العودة   مصر موتورز مجتمع السيارات > النادى الثقافى الاجتماعى > نادى المبدعين

نادى المبدعين كل ما يخص اعضاء المنتدى من ابداعات ادبيه او فنيه و كذلك عرض قراءات اﻷعضاء من الكتب المختلفة بشرط ان تكون الموضوعات خاصه باعضاء المنتدى لا منقوله


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 27-08-2014, 12:10 PM
الصورة الرمزية نبيل عبدالرحمن
نبيل عبدالرحمن نبيل عبدالرحمن غير متواجد حالياً
مدير عام المنتدى
من انا؟: مهندس انشائى بالمعاش
التخصص العملى: خبير مدير عام مساعد بقطاع البترول سابقاً
هواياتي: رياضة التجديف وألعاب القوى ( أيام الشباب طبعاً )
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الموقع: اسكندرية
المشاركات: 4,555
نبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond repute
افتراضي دينا نبيل : ورده من أجل ماريا


قصة قصيرة أخرى من أعمال الكاتبة دينا نبيل
وردة من أجل ماريّا

مستلقية هي على الفراش، تعاند استراق عينيها لحظات نوم خاطفة ..

إنها العاشرة صباحاً .. الغرفة مظلمة، لا تزال .. مترنحة تنهض لتزيح الستائر المخملية.
تقتحم آشعة أغسطس اللافحة غرفةً باذخة الأثاث، ورغم ذلك لا يمنع وجود ملابس متسخة هنا وهناك..
تبادر أناملها الوردية لسحب قميص عشوائي من عشرات ملقاة فوق السرير.. تستر جسدها العاجي المسروق من إحدى بنات أفروديت.
تتمطى .. تطلق تنهيدة تجتر معها ذكرى ليلة حالمة بين أحضان وليفها.

على المنضدة لفائف ورق نقدية فئة مائتي جنيه موضوعة بعناية وإلى جانبها ورقة مكتوب عليها بخط منمّق:
"ماريّا.. صباح الخير.
كل هذه النقود لكِ.. اشتري ما تشائين.
شكراً لكِ على الليلة الجميلة."

.. تقبض على اللفائف النقدية.
تعلم أن هذه النقود وعدٌ لها بليلة أخرى مدفوعة الثمن مقدّماً فلا يجب أن ترحل دون علمه.
منتشية .. أخذت تلملم ما بعثرته أياديهم العابثة ليلة أمس.. ترتب الغرفة ولا بأس من تنظيف البيت بأكلمله، فما تحمله من نزق يدفعها كريشة للتحليق في فضاء شقته غير مبالية لما تفعل من أجله.
في رغوة كوب النسكافيه تنظر إلى نقطة اللاشئ..
تقلبها..
تفور وسريعاً تنفقئ.
رجل فريد.. أجل!
شخصية كاريزمية بامتياز بما في ذلك تقلباته وتناقضاته التي جمعها في شخصه الواحد.
رقتّه.. ربما كرمه بلا حدود.. وحنوّه كوالد فقدته.
حتى في غضبه وعتابه يتحول إلى طفل يركن وديعاً إلى حضنها.
مشاعر لم تخالج صدرها من قبل حتى صارت تحسب أن إيقاع قلبها يتناغم مع مدّه وجزره؛ يرفعها أنّى يشاء ويهوي بها لتغرق في موجاته، تاركاً زبده عالقاً بقدميها.
ربما لم يكن وقتاً كافياً مذ تعرفت إليه؛ فهذه هي المرة الثالثة التي يطلبها فيها.. أطول مدة تقضيها إحداهن معه.. ومع ذلك لم يشعرها إلا بأنها أنثاه الوحيدة المتوسدة عرش فؤاده .. وليست مجرد امرأة عابرة التقطها من إحدى طرقه الشتّى.
التقطت النقود وكوّمتها داخل حافظة نقودها.. لا شك ستتدخرها لشراء معطف جديد للشتاء القادم أو حذاء برقبة طويلة يقيها ابتلال جواربها بماء المطر.

