورما ونحسبها خير أو قد نحسبها شر ، كلاً على حسب ما يظن ويفكر ما هى ألأ مرحلة فى القدر الكونى والمشيئة الالهية مثل مراحل تطور الاديان لكى تنفيذ بالنهاية المشيئة المكتوبة والتى هى أكبر منها ..!!!

لقد أنشغلنا بالسياسة فأنستنا أخلاقنا الطيبة وأصلنا الكريم .. وأنشغلنا بجمع المال فنسينا أولادنا..!!

أبدء بنفسك وأصلح فى أهل بيتك ينصلح حال الامة جميعها ويولى الله عليك وعلينا من يصلح
((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]

ولا تقول لماذا يتم هذا ولماذا يفعل ذاك ، فإن أستطعت الاصلاح دون سفك للدماء فأصلح ، ولكن ان لم يكن بيدك شىء تفعله ، فأدعى الله عز وجل بأن يكشف هذه الغمة ويزيح كربها وهمها عنا وعن الامة جميعها ولا تفرح بمن تسفق له اليوم وتمدح به فقد يكون على خطأ وتحشر معه ، وأن لم تستطع أن تفهم ما الحكمة وراء ذلك كله فتذكر قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح حينما ألتقيا عند شاطىء البحر وسأله نبى الله موسى ان يعلمه مما علمه الله ، فكان الجواب بأن قال له (إنك لن تستطيع معي صبراً) (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) ، فكل ما كان يراه نبى الله موسي معه من أشياء لا تعجبه من تصرفاته ويحسبها شر -(مثل خرق السفينة وقتل الغلام ثم بناء الجدار وأخراج الكنز ) - أكتشف بالنهاية أنها خير ..ولو كان صبر نبي الله موسى لكنا تعلمنا الكثير كما قال عنه نبى الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام (يرحم الله موسى لوددنا أنه صبر حتى يقص علينا أمرهما)

ولينشغل كل منا باصلاح نفسه وأهله قبل أصلاح غيره ، فالبحيرة نشاءت من قطرة ماء والاهرامات بنيت من حجارة تجمعت مع بعضها البعض لتوئلف بناءاً شامخاً وقف أمام الدهر ألأف السنين ...

أن كان قد عجبك الموضوع فلاتنسونا من صالح دعائكم بالخير ...

[zing0]

Like


الطبيعى إن إختلافنا رحمة, و ربنا خلقنا مختلفين لحكم قد لا نعيها, و لكن الإختلاف أبداً لا يجوز أن يبيح القتل.
قد يكون موقف السيسى صحيح أو خطأ سياسياً
و لكن طريقة تعامله مع معارضيه أكيد كانت خطأ, كان من الممكن أن يفرق المظاهرات برش المياه أو الغاز المسيل للدموع ( و ليس الغازات الخانقه) و عنده مليون طريقة غير القتل.
و بيقتل مين .... إرهابيين ؟!!! ده كلام إعلام فارغ
بالذمه حد يصدق إن صاحبى فى الشغل أو جارى ده كان إرهابى و إتقتل علشان راح رابعه أو النهضه !!!
هو فيه حاجه إسمها إعتصام و لا مظاهرة و لا مسيرة للإرهابيين؟؟؟
طيب ليه مبيرضوش على القتل بالقتل بما إنهم أرهابيين؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
علامات الإستفهام كتييييييييير و محتاجه إننا نبطل نتفرج على الأخبار من أى مصدر و نشغل عقولنا.

[the ultimate opportunity]

والله الكلام ده كلام من الاخر بجد والله

جبت المفيد يا استاذ ابو هيما

[Mido Madrid]

كلام رائع وياريت الناس تفهمه فنحن فى الاخر مصريين وفي يوم من الايام سنتحد جميعا لننهض بمصر ونتمني ان يحدث ذلك قريبا وياريت نسيب العنصريه اللي بقت منتشره حاليا ومحاولات تشويه الطرف الاخر بكل الطرق

[احمد على 1999]

كلام جميل
متابع