استطاعت البلاد خلال العشر سنوات الماضية تحقيق معدلات عالية من التنمية والتطور فى قطاع الطرق بين المدن وداخلها ، وأصبح لدينا شبكة طرق واسعة ، المفروض انها صممت ونفذت بأحدث المواصفات العالمية لخدمة حركة النقل ، ولقد استثمرت البلاد مليارات الجنيهات من قوت الشعب لإنشاء هذه الشبكة العملاقة ، كلنا نمر فى طريق مصر – إسكندرية الصحراوى ، وفرحنا كثيرا عند تحويل هذا الطريق إلى طريق دولى وبدأو فى إصلاح وتجديد هذا الطريق على مراحل ....ولكن هل العمر الفنى للطريق ومشتملاته أقل من العام ؟!
إن الأجزاء التى تم إصلاحها ورصفها لم تعد مستوية كما يجب ، كما أنها لم تكن بالنعومة التى شعرنا بها فى بداية استعمال الجزء المستصلح ، كنا نحس بفرق كبير إذا انتقلنا من الجزء القديم إلى الجزء المستصلح ، ولكن بعد مرور أقل من عام لم يعد هناك فرق ....إن جباية الأموال على البوابات والزيادة فى رسوم استخدام الطريق يجب أن يكون هناك رقيب عليها ، أبسط شىء (عين القطة) التى تحدد الخطوط بين الحارات فى الظلام ، بلا استثناء انكسر حوالى 95% منها أو بمعنى أصح انفصل الجزء العاكس منها ولم يبق إلا الجزء الحديد المثبت فى الأرض وأصبحت بدلا أن تعطى خطوطا متوازية ، أعطى الصالح منها مع بعضه خطوطا متقاطعة تنقلك من حارة إلى أخرى دون أن تدرى يمكن ان يتسبب معها الحوادث. ولمعرفة الفرق بين هذه الأجزاء المستصلحة والمفروض أن تكون عليها ، هناك طريق العلمين ، عمره طويل، نعومة أسفلته لم تتغير حتى الآن ، وعيون القطة تنير لك الحارات كأنك أمام شاشة بلاى ستاشن، لقد صدمنا فى هذه الإصلاحات ، ولو ظل الحال كما هو عليه لن يعمر هذا الطريق اكثر من سنوات قليلة كما حدث فى الوصلة المزدوجة من الرست هاوس (ماستر) حتى طريق التحدى ، الوصلة عمرها خمس سنوات والطريق أصبح مليئا بالحفر والشقوق .
إن تركيبة الطريق لها الأثر الكبير على عمر عفشة السيارة (التعليق) فالشقوق والأخاديد والحفر نتيجة لقدم الأسفلت أو الخلطة غير المضبوطة والأرصفة المكسرة والحجارة المنتشرة لاشك تقصف من عمرها وتستنزف الكثير من العملة الصعبة التى نستورد بها قطع الغيار ونصبح ملطشة لأصحاب قطع الغيار المقلدة أو المزيفة أو غير الأصلية أو المضروبة ...لك الله يامصر !!.
خبطة السيارة على حفرالطريق بالسرعات العالية من المؤكد ستتسبب فى ثنى أى جزء منها أو كسره أو ترحيله من مكانه الأصلى ، فإذا كنت ترغب فى قيادة آمنة وجب عليك أن تقوم بالتفتيش والصيانة الدورية لها ولاتتركها للظروف والصدفة ، فالعفشة من الأجزاء التى ننساها دائما فلا ننتبه إليها إلا إذا سمعنا خبطة شديدة أو شعرنا بحدفة يمين أو شمال . والطريقة المثلى للكشف على العفشة هى ضبط الزوايا دوريا ، قد لانلاحظ أى اختلاف عند استعمال السيارة على الطرق الناعمة. ولكن تآكل الكاوتش يظهر لنا أن السيارة بها شىء غير مضبوط فى العفشة ولكن بعد فوات الأوان وتكليفنا طقم كاوتش جديد. عند ضبط الزوايا ، ترفع السيارة ونقوم أولا بضبط الهواء داخل الإطارات ، ثم يتم الكشف على بيض الدركسيون والمقصات والمساعدين طبقا لتعليمات المصنع أو خدمة مابعد البيع عن أقصى حيود مسموح لأجزاء العفشة ، وإذا كان لديك أدنى شك فى تقدير محطة الخدمة، عليك أن تطلب حضورك ورؤية الجزء عند اختباره ، فإذا وجدت أيا من مقصات العجل سواء الأمامى أو الخلفى أو بارات الدركسيون أو بارة النصف أو شدادات العجل بها انثناء أو التواء عليك فورا تغييرها ولاتفكر فى استعدالها أو إصلاحها ، فعملية الإصلاح والاستعدال يجب معها تسخين الجزء والذى يتسبب فى زيادة متانة الجزء وصلابته .
