وهذا ما دفع شركات تصنيع السيارات إلى التنوع في تصنيع أحجام وأشكال متفاوتة من سيارات الـ SUV، من الفئات الضخمة إلى الكبيرة فالمتوسطة وأخيراً الصغيرة، والتي تلبي رغبات كثير من الناس بالحصول على سيارة دفع رباعي بسعر مقبول.
وخير مثال في مصر على سيارات الـ SUV الصغيرة هو طراز توسان في جيله الثاني من هيونداي، والذي جاء بقدرات أكبر بكثير من الجيل الأول الذي نجح بإثبات نفسه وبجدارة في السوق المصرية وغيرها كثير من الأسواق العالمية... فكيف هو الجيل الثاني الذي أخضعناه في ويكيموتور إلى تجربة مكثفة لنضعكم على بينة وكالعادة بمصداقية وحرفية ويكيموتورالمعهودة، واخترنا الطراز الأكثر منطقية للاقتناء المزود بمحرك بسعة 2.0 لتر ونظام ثنائي وتجهيزات كاملة، وإليكم نتائج هذه التجربة.
التصميم الخارجي:
لم يسبق للسيارات الكورية قبل عدة أعوام أن نالت أي مديح أو إطراء بسبب تصاميم سياراتها، ولنكون منطقيين الكوريين أصبحوا يتقنون صناعة السيارات جيداً والمحركات، وتقديم سيارات عالية الجودة وحسنة الصنعة وتقدم كل ما يرغب مالكها منها، إلا التصميم الذي يدفع مالك السيارة الكورية إلى الوقوع في حبها.
وعادة ما كانت الطرازات الكورية من نفس الشركة متفاوتة في تصاميمها وإلى حد بعيد، فعلى سبيل المثال أين وجه التشابه بين فيرنا الحالية والنترا ! وهل يستطيع شخص ما أن يعرف بأن هذين الطرازين ينتميان إلى شركة واحدة في حال أخفينا الشعار، الأمر الذي لا نجده في الشركات العالمية الأخرى... لكن هيونداي وكيا باتوا اليوم في مصاف كبرى الشركات العالمية للسيارات، الأمر الذي اقتضى أن تصبح سيارتهم أكثر عالمية أيضاً، وبالتالي نمط تصميمي موحد وخطوط مشتركة وروح واحدة في جميع طرازات كل شركة، وهذا ما شهدناه ومازلنا نشهده إلى الآن.
وإن كانت كيا قد نجحت وبشكل كبير في شخصيتها الجديدة، التي وبفضل الألماني بيتر شراير باتت تتفوق للمرة الأولى على هيونداي من ناحية التصميم، فإن هيونداي بشخصيتها الجديدة قد لا تروق كثيراً إلى جميع الناس، وهذه الشخصية الجديدة ولدت أولاً عبر طراز توسان الجديد والخاضع لامتحان ويكيموتور اليوم.
توسان في جيله الثاني جاء بتصميم مغاير تماماً لتصميم الجيل الأول البسيط في شكله التقليدي والبعيد عن أي خطوط غريبة، على العكس تماماً من الجيل الجديد بخطوطه الهجومية والعدائية والحادة المتناقضة تماماً مع الخطوط الناعمة والبيضاوية العفوية للجيل الأول.
المقدمة ثورية التصميم ورافضة لوجود أي خط مشترك بينها وبين توسان في جيله الأول، وتحتوي على عدد كبير من الخطوط الجريئة المتمردة على واقع سلفه الخجول في تصميمه، ورافعة شعار التحدي ضمن فئتها كسيارة SUV من الحجم الصغير وبتصميم شرس وعصري إلى درجة الامتياز.
ونبدأ بوصف المقدمة من الأضواء التي دائماً ما تعتبر واجهة السيارة، بحجمها الكبير وخطوطها الحادة والمسحوبة بشدة باتجاه الجانب والخلف، والتي توحي بشكلها هذا بأنها تحاكي الكوريين بعيونهم! ويتوسط هذه الأضواء الجميلة حقاً في رسمها شبك تهوية غريب في تصميمه المدمج مع الصادم الأمامي، والذي يحتوي على عدة شفرات في أسفله ممكن أن تأتي من الكروم، ويتوسط الصادم الأمامي الذي يحتوي على جانبيه تجاويف مميزة في شكلها الذي يساهم في رفع طابع توسان العدواني، مما يدب الهيبة في قلوب السيارات الصغيرة على الطريق ويرفع من أسهم توسان أمام سيارات الـ SUV الأكبر.
