العودة   مصر موتورز مجتمع السيارات > النادى الثقافى الاجتماعى > ثورة الحرية 25 يناير

ثورة الحرية 25 يناير ساحة ثورة الحرية 25 يناير تحوى كل الموضوعات المتعلقة باﻷحداث التى مرت و تمر بها مصر الغالية منذ هذا اليوم و حتى اﻵن ... و هى ساحة الحوار السياسى الراقى و المسئول


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2011, 03:12 AM
walidelwahsh
Guest
 
المشاركات: n/a
منقول سلسلة مقالات هامة لصلاح منتصر (يوم تخلي الرئيس)

المقال الاول
يوم تخلي الرئيس
في مثل هذا اليوم من الشهر الماضي11 فبراير عندما ألقي اللواء عمر سليمان بيانه الذي كان نصه أيها المواطنون في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية, وكلف المجلس الأعلي للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد والله الموفق والمستعان عمت الفرحة كل مصر وبدا الأمر أشبه بانتصار دولة أعلن العدو استسلامه لها. لم يسأل واحد هل كتب الرئيس أو وقع قرارا بذلك, وهل في الدستور الذي ينظم قواعد انتهاء دور الرئيس إشارة إلي كلمة
تخلي الرئيس عن سلطاته أو تكليفه القوات المسلحة بالمهمة التي أعلنها؟ لم يسأل أحد ويعرف أن كل هذه الكلمات والإجراءات ليست لها علاقة بالدستور, فقد كانت الفرحة بانتهاء حكم مبارك أهم من أي تفاصيل دستورية.
والحقيقة أن حسني مبارك لم يوقع علي أي قرار مكتوب يفيد تخليه عن منصبه برغم أنها كلمة غير موجودة في الدستور, وليست هناك وثيقة واحدة وقع عليها مبارك بهذا المعني. والبيان الذي سمعه الملايين كان اللواء عمر سليمان نائب الرئيس هو الذي كتبه في مكتب المشير محمد حسين طنطاوي وقرأه في التليفون علي مبارك الذي كان قد سافر إلي شرم الشيخ, وقد وافق مبارك علي البيان باستثناء كلمة واحدة تم تعديلها وطلب من اللواء عمر سليمان تأجيل إذاعة البيان حتي تكون الطائرة التي حملت علاء وجمال قد غادرت مطار ألماظة الي شرم الشيخ. وفور المكالمة قام عمر سليمان بتسجيل البيان في مقر وزارة الدفاع وأرسل الشريط الي ماسبيرو مع تعليمات بإذاعته فور إبلاغهم بذلك. وبالفعل فإنه فور مغادرة طائرة علاء وجمال مطار ألماظة صدر أمر إذاعة البيان الذي فجر أكبر فرحة في تاريخ مصر وقد شاهدتها شخصيا في وجه وعين سيل المصريين الذين تدفقوا علي منطقة ميدان التحرير وما حولها مما عكس حجم الكبت الذي كانوا يختزنونه في صدورهم علي طول السنين.
إن الدستور ينظم غياب رئيس الجمهورية لسبب طارئ( مرض أو سفر) فينيب الرئيس نائب رئيس الجمهورية ولكن دون أن يستطيع النائب طلب تعديل الدستور أو حل مجلس الشعب أو إقالة الوزارة. أما في حالة خلو منصب الرئيس بالاستقالة أو العجز الدائم أو الوفاة يتولي الرئاسة مؤقتا رئيس مجلس الشعب أو رئيس المحكمة الدستورية إذا كان مجلس الشعب منحلا.
والواقع أن مبارك أحسن بعدم إتباعه الطريق الدستوري فلم يكن متصورا أن يتولي د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المنحل( لم يكن يتم حله) مسئولية رئاسة البلاد التي كانت ستواجه حربا طاحنة لو تولي سرور الرئاسة وكان ولابد أن ينتهي الأمر إلي الجيش ولكن بعد أحداث وأحداث. إلا أنه علي حد تعبير فقيه دستوري فإنه حتي آخر دقيقة في منصبه لم يحترم حسني مبارك الدستور الذي أقسم اليمين علي احترامه واخترع أسلوبا جديدا غير مسبوق في إنهاء رئاسته لاعلاقة له بالدستور مما يعني أنه قبل أن يرحل أسقط بتصرفه هذا الدستور مما يستوجب عدم محاولة ترقيعه والعمل فورا علي إصدار دستور جديد.
وقد حاول مبارك يوم السبت29 يناير المناورة وتعيين المشير محمد حسين طنطاوي نائبا لرئيس الجمهورية ورغم إلحاح مبارك عليه فقد أصر المشير علي الاعتذار فكان أن عين اللواء عمر سليمان في المنصب الذي ظل خاليا30 سنة, كما عين الفريق أحمد شفيق رئيسا للوزراء. وقبل المشير طنطاوي أن يبقي وزيرا في هذه الوزارة وليس نائب رئيس وزراء كما كانوا يعدون مرسوم قرار الوزارة.
وفي الوقت الذي جرت فيه هذه المناورة التي حاول بها مبارك استرضاء الشعب, شهدت البلاد في اليوم نفسه أسوأ عمليات انفلات أمني في تاريخ مصر. لقد فتحت السجون وأحرقت أقسام الشرطة وانسحب رجال الشرطة من الشارع الذي ترك للصوص والمجرمين وخريجي السجون ونهبت وسرقت ودمرت عشرات المحال والبيوت والمرافق بصورة غير مسبوقة. فكان قرار فرض حظر التجول اعتبارا من الرابعة عصرا وهو مالم يحدث في تاريخ مصر.
في حديث لجريدة الشروق(7 مارس) قال اللواء رءوف المناوي الرجل الثاني والقوي في عهد وزير الداخلية اللواء حسن الالفي الذي خلفه اللواء حبيب العادلي سنة96 قال رؤوف المناوي: خطة فتح السجون هي خطة محكمة جدا كانت موضوعة في الأساس من أجل حماية توريث الحكم لجمال مبارك لأن كل قراءات الشارع كانت توضح أن الناس ترفض جمال فوضعت خطة بين وزير الداخلية وبعض قيادات الحزب الوطني لتشكيل ميليشيات تضم عصابات وبلطجية لترويع الناس مثل ماهو موجود حاليا وبالتالي حينما سيتولي جمال الحكم ستقبل به الناس لأن الخطة وضعت علي أساس أن يتمني الناس الأمان.! والواضح أنه بسبب تطورات الاحداث تم استدعاء خطة فتح السجون التي كانت معدة للابن لحماية الأب. وبعد ذلك جاءت موقعة الجمل يوم2 فبراير لتحسم شعور كل مصري ضد النظام مما جعل البعض يقترح بعد محاكمة المسئولين عن هذه الجريمة ومعاقبتهم منحهم أوسمة خاصة لأنهم بسبب جريمتهم اجتمع ملايين المصريين علي إسقاط حسني مبارك.
لكن قمة الدراما كانت عندما جرت مواجهة الرئيس صباح يوم الأربعاء9 فبراير بحقيقة نبض الشارع ومشاعره تجاهه في لقاء مغلق بينه وبين الدكتور حسام بدراوي الذي كان الرئيس قد لجأ إليه يوم5 فبراير لينقذ الحزب الوطني. في هذا اللقاء استمع مبارك لأول مرة إلي أنه يواجه باحتمال السيناريو الذي جري للرئيس الروماني والديكتاتور نيقولا تشاوشيسكو الذي ثار عليه الشعب وقبضوا عليه هو وزوجته وحاكموهما أمام عدسات التليفزيون في جلسة واحدة انتهت بإعدامهما.
وبرغم تفهم الرئيس للموقف وموافقته علي قبول التنحي في نفس اليوم الاربعاء9 فبراير فإن دائرة الشر التي أحاطت به أقنعته برفض التنحي, وبينما كانت قرارات وخطب مبارك تركب الحنطور كما قلت في التليفزيون كانت الثورة تتحرك بسرعة الفيس بوك والتويتر.. وفي ظهر الجمعة وصل الثوار الي القصر الجمهوري فترك مبارك القصر وسافر الي شرم الشيخ. وفي مواجهة المظاهرات التي راحت تتدفق علي القصر وقف جنود الحرس الجمهوري مستعدين. ومضت لحظات عصيبة قبل أن يقف احد جنود الحرس ويرفع علم مصر, بينما أنزل الجنود الآخرون أسلحتهم وراحوا يلوحون للمتظاهرين!
منقول
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-04-2011, 03:13 AM
walidelwahsh
Guest
 
