العودة   مصر موتورز مجتمع السيارات > النادى الثقافى الاجتماعى > ثورة الحرية 25 يناير

ثورة الحرية 25 يناير ساحة ثورة الحرية 25 يناير تحوى كل الموضوعات المتعلقة باﻷحداث التى مرت و تمر بها مصر الغالية منذ هذا اليوم و حتى اﻵن ... و هى ساحة الحوار السياسى الراقى و المسئول


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 30-04-2012, 05:12 AM
وائل محمد وائل محمد غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 71
وائل محمد is a jewel in the roughوائل محمد is a jewel in the roughوائل محمد is a jewel in the rough
افتراضي كلام الإئمة في النهي عن الخروج علي الحاكم الظالم(ولو كان الدين بالراي لكان اسفل الخف أولي بالمسح من أعلاه)

أثار السلف في طاعة الأئمة
لقـــداستقر هذا الأصـــل فــــي منهج الصحابة الكرام فكانت كلماتهم تطبيقاًرصيناً وحياتهم توثيقاً أميناً لهذه الأحاديث الشريفة

وقد حكى الإجماع على ذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى فقال:"وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب، والجهاد معه، وأنّ طاعته خير من الخروج عليه، لما في ذلك من حقن الدماء، وتسكين الدهماء".
(الفتح (13/ 7))
ونقل الامام النووى -رحمه الله - الإجماع على ذلك فقال في واما الخروج عليهم وقتالهم فحرام باجماعالمسلمين وإن كانوافسقة ظالمين وقد تظاهرت الاحاديث على ماذكرته واجمع اهلالسنه انه لاينعزل السلطان بالفسق
(شرح النووى 12/229)

وقال النووي رحمه الله:
أجمع العلماء على وجوب طاعة الأمراء في غير معصية
(شرح مسلم)

وقد حكى الإجماع - أيضاً - شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - فقال:
"الأئمة مجمعون من كل مذهب على أنّ من تغلَّب على بلد أو بلدان، له حكم الإِمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا، لأن الناس من زمن طويل، قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا، ما اجتمعوا على أمام واحد، ولا يعرفون أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يصح إلاَّ بالإمام الأعظم".
("الدرر السنية في الأجوبة النجدية" (7/ 239))

وقال الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن إبراهيم بن عبد الاعلى عن سويد بن غفلة قال : قال لي عمر : يا أبا أمية ! إني لا أدري لعلي أن لا ألقاك بعد عامي هذا ، فاسمع وأطع وإن أمر عليك عبد حبشي مجدع ، إن ضربك فاصبر ، وإن حرمك فاصبر ، وإن أراد امرا ينتقص دينك فقل : سمع وطاعة ، ودمي دون ديني ، فلا تفارق الجماعة.
(صحيح . سلسلة الآثار الصحيحة أو الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين)

وقال الإمام أحمد رحمه الله في أصول السنة :"والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنينالبر والفاجرومن ولي الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به ومن عليهم بالسيف حتى صارخليفة وسمي أمير المؤمنين والغزو ماض مع الإمام إلى يوم القيامةالبر والفاجرلا يترك وقسمة الفيء وإقامة الحدود إلى الأئمة ماض ليس لأحد أن يطعن عليهمولا ينازعهم ودفع الصدقات إليهم جائزة نافذة من دفعها إليهم أجزأت عنه براكان أو فاجرا وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولاه جائزة باقية تامة ركعتين منأعادهما فهو مبتدع".(أصول السنة)
وقال الإمام أحمد -رحمه الله -:
ومن غلب عليهم -يعني الولاة -بالسيف حتى صار خليفة ,وسمي أمير المؤمنين , فلايحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولايراه إماماً براً كان أو فاجراً
(طبقات الحنابلة لابن ابي يعلى (1/ 241 - 246))