متأهبة للخروج ..
تتجه إلى "الكازينو" تنتظر مجيئه على الغداء .. تتعلق عيناها بالمدخل .. تتجولان وسط الحضور.. تتوجس نظراتهم نحوها .. تشعل سيجارة وتنفث دخانها في أفعوانيات .. تختطف نظرة إلى ساعتها كل خمس دقائق.. تدق بكعب حذائها مع دقات الثواني.
بتلقائية تبحث عن هاتفها المحمول داخل حقيبتها، ليس معها رقم هاتفه فما كان ليعطيها إياه لأنه ببساطة ليس لديه واحد .. يكره صنوف التكنولوجيا والتواصل الافتراضي معيداً تقليد الأربعينات في زمن مفقود ..
تتململ..
ربما يكون قد عاد إلى الشقة.. موعد غدائه لا يتأخر عليه.. هل تغدّى بالعمل؟.
تلوح فكرة أن يكون قد سبقها إلى شقته، تلتقط نثار عقلها المبعثر من التطواف..

ترجع إلى الشقة مسرعة.
على المرآة.. بأحمر الشفاة تموجات بخط درامي التنسيق:
"أنتظرك حيث أول مرة التقينا، وهذه الوردة القرمزية كي تتذكري!"
اشتمت أريجها الطازج، وشبكتها في شعرها الذهبي.. دمعت عيناها حينما تذكرت تلك الرائحة الزكية منبعثة من خلفها أول مرة عندما كانت تجلس وحيدة على شاطئ "ستانلي" ..
في "كادر" عبثي الالتقاط تنتصب متجذّرة قدماها في الرمال.. قدماها متيبسة ضاربة بجذورها.. راشقة في باطن الأرض.. لا تتحرك.
ترسل نظراتها على مدى الأفق تترقب طلّته..
صار الجميع يشبهونه.. أطياف غائمة تحمل شبح ابتسامة مواربة.. تتلاشى عند محاذاتهم إياها.

من أين تواتيه تلكم القدرة على المخاتلة العبثية؟.. أ لأنه صاحب الأمر؟.. هل سيغير حياتها بعد آخر لقاء بينهما كما يقول مَن في وسَطِها؟!
..
ظلمة مفاجئة وصوت قبلة على مؤخرة رأسها: "آسف، تأخرت عليكِ!"..
يرفع كفيّه عن عينيها ويضمها غير عابئ بشعيراته الفضية المطلة من ناصيته.. تتلصص متوهجة عندما تتعامد عليها آشعة الشمس.
في خفة ورشاقة ينطلق بها نحو البحر يجذبها بكلتا يديه..
تتحول إلى عجينة لينة لا تمتلك طاقة للتمنع.. كمن عُقد على رأسها العزائم، غدت لا ترى شيئاً سوى عينيه بلون الماء يدعوانها إلى اللحاق به.. بينما هو يركب إحدى الموجات ويمشي فوق سطح الماء.
متشبثة بذراعه تسير، ينبض الماء من بين أصابعها ويلفُّ كاحليها.. يرفعها، فترى حوريّات هيلينية آسرة تتقافزن من ورائه.
مأخوذة بغنائهن.. مسحورة من غرائبية ما ترى، راحت تتمايل مترنحة كمن سلب السُّكرُ لبَّها.
أفلت يده من أصابعها وتركها ترقص.
يبتعد شيئاً فشيئاً حتى تلاشى وسط رذاذ الماء، وعندما انتبهت لاختفائه.. سقطت ..
تصارع الأمواج التي تكاثرت عليها.. معاندة الماء باستراق أنفاسها الأخيرة.. عبثاً تصرخ!
عندها .. كانت وردتها عائمة وحيدة.

دينا نبيل
26/8/2014
__________________

م . نبيل عبد الرحمن
مصر موتورز
الإسكندرية
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

 MasrMotors غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي MasrMotors ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر


الساعة الآن 07:46 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2024
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017