«فيراري - كاليفورنيا»: أول «فيراري» بـ8 أسطوانات وناقل حركة مزدوج بـ7 نسب وسقف صلب قابل للطي

تعتبر «فيراري كاليفورنيا» في جيلها الثاني أول سيارة من «فيراري» تتوافق مع متطلبات العصر، فهي مصممة لكي تخفض استهلاك الوقود وانبعاث الكربون، وهي عملية إلى درجة تسمح لمالكها باستخدامها يوميا في رحلات متعددة، كما تحتوي على أربعة مقاعد مع إمكانية فتح السقف المعدني والقيادة في الهواء الطلق، فيما لا تخلو من جاذبية سيارات «فيراري» المعهودة التي تجعلها لافتة للأنظار أينما حلت.
وقيادتها أيضا مريحة بفضل ما تتيحه من إمكانية ضبط نظام التعليق على عدة مستويات منها المريح ومنها الرياضي. ولكن مقاعدها الخلفية صغيرة الحجم ولا تصلح لجلوس البالغين عليها، ولذلك قد يكون من الأفضل اختيارها بمقعدين فقط وتخصيص المساحة الخلفية للمزيد من الأمتعة.
قد يتعين على من يختار سيارة «فيراري» حين تنزل إلى الأسواق هذه الصيف، الانتظار 12 شهرا لكي يتسلم سيارته الجديدة، وفق ما أكدته الشركة. ولا توجد في الوقت الحاضر إمكانية تلبية طلبات من يريد سيارة تسلم فورا لأنها تصنع وفق الطلب وحسب المعايير التي يطلبها كل عميل. وتنصح مسؤولة الإعلام الإقليمية في الشركة، غيتا مجدي، بعدم اللجوء إلى قنوات «رمادية» خارج نطاق الوكلاء المعتمدين للشركة، لأن بعض السيارات المعروضة للبيع الفوري قد تكون مجهزة للعمل في مناطق أخرى، وقد تسبب مشكلات في حال استخدامها في مناطق حارة مثل منطقة الخليج.
أتاحت الشركة لنخبة من ممثلي الإعلام العربي اختبار طراز «كاليفورنيا» الجديد في منطقة مارانيللو، معقل مصانع شركة «فيراري». وشرح خبراء الشركة العديد من التجديدات التقنية التي تحملها السيارة الجديدة. فسيارة «كاليفورنيا» هي أول «فيراري» بمحرك أمامي بثماني أسطوانات، والأولى بناقل حركة مزدوج بسبع نسب. وهي أيضا أول «فيراري» بسقف صلب يمكن طيه، وبمحرك يعمل بحقن مباشر للوقود، وتقنيه وقف تشغيل المحرك لدى توقف السيارة. وقد تم تخفيف وزن السيارة عن الجيل الأول بنحو 30 كيلوغراما بفضل استخدام الألمنيوم والخلائط المعدنية الجديدة في بناء مكونات السيارة.
وتوفر سيارة «كاليفورنيا» جلسة وثيرة داخلها للسائق والراكب الأمامي في مقصورة فاخرة مجهزة بأفخم المواد مع عناية فائقة بالتفاصيل. وأفضل مزايا السيارة الجديدة هي في السقف الصلب المتحرك الذي يمكن تحويل السيارة معه من كوبيه إلى كابريوليه في عدة ثوان. ويمكن التحكم في تحريك السقف عبر زر بجوار السائق وتتم العملية كلها كهربائيا.
ويمكن عن طريق قسم التجهيزات الخاصة في الشركة تلبية أي مطالب شخصية تتعلق بنوعية وألوان المواد المستخدمة وكيفية تنفيذ التصميم الداخلي في السيارة. وتقدم الشركة أحدث «فيراري» على أنها بأربعة مقاعد، ويمكن استخدام المقاعد الخلفية للأطفال، أو طلب تركيب مساحة تخزين خاصة توفر مساحة كافية لنقل أدوات رياضة «الغولف» أو حتى حقائب التسوق. ويمكن ضبط المقاعد والمقود كهربائيا لكي تناسب قامة السائق، ويجد السائق بعد الجلوس في السيارة أن زوايا الرؤية جيدة، مع وضوح في توزيع أدوات القيادة. ولكن اكتشاف زر التقهقر بالسيارة يستغرق بعض الوقت للعثور عليه، فليس هناك ذراع حركة في السيارة التي تكتفي بنقل السرعة تتابعيا من خلف المقود. ويلاحظ أن حجم المساحة المتاحة في صندوق الأمتعة الخلفي تنكمش من 340 لترا مكعبا إلى 240 لترا مكعبا في حالة تخزين السقف والانطلاق بالسيارة وهي مكشوفة.
وتعتقد الشركة أن نسبة 70 في المائة من الراغبين في اقتناء هذه السيارة الجديدة سيكونون من شركات أخرى، مثل «أستون مارتن» و«مرسيدس بنز» و«بنتلي». كما أنها تعتقد أن نسبة كبيرة من هؤلاء سوف يستخدمون سيارات «كاليفورنيا» على نحو يومي.