قال الإمام الصابوني رحمه الله
ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين وغيرهما من الصلوات كل إمام مسلم ,براً كان أو فاجراً ويرون جهاد الكفرة معهم وإن كانوا جورة فجرة ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح.ولايرون الخروج عليهم بالسيف وإن رأوا منهم العدول عن العدل الى الجور والحيف
(عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص294) ط دار العاصمة

وقال ابن ابي زمنين
قال محمد: فالسمع والطاعة لولاة الأمور أمر واجب و مهما قصروا في ذاتهم فلم يبلغوا الواجب عليهم ,غير أنهم يدعون إلى الحق ويؤمرون به ويدلون عليه
فعليهم ماحملوا وعلى رعاياهم ماحملوا من السمع والطاعة(أصول السنة 276) ط مكتبة الغرباء الأثرية

قال ابن تيمية رحمه الله
" وبذلك مضت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أمر بقتال الخوارج عن السنة،وأمر بالصبر على جور الأئمة وظلمهم والصلاة خلفهم مع ذنوبهم،وشهد لبعض المصرين من أصحابه على بعض الذنوب أنه يحب الله ورسوله، ونهى عنلعنته وأخبر عن ذي الخويصرة وأصحابه مع عبادتهم وورعمهم أنهم يمرقون منالإسلام كما يمرق السهم من الرمية(الله الفتاوى (28/470)

وقال ابن تيمية : "وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج، ونهى عن قتالالولاة الظلمة"( المجموع7/284)


قال الآجري رحمه الله:
"قد ذكرت من التحذير عن مذاهب الخوارج ما فيه بلاغ لمن عصمه الله عز وجل الكريم عن مذهب الخوارج ولم ير رأيهموصبر على جور الأئمةوحيف الأمراء ولم يخرج عليهم بسيفه وسأل الله العظيم أن يكشف الظلم عنهوعن جميع المسلمين ودعا للولاة بالصلاح وحج معهم وجاهد معهم كل عدوللمسلمين وصلى خلفهم الجمعة والعيدين وإن أمروه بطاعتهم فأمكنته طاعتهمأطاعهم وإن لم يمكنه اعتذر إليهم وإن أمروه بمعصية لم يطعهم وإذا دارتبينهم الفتن لزم بيته وكف لسانه ويده ولم يهو ما هم فيه ولم يعن على فتنةفمن كان هذا وصفه كان على الطريق المستقيم إن شاء الله تعالى" (الشريعة ص 42)

وَقَالالآجري: "من أُمِّر عليك من عربي أو غيره، أسود أو أبيض،أو أعجمي، فأطعه فيما ليس لله عَزَّ وَجَلَّ فيه معصية، وإن ظلمك حقًّالك، وإن ضربكَ ظلمًا، وانتهكَ عرضك وأخذ مالك، فلا يَحملك ذَلِكَ عَلَى أنهيَخرج عليه سيفك حتَّى تقاتله، ولا تَخرج مع خارجي حتَّى تقاتله، ولاتُحرِّض غيرك عَلَى الخروج عليه، ولكن اصبر عليه"، وقال الطحاوي في عقيدةأهل السنة: ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعوعليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله - عز وجل- فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة،
("الشريعة (ص40))

وقال البربهاري رحمه الله
:"والسمعوالطاعة للأئمة فيما يحب الله ويرضى ومن ولي الخلافة بإجماع الناس عليهورضاهم به فهو أمير المؤمنين لا يحل لأحد أن يبيت ليلة ولا يرى أن ليس عليهإمام برا كانأو فاجراوالحج والغزو مع الإمام ماض وصلاة الجمعة خلفهم جائزة ويصلى بعدها ست ركعات يفصل بين كل ركعتين هكذا قال أحمد ابن حنبل"
(في شرح السنة)

وقال البربهاري أيضا في شرح السنة :"ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليهوإن جاروذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري اصبر وإن كانعبدا حبشيا وقوله للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض وليس من السنة قتالالسلطان فإن فيه فساد الدنيا والدين"