المشاركات: n/a
منقول رد: سلسلة مقالات هامة لصلاح منتصر (يوم تخلي الرئيس)

المقال الثاني
آخر ما كان يتوقعه الدكتور حسام بدراوي أو حتي يتخيله أن يجلس وحده أمام الرئيس مبارك في مكتبه ينقل اليه بصراحة ما يحدث في مصر ويطلب إليه أن يفوض سلطاته لنائب الرئيس ويذهب إلي شرم الشيخ قبل وصول حشود ميدان التحرير إلي القصر الجمهوري ومحاولة اقتحامه‏.‏
وعندما أجاب مبارك بأنهم لو فعلوا ذلك فإن الحرس الجمهوري سيضرب في المليان قال له الدكتور بدراوي انه يري امام عينية شبح سيناريو الرئيس الروماني شاوسسكو الذي تم اعدامه مع زوجته..!
كان د. حسام بدراوي(59 سنة) استاذ التوليد وأمراض النسا وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني ولجنة حقوق الانسان وصاحب الدراسات المتعمقة في مشاكل التعليم باعتباره باب الأمل الوحيد لمصر جديدة تعليما وعلما, يمثل شوكة في حلق الذين يتربعون علي مقاعد القيادة في الحزب الوطني بسبب افكاره المختلفة, لكنهم تقبلوه مضطرون علي اساس أن وجود حسام وصوته الذي يبدو معارضا في مختلف المحافل يمكن أن يجمل الصورة الشكلية التي يحاولون رسمها للحزب الوطني كحزب ديموقراطي. فلما تكشفت حقيقة الحزب وبدا انه جيل من رمل فوق شاطيء اجتاحه موج الشباب الثائر جري التفكير في استدعاء طبيب الولادة لعله يستطيع أن يحقق ميلادا جديدا للحزب الذي مات باسفكسيا الثورة وأصبح نظام مبارك معه في مهب الرياح.
لقد فشلت محاولة مواجهة الثورة بالقوة عندما تم بعد ثلاثة أيام من انطلاق شرارة الثورة( الجمعة28 يناير) اقحام قوات الشرطة لاجتياح ميدان التحرير, وشهد هذا اليوم في القاهرة ومدن أخري عقب صلاة الجمعة معارك عنيفة سقط خلالها مئات الشهداء والجرحي وتم قطع خدمة الانترنت ورسائل المحمول علي اساس أنها وسيلة اتصال الشباب التي سبقت في سرعتها وسائل النظام.( لجأ الأمن في ذلك الي المادة67 من قانون الاتصالات الصادر عام2003 التي تسمح بمثل هذا الاجراء في خالة تعرض الأمن القومي للخطر) وفي محاولة لانقاذ سفينته من الغرق خرج الرئيس مبارك مساء ذلك اليوم يعلن انه طلب من حكومة أحمد نظيف ان تتقدم باستقالتها كما طلب من الجيش النزول للمساعدة في تأمين البلاد. وفي اليوم التالي عين مبارك اللواء عمر سليمان نائبا للرئيس في المنصب الخالي منذ30 سنة, وكلف الفريق أحمد شفيق أنجح الوزراء الذين غيروا واجهة مصر التي تستقبل ملايين الزوار رئيسا للوزراء. ورغم ذلك لم يتوقف هدير الشباب الغاضب. وفي يوم الثلاثاء أول فبراير بعد اسبوع كامل من انتفاضة الشباب خرج مبارك واعلن لأول مرة انه لن يعيد ترشيح نفسه رئيسا للجمهورية, ولكن دون أن يذكر ابنه جمال مما اضطر اللواء عمر سليمان تأكيد أن جمال ايضا لن يرشح نفسه.
وبينما بدأ بعض الشباب يعيدون التفكير في استمرار ثورتهم بعد ان بدا أنهم حققوا انهاء حكم مبارك وولده, جاءت موقعة الجمل في اليوم التالي الأربعاء2 فبراير لترفع درجة الغضب التي انخفضت بعض الشئ وتجعل مصر كلها نسيجا واحدا بعد أن شهدت علي شاشات التليفزيون ماذا كان يدبر للشباب. وهكذا فإنه في محاولة جديدة لانقاذ النظام تلقي الدكتور حسام بدراوي اتصالا تليفونيا يوم السبت الخامس من فبراير يدعوه للقاء الرئيس.
***
ومن أول لحظة دخل فيها بدراوي الي الرئيس كان واضحا ان هناك مساحة كبيرة فاصلة بين الهدير الغاضب الذي يجري في ميادين التحرير في القاهرة والمدن الأخري, وبين الهدوء الذي يجري في مكتب الرئيس.
كان مبارك يتحدث في ثقة واطمئنان, وقد داعب بدراوي بقوله انه كان يتمني ان يعينه وزيرا ولكن الظروف لم تسمح. واضاف مبارك لقد رأيتك تتحدث في التليفزيون منذ يومين ويبدو أننا كنا غلطانين ولذلك اطلب منك تولي مسئولية الحزب الوطني.. ان تصبح أمينه العام بدلا من صفوت الشريف, وأمين لجنة السياسات بدلا من جمال مبارك. قال مبارك ذلك في وجود صفوت وجمال وزكريا عزمي, وأضاف: إنني اقول لك امامهم إنهم مستقيلون من الحزب ولك مطلق الحرية في اتخاذ ما تريد وتستطيع مقابلتي في أي وقت. وهكذا دخل بدراوي مكتب الرئيس عضوا في الحزب وخرج منه وفي يده كل مفاتيح مناصبه الكبري!
وما بين السبت الخامس من فبراير ومساء الثلاثاء الثامن من فبراير كانت الصورة أمام بدراوي قد تكشفت, فلم تكن القضية قضية حزب أصبح أمينه العام وإنما قضية وطن اصبح شريكا في الأمانة عليه, فطلب صباح الأربعاء لقاء الرئيس. ألم يقل له إنه يستطيع مقابلته في أي وقت؟
***
قبل العاشرة صباحا كان د. حسام بدراوي يدخل القصر الجمهوري للقاء الرئيس, لكنه قصد أولا مكتب النائب عمر سليمان الموجود في الجانب الآخر من مكتب الرئيس في نفس الطابق. طرق الباب ودخل ثم أغلقه خلفه وجلس أمام النائب يقول له: سيادة النائب إنني خلال الأيام الثلاثة الماضية التقيت مختلف القوي السياسية اعتبارا من الوفد والتجمع إلي الإخوان وعقدت اجتماعات مع سبع مجموعات متفرقة من الشباب استمعت لكل مجموعة علي حدة واقتربت منهم, وأولادي الآن موجودون في ميدان التحرير ولا أستطيع منعهم, وبأمانة شديدة فإن الموقف أخطر كثيرا من أي تصور ولا يعالجه كل ما نقوم به. قال عمر سليمان بهدوئه المعروف: ماذا تقترح؟ قال بدراوي: أن يخرج الرئيس ويوجه اليوم خطابا يعلن فيه انه يلبي طلبات الشعب ووعده الذي اعلنه أول فبراير بتعديل الدستور ويعلن نص الخطاب الذي أرسله لرئيس مجلس الشعب بالتعديلات المطلوبة, وبالتالي يكون الرئيس طبقا للدستور هو الذي قام بطلب تعديله, وفور ذلك يعلن الرئيس تفويض جميع سلطاته لنائب رئيس الجمهورية بصورة واضحة لا تقبل الشك معلنا أنه لم تعد لديه منذ الآن أي سلطة, وينتقل إلي شرم الشيخ ليقيم هناك بحيث تقطع عنه المعلومات ويعرف الجميع انه لم يعد يحكم. قال بدراوي مضيفا: سيادة النائب لكي أكون أمينا فإنني لست متأكدا إذا كان ذلك سيساعد علي عبور الأزمة.