وتوفر الشركة إمكانية تركيب تجهيز رياضي خاص في سيارات «كاليفورنيا» لمن يريد زيادة الإنجاز الرياضي ودقة التحكم وسرعة الاستجابة في السيارة من دون زيادة قوة المحرك. ولكن «كاليفورنيا» من دون هذا التجهيز تقدم إنجازا وتسارعا متفوقا مثل كل سيارات «فيراري» الأخرى، مع لمسة نعومة ملحوظة لدى اختيار نظام التعليق المريح (كومفورت). وفي هذه الحالة تماثل «كاليفورنيا» في نظام تعليقها الوثير سيارات الصالون الفاخرة، بالإضافة إلى لمسات الانطلاق السريع عند الحاجة وصوت المحرك الرائع في حالات التسارع.
وأثناء تجربة السيارة في شمالي إيطاليا، بمنطقتي مارانيللو ومودينا، حيث مقر الشركة، جرى التعرف على إمكانات السيارة وخصائصها الفنية. فسيارة «كاليفورنيا» في جيلها الثاني تنطلق بمحرك بثماني أسطوانات سعته 4.3 لتر، يوفر للسيارة قدرة 460 حصانا، ويعمل بالحقن المباشر للوقود وتقنية وقف تشغيل المحرك أثناء توقف السيارة. ويرتبط المحرك بناقل حركة أوتوماتيكي تتابعي مزدوج بسبع نسب يمكن التحكم فيه من على المقود. ويمكن اختيار ناقل يدوي بست سرعات. وهناك العديد من مكونات السيارة مستعارة مباشرة من سيارات «فورميولا 1» مثل المكابح السيراميكية ونظام التحكم في الاستقرار «إف 1 - تراك».
ويمكن على الفور سماع هدير محرك السيارة لدى التسارع بها حتى على سرعات متدنية ولكنها حتى في السرعات العالية توفر قيادة وثيرة تليق بأفخم السيارات. وهي قادرة على بلوغ سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 3.9 ثانية، وتصل إلى سرعة قصوى تبلغ 194 ميلا في الساعة. وهذا الإنجاز يصعب على السيارات المنافسة تحقيقه دون التضحية بالكثير من فخامة الانطلاق. وتقطع السيارة بغالون الوقود الواحد ما بين 15 و24 ميلا وفقا لظروف القيادة وأسلوب التسارع.
ولا تفرز السيارة أكثر من 270 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر تقطعه، هبوطا من 299 غراما في الجيل السابق. كما أن استهلاك الوقود تحسن بنسبة 10 في المائة. وتبذل الشركة جهودا مضنية لتخفيض معدل البث الكربوني واستهلاك الوقود، وتعد «كاليفورنيا» بداية جيدة لهذا الجهد.
ومع السرعات العادية لا توجد أي ضوضاء من المحرك أو من سطح الطريق أو الرياح، وحتى مع كشف السقف تتكفل النافذة الأمامية ونوافذ الجانبين بمنع تيارات الهواء، مع وجود ضوضاء خفيفة على الطرق الخشنة.
وإلى جانب نظافة التشغيل والنواحي العملية، تتميز «كاليفورنيا» بنسبة أمان مرتفعة ونظام تعليق ناعم، والجوانب العملية في السيارة التي يمكن حمل الأطفال فيها. وهي سيارة تقطع نحو 24 ميلا بغالون الوقود، وهي نسبة عالية اقتصاديا لسيارة تحمل اسم «فيراري». وتقدم الشركة برنامجا لضمان السيارة وصيانتها لمدة سبع سنوات بغض النظر عن الأميال التي تقطعها السيارة خلال تلك الفترة. وترتبط السيارة بنظام رصد فضائي يمكنه تحديد موقع السيارة لاستعادتها في حال سرقتها.
ويبلغ سعر «كاليفورنيا» نحو 180 ألف دولار بخلاف أي تجهيزات إضافية وضرائب محلية. ولا يعد هذا الثمن باهظا لأنه يحتوي على الكثير من التجهيزات التي كانت في الماضي تدخل ضمن الخيارات الإضافية التي يتعين دفع ثمنها. وتشمل هذه التجهيزات نظام ملاحة فعالا يعمل بلمس الشاشة، ونظام رصد بالأقمار الصناعية لمنع سرقة السيارة، وتحريك كهربائي وتسخين للمقاعد، ونظام مراقبة ضغط الهواء في الإطارات، ومكابح سيراميكية ونظم تحكم في الاستقرار مستعارة من سيارات السباق «فورميولا - 1».
ومع كل البراعة التي حققتها الشركة في هذه السيارة من نواحي التقنية والتصميم، فإن أفضل ما يميز «كاليفورنيا» محافظتها على شخصية «فيراري» الاعتبارية وقدرات الاسم الأسطوري، فلم تفرط فيها بداعي حماية البيئة أو التجاوب مع الضغوط الخضراء. فالأعداد القليلة التي تنتج من هذه السيارة لن تؤثر كثيرا في المعادلة البيئية العالمية مثلما تؤثر مثلا ملايين من السيارات «النظيفة». ويمكن القول إن «فيراري» حققت بهذه السيارة معادلة صعبة.


منقول

[محمد اشرف]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد اشرف