قال الشوكاني رحمه الله :"ثم إذا لميثبت على ذلك كان عليهم أمره بما هو معروف ونهيه عما هو منكر ولا يجوز لهمأن يطيعوه في معصية الله ولا يجوز لهم أيضا الخروج عليه ومحاكمته إلى السيففإن الأحاديث المتواترة قد دلت على ذلك دلالة أوضح من شمس النهار (السيلالجرار4/509)

قال النووي رحمه الله :"باب : الأمر بالصبرعند ظلم الولاةواستئثارهم"
ثم قال :"تقدم شرح أحاديثه في الأبواب قبله وحاصلهالصبر على ظلمهموأنه لا تسقط طاعتهم بظلمهم والله أعلم(شرح مسلم للنووي 12/235)

وقال بن المنذر رحمه الله :"ذكر الأمر بطاعة السلاطينوإن جاروا في بعض الأحكامخلاف الخوارج ومن رأى مثل رأيهم في الخروج على الأئمة

وقال بن قدامة رحمه الله :"ونرى الحجّ والجهاد ماضيان مع كلّ إمام ،برّا كان أو فاجرا، وصلاة الجمعة خلفهم جائزة"اهـ (لمعة الإعتقاد( .

قال أبو الحسن الأشعري وأجمعوا عَلَى السمع والطاعة لأئمة المسلمين ...من بَرٍّ وفاجر لا يلزم الخروج عليهم بالسيف جار أو عدل(رسالة إلى أهل الثغر (ص296:)

قال ابن تيمية رحمه الله-: أمر النبى عليه السلام بالصبرعلى جور الأئمة ونهى عن قتالهم ما أقاموا الصلاة وقال : " أدوا إليهمحقوقهم وسلوا الله حقوقكم " ، ولهذا كان من أصول السنة والجماعة لزومالجماعة وترك قتال الأئمة وترك القتال في الفتنة
( الأمر بالمعروفوالنهى عن المنكر ص 20)

ويقول ابن تيمية : إن المشهور من مذهب أهل السنة أنهملا يرون الخروج على الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ، لان الفسادفي القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة فيدفعأعظم الفسادين بالتزام الأدنى
(منهاج السنة 2/87)

وقال القرطبى رحمه الله-: والذى عليه الأكثر منالعلماء أن الصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه لأن فيمنازعاته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف ، وإراقة الدماء وانطلاق أيدىالسفهاء ، وشن الغارات على المسلمين والفساد في الأرض
)تفسير القرطبى (

قال الإمام اللالكائى–رحمه الله-
فيما روى عن النبىفي الحث على اتباع الجماعة والسواد الأعظم وذم تكلفالرأى والرغبة عن السنة والوعيد في مفارقة الجماعة كما يلى:
أن النبى صلى الله عليه وسلمقال " والله إنى لأخشاكم لله واتقاكم له فمن رغب عن سنتى فليس منى " (أخرجه البخارى ح 5063 ، ومسلم ح 1041 .(

قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة مات ميتةجاهلية " ( رواه مسلم في كتاب الإمارة ـ ح 53 ( .
قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم " من جاء إلى أمتى وهم جميع يريد أن يفرق بينهم فاقتلوه كائنا ما كان " ( رواه مسلم) .
قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم " استوصوا بأصحابى خيراً ثم الذين يلونهم ثم الذينيلونهم ثم يفشو الكذب حتى يعجل الرجل بالشهادة قبل أن يسألها وباليمين قبلأن يسألها فمن أرد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد ،ومن الاثنين أبعد فمن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن
عن المسيب بن رافع قال : سمعت أبا مسعود حين خرج في طريق القادسية فقلنا : اعهد إلينا فإن الناس وقعوا في الفتنة فلا ندرى أنلقاك بعد اليوم أم لا ،فقال : اتقوا الله واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر وعليكمبالجماعة فإن الله لا يجمع أمته على الضلالة .