فكر اللواء عمر سليمان قليلا ثم قال: أنا أعرف مبارك, ولكنني لا أستطيع أن أواجهه بما تقول.. لا أستطيع أن أقول له تنازل لي عن سلطاتك. قال بدراوي: إنني أمين الحزب فهل استطيع بهده الصفة أن أدعو لاجتماع مع الرئيس في حضور سيادتك وحضور المشير طنطاوي وأقول هذا الكلام؟ قال سليمان: نصيحتي أن تكلمه وحدك فلست أعرف شخصا آخر يمكن أن يقول هذا الكلام للرئيس مثلك علي ان تكون وحدكما. نظر بدراوي إلي التليفون علي مكتب النائب ثم قال: أنا طلبت لقاء الرئيس فهل استأذنك في ابلاغ مكتبه أنني في القصر وأريد لقاءه.
في طريقه من مكتب النائب إلي مكتب الرئيس سمع بدراوي وشاهد أصوات أبواب تفتح ووجوه تخرج تحاول اللحاق به: زكريا, وأنس, وجمال, بينما كان أشرف بكير كبير الأمناء يدفعه سريعا إلي مكتب الرئيس وهو يقول له همسا: دكتور حسام من فضلك لا تقف.. من فضلك إدخل علي طول للريس وقل له رأيك. وقبل أن يصل إلي باب مكتب الرئيس نادي عليه جمال: إيه يادكتور حسام فيه ايه؟ ولم يتركه أشرف بكير يرد علي جمال.. بسرعة ارتفع صوته: سيادة الريس منتظرك فورا يادكتور حسام اتفضل يادكتور. قال ذلك واسرع يفتح باب مكتب الرئيس ليجد حسام نفسه داخل المكتب أمام الرئيس وهو يقول له: سيادة الريس بعد إذنك أريد التكلم مع سيادتك وحدك.
كان في تصور مبارك أن الرجل الذي عهد اليه بأمانة الحزب وأمانة السياسات قد جاءه بعد أربعة أيام يشكو من تعابين الحزب ولهذا أراد مبارك المبادرة فسأله: ما أخبار الحزب؟ قال بدراوي كأنه كان ينتظر السؤال: حزب إيه ياسيادة الرئيس. الأهم الآن ميدان التحرير. هناك جموع قد نختلف في تقدير عددها سواء كانوا مائة أو مئتي ألف أو أكثر لكن المهم أن هؤلاء بعد غد( الجمعة) سيكونون هنا.. أمام القصر.. وعندما يصلون إلي القصر فمن الممكن أن يطلق أحدهم رصاصة أو يلقي نارا داخل القصر.. قال مبارك بسرعة: لو حدث هذا سيضرب الحرس الجمهوري في المليان. قال بدراوي: إذا حدث ذلك تكون سيادتك اعطيتهم الشرعية للإجراء التالي. قال مبارك: يعني إيه حيموتوني؟. قال بدراوي: المهم أنك تستطيع أن تحمي بلدك وشعبك وتعلن أن الوعد الذي وعدت به لتعديل الدستور قد نفذته وأنك أرسلت فعلا تكليف تعديل المواد الدستورية وأن تفوض نائب الرئيس وتذهب سيادتك فور ذلك إلي شرم الشيخ إلي أن تنتهي التعديلات الدستورية وتطلب انتخابات رياسية مبكرة عند انتهاء التعديلات.
سكت بدراوي بعد ان شعر ان عبئا ثقيلا قد ألقاه من علي ظهره, فلم يكن يتصور انه سيقف يوما أمام الرئيس الذي حكم البلاد30 سنة ويقول له ما قاله. كان الموقف انسانيا بالغ التعقيد. ولم يرد حسني مبارك. سكت لحظات ثم كمن يتحدث الي نفسه قال: أنا تسلمت البلد ولم يكن فيه أي شئ لامجاري ولاتليفونات ولا كهرباء ومستعد أموت علشان بلدي. قال بدراوي: وهناك كثيرون ياريس مستعدون اليوم أن يموتوا من أجل بلدهم, ورجائي أن تأخذ سيادتك القرار الصح. لف القاعة هدوء غامض عاد بعده مبارك وقال: خلاص أنا حاشوف القانونيين إذا كانوا يقدروا أطلب منهم عمل التعديلات الدستورية. قال بدراوي بعد أن شعر أنه بدأ يقترب من تحقيق ما طلب: يافندم القانونيين يستطيعوا من عينيك معرفة ماذا تريد وينفذونه دون أن تتكلم. قال مبارك مندهشا: إلي هذا الحد؟ قال بدراوي وأكثر ياسيادة الريس. ثم إن هذا الموضوع ليس قانونيا وإنما سياسي. وكأنه أحس أنه ضغط علي الرئيس أكثر مما يجب فوجد نفسه يقول له: سيادة الرئيس ما تزعلش مني أنا باكلم سيادتك وشاوسسكو أمام عيني؟ كانت الجملة بغير شرح قاسية فالرئيس مبارك يذكر جيدا الرئيس الروماني شاوسسكو ويذكر أنه كانت له بحكم منصبه كرئيس علاقات شخصية معه, وقد تابع الثورة التي واجهها شاوسسكو وقبض الثوار عليه هو وزوجته ومحاكمتهما سويا أمام عدسات التليفزيون واعدامهما في نفس الجلسة يوم25 ديسمبر1989 بعد ثماني سنوات من تولي مبارك الرياسة!
***
بعد قليل أعلن مبارك أنه موافق علي سرعة عمل التعديلات الدستورية وتأكيدا لذلك طلب إلي بدراوي أن يذهب إلي نائب الرئيس اللواء عمر سليمان ليتصل من مكتبه بالدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب ويتفق معه علي الاجراءات المطلوبة للتعديلات ثم يعود إلي الرئيس ليبلغه بالنتائج. وأسرع بدراوي لإجراء الاتصالات ولكن بدلا من السماح له بالعودة إلي الرئيس لإبلاغه نتيجة اتصالاته فوجئ بآخر شئ كان يتوقعه.. طرده من القصر الجمهوري ومنعه من لقاء الرئيس.!
منقول

التعديل الأخير تم بواسطة walidelwahsh ; 08-04-2011 الساعة 03:24 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-04-2011, 03:14 AM
walidelwahsh
Guest
 
المشاركات: n/a
منقول رد: سلسلة مقالات هامة لصلاح منتصر (يوم تخلي الرئيس)