وهذا ليس بالأمر الذى نوصى به، فمتانة أى جزء من أجزاء التعليق تكون محسوبة بحيث فى حالة التصادم ، تقوم هذه الصدمة بثنى هذه المقصات والبارات وتشتت قوة الصدمة بعيدة عن كابينة الركاب ، فإذا كانت المقصات والبارات أمتن مما يجب فإن قوة الصدمة تأخذ المقص المتين الذى لاينثنى وتدخل به إلى كابينة الركاب مسببة مالاتحمد عقباه .
وجود المساعدين فى السيارة ليقلل رجرجتها وتنطيطها أثناء السير ، كما أنه يقلل من تأثير الضربات الشديدة للمطبات والحفر ويُحسن مناولة السيارة بدرجة كبيرة . واختبار المساعدين يمكن بالعين المجردة ، فإذا وجدت تسريب زيت واضحا من المساعدين فيجب تغييره فورا حفاظا على سلامة أجزاء العفشة والكاوتش ، وطبعا يتم تغيير الطقم كله لأن العمر واحد وعلى أقل تقدير يتم تغيير الطقم الأمامى معا أو الخلفى إذا لزم تغيير مساعد واحد منها ، وجود تعريق خفيف للزيت حول الاويل سيل مع الأتربة على المساعد من الخارج يعتبر شيئا عاديا ، فإذا غيرت المساعدين يجب تغيرها بمساعدين الخدمة الشاقة، فالفرق مش كبير فى السعر ولكن الآداء أفضل والقيادة جيدة والتحكم اسرع، مع زيادة طول عمر الأجزاء .
حتى وإن كانت المساعدين لاتسرب زيتا ، ربما جاء أوانها للتغيير ، فمعظم حركة المساعدين لأعلى ولأسفل فى حدود ملليمترات فى منتصف مشوار المساعد ، وربما لاتحس بتلف المساعد وذلك للتدرج الطويل فى الوقت ،لأنه يمكن أن يعمل جيدا فى المطبات الكبيرة ولكن مناولة واستقرار السيارة يقل أثناء القيادة العادية . عند ضبط الزوايا لاتحتاج إلى تغيير المساعدين إذا كانت تالفة ولكن نحتاج إلى ضبط الزوايا عند تغيير المساعدين ،لذلك من الافضل تغيير المساعدين(إذا احتاجت) قبل ضبط الزوايا فذلك سوف يوفر عليك ثمن ضبط الزوايا مرة أخرى عند تغييرهم .
هناك اعتقاد خاطئ بأن السوست الناشفة تعطى قيادة ومناولة أفضل ، وهذا الاعتقاد فى مصر فقط لأن هذه السوست تحسن من تدحرج العجل ولكن على حساب القيادة المريحة والسحب فى الملفات والدورانات وعلى حساب عمر المساعدين والأجزاء الأخرى .
يلاحظ أن ضبط الزوايا يكون للعجل الأمامى فقط ، ولكن يجب التحقيق من ضبط زوايا العجل الخلفى، فالعجل الخلفى له دور رئيسى فى طريقة توجيه السيارة فإذا كانت كلتا العجلتين الخلفيتين تميل إلى اتجاه واحد فهذا يؤدى إلى زحف السيارة فى اتجاه جانبى من الخلف وسوف نلاحظ أن عجلة القيادة لن تكون فى المنتصف ، أما إذا كانت العجلتان متجهتين إلى الخارج وهو مايسمى بالتو أوت تكون السيارة غير مستقرة فى الملفات فى الطرق الزلقة لأن عجلة القيادة تحاول باستمرار أن تصحح وضع العجل الخلفى ، فيمكن للسيارة أن تدور حول المحور العمودى لها فى الانحرافات الشديدة والفرامل.
منقول للإفادة
16-07-2011, 04:24 PM
"عفشة السيارة "التعليق Car Suspension