قال الثورى –رحمه الله- يا شعيب لا ينفعك ما كتبتحتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد ماض إلى يوم القيامة والصبر تحتلواء السلطان جار أم عدل. أ.هـ (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعةلللاكائى جـ1)

وقال على بن المدينى ومن نقل عنه ممن أدركه منجماعة السلف: ثم السمع والطاعة للأئمة وأمراء المؤمنين البر والفاجر ومنولى الخلافة بإجماع الناس ورضاهم لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الأخر أنيبيت ليلة إلا وعليه إمام براً كان أو فاجراً فهو أمير المؤمنين والغزو معالأمراء ماض إلىيوم القيامة البر والفاجر لا يترك ... ومن خرج على إماممن أئمة المسلمين وقد اجتمع عليه الناس فأقروا له بالخلافة بأى وجه كانتبرضى كانت أو بغلبة فهو شاق هذا الخارج عليه العصا وخالف الآثار عن رسولاللهصلى الله عليه وسلمفإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية . ولا يحل قتال السلطان ولاالخروج عليه بأحد من الناس فمن عمل ذلك فهو مبتدع على غير السنة ... أ.هـ . (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللاكائى جـ1 ص169)

قال البخارى–رحمه الله-: لقيت أكثر من ألف رجلٍ من أهل العلم .. لقيتهم كرات قرناً بعد قرن (طبقة بعد طبقة من العلماء) أدركتهم وهممتوافرون منذ أكثر من ستةٍ وأربعين سنة .. فما رأيت واحداً منهم يختلف عنهذه الأشياء:
-
أن الدين قول وعمل.
-
وأن القرآن كلام الله غير مخلوق.
-
ولم يكونوا يكفرون أحداً من أهل القبلة بالذنب لقوله تعالى: ﴿ إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾ الآية 48 من النساء.
-
وأن لا ننازع الأمر أهله لقول النبىصلى الله عليه وسلم " ثلاثة لا يغلعليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله وطاعة ولاة الأمر ولزوم جماعتهم ،فإن دعوتهم من ورائهم ) ثم أكد في قوله : أطيعوا الله وأطيعوا الرسولوأولى الأمر منكم وأن لا يرى السيف على أمة محمدصلى الله عليه وسلم .
وقالالفضيل: لو كانت لى دعوة مستجابة لم أجعلها إلا في إمام لأنه إذا صلحالإمام أمن البلاد والعباد . أ.هـ .
(شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعةلللاكائى جـ1 ص 172-176)

وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله
ناقلا عقيدة أئمة السلف رضوان اللهعليهم: لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم أهل الحجاز ومكة والمدينةوالكوفة والبصرة وواسط وبغداد والشام ومصر لقيتهم كرات قرنا بعد قرن ثمقرنا بعد قرن ، أدركتهم وهم متوافرون منذ أكثر من ست وأربعين سنة ، أهلالشام ومصر والجزيرة مرتين والبصرة أربع مرات في سنين ذوي عدد بالحجاز ستةأعوام ، ولا أحصي كم دخلت الكوفة وبغداد مع محدثي أهل خراسان ، منهم المكيبن إبراهيم ، ويحيى بن يحيى ، وعلي بن الحسن بن شقيق ، وقتيبة بن سعيد ،وشهاب بن معمر ، وبالشام محمد بن يوسف الفريابي ، وأبا مسهر عبد الأعلى بنمسهر ، وأبا المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ، وأبا اليمان الحكم بن نافع ،ومن بعدهم عدة كثيرة ، وبمصر : يحيى بن كثير ، وأبا صالح كاتب الليث بن سعد، وسعيد بن أبي مريم ، وأصبغ بن الفرج ،ونعيم بن حماد، وبمكة عبد الله بن يزيد المقرئ ، والحميدي ، وسليمان بن حرب قاضي مكة ،وأحمد بن محمد الأزرقي ، وبالمدينة إسماعيل بن أبي أويس ، ومطرف بن عبدالله ، وعبد الله بن نافع الزبيري ، وأحمد بن أبي بكر أبا مصعب الزهري ،وإبراهيم بن حمزة الزبيري ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وبالبصرةأبا عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني، وأبا الوليد هشام بن عبد الملك ، والحجاج بن المنهال ،وعلي بن عبد الله بن جعفر المديني . وبالكوفة أبا نعيم الفضل بن دكين، وعبيد الله بن موسى ، وأحمد بن يونس ، وقبيصة بن عقبة ، وابن نمير ،وعبد الله وعثمان ابنا أبي شيبة . وببغداد أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين، وأبا معمر ، وأبا خيثمة ،وأبا عبيد القاسم بن سلام، ومن أهل الجزيرة : عمرو بن خالد الحراني ، وبواسط عمرو بن عون ، وعاصمبن علي بن عاصم ، وبمرو صدقة بن الفضل ، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي . واكتفينا بتسمية هؤلاء كي يكون مختصرا وأن لا يطول ذلك ،فما رأيت واحدا منهم يختلف في هذه الأشياءفذكر أمورا منها:وأن لا ننازع الأمر أهله لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ثلاث لا يغلعليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، وطاعة ولاة الأمر ، ولزوم جماعتهم، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم)، ثم أكد في قوله : (أطيعوا الله وأطيعواالرسول وأولي الأمر منكم. وأن لا يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وقال الفضيل : لو كانت لي دعوة مستجابة لم أجعلها إلا في إمام ؛ لأنهإذا صلح الإمام أمن البلاد والعباد . قال ابن المبارك : يا معلم الخير ،من يجترئ على هذا غيرك
) شرح الاعتقاد للآلكائي (176،172/1)

وقال أبو زرعة–رحمه الله-: ولا نكفر أهل القبلةبذنوبهم ونكل أسرارهم إلى الله عز وجل ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمةالمسلمين في كل دهر وزمان ، ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال فيالفتنة ، ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل أمرنا ولا ننزع يداً من طاعةونتبع السنة والجماعة . أ.هـ .
(شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعةلللاكائى جـ1(

وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهلالسنة في أصول الدين ، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار ، ومايعتقدان من ذلك ، فقالا : أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنافكان من مذهبهم وذكرا أمورا ثم قالا: ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين في كل دهر وزمان . ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة، ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل أمرنا ولا ننزع يدا من طاعة ، ونتبعالسنة والجماعة ، ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة . وأن الجهاد ماض منذ بعثالله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام إلى قيام الساعة مع أولي الأمر منأئمة المسلمين لا يبطله شيء . والحج كذلك ، ودفع الصدقات من السوائم إلىأولي الأمر من أئمة المسلمين
(شرح الاعتقاد للالكائي (180،176/1)

و قال الحسن البصري
والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قِبلِ سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفعالله عز وجل ذلك عنهم وذلك أنهم يفزعون إلى السيف (السلاح) فَيُوكَلون إليهووالله ما جاءوا بيوم خير قط ثم تلا وتمت كلمة ربك الحسنى على بنيإسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون الآية .الأعراف 137

وقال: يا عجباً لمن يخاف ملكاً أو يتقي ظلماً بعد أيمانه بهذه الآية أماوالله لو أن الناس إذا ابتلوا صبروا لأمر ربهم لفرج الله عنهم كربهم ولكنهمجزعوا من السيف فوكلوا إلى الخوف ونعوذ بالله من شر البلاء.
(الشريعة ج1 ص158 ط قرطبه، وكتاب أصول السنة لإمام أحمد ص 64-65 )