المقال الثالث
يوم تخلي الرئيس‏(3)‏ إنفرد جمال والفقي بالرئيس فتغير كل شيء
كان حسام بدراوي يوم الاربعاء(9 فبراير) يشعر أنه يسابق الزمن مع ميدان التحرير, ولذلك كان حرصه علي الحصول علي موافقة الرئيس مبارك علي مخاطبة الشعب مساء ذلك اليوم وإعلانه تحديد المواد التي يطلب تغييرها في الدستور وتفويض كل اختصاصاته بوضوح للنائب عمر سليمان. وبناء علي هذا الاتفاق الذي تم في مكتب الرئيس بالقصر الجمهوري طلب مبارك من بدراوي إجراء الاتصالات اللازمة من مكتب النائب والعودة إليه لإبلاغه النتائج.
وأنقل من أوراق بدراوي ما سجله بنفسه عما حدث بعد ذلك, وكان بدراوي ينتهز فرصة الوقت الذي يمضيه في سيارته ويسجل هذه الملاحظات:
**الأربعاء9 فبراير ظهرا: خرجت من عند الرئيس واتجهت الي مكتب النائب الذي كان في انتظاري وما كدت أنقل إليه ما تم حتي جاء من يطلبه للقاء الرئيس مما جعلني أفهم أن السيناريو في طريقه إلي النور. طلبت الاتصال بالدكتور فتحي سرور الذي فوجيء بي أقول له الرئيس سيرسل إليه اليوم الخطاب الخاص بالتعديلات الدستورية,لأنه سيعلن الليلة أنه سيسلم سلطاته للنائب ويستريح. قال لي منزعجا بتقول إيه؟ أنا مش عارف أفكر..اعطيني خمس دقائق وكلم المستشار سري صيام( رئيس محكمة النقض) بعد دقيقة جاءني صوت المستشار صيام الذي قال لي إنهم أخرجوه من اجتماع يحضره مع اللجنة الدستورية. قلت له عال فالرئيس في عجلة علي معرفة المواد التي سيتم تعديلها في الدستور. قال المستشار صيام: إن أمامنا إن شاء الله أسبوعين ونقول لك التعديلات. قلت له اسبوعين إيه يا سيادة المستشار, الريس لازم يصدر خطاب التكليف النهارده ولازم يعلن الليلة هذه التعديلات. بعد خمس دقائق عاد المستشار صيام وأبلغني أنهم اتفقوا في اللجنة علي ست مواد أملاها لي
** بعد مكالمة المستشار صيام: جلست في مكتب النائب أكتب ورقة بالمواد التي أبلغني المستشار صيام بها لأسلمها للرئيس عندما فوجئت بموظف من بروتوكول القصر لم يسبق لي رؤيته فتح الباب وقال لي بصوت جاف: سيادتك خلاص قابلت الريس إتفضل إمشي. بدراوي: امشي فين؟ الموظف: حضرتك لازم تغادر دلوقتي لأن مهمتك انتهت. بدراوي: يا أستاذ أنا أمين الحزب الوطني ومكلف من الرئيس ولازم أدخل له دلوقتي. الموظف: يا
دكتور لو سمحت حضرتك لازم تمشي دلوقتي حالا. شعرت بإهانة شديدة جدا فكتبت علي ورقة عليها اسم نائب الرئيس: سيادة النائب تم طردي من القصر الجمهوري وسأغادر الآن. للعلم. أعطيت الورقة الي المقدم الشريف الذي اشتهر فيما بعد بسبب ظهوره الواضح خلف النائب عمر سليمان وهو يقرأ خطاب تخلي الرئيس مبارك). لم يتركني موظف البروتوكول وإنما صحبني كأنني مقبوض علي إلي داخل الأسانسير ثم إلي باب القصر حتي دخلت السيارة. وأنا في السيارة فتحت زجاجها وقلت له بصوت عال: قل لرئيسك أيا كان أنني سأبلغ جميع وكالات الأنباء أنني استقلت وتم طردي من القصر الجمهوري بسبب الشلة التي حول الرئيس واللي حيودوه في داهية.
**في السيارة: حالة بالغة من الغضب. مش عارف أعمل إيه. جرس التليفون.. كان جمال الذي طلبني. إيه يا حسام إنت فين أنا بادور عليك؟!. انفجرت فيه.. بتقولي إنت فين.. أنا انطردت يا أستاذ.. إنتوا فاهمين إنني حا فضل أتقبل إهاناتكم علي طول. أنا طالع دلوقتي في التليفزيون وسأقول إنني مقدم استقالتي وليه. جمال: إزاي حد يطردك؟ الدكتور زكريا عاوز يكلمك. زكريا: إيه يادكتور حسام ده إنت امين عام الحزب.. ده إنت اللي تقول لنا إقعدوا أو إمشوا. بدراوي: إسمع يادكتور زكريا أنا قلة أدب لن أقبلها مرة أخري. إنتم ناس ليس عندكم وطنية وأنا آسف أقول لك هذا الكلام. زكريا: أنا آسف.. أنا حابوس راسك وحارفت الواد.. خد جمال كلمه. جمال: أرجوك يادكتور علشان خاطري إرجع لأن الريس طالبك.
فكرت ألا أعود لكنني أحسست ببعض الهدوء وشعرت ان الريس لا ذنب له فأمرت السائق بالعودة. وبكل احترام أبلغوني إتفضل الريس عاوزك.
** الأربعاء الثالثة مساء.. في مكتب الرئيس: دخلت وجدت الريس ومعه النائب وجمال. بادرني الرئيس قائلا: خلاص يادكتور حسام.. أنا حاطلع أعلن الخمس مواد التي سأطلب تعديلها وسأفوض نائب الرئيس النهارده. قلت له أرجوك يافندم يكون التفويض واضح وأن تركز علي أن حضرتك لاتحكم. بعد إذنك ده من حبي وإخلاصي لك. الرئيس: خلاص أنا حاطلع بالليل وأنا والنائب بنوضب الإجراءات كلها. حمدت الله في سري وخرجت, وخرج معي جمال وزكريا وصحباني الي غرفة. قال لي جمال: إيه يادكتور فيه إيه؟ هيجت الدنيا كده ليه وخليت الريس يعمل كده؟ قلت له أنا مش قادر أصدق إنكم مش شايفين اللي بيحصل في البلد. قال زكريا: فعلا معاك حق وتركنا وخرج. بعد شوية سمعت طرقا علي الباب وأطل شخص نادي علي جمال فخرج جمال ووجدت نفسي وحيدا. مضت نصف ساعة وأنا وحدي في المكتب.. قلت لن أنتظر حتي يأتي من يطردني ففتحت الباب وخرجت. جاءني أشرف بكير( كبير الأمناء) قال لي من فضلك يادكتور ماتمشيش. لو مشيت كل اللي بنيته حيهدوه.. اسمع كلامي. قلت له مرة طردوني ومرة خرجوا وقفلوا الباب في وشي وعاوزني أقعد. تركت ورقة للنائب أبلغه أنني في انتظار خطاب الرئيس في الوقت الذي كان أشرف بكير يبدي أسفه
شعرت أن مهمتي انتهت بنجاح رغم الإهانة التي واجهتها مرتين, ولكن المهم أن الريس تقبل كلامي القاسي وتفهمه, وأصبح واضحا انه سيخاطب الشعب الليلة ويعلن تفويضه نائب الرئيس بكل اختصاصاته فطلبت الي السائق ان يذهب بي الي البيت.. أنا فعلا في حاجة الي الراحة وفي الوقت نفسه أتابع خطبة الريس وأسجلها.
البيت.. السادسة والربع مساء: اتصل بي المقدم شريف مدير مكتب النائب.. جاءني صوته حزينا.. مشيت ليه يادكتور حسام؟ قلت: إيه اللي حصل؟ قال: غيروا كل حاجة.. ياريتك ما مشيت!! جلست حزينا بعد أن شعرت أنهم لعبوا بي وكنت أريد أن أري وجه واحد فيهم لأقول له أنتم لم تهدموا اتفاقا ولكنكم هدمتم الرئيس ونظامه.. وأنا في حيرتي اتصل بي وائل غنيم!( انتهت السطور المنقولة من أوراق بدرواي)
<<<
أين وائل غنيم؟
طوال الأيام التي مضت كان يتردد علي ألسنة شباب التحرير اسما كان معروفا بينهم لكنه كان مجهولا خارج دائرتهم, وهو اسم وائل غنيم خبير الإنترنت والفيس بوك والتويتر وكل وسائل الاتصالات الحديثة وصاحب صفحة كلنا خالد سعيد التي استقطبت الآلاف علي غير معرفة وجمعتهم عبر شاشات الكمبيوتر والتليفونات المحمولة التي غيرت العصر.
كان وائل غنيم وهو يعمل في دولة الإمارات مديرا للتسويق بشركة جوجل الشهيرة بالشرق الأوسط قد طلب من شركته إجازة عاجلة لأمر عائلي, الا أن الحقيقة أنه جاء الي مصر ليشترك في تظاهرة25 يناير يوم الغضب والتقي لأول مرة بزملاء عرفهم عن طريق الإنترنت, وأصبح منذ ذلك اليوم مقيما معهم, وفي مساء الخميس(27 يناير) اختفي وائل غنيم فجأة. وعبثا حاولت أسرته معرفة مكانه, فقد سألت المستشفيات والمشرحة وكل أصدقائه دون أن تستدل عليه. وكان من بين الذين اهتموا بوائل حسن حسام بدراوي وشقيقته داليا بدراوي رواد ميدان التحرير, اللذان سألا الأب حسام إن كان يستطيع أن يساعد في معرفة مكانه.
كانت أول مرة يسمع فيها حسام باسم وائل غنيم وقد اتصل في نفس اليوم الاثنين7 فبراير بمدير أمن الدولة واكتشف ببساطة أن وائل المختفي الذي دوخ أهله بحثا عنه وأبكي أباه الليالي لدرجة هددت بفقده عينه الوحيدة التي يري بها, مقيم في الجهاز منذ اختطافه دون أن يكلف أحد خاطره بإبلاغ الأسرة, فقد كان من تقاليد التعذيب حجز الشخص وجعله يعيش معزولا وهو معصوب العينين طوال فترة حجزه لايري أحدا من الذين يسألونه أو يتكلمون معه الي أن يشاء الله امرا كان مقضيا.
احتاج الأمر الي الاتصال بالنائب عمر سليمان والنائب إتصل بوزير الداخلية حتي تمكن بدراوي من الحصول علي قرار بالإفراج عن وائل مساء الاثنين7( فبراير) وظل منتظرا في مكتب وزير الداخلية اللواء محمود وجدي حتي جاء وائل مع مدير الأمن شخصيا, وبعد لقاء الوزير صحبه بدراوي الي بيته. وفي نفس الليلة كان وائل غنيم حديث مصر عندما استضافته مني الشاذلي في برنامجها المعروف العاشرة مساء, وقد استطاع وائل بصدقه وبراءته ونقائه أن يهز ملايين المصريين وهو يبكي بدموع صادقة شهداء الرفقة الذين كشفت صورهم أنهم من طبقة قادرة, وأنه علي عكس الخوف الذي كان يملأ نفوس الكثيرين من المصريين من أن تأتيهم الثورة من جياع العشوائيات, فقد جاءت الثورة من الأسر القادرة علي يد شباب الإنترنت الذين وصفهم وائل بأن كل مشكلتهم أنهم يحبون مصر وأنهم لايعملون لحساب احد وانهم يوم خرجوا يوم25 لم يكونوا تحت قيادة احد من الإخوان أومن غيرهم فلم يكونوا أنفسهم يعرفون في ذلك اليوم اين يذهبون!
<<<
مساء الاربعاء كما سبق وبعد أن عاد بدراوي الي بيته مهزوما بعد إبلاغه انهيار كل ما حاوله مع مبارك بالطبع بسبب جمال وانس الفقي, فوجيء باتصال من وائل غنيم يقول له إنه ومجموعة من شباب الثورة يريدون لقاءه لأمر بالغ الأهمية وان لديهم رسالة عاجلة الي الرئيس!
منقول
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-04-2011, 03:16 AM
walidelwahsh
Guest
 