وتحتوي هذه التجاويف على أضواء ضباب مربعة الشكل، على النقيض من النسخة الأوروبية المعروفة باسم ix35 من توسان، والتي تختلف في شكل التجاويف هذه وأضواء الضباب الدائرية.
وتساهم أيضاً الخطوط المموجة على غطاء المحرك بشكل متقن الصنعة في زيادة جاذبية توسان بالإضافة إلى زجاج الأمامي المنحني بشدة باتجاه الخلف.
الجانب هو الجانب الأكثر جمالاً وتألقاً في توسان الجديدة، عبر الخطوط المرسومة بحرفية عالية والتي توحي بأنها عضلات مفتولة، تتلاءم تماماً مع فئة السيارة، وذلك عبر الرفارف الأمامية والخلفية النافرة والتموجات الرائعة أسفل الأبواب، بالإضافة إلى شكل الزجاج الجانبي المغزلي الساحر والأضواء الأمامية والخلفية المسحوبة على الجانب، دون أن ننسى التداخل في الخطوط عند منتصف الباب الخلفي أو الأمامي مع خط قبضات الأبواب الرائعة التصميم.
السقف منحني نحو المؤخرة بطريقة تستحق هيونداي بها التصفيق على هذا العمل، والمؤخرة متناسقة مع التصميم العام عبر الأضواء القريبة في شكلها من الأضواء الأمامية والخطوط المموجة والجناح الخلفي المتكامل مع السقف، الذي بدوره يحتوي على سكك تحميل علوية، لتكون توسان في جيلها الجديد على صعيد التصميم سيارة SUV 100%.
وعموماً يمثل تصميم توسان الجديدة ثورة بمعنى الكلمة في هيونداي وحتى في فئة سيارات الـ SUV الصغيرة، حتى ولو أنه يحتوي على بعض النواح التي قد لا تروق للجميع كشكل شبك التهوية الأمامي.
المقصورة:
اعتدنا في عهد نهضة هيونداي التي بدأت قبل عدة سنوات، على تواجد مقصورات داخلية في سيارات الشركة الكورية مصنوعة بشكل جيد وتؤمن راحة ركوب وتجهيزات أكثر من جيدة، وهذا مما عملت على تطويره هيونداي في توسان الجديدة.
الدخول سهل جداً إلى توسان المتوسطة الارتفاع فعلياً عن الأرض، ونوعية بناء الهيكل طبعاً جيدة جداً كحال سيارات هيونداي جميعاً هذه الأيام، والركوب داخل المقصورة مريح وواسع وحسن العزل عن الأصوات الخارجية، وتؤمن مساحات متفوقة لجميع الركاب، فالسائق ينال في توسان مقعداً مريحاً يؤمن وضعية قيادة ورؤية جيدة لأبعاد السيارة ويشعر بأنه مسيطر على الوضع في السيارة، وكذلك ينال الراكب الأمامي مساحات واسعة من حوله على جميع الأصعدة ومقعداً مريحاً، والأمر سيان لركاب المقعد الخلفي الواسع والمريح والذي يؤمن مساحات واسعة أيضاً من حوله وخاصة للأقدام والأكتاف ولـ 3 ركاب بالغين.
غير أن الزجاج الجانبي الخلفي صغير نسبياً، الأمر الذي قد يشعر ركاب المقعد الخلفي بالانزعاج ويحد من الإضاءة الداخلية والشعور بالانشراح... لكن هذا عند الأوروبيين وسياراتهم الواسعة الزجاج في بلادهم التي لا تنعم كثيراً بالشمس، أما نحن فقد يجد معظمنا بصغر النوافذ الخلفية نسبياً أمراً رائعاً... لأننا نعشق الانعزالية في الطريق وهذا ما يفسر حبنا للسيارات المظللة النوافذ!
المقصورة من الداخل مميزة في تصميمها وتحتوي على اعتناء بالتفاصيل أكثر مما شهدناه سابقاً في سيارات الشركة الكورية، وكأن هيونداي تقول لنا بأن ثغرات سياراتها السابقة ونقص التميز بها سيصبح أمراً من الماضي.
فالخطوط الداخلية حديثة وعصرية في شكلها وبعيدة عن التقاليد المعهودة في عالم السيارات، ونلاحظ ذلك من شكل حاشيات الأبواب الجميلة ولون وخياطة المقاعد التي تضفي المزيد من التميز على أجواء المقصورة. وصولاً إلى لوحة القيادة التي حاول مصممي هيونداي إدخال عناصر المستقبل عليها، من خلال تصميمها الذي يحتوي على تداخلات كثيرة كشكل فتحات التهوية الوسطية المتداخلة مع زر تشغيل السيارة وزر مزيل الغباش من جانب الراكب الأمامي، فضلاً عن تصميم مسجل الصوت والمكيف وأماكن توضعها، كما أن المقود الذي يمثل اتجاه هيونداي الجديد في شكله، من الممكن أن تراه أكثر مقود جمالاً رأيته في حياتك أو أغرب وأقل مقود جاذبية في العالم!
لوحة العدادات رياضية الطابع بفضل الشكل الدائري والمجوف للعدادات، وتضفي إضاءة العدادات الملونة باللونين الأبيض والأزرق رونقاً خاصاً عليها، كما تتميز لوحة القيادة والمقود باستخدام زوائد كرومية لتزينها.
بالنسبة إلى التجهيزات في توسان الجديدة فهي متفاوتة تبعاً للثمن السيارة وسعة المحرك، غير أنها وفي أقل السيارات تجهيزاً تأتي مزودة بـ ABS وكيس هواء للسائق ومكيف هواء عالي الفعالية كبقية مكيفات السيارات الكورية وحتى مكيفات المنازل الكورية الصنع، وتأتي توسان أيضاً بمسجل CD MP3 ونوافذ ومرايا كهرباء وجنط كروم وتحكم على المقود ومداخل USB وAUX وتحكم بارتفاع مقعد السائق وأضواء للضباب، كل هذا في النسخة الأقل تجهيزاً!... أما الأكثر تجهيزاً فيمكن أن تحتوي على سقف بانورامي وفرش جلد ونظام لنزول المنحدرات يعمل على كبح السيارة بشدة تلقائياً عند نزول المنحدرات الشديدة الانحدار ونظام ESP للتحكم بالثبات وغيرها الكثير...
وسيارة التي أخضعها موقع ويكيموتور للتجربة كانت مزودة بتجهيزات كاملة تشمل كل ما سبق وأكثر من مكيف ديجتال ومقعد كهربائي للسائق وغيرها، عدا نظام نزول المنحدرات المخصص لفئة الدفع الرباعي ومحرك 2.4 لتر.
وتتمتع مقصورة توسان بجودة صناعة ممتازة، من خلال تجميع لا تشوبه شائبة للمواد العالية الجودة داخل المقصورة. كما تتسم بوجود عدة أماكن للتخزين موزعة وبأحجام كبيرة فعلياً على أرجاء المقصورة، ويمكن أيضاً طي المقعد الخلفي بنسبة 40/60 لزيادة سعة صندوق الأمتعة الكبيرة جداً والذي يتسع إلى كل ما تحتاجه العائلة حتى في السفر.
وعموماً، تمزج مقصورة توسان ما بين التجهيزات الشاملة إلى تجهيزات الرفاهية مع مساحات كبيرة ومرونة عالية، تحتضن أي عائلة ضمن جو رائع يقدم أفضل الخدمات للعائلات وحتى لرجال الأعمال.
المحرك وعلبة السرعة:
تتوفر توسان بمحرك بسعة 2.4 لتر للأكبر و2.0 للتر للأصغر، وفي كلا الحالتين تتوفر بنظام شد أمامي أو رباعي، وفضلنا نحن في ويكيموتور تجربة الخيار الأمثل لأغلب الناس والأكثر منطقية، والمتمثل في المحرك الأصغر ونظام شد أمامي، ولكن لماذا هذا الاختيار؟
المحرك الأصغر يأتي بسعة 2.0 لتر ويولد 166 حصاناً عند 6,000 دورة في الدقيقة وعزماً يبلغ 20 كغ.م عند 3,000 دورة في الدقيقة، وهذه الاستطاعة والعزم أقل فقط بـ 10 أحصنة لمحرك 2.4 لتر و3 كغ.م ولعدد دورات أكبر، ومقارنة بالوزن والسعر والاستهلاك تميل الكفة لصالح محرك 2.0 لتر... ثم أنه ما فائدة نظام الدفع الرباعي إذا كان استخدام السيارة دائماًَ وعند الغالبية العظمى من الناس داخل المدينة؟ عدا استهلاك الوقود المرتفع وثبات أفضل وتماسك أعلى مع الطريق ولا شك... ولكن من يهتم إذا كان الدفع الثنائي أنشط داخل المدينة وأقل استهلاكاً للوقود وبنسبة جيدة تبلغ وسطياً حوالي 225 كم لكل 20 لتراً للوقود، مقابل أقل من 200 كم لكل 20 لتراً من الوقود للمحرك الأكبر ونظام الدفع الرباعي.
وباختصار إن لن تحتاجوا إلى اختراق طرقات وعرة والسفر دائماً فلا تشتروا إلا توسان 2.0 لتر وشد أمامي، أما إذا كانت طبيعة حياتكم تقتضي السفر باستمرار واختراق طرقات وعرة فلا تترددوا باقتناء المحرك الأكبر والدفع الرباعي.
وفي كلا المحركين وأنظمة الدفع تتولى علبة سرعات من نوع تيبترونيك سداسية النسب نقل الحركة إلى العجلات، لتدفع بسيارة التجربة من التوقف إلى سرعة 100 كم/سا في غضون 11.5 ثا ولتصل بها إلى سرعة قصوى تفوق الـ 170 كم/سا بقليل.
على الطريق:
صعدنا إلى متن السيارة التي أحببناها كثيراً أثناء التجربة - طبعاً توسان الجديدة 2.0 - أدرنا المحرك وأغلقنا النوافذ وشغلنا المكيف في وضح النهار وأثناء فصل الصيف، ومن ثم قمنا بتشغيل مسجل الصوت والنتيجة كانت... دوران هادئ جداً للمحرك وعزل رائع للمقصورة عن الأصوات الخارجية والمحرك ومكيف جبار في تبريده ومسجل صوت نقي جداً.
انطلقنا بالسيارة فسجلنا نشاط المحرك وسلاسة إقلاعه، وزدنا السرعة فارتفع صوت المسجل تلقائياً بما يتناسب مع ازدياد الضجيج الناجم عن الطريق وصوت الهواء، فخفضنا السرعة فانخفض بنفس نسبة الزيادة.
ومن ثم بدأنا بتجريب توسان الجديدة على الطرقات المعبدة، وسجلنا بأنها تقدم نوعية ركوب مريحة جداً بفضل أنظمة التعليق العالية التماسك وامتصاص الاهتزازات، كما أن الثبات على المنعطفات مقبولة إلى درجة كبيرة والمناورة سهلة جداً، ويمكن للسائق الدوران بتوسان 180 درجة في مساحة صغيرة نسبياً، هذا ويعزز المقود ذلك وبشكل يُشعر السائق بأن كل شيء تحت السيطرة.
التسارع جيد والفرامل جيدة جداً وعلبة السرعة تؤدي المطلوب منها بصمت وسلاسة، إذا علامة عالية للتوسان على الطرقات المعبدة.
ومن ثم جربنا قليلاً الخوض في طرقات ترابية والنتيجة كانت أكثر من رائعة، فحتى نظام الدفع الثنائي مفيد بامتياز على الطرقات الوعرة قليلاً بفضل الخلوص المرتفع للسيارة.
وأخيراً، وبعد هذه التجربة لتوسان يمكننا القول بأننا قد جربنا إحدى أفضل السيارات في مصر قاطبة مقارنة بما تقدم من مميزات وما تكلف من سعر، وتقدم حتى في أرخص النسخ كل ما يتمناه المرء أو العائلة في سيارة، من جودة وقوة ومساحات وتجهيزات وتصميم وحتى اعتمادية وثقة وأمان في سعر منطقي جداً وأكثر من ذلك حتى.
ولا شك بأن هيونداي تعرف تماماً ما صنعت، وهذا ما جعلها تضع توقعات مبيعات مرتفعة، لتكمل وتتفوق على مسيرة نجاح الجيل الأول الذي بيع منه أكثر من مليون وحدة منذ إطلاقه عام 2004.
والجيل الثاني يتفوق بأشواط على الجيل الأول ومن جميع النواح، ويمزق أيضاً صورة الرتابة والكلاسيكية إلى درجة السذاجة في سلفه ويبني لطموحات لا محدودة.
|
سيارة SUV متفوقة وأفضل من الجيل السابق بكثير... اشترها وأنت مغمض العينين |
| |
تصميم عصري من الخارج والداخل | التصميم الخارجي قد لا يروق في بعض الجوانب للجميع |
| مساحات النوافذ الخلفية صغيرة نسبياً
|
تنال الرضا على جميع الجوانب |
|
مقصورة رحبة وصندوق أمتعة كبير | |
| هيونداي توسان II2.0 تيبترونيك |
| أمامي عرضي بشكل (L متتالي) |
| |
| |
| |
| |
| |
| |
| |
| |
| |
الطول/العرض/الارتفاع/قاعدة العجلات(مم) | |
| |
| |
التسارع من 0 إلى 100 كم (ثا) | |
| |
استهلاك الوقود الوسطي (كم/20 لتر) | |
|
|
منقول