وقال الإمام علي بن المديني رحمه الله تعالى
رحمه الله تعالى: السنة اللازمة التي من تركمنها خصلةلم يقلها أو يؤمن بهالم يكن من أهلها) وذكر أمورا ثم قال ثمالسمع والطاعة للأئمة وأمراء المؤمنين البر والفاجر ، ومن ولي الخلافةبإجماع الناس ورضاهم ، لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ليلةإلا وعليه إمام ، برا كان أو فاجرا فهو أمير المؤمنين...ومن خرج على إمام من أئمة المسلمينوقد اجتمع عليه الناس فأقروا له بالخلافة بأي وجه كانت برضا كانتأوبغلبة فهو شاق هذا الخارج عليه العصا ، وخالف الآثار عن رسول الله صلىالله عليه وسلم ، فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية . ولا يحل قتالالسلطان ولا الخروج عليه لأحد من الناس ، فمن عمل ذلك فهو مبتدع على غيرالسنة
(شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي(168،167/1)

وقال سهل بن عبدالله التُّستري رحمه الله وقد قيل له: متى يعلم الرجل أنه على السنة والجماعة؟
قال إذا عرف من نفسه عشر خصال :
لا يترك الجماعة ، ولا يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ،ولا يخرج على هذه الأمة بالسيف،ولا يكذب بالقدر ، ولا يشك في الإيمان ، ولا يماريفي الدين ، ولا يتركالصلاة على من يموت من أهل القبلة بالذنب ، ولا يترك المسح على الخفين ،ولا يترك الجماعة خلف كل وال جار أو عدل
)شرح الاعتقاد للالكائي (183/1)

و قال لإمام ابن بطة العكبري رحمه الله تعالى
ونحن الآن ذاكرون شرح السنة ووصفها ، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد ، ودان الله به سمي بها ، واستحق الدخول فيجملة أهلها ،وما إن خالفه أو شيئاً منه ، دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحذرنا منه ، من أهل البدع والزيغ، مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام ، وسائر الأمة ، مذ بعث الله نبيهصلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا) وذكر جملة من الأصول ثم قال: ثممن بعد ذلك الكف والقعود في الفتنة ، ولا تخرج بالسيف على الأئمة وإن ظلموا .وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن ظلمك فاصبر وإن حرمك فاصبر .وقالالنبي صلى الله عليه وسلم : ( لأبي ذر اصبر وإن كان عبداً حبشياً ،وقداجتمت العلماء من أهل الفقه والعلم والنساك والعباد والزهاد ، من أول هذهالأمة إلى وقتنا هذا ، أن صلاة الجمعة والعيدين ، ومنى وعرفات ، والغزووالجهاد والهدي مع كل أمير ، بر وفاجر ، واعطاؤهم الخراج والصدقات والأعشارجائز ، والصلاة في المساجد العظام التي بنوها والمشي على القناطر والجسورالتي عقدوها ، والبيع والشراء وسائر التجارة والزراعة والصنائع كلها ، فيكل عصر ومع كل أمير جائز على حكم الكتاب والسنة ، لا يضر المحتاط لدينه ،والمتمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ظلم ظالم ولا جور جائر ، إذا كان مايأتيه هو على حكم الكتاب والسنة ، كما أنه لو باع واشترى في زمن الإمامالعادل، بيعا يخالف الكتاب والسنة ،لم ينفعه عدل الأمام . والمحاكمة إلىقضاتهم ، ورفع الحدود والقصاص ، وانتزاع الحقوق من أيدي الظلمة بأمرائهموشرطهم ،والسمع الطاعة لمن ولوه ، وإن كان عبدا حبشيا ، إلا في معصيته الله عز وجل فليس لمخلوق فيها طاعة .النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم،ثممن بعد ذلك اعتقاد الديانة بالنصيحة ، للأئمة وسائر الأمة في الدينوالدنيا ، ومحبة الخير لسائر المسلمين ، تحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ماتكره لنفسك .
(الشرح والإبانة ص175 و276-281)