المشاركات: n/a
منقول رد: سلسلة مقالات هامة لصلاح منتصر (يوم تخلي الرئيس)

المقال الرابع
في التاسعة صباح الخميس‏10‏ فبراير دخل حسام بدراوي شقة‏(‏ س‏.‏ف‏)‏ بالزمالك حيث كان موعده للقاء مجموعة من شباب الثورة الذين كان‏(‏ س‏.‏ف‏)‏ صاحب الشقة وسيط ترتيب لقائهم مع بدراوي‏,‏
كان هناك وائل غنيم الذي تولي بدراوي عملية الإفراج عنه من جهاز أمن الدولة يوم الاثنين7 فبراير وظل معه الي أن ذهب به الي بيته, وفي نفس الليلة ظهر وائل مع مني الشاذلي التي استضافته في برنامجها العاشرة مساء, وهو اللقاء الذي هز مشاعر المصريين, وكان مما قاله في هذا اللقاء إنه علي المستوي الشخصي يحترم الدكتور حسام بدراوي والدور الذي قام به للافراج عنه, ولكن ذلك لم يمنعه من أنه قال له إنه يكره حزبه الوطني ويتمني ألا يري لوجو( شعار) هذا الحزب في كل مصر.
كان هناك أيضا المخرج الشاب عمرو سلامة(29 سنة) الذي تخرج في كلية التجارة ولم يدرس السينما, لكن هوايته لها تغلبت وجعلته يقتحم مجال الإخراج ويخرج عدة أفلام قصيرة, وفي عام2008 تمكن من إخراج أول فيلم طويل زي النهارده بطولة بسمة وأحمد الفيشاوي وآسر ياسين, وقد اشترك به في مهرجان الشرق الأوسط وكان من بين الأفلام المرشحة لنيل جائزة المهرجان, وهو حاليا يعد لكتاب عن ذكريات الثورة وفيلم تسجيلي يحكي علي ألسنة الشهود الوقائع ومنها تسجيل أجراه مع حسام بدراوي.
<<<<
لم تكن الرسالة التي سمعها بدراوي من الشباب غريبة عليه, بل كانت كما قال لي تقترب كثيرا في مضمونها من السيناريو الذي كان نفسه يتمناه ووعده الرئيس بتنفيذه من خلال الخطاب الذي كان المفروض أن يوجهه أمس( الأربعاء), ولكن وضح أن جمال وأنس الفقي وزكريا عزمي نجحوا في التأثير عليه فمضي يوم الأربعاء بدون أي خطاب, كانت الرسالة أو الرأي الذي حمله الشباب أنه لو أعلن الرئيس مساء ذلك اليوم( الخميس) تفويضه سلطاته للنائب, وقدم اعتذارا لأسر الشهداء, وأعرب عن ثقته في شباب مصر, فإن ذلك سيخفف حالة الاحتقان التي يشهدها ميدان التحرير بما ينعكس علي كل مصر, وقد شجع ذلك بدراوي علي توجيه سؤال مباشر لهم عما اذا كانوا سيؤيدون الرئيس اذا فعل ذلك, فأعلنوا أنهم علي استعداد للقاء الرئيس والوقوف خلفه وهو يعلن خطاب التنحي.
وفي نقاشي لعدد من الشباب الذين حضروا اللقاء وفيهم من طلب عدم ذكر اسمه, وهو ما أحترمه, وجدت أن ما قالوه لا يختلف كثيرا عما ذكره بدراوي باستثناء قول أحدهم إن بدراوي هو الذي شجعهم وبادرهم بأن الرئيس أصبح مقتنعا بتفويض سلطاته للنائب وتأكيد ذلك بتركه رئاسة الجمهورية وسفره الي شرم الشيخ, وقد أيد الشباب هذا الاقتراح الذي بدا متفقا مع تفكيرهم وأضافوا عليه ضرورة اعتذاره للشهداء وللشباب الذين اتهمهم في خطاب أول فبراير بأنهم يعملون لحساب أجندات خارجية.
<<<
كان مبارك في رأي الشباب بالصورة التي ظهر عليها في خطابيه يوم29 يناير وأول فبراير مستفزا بسبب حالة الاستعلاء التي ظهر بها والي درجة بدا معها أنه عمد الي التهوين من تأثير حركة الشباب وعدم اهتمامه بها, في الوقت الذي كان الوطن يعيش معها حالة غليان وقلق وتربص, بينما الشهداء يتساقطون والأمن مختل, وعندما أعلن في خطاب أول فبراير أنه لن يعيد ترشيح نفسه رئيسا وكانت هذه أول مرة يدلي فيها بهذا التصريح الذي كان مناقضا لما يقوله وما أعلنه نفسه من قبل( سيخدم الي آخر نفس), فإنه استعلي علي منح حركة الشباب أي فضل في هذا التغيير وأملي علي الذين يكتبون الخطاب اختيار الكلمات التي تعكس استخفافه بالحركة الشبابية وهو ما ظهر في قوله وبصرف النظر عن الظرف الراهن فإنني لم أكن أنتوي الترشح لفترة رئلسية جديدة, وكأنه أراد إبراز أن قراره بعدم الترشح لا علاقة له بالظروف الراهنة, وأنه كان مقررا من قبل, وهو ما لم يقله قبل25 يناير.
بين عبدالناصر ومبارك
لم يفوت المخرج الشاب عمرو سلامة الفرصة, فقد راح يتصور مشهد مبارك وهو يلقي خطاب التنحي, وهو وزملاؤه يقفون الي جانبه مما جعله يسرح بخياله ويقول في لحظة خيال فني: يادكتور حسام المشهد درامي جدا وعاوز شغل جامد في طريقة الإلقاء والإخراج.
إلا أن عمرو اعترف لي بعد ذلك أنه صدم عندما شاهد مبارك في مساء نفس الليلة( الخميس) يلقي خطابه الذي أعلن فيه تفويض النائب سلطاته وقد كان هذا الخطاب تاريخيا هو آخر خطاب وجهه مبارك الي الشعب.
