المعجزة الأمريكية للقضاء على البطالة بدون تكلفة

[مى مدحت خفاجى]

المعجزة الأمريكية للقضاء على البطالة بدون تكلفة
نتيجة لتصدير الوظائف خارج امريكا بواسطة الشركات الأمريكية فى الثلاثين عاما الماضية للاستفادة من رخص الايدى العاملة فى جنوب شرق آسيا , ان زادت نسبة البطالة فى امريكا الى 13 فى المائة منذ عدة سنوات ورفع الاقتصاديون ناقوس الخطر فى أمريكا. وبدأت مراكز الفكر تعمل بهمة للقضاء على البطالة بطريقة مبتكرة. وعرضت جريدة الفينانشيال تايمز المشكلة منذ عدة اشهر بطريقة مبسطة أن السويت شيرت المنتج بواسطة الشركة التى ابتكرته يتكلف اذا انتج فى أمريكا 38 دولار واذا انتج فى الهند 31 دولار. فكيف يمكن تخفيض تكلفة انتاجه فى أمريكا بحيث يقارب تكلفة انتاجه فى الهند. فكان الحل الذى ابتدعه المستشار الاقتصادى لأوباما وهو الدكتور ابراهيم عويس استاذ الاقتصاد فى جامعة جورج تاون . وهو أن تقوم الحكومة الأمريكية بطبع 85 مليار دولار كل شهر منذ أربعة اعوام وان تقرضها للبنوك بدون فائدة. 0% على أن تقرضها للشركات الصناعية بفائدة 1% وبذلك تنخفض تكلفة الانتاج للمصنوعات. واصبحت تكلفة السويت شيرت 32 دولار المنتج فى أمريكا والمنتج فى امريكا أجود من ما تنتجه الهند ولا يتطلب جمارك واجراءات فى الهند ولا يتطلب وجود مندوب أمريكانى من الشركة لمراقبة انتاج المصنع الهندى. وهذا الموضوع انسحب على كل المنتجات التى كانت تنتجها الشركات فى جنوب شرق اسيا. وقد اعترض المشروع العديد مدعين انه سيحدث تضخم لأن النقود المطبوعة لا يقابلها زيادة فى الدخل القومى. ولكن العكس هو الذى حدث أن انخفضت الاسعار بدلا من ارتفاعها والسبب زيادة الانتاج فى أمريكا . وقد اعلنت الادارة الامريكية الشهر الماضى أن البطالة انخفضت الى 6,3 فى المائة بعد 4 اعوام من تطبيق الخطة. والمعروف أن البطالة أقل من من 7% تعنى انه لا يوجد بطالة لأن معظم هؤلاء ربات بيوت لا يريدون أن يعملوا. ولكن تم سن قانون يمنع استعمال تلك الاموال فى شراء البيوت أو السيارات وجرم القانون خرق القانون بالسجن 15 عاما وغرامة ضعف المبلغ المقترض . ولم تتكلف الحكومة الأمريكية الا ثمن الورق المطبوع للنقود .هل يعرف خبراء الاقتصاد فى مصر كل تلك الأخبار. هل يمكن ان تنتظر منهم أن يقلدوا دول العالم التى قضت على البطالة وانطلاق اقتصادها؟ هل فعلا يقرؤون المجلات الاقتصادية مثل الايكونوميست وجريدة الفينانشيال تايمز أو مجلة فورن أفيرز؟ أو عندهم مشكلة فى اللغة الانجليزية؟ كل تلك المجلات والجرائد موجودة على النت بالمجان وأنا مستعد لترجمتها لهم . واين المجالس القومية المتخصصة والتى تغط فى نومها. وبالمناسبة الحوافز السابقة لا تمت لحزم الحوافز التى كان ينفذها د. حازم الببلاوى. وهل يعقل أن يوجد استثمار فى مصر والفائدة البنكية 16_18%. ويوجد مشكلة فى الطاقة الكهربائية والفساد المتفشى فى المصالح الحكومية الذى يطلب نصيبه من المشاريع الاستثمارية قبل انشاء المصانع على هيئة رشاوى؟ هل يمكن أن يتبنى مرشحو الرئاسة هذه الافكار أم ينتظرون الحلول لمشاكل مصر من من لا حلول عندهم؟ ومن الواضح ان الاقتصاد المصرى يعانى من مشكلة استيراد المنتجات الرخيصة من جنوب شرق اسيا مما أدى الى غلق اكتر من 4000 مصنع مصرى. ويعتبر الحل السابق شرحه مثالى لانه سيخفض تكلفة الانتاج لان الاقراض سيكون 1% مما يخفض تكلفة السلع بحيث تنافس المنتجات المستوردة .
د.مدحت خفاجى