العودة   مصر موتورز مجتمع السيارات > النادى الثقافى الاجتماعى > فى رحــاب شهر رمضان

فى رحــاب شهر رمضان قسم خاص للموضوعات عن الشهر الكريم والانشطة الخيرية فى رمضان


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 08-08-2011, 02:39 AM
الصورة الرمزية د.هبه77
د.هبه77 د.هبه77 غير متواجد حالياً

 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 1,565
د.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond repute
منقول الخروج من الازمات والفتن

حينما تدور رحي الفتن تعصف بالمجتمع فتختلط الأوراق, ويصبح كل شخص معجب برأيه يدفع الغالي والرخيص في سبيل الانتصار لمبدأ أو فكرة طرأت عليه دون التفات إلى الوسائل المتاحة وغير المتاحة الكل ناله من هذه الأزمة ما أقض مضجعه، فمنهم من فقد عزيزا، ومنهم من فقد ماله أو جزءا منه، ومنهم من خسر تجارته، ومنهم من فقد بيته، ومنهم من لم يستطع التمتع بماله لعدم وجود ما يرغب في وجوده والحصول عليه، وأشد هذه البلايا والمحن هو سفك الدماء، بل وصل الأمر ببعض القادة إلى الاستهانة بسفك الدماء والتعطش لها؛ لأنها في نظرهم تضحية مقبولة في سبيل الحصول على مكاسب تجعل منهم زعماء ورواد إصلاح،
عدت كثرة الفتن علامة وشرطا من أشراط الساعة، قال صلى الله عليه وسلم: «يتقارب الزمان، وينقص العلم، وتظهر الفتن، ويلقى الشح، ويكثر الهرج، قيل: يا رسول الله! وما الهرج؟ قال: القتل».
وقد يصل الحال بالفتن إلى درجة ينعدم فيها التمييز بين الحق والباطل، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل، ولا يدري المقتول على أي شيء قتل»، وهي مرحلة قد تتكرر زمانا ومكانا إذا غلبت الأهواء وابتعد الناس عن دين الله.
ومما يلمح إليه في هذه العجالة أن هذا التمزق والتشتت سنة كونية قدرية بسبب من البشر، : {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران:165]، وقال: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30]، وهذا القدر ندفعه بقدر الله وفق ما أمر الله به.
فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بحدوث الفتن بين الصحابة حيث قال: «إني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كمواقع القطر»، وهم في أعلى درجات الفضل والإيمان، قال شيخ الاسلام ابن تيمية: "والله تعالى لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا، وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين، ومن أهل الجنة، فليسوا أفضل من علي وعائشة وطلحة والزبير وغيرهم، ومع هذا لم يحمدوا ما فعلوه من القتال، وهم أعظم قدرا عند الله وأحسن نية من غيرهم ومع هذا اعتزل معظم الصحابة فتنة الاقتتال بين المسلمين، ولم يشارك فيها إلا نفر قليل لأمور عرضت لهم رأوا أنها حق، قال محمد بن سيرين: "هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف، فما دخل فيها منهم مائة، بل لم يبلغوا ثلاثين".
والفتن إذا نزلت بقوم يصعب على أهل العلم والعقل علاجها، لكن هذه الصعوبات ليست مبررا للسكوت عليها وعدم الاكتراث بها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء".
وللتقليل من آثار هذه الفتن يحسن بنا أن نتلمس أسبابها، ومن ثم محاولة إيجاد الحلول المناسبة لها
فمن أسباب حدوث الفتن ما يلي:
1- مخالفة منهج الله عز وجل المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم:
: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور:63]، وهذا مشاهد وملموس كلما انحرف الناس عن دين الله جعل الله بأسهم بينهم ونزلت عليهم النكبات والشدائد {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف:5].
2- نقض عهد الله تعالى القاضي بتوحيده وعدم الإشراك به:
: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} [الأعراف:172]، وهذا العهد نقضه كثير من المنتسبين إلى الإسلام ووقعوا في كثير من أنواع الشرك والمحدثات، {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف:106].
3- الاحتكام إلى غير شرع الله:
فسنت القوانين الوضعية واستبدلت أحكام الشريعة الصافية بالأعراف والقوانين الكفرية, {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50] {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء:65].
4- ضعف الولاء بين المسلمين:
: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]، هذه الفريضة إذا غيبت حل مكانها النفرة والعداوة والبغضاء، ومن ثم الاستئثار والتنافر التام وقد تستبدل هذه الأخوة الإيمانية بولاءات أسرية وقومية ووطنية وحزبية بعيدة عن روح الإسلام وتعاليمه.
5- الاغترار بما يروج له الكفرة والملحدون:
والانبهار بحضارتهم الواهية ومدنيتهم الزائفة الذي نشأ عنه انعدام العزة بالنفس : {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [المائدة:49]، وقال صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه».
6- اتباع الهوى وفساد القصد:
: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً} [الجاثية:23]، وقال: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28]،في الحديث: «لا يعرف معروفا ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه»، وترى هؤلاء يهيمون في كل واد ويتأولون أنواع التأويلات الفاسدة تبريرا لمواقفهم، ولا يهمهم أن يكون الكذب والخيانة مطيتهم طالما كان ذلك في خدمة قضيتهم.
7- الإفراط والتفريط:
فالإسلام دين الوسطية والاعتدال وهو وسط بين نقيضين الإفراط والتفريط، فقد يفرط أناس في دينهم فلا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر بل قد تستوي في نظرهم الحسنة والسيئة، قد يكون الفساد مرتعا خصبا يحصلون من خلاله على مطالبهم وإشباع نزواتهم وغرائزهم, بينما يقف في الطرف الآخر المتعنتون المغالون في الإنكار فتستوي في نظرهم حسنات هؤلاء المفرطين وسيئاتهم، بل يغالون إلى حد يجعل من حسناتهم سيئات، وهذا أمر ملموس في التحزبات وأصحاب النظرات الطائفية والقبلية
8- التعصب والتحزب:
وهذا التعصب والتحزب كانا من أكبر الموانع للدخول في دين الله عز وجل، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [البقرة:170]، وهو منهج يسير في ركابه طوائف ضلل بها وزين لها بأنها على الحق والحق لها فقط، وقريب من ذلك تصرفات الأحزاب السياسية التي ابتليت بها الأمة فالحزب هو الآمر والناهي وهو المؤهل للسلطة والحريص على مصلحة الأمة وخصومه عملاء وفاسدون وغير جديرين بتولي زمام السلطة، ولهذا تجدهم يمتهنون كل الأساليب المتاحة لإسقاط خصومهم ومنافسيهم، وهكذا تسير الأمور وفق مخططات توقع الناس في الاختلاف والاقتتال وارتكاب ما حرم الله عز وجل.
9- غياب المنهج الصحيح واتباع المتشابه:
فإن المنهج الصحيح هو منهج أهل السنة والجماعة العاصم من الزلل والوقوع في المحذور، وهو قائم على تعظيم النصوص الشرعية بفهم سلف هذه الأمة
قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [آل عمران:7]، ويردون المتشابه إلى المحكم في كل أبواب الشريعة في العقائد والأحكام والمعاملات وهم ثابتون على المنهج ثبوت الجبال مهما ثارت الفتن وانتشرت، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولهذا كان من أصول أهل السنة والجماعة لزوم الجماعة وترك قتال الأئمة، وترك القتال في الفتنة، وأما أهل الأهواء كالمعتزلة فيرون القتال للأئمة من أصول دينهم ويجعل المعتزلة أصول دينهم خمسة هذا أحدها..."، ولهذا عصم الله هذا المنهج من الانحراف العقدي الذي عصف بطوائف من أهل الإسلام لإخلالهم بالمنهج الصحيح فانقسموا شيعاً وأحزاباً كل فرقة تكفر أو تضلل الطوائف الأخرى، : {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام:159].
10- التعجل وعدم الصبر:
يستعجل النتائج ويحاول تغيير كل ما لا يلائم طبعه أولا يراه مناسباً أو حراماً أو حلالاً أو أن غيره أفضل منه، قال ابن القيم: "ومن تأمل ما جرى على الإسلام من الفتن صغارها وكبارها من إضاعة هذا الأصل وعدم الصبر على منكر فطلب إزالته فتولد منه ما هو أكبر منه...".
الوقاية والعلاج من الأزمات والفتن:
لكل داء دواء، وبمعرفة الأسباب التي سقناها يمكن استنتاج الحلول لمواجهة ما يعترض الأفراد والمجتمعات من أزمات وفتن، والتعامل معها بكل جدية وحذر والخروج الآمن من آثارها وهذه الحلول لا تخص أزمة دون أخرى بل هي شاملة لكل أنواع الابتلاءات التي سبق الإشارة إليها.
فمن الوقاية والعلاج ما يلي:
1- التثبيت في الفتنة من خلال مسلكين رئيسين:
أ‌- التأكد التام من أن هذه الفتنة هي المعنية بذاتها في النصوص الشرعية، أو أنها من جملة الفتن التي يجب الحذر منها، : {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء:36]، ويكون التأكد بالرجوع الى أهل العلم، : {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء:83].
ب‌- كف اللسان في الفتنة فلا يجوز إطلاق العنان للسان تجول وتصول في أعراض المسلمين لاسيما أهل العلم والفضل منهم
2- الثبات على الدين الحق:
فبعض الناس يرق دينه ويخور أمام الأزمات والفتن، وهذه الدار دار ابتلاء وامتحان، وكلما كان المسلم أشد صلابة في دينه ابتلي بالفتن والمحن، وهي سنة إلهية؛ ففي القرآن الكريم {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت:2]، وتجد المنافق لا صبر له على البلاء والامتحان فيفشل عند أول اختبار له {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ} [الحج:11].
3- الصبر على شدة الفتن:
وهو مصير المؤمنين في كل ما يعترض حياتهم من أزمات وفتن في شتى نواحي أمورهم الدينية والدنيوية {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة:155]،ومن ذلك الصبر على الشهوات التي تعترض سبيل المؤمنين فيحفظ نفسه من الوقوع فيها أو طرق مقدماتها.
4- طاعة الله تعالي وطاعة رسوله:
فالطاعة عاصمة بإذن الله من الأزمات والفتن، وتتمثل الطاعة في أوامر الله ونواهيه وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم ونواهيه {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا} [المائدة:92]
5- مراقبة القلب:
جاء في الحديث الشريف: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب».
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» : {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن:11].
6- الجهاد ضد الكفرة الملحدين:
{وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة:217]{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} [البقرة:193].
7- القوة في الحق والوقوف ضد المندسين في الصفوف:
وهؤلاء خطر جسيم يدب في جسم الأمة ويشككها في عقيدتها ودينها، ويثبط من معنوياتها وعزائمها وهم اليد الطولى لأعداء الأمة الظاهرين الذين يمدونهم بكل ما يحتاجون إليه من إمكانات مادية ومعنوية وكل ما هو سبب في الفرقة والاسترخاء، في وصفهم: {لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة:48]، وهكذا هم في كل زمن ومكان أداة طيعة في يد الأعداء توجه لمسخ هوية الأمة تحت شعارات براقة وأساليب ماكرة ينكشف عوارها في كل مناسبة، : {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} [المنافقون:4].
8- التوبة والاستغفار وصدق اللجوء إلى الله:
{وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} [ص:24]، {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:43].
9- العبادة والعمل الصالح:
قال صلى الله عليه وسلم: «العبادة في الهرج كهجرة إلي».
قال النووي رحمه الله: "المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه: أن الناس يغفلون عنها وينشغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا أفراد".
والاعتصام بكثرة العبادة والاستعانة بالله سبيل للنجاة والفلاح: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} [البقرة:153].
10- التسلح بالعلم الشرعي:
فإن العلم نور يضئ الدرب، ويعصم من الزلل، وهو العلاج الوحيد لظلمات التخبط والحيرة والشرك والشك، : {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت:43]، وسبق أن أشرنا إلى أن المرجع الوحيد للعصمة من الفتن هم أهل العلم الراسخون فيه الذين لم يتدنسوا بالأهواء، ولم تجرفهم التحزبات والعصبيات، بل هم واقفون عند حدود الشرع، مسافتهم من الناس واحدة، همهم إرضاء الله ولو سخط الناس، وقد ثبت في الحديث الشريف أن العلم يقل في آخر الزمان، قال صلى الله عليه وسلم: «إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله"إذا انقطع عن الناس نور النبوة وقعوا في ظلمة الفتن، وحدثت البدع والفجور، ووقع الشر بينهم".
11- لزوم جماعة المسلمين وإمامهم:
قال صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالجماعة وإياكم الفرقة؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة».
وقد لا تكون الكثرة بالضرورة هي الجماعة، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إنما الجماعة ما وافق طاعة الله وإن كنت وحدك"، أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم حذيفة بوصية فيها كل الخير فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث طويل دعاة على أبواب جهنم ثم قال له: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم؟ قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك».
12- التسلح بأخلاق الفتن:
ومنها:
أ- الرفق والحلم.
ب- الصبر.
قال صلى الله عليه وسلم: «إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منيكم، قالوا: يا نبي الله أو منهم؟ قال: بل منكم».
ج - العدل والإنصاف في كل الأمور
ويتأكد ذلك في العدل مع الخصوم فإن النفس أمارة بالسوء داعية إلى الفجور في الخصومة، والمسلم من طبيعته حب الخير للجميع وعدم الشماتة بأحد ولو كان ألد خصومه، : {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [الأنعام:152]، وقال: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة:8]، وهذا مع الأعداء الكافرين فكيف بمن يجمعك وإياهم كلمة التوحيد والإسلام.
13- الثقة بنصر الله ووعده والتبشير بذلك:
فقد تشتد الفتن والأزمات ويعيش الناس في كرب عظيم لكن المؤمن موقن بوعد الله ونصره، وأن المستقبل لهذا الدين {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} [يوسف:110].
14- التعوذ بالله من الفتن الظاهرة والباطنة:
قال صلى الله عليه وسلم: «وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون».
والدعاء هو افتقار وذل من العبد إلى خالقه الذي بيده ملكوت كل شيء، وقد تكون الفتنة ظاهرة يعرفها كل أحد، وقد تكون خفية لا يفطن إليها إلا من وفقه الله، ولهذا قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن».
15- النظر في عواقب الأمور ومآلاتها:
وهذه نظرة العقلاء الذين يزنون الأمور بموازين دقيقة ولا يغترون بالظواهر دون اكتراث بالعواقب والنتائج ولا يستفزون من خلال شعارات براقة وجمل تستهوي الضعفاء والبسطاء، بعيدة عن الحكمة والمنطق والتصرف السليم
16- الحذر من الإشاعات والأكاذيب:
فإن اليقظة والحيطة في التلقي توجب الحذر مما تتداوله الألسن دون أن يكون له رصيد من الحقيقة، ففي الحديث: «بئس عطية الرجل زعموا»، وتتبع الغرائب والأكاذيب دليل الإفلاس وضياع الحجة، ومن نتائج نشر الإشاعات والكذب فقد ثقة الناس بمصادرهم وخسارة جسيمة يجنيها أصحابها لاسيما إن كان مصدر هذه الإشاعات والأكاذيب أصحاب قضية عادلة فإن خسارة القيم لا يوازيها أي خسارة : {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد:21].
17- متابعة الأخيار والعلم بمخططات الأعداء ومواجهتها:
وهذا يتطلب يقظة تامة لأهل الحق الذين هم صمام أمان للمجتمع ويتوجب عليهم كشف مخططات الأعداء بخطوات متأنية وفهم عميق لهذه الخطط، : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال:60]..
18- البعد عن مواطن الفتن:
من باب لا تتمنوا لقاء العدو، وقد جاء في الحديث النبوي: «إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواهًا» وهذا لا يتنافى مع أصل المخالطة التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم»، وفي القرآن الكريم:{يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور}؛ لأنها حالة خاصة تقدر بقدرها.
19- الرجوع إلى الحق:
فقد يتردد المرء في أمر يحجم عنه أو يجزم فيندفع إليه؛ فإن صدر منه بعد اجتهاد وتأمل أو بعد استشارة لأهل العلم والدين، فإنه مأجور في حال خطئه وصوابه؛ لأن فعله وتركه لم يصدر عن هوى وحظ نفس، ثم قد يظهر له بعد ذلك الخطأ، فإن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذ بها، ولا يعيبه الرجوع عن حاله السابقة
20 - التقشف وترك التنعم أيام الرخاء:
تمرين النفس وحملها على التخفف والتقشف أيام الرخاء خير معين على التحمل أيام الشدائد والمحن.
وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «التؤدة والاقتصاد والسمت الحسن جزء من أربعة وعشرين جزءاًً من النبوة». وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث طويل: "وتمعددوا واخشوشنوا واخلولقوا".
21- دور شباب الأمة ودعاتها:
يأتي دور الشباب الصالحين الذين يحملون هم أمتهم ويهمهم سعادتها وإنقاذها وتخفيف الآلام عنها ، ومن الأعمال التي يتوجب عليهم القيام بها ما يلي:
- الإغاثة بكل معانيها وصنوفها.
- إدارة المنشآت العامة.
- إسعاف المصابين والمرضى.
- الاهتمام بالضعفاء من النساء والأطفال وكبار السن.
- وعظ الناس وإرشادهم وحثهم على الخير.
- البذل والتضحية للدين وإقامة الجمعة والجماعات.
- ضبط الأمور وكبح جماح الانفعالات غير المنضبطة.
- بث روح التفاؤل بين الناس.
- حفظ الأمن ونشر الطمأنينة والسكينة.
- إدارة الحرب الإعلامية بمهنية واحتراف بعيداً عن الكذب والإشاعات.
أخيراً:
هناك ضابط مهم لمعرفة وقوع الشخص في الفتنة أو بعده عنها ذكره حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الراوي المتخصص في نقل الفتن التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم، قال حذيفة: "إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا، فلينظر فإن كان رأى حلالاً كان يراه حراماًً فقد أصابته الفتنة وإن كان يرى حراماً كان يراه حلالاً فقد أصابته الفتنة".
وهو ضابط جيد، ومعناه: أن الفتنة إذا لم تغير نظرته إلى ما يراه حراماً أو حلالاً قبل حدوث الفتنة فقد سلم، وإن غيرت الفتنة بعد حدوثها نظرته فقد وقع فيها.
نسأل الله تعالى أن يجنبنا شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ علينا ديننا ودنيانا، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يرشدنا إلى الهدى ويهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه على كل شيء قدير.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

منقول
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-08-2011, 03:03 AM
الصورة الرمزية د.كمال
د.كمال د.كمال غير متواجد حالياً
من انا؟: حبيب الكل
التخصص العملى: طبيب اسنان
هواياتي: القراة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الموقع: العريش
المشاركات: 3,472
د.كمال has a reputation beyond reputeد.كمال has a reputation beyond reputeد.كمال has a reputation beyond reputeد.كمال has a reputation beyond reputeد.كمال has a reputation beyond reputeد.كمال has a reputation beyond reputeد.كمال has a reputation beyond reputeد.كمال has a reputation beyond reputeد.كمال has a reputation beyond reputeد.كمال has a reputation beyond reputeد.كمال has a reputation beyond repute
افتراضي رد: الخروج من الازمات والفتن

الموضوع كبير يادكتوره هبه .....لكن بارك الله فيكى وجزاك كل خير
__________________




بلدنا فى القلوب متشاله ومهما تضيق عليها الحاله ولادها قدها ورجاله
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-08-2011, 03:10 AM
الصورة الرمزية د.هبه77
د.هبه77 د.هبه77 غير متواجد حالياً

 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 1,565
د.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond reputeد.هبه77 has a reputation beyond repute
افتراضي رد: الخروج من الازمات والفتن

عندك حق هو فعلا الموضوع كبير وانا عادة لما بنقل حاجه بصراحة مبحبش انها تكون طويلة
لكن فعلا الموضوع دة عجبني جدا وحسيت ان مينفعش اجزئة
نورت الموضوع بمرورك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-08-2011, 02:42 PM
corsair
Guest
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: الخروج من الازمات والفتن

الله عليكي يا دكتوره هبه موضوع جميل جدا بس طبعا مش ملاحق اقراه كله بس خدت منه عنوانين وشرح بسيط كدا وفعلا موضوع جميل جدا

وجزاكي الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 MasrMotors غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي MasrMotors ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر


الساعة الآن 11:57 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2024
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017