فقد ذهل عمرو بعين الفنان للغة خطاب وآداء مبارك وهو يعلن تفويض نائبه سلطاته, مما يعني عمليا تنازله عن الحكم وجعله هذا الأداء الهزيل يستدعي جمال عبدالناصر الذي لم يحضره عمرو, لكن صورته محفورة في ذهنه ليلة إعلانه تنحيه يوم9 يونيو1967, وقد وجد عمرو سلامة أن عبدالناصر كان بارعا في استخدام وسائل التأثير الدرامية علي المشاهدين علي عكس مبارك الذي فشل في كسب تعاطف المشاهدين, فعبدالناصر ألقي خطابه وهو جالس وكأنه غير قادر علي الوقوف, وقرأه بصوت منكسر يصدر من أعماقه, وارتسم وجهه بالضعف, مما جعل الخطاب يدخل قلوب الملايين ومشاهديه يقفزون تأثرا عندما وصل الي لحظة إعلانه كلمة التنحي.
وفي فن الدراما, فإن المشاهد يتعاطف جدا مع الرجل الذي تعوده قويا عندما يراه وهو يعاني حالة الضعف والانكسار, وبالنسبة لمبارك فإنه ألقي خطابه وهو واقف كأنه قائد منتصر, ولم يراع الذين كتبوا خطابه تصاعد الخط الدرامي للغة الخطاب, في الوقت الذي علي عكس قواعد الدراما التي تتطلب انحناء الصوت كان صوت مبارك عاليا كأنه يعظ الآخرين, وعندما جاء إعلانه قرار تفويضه النائب لسلطاته وهو الحدث الذي يمثل ذروة الدراما لحاكم أمضي30 سنة في كرسيه, فإن كلمات القرار لم تترك تأثيرها الإنساني علي المشاهدين, لأنه لغة وصوتا وآداء بدا وكأن مبارك يعلن قرارا بيروقراطيا يعطي النائب مشاركته مبارك سلطاته لفترة مؤقتة, وليس تنازله له عن هذه السلطات.
<<<
محاولة مع مبارك للقاء الشباب
انتهي اجتماع بدراوي مع الشباب في الزمالك في نحو الحادية عشرة( صباح الخميس10 فبراير) علي أساس أنه سيجري اتصالاته للقاء مبارك بالشباب في نفس اليوم وابلاغهم الموعد.
ومرة أخري, أعود الي أوراق بدراوي وما سجله في هذه الساعات: خرجت من اجتماع الشباب معجبا بهم واتصلت بالنائب عمر سليمان وحكيت له عن اقتراحهم لقاء الرئيس, مؤكدا تأييدي لهم وأنهم مجموعة محترمة ولن يغلطوا فيه وأن لقاءه بهم سيطمئنه أكثر ويعجل بالسيناريو المتفق عليه, فاجأني النائب بقوله إن الرئيس لم يصل مكتبه في القصر الجمهوري ومازال في البيت, انتظرت أكثر من نصف ساعة ولما يئست من وصول الرئيس مكتبه اتصلت به في البيت وحولوني عليه, حسام: سيادة الريس مش احنا اتفقنا امبارح تعلن خطابك.. الوقت بيتأخر ياريس, ظل ساكتا, حسام: أنا قابلت مجموعة من الشباب المؤثرين وهم فلان وفلان وفلان ولهم طلبات أولها يريدون مقابلة سيادتك ومستعدين يقفوا وراك أثناء القائك الخطاب, الريس: خلاص أنا حاطلع أتكلم النهارده.. خد جمال قاعد جنبي كلمه, جمال: إيه يا حسام عامل إيه؟ حسام: ياريت ياجمال الريس يقابل الأولاد دول ويستفيد بيهم؟ جمال: طب حاشوف وأكلمك, اتصلت بنائب الرئيس وأبلغته ما جري, كان رأيي أنه لو التقي الرئيس بهم سيغير رأيه الذي يصله من التقارير التي تصورهم شوية عيال موجهين من جهات أجنبية وسيكتشف عندما يتكلم معهم مباشرة أنهم وطنيون, وأنا أحلم بهذا التصور جاءني تليفون من وائل غنيم يصرخ: إيه يادكتور.. أنت بتضحك علينا ولا إيه؟. حضرتك بتخدعنا؟ حسام: إيه فيه إيه؟ وائل: أمن الدولة كلموني وعاوزينا نروح لهم علشان نقابل وزير الداخلية وبعدين ياخدونا نقابل رئيس الوزارة, انتوا بتلعبوا بينا.. إيه بالضبط الحكاية؟ حسام: يا وائل أقسم لك إنه ليس لدي أي فكرة عن هذا الكلام, وعلي العموم اعملوا ما ترونه تروحوا أو ماتروحوش ده قراركم, وائل: إحنا مش حنروح أي حتة إلا معاك وحنستناك في فندق سونستا في مدينة نصر, حسام: طيب أنا جايلكم سونستا, فور انتهاء مكالمة وائل التي وضح منها أن الأمن سجل مكالمتي مع الرئيس وعرف منها أسماء الأولاد, جاءني اتصال من اللواء حسن عبدالرحمن مدير أمن الدولة يبلغني أن رئيس الوزراء يريد لقاء الأولاد وأنهم مصرون علي عدم التحرك بدون موافقتي, حسام: إحنا كده بنقلل من قدرهم ياسيادة اللواء لأن الموضوع أكبر من رئيس الوزراء, النهارده الخميس وبكره أنا متوقع مأساة, حسن عبدالرحمن: طب اعمل إيه اذا كان رئيس الوزراء عاوز يقابلهم, اتصلت بوائل غنيم وقلت له إن رئيس الوزراء يرغب في مقابلتهم وربما أراد أن يصحبهم هو للقاء الرئيس, وبناء علي ذلك وافقوا علي الذهاب للقاء الفريق أحمد شفيق الذي كان قد نقل مكتبه الي وزارة الطيران قرب المطار بسبب استحالة وصوله الي مبني مجلس الوزراء في شارع قصر العيني الذي تحاصره حشود المعتصمين, ولكن ما هي إلا دقائق حتي تلقيت اتصالا جديدا من وائل غنيم لأنه فوجيء بحشد ينتظره في مكتب رئيس الوزراء من المصورين والإعلاميين وأيضا بعض الفنانات!.
<<<
كان من الواضح أن الأمن أراد تصوير الشباب أنهم جاءوا يستجدون السلطة ويطلبون عطفها وهو ما يرفضونه تماما, وكان رد بدراوي علي وائل أن طلب إليه أن يأخذ مجموعته وينصرفوا!
منقول

التعديل الأخير تم بواسطة walidelwahsh ; 08-04-2011 الساعة 03:28 AM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-04-2011, 03:18 AM
walidelwahsh
Guest
 
المشاركات: n/a
منقول رد: سلسلة مقالات هامة لصلاح منتصر (يوم تخلي الرئيس)

المقال الخامس
نجح ممثلو شباب الثورة في فرض شروطهم علي الاجتماع الذي استدعاهم له مدير أمن الدولة اللواء حسن عبد الرحمن مع الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء‏,‏ فتم الاجتماع بدون حضور المصورين والإعلاميين ودون صدور أي بيان‏.‏
والواقع أنه رغم استمراره نحو ساعتين إلا أنه لم يكن فيه ما يستدعي صدور أي بيان. ذلك أن حضور اللواء محمود وجدي وزير الداخلية ـ في ذلك الوقت ـ ومعه مدير أمن الدولة,حول الاجتماع إلي شبه محاكمة لهم عن أعمال العنف التي تعرض لها الشباب في ميدان التحرير. وكان الملاحظ أن كل شاب راح يحكي أكثر عما جري لزميله الموجود في الإجتماع ويبكي تأثرا من الحكاية التي يرويها. بكي وائل غنيم وهو يحكي عن زميله طبيب الأسنان مصطفي النجار الذي عرف أنه منسق حركة ترشيح الدكتور البرادعي, وعن الضرب الذي تعرض له مصطفي وأصاب أحد ضلوعه ونجاته من الموت. كان ذلك يوم موقعة الجمل( الأربعاء2 فبراير) وكان النجار يقف في الميدان عندما شاهد زميلا يقف إلي جواره يسقط برصاصة قناص كان يستخدم بندقية ليزر المعروفة بدقتها في إصابة الهدف في الوقت الذي بدأ فيه هجوم الخيالة والجمال.
كان مصطفي النجار وهو أحد الذين لهم جاذبية خاصة وأتوقع له مستقبلا سياسيا( مواليد سنة80 متزوج ووالد لطفلتين سن ثلاث وخمس سنوات) من النشطاء خلال سنوات دراسته في طب الأسنان. وقد استهوته دراسة الإعلام بعد تخرجه وتوسع في دراسة الحركات الإحتجاجية في العالم مما جعله يؤسس حركة شبابية أطلق عليها شعارنقدر وهو نفس الشعار الذي رفعه باراك أوباما في أمريكا خلال حملة ترشيحه رئيسا عام2008, إلا أن مصطفي اكد لي أنه سبق أوباما في هذا الشعار.
وقد ذكر مصطفي في إجتماع رئيس الوزراء إن يوم2 فبراير الذي إشتهر بيوم معركة الجمال كان الأخطر فيه دور القناصة الذين إعتلوا المباني والذين إستشهد بسببهم عدد كبير من الشباب لدرجة أنهم أصبحوا واثقين أن دخول الجمال والجياد إلي الساحة كان لإلهاء الذين فيها عما يقوم به القناصة. وقد نفي وزير الداخلية وجود أيه قوات تابعة له في ذلك اليوم وإتهم حركة حماس بأنها التي وجهتهم, بل ذهب إلي قوله إن أحد هؤلاء القناصة كان يرفع إلي جواره علم حماس! وثار عمرو سلامة المخرج الشاب وقال إنها أول مرة يسمع فيها عن قناص متخفي يعلن عن نفسه وجنسيته بعلم يرفعه إلي جواره, وإن هذا كلام معناه أن جهة أجنبية إخترقت البلد وأطلقت النار علي شبابها وهي مسئولية أكبر علي الأمن!
تجربة عمرو سلامة
إن عمرو سلامة تعرض لواقعة ضرب عصر الثلاثاء25 يناير أول أيام الأحداث عندما كان في شارع قصر العيني وأراد الوصول إلي ميدان التحرير وشاهد في الشارع الخالي علي البعد أشخاصا قادمين في ملابس سوداء اعتقد انهم من زملاء الثورة فجري إليهم ليكتشف أنهم جنود الأمن المركزي وقد أحاطت به مجموعة شاهد علي يديها ألوانا من الضرب الذي لم يترك جزءا واحدا في جسمه لم يطله. وقد سجل عمرو تفاصيل ما حدث له في مدونته بعد36 ساعة من تجربته وتحديدا في الخامسة فجر الخميس27 يناير تحت عنوان أنا اتضربت ليه وبعد ذلك نشرها يوم4 فبراير في الموقع الإلكتروني لصحيفة الدستور أو الدستور الأصلي كما يصفها رئيس تحريرها الأستاذ ابراهيم عيسي.
يحكي عمرو في الجزء الأول تفاصيل واقعة الضرب التي تعرض لها, ولكن الأهم في رأيي الجزء الثاني الذي يصف فيه مشاعره بعد أن ترك شارع قصر العيني ووصل إلي أحد أصحابه الذي إستضافه في مكان عمله وهناك وجد عمرو نفسه يبكي بصورة لا يتذكر أنه بكي مثلها. إن ما كتبه يستحق معرفته لأنه يلقي الضوء علي مشاعر أحد شباب التحرير. يقول عمرو في مدونته: لم أبك من الألم أو من الإهانة أو من الرعب, وإنما لأني لقيت نفسي بدأت أكره بلدي مصر, وحسيت إن ظباطها اللي حامينها كرهوني فيها, وحكومتها اللي ظالمانا كرهتني فيها, وشعبها السلبي ـ كان سلبي ـ ماكنش معانا وكرهني فيها, والفساد والقمع وإلخ إلخ, إزاي ممكن أجيب ابن أخلفه في هذا البلد, إزاي أقنعه يحبها ويحارب علشانها وينتمي إليها؟ وقلت ليه ماسبهاش لو جات الفرصة؟ بس بعد دقايق, رجع صوت العقل..هو مش أكيد صوت العقل بس هو صوت طول عمره موديني في داهية.. فكرت نفسي بمعتقداتي التي جعلتني أكتب هذه السطور ـ افتكرت ان انتمائي لمصر مش مفيد لمصر.. مفيد ليا إني أعرف أنا منين والمكان اللي بيتي فيه وسريري فيه, إفتكرت إني لازم أبقي إيجابي تجاه أي مكان إخترت أنتمي له, وأتفاءل مهما كان, إن المكان ده حيكون أحسن بسببي وبسبب الذين حولي. وإكتشفت إن أهم حاجة في الدنيا إني عارف الكلام ده..عارف أنا ليه اتضربت, وليه نزلت. أنا نزلت وإتضربت عشان عايز مصر أحسن... عايز الفقير لو فضل فقير يكون له الحد الأدني من الكرامة والإحتياجات الانسانية عايز إبني لما أخلفه في يوم من الأيام يتعلم صح ويتعالج صح ويبقي عنده أي أمل وطموح مهما كان, حتي لو عايز يبقي رئيس جمهوريةـ عرفت لما إتضربت إني خايف أقل ـ أنا لا أدعي البطولة بأي شكل, ففيه ناس إتضربوا أكثر مني بكتير, وناس إعتقلت, وناس ماتت شهداء, بس الناس دي كلها لو إتكلمت معاهم, أغلبهم فخورين بنفسهم, خوفهم بقي أقل, تحديهم بقي أقوي, حاسين إنهم علي حق, الناس ديه معظمها طلعت من معتقلاتها أقوي, حاسين إن الفرج جاي مهما اتاخر, وعارفين إنه مهما ضاقت وإستحكمت حلقاتها مسيرها تفرج, أهم اكتشاف اكتشفته إن هناك أمثالا ليست مجرد كلام, وإنما معناها حقيقي, زي المثل اللي بيقول: الضربة اللي ماتومتنيش هتقويني هذا ما كتبه عمرو سلامة فجر يوم27 يناير2011
وينتهي دور بدراوي
في الفترة التي كان الشباب مجتمعا فيها مع رئيس الوزراء( من الثانية إلي الرابعة عصرا) كان د. حسام بدراوي ـ وكان حتي هذه اللحظة يشغل منصب الأمين العام للحزب الوطني ويمارس دوره السياسي من خلال هذا المنصب ـ يحلم بلقاء الرئيس حسني مبارك بالشباب. وقد حاول الإتصال أكثر من مرة بالقصر الجمهوري ولكن علي عكس ما كان يحدث في المرات السابقة كانت أبواب الإتصال هذه المرة مغلقة أمامه.
وللمرة الأخيرة أنقل من أوراق بدراوي: فشلت اتصالاتي بالرئيس والأحداث تدخل يومها السابع عشر والتصعيد في ميدان التحرير مستمر لوصول المظاهرات غدا الجمعة إلي القصر الجمهوري وهو إذا حدث سيؤدي إلي نتائج كارثية. حاولت الإتصال بنائب الرئيس فأبلغوني أنه مجتمع مع المشير. كنت قد ألغيت مواعيدي في هذا اليوم لأكون جاهزا للقاء الرئيس بالشباب في أي وقت, وهو ما أصبحت أشعر أنه لقاء لن يتم وأنني يجري استخدامي حسب مزاج النظام, فقررت أن أقلب عليهم الترابيزة. انتهزت فرصة موعد مع مراسلة البي بي سي كنت ألغيته ضمن المواعيد الملغاة, ولكن المراسلة بغريزتها الصحفية قررت إنتظاري.وعندما سألتني عن توقعاتي قلت لها إن الرئيس سيتكلم إلي الشعب اليوم وسيعلن في خطابه التعديلات الدستورية المطلوبة وتنازله عن كل سلطاته بصورة مطلقة لنائب الرئيس. قالت لي مراسلة القناة( بي بي سي) ما تقوله بالغ الأهمية. قلت لها إنني أتحدث إليها بصفتي أمين الحزب الوطني وقد صارحت الرئيس برأيي مباشرة. المراسلة: يعني مبارك سيعلن في خطابه ما تقول ؟ حسام: أنا أتوقع ذلك لأني لا أعتقد أنه بعد ما سمعه مني بصفتي ممثلا لحزبه ووافقني عليه, لابد أن يعلن تنحيه.
لم يكتف بدراوي بذلك بل طلب إلي شريف عامر مذيع قناةالحياة اليوم أن يجري معه تسجيلا في الخامسة مساء أنهاه بإعلانه إستقالته من أمانة الحزب الوطني. وبذلك انتهي دوره الذي استمر ستة أيام من السبت إلي الخميس.
صراع اللحظات الأخيرة في القصر
شهد يوم الأربعاء9 فبراير نقاشا طويلا بين الرئيس مبارك وجمال وأنس الفقي الذي أصبح مقيما في القصر الجمهوري حول الخطاب الذي كان مبارك يعده لتوجيهه إلي الشعب مساء ذلك اليوم لكن الاتفاق علي محتواه استمر إلي ما بعد منتصف الليل بسبب رفض جمال وأنس تنازل مبارك فتقرر تأجيله إلي اليوم التالي.وعندما أعلن حسام بدراوي لقناة بي بي سي أن مبارك سيستقيل, قرر أنس الفقي تحديه وأعلن في شريط الأنباء الذي يذاع مع برامج القنوات المصرية ولعدة مرات( عاجل: أنس الفقي.. مبارك لن يقدم استقالته).
تخرج أنس الفقي وهو من مواليد1960 في تجارة القاهرة عام83 وعمل فور تخرجه في مجال تسويق بعض الموسوعات الأجنبية التي كان يقيم لها مكانا صغيرا لعرضها في معرض الكتاب. وقتها كان الرئيس مبارك يمر علي كل عارض ويتحدث إليه, فكان أنس يقدم بضاعته للرئيس بطريقة جذابة وذكية. كان يشرح للرئيس بالعربية أما عندما تزور السيدة سوزان المعرض فكان يتعمد أن يعرض معظم شرحه باللغة الإنجليزية التي يجيدها, مما لفت إهتمام السيدة سوزان وأيضا فاروق حسني وزير الثقافة, ونتيجة لذلك اختاره فاروق حسني في عام2002 رئيسا لقصور الثقافة وقال له جملة لم ينسها فاروق ولا أنس وهي قوله للفقي إن الثقافة الجماهيرية هي الحزب الحقيقي للدولة
إن أنس الفقي إستطاع بالفعل عن طريق الثقافة الجماهيرية أن يدخل في زوارق الحزب وجمال مبارك, إلي جانب جمعية الرعاية المتكاملة التي كانت ترأسها السيدة سوزان مبارك. وبسرعة علا نجم الفقي فبعد سنتين في عام2004 أصبح وزيرا للشباب, وفي العام التالي في فبراير2005 أصبح وزيرا للإعلام بعد أن رفضها فاروق حسني ورشح لها الفقي.
وحسب مصدر موثوق من داخل القصر الجمهوري فقد كان مقررا إستبعاد أنس الفقي من وزارة أحمد شفيق. وعندما إستدعي الرئيس مبارك الفريق أحمد شفيق يوم29 يناير لتكليفه بتشكيل الوزراء كان قد أعد كشفا بأسماء وزراء أحمد نظيف أعطاه للفريق شفيق بعد أن وضع علامة صح أمام ثلاثة وزراء بمعني إبقاء شفيق عليهم.
ولم يكن اسم أنس الفقي من بين هذه الأسماء بل من المستبعدين, ولكن مبارك عاد وطلب من شفيق في اليوم التالي أن يضع أنس في أي وزارة حتي لو كانت وزارة الشباب(!) التي كان الفقي وزيرها قبل الإعلام. لكن جمال تدخل وراح يضغط علي أبيه حتي نجح في وضعه في التشكيل يوم31 يناير وزيرا للإعلام. هكذا فإن حلف جمال والفقي ومعهما زكريا عزمي وإن بدا حتي آخر لحظة أنه كان يدافع عن بقاء مبارك إلا أنهم في الواقع كانوا يدافعون عن بقائهم هم.. إلي أن حسمت القوات المسلحة الموقف.
منقول
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 MasrMotors غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي MasrMotors ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر


الساعة الآن 12:57 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2024
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017