و قال الإمام أبومنصور معمر بن أحمد الأصبهاني رحمه الله في رسالته التي جمعهافي السنة لما رأى غربة السنة وكثرة الحوادث واتباع الأهواء..قال: ثمَّ من السّنة الانقياد لِلْأُمَرَاءِ وَالسُّلْطَان بِأَن لَا يخرج عَلَيْهِم بِالسَّيْفِ وَإِن جاورا،وَأَن يسمعوا لَهُ وَأَن يطيعوا وَإِن كَانَ عبدا حَبَشِيًّا أجدع.وَمنالسّنة الْحَج مَعَهم، وَالْجهَاد مَعَهم، وَصَلَاة الْجُمُعَةوَالْعِيدَيْنِ خلف كل بر وَفَاجِر وقال في تمامها : وَيشْهد لهَذَاالْفَصْل الْمَجْمُوع من السّنة كتب الْأَئِمَّة، فَأول ذَلِك: كتاب السّنةعَن عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل وَكتاب السّنة لأبي مَسْعُودوَأبي زرْعَة وَأبي حَاتِم، وَكتاب السّنة لعبد الله بن مُحَمَّد بنالنُّعْمَان، وَكتاب السّنة لأبي عبد الله مُحَمَّد ابْن يُوسُف الْبَنَّاالصُّوفِي رَحِمهم اللَّه أَجْمَعِينَ.ثُمَّ كتب السّنَن للآخرين مثل أَبِيأَحْمَد الْعَسَّال، وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم ابْن حَمْزَةالطَّبَرَانِيّ، وَأبي الشَّيْخ، وَغَيرهم مِمَّن ألفوا كتب السّنة،فَاجْتمع هَؤُلَاءِ كلهم عَلَى إِثبات هَذَا الْفَصْل من السّنة ) الحجة في بيان المحجة للتيمي (242،235/1(

وقال رحمه الله: فصل يتَعَلَّق باعتقاد أهل السّنة ومذهبهم...وَطَاعَة أوليالْأَمر وَاجِبَة وَهِي من أوكد السّنَن ورد بهَا الْكتاب وَالسّنة، وَلَاطَاعَة لمخلوق فِي مَعْصِيّة الْخَالِق. (الحجة في بيان المحجة (478/2)

وقال الإمام أبو إسماعيل الصابوني رحمه الله تعالى
ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين، وغيرهما من الصلوات خلفكل إمام مسلم برا كان أو فاجرا. ويرون جهاد الكفرة معهم وإن كانوا جورةفجرة، ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح،ولا يرون الخروج عليهم وإن رأوا منهم العدول عن العدل إلى الجور والحيف. ويرون قتال الفئة الباغية حتى ترجع إلى طاعة الإمام العدل. (عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص93،92)

و قال أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني - الملقب بمالك الصغير - رحمه الله
والطاعة لأئمة المسلمين من ولاة أمورهم وعلمائهم.
) قطف الجنى الداني شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني ص167)

و قال حرب الكرماني رحمه الله
في عقيدته التي نقلها عن جميع السلف، قال: وإن أمركالسلطان بأمر فيه لله معصية فليس لك أن تطيعه البتة، وليس لك أن تخرج عليهولا تمنعه حقه
) نقلها ابن القيم في حادي الأرواح ص104)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال
ويرون إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبرارا كانوا أو فجارا
) في الواسطية ص129)


وقال رحمه الله وأما أهل العلم والدين والفضل فلايرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور وغشهم والخروج عليهم : بوجه من الوجوه كما قد عرف من عادات أهل السنة والدين قديما وحديثا ومنسيرة غيرهم . وقد ثبت في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قال : { ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة عند استهبقدر غدره } قال : وإن من أعظم الغدر . يعني بإمام المسلمين . وهذا حدث بهعبد الله بن عمر لما قام قوم من أهل المدينة يخرجون عن طاعة ولي أمرهم ؛ينقضون بيعته . وفي صحيح مسلم عن { نافع قال جاء عبد الله بن عمر إلى عبدالله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان ؛ زمن يزيد بن معاوية ؛ فقال : اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة . فقال : إني لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثكحديثا ؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من خلع يدا لقي الله يومالقيامة ولا حجة له ؛ ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية } وفيالصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه ؛ فإنه ليس أحد من الناس يخرج منالسلطان شبرا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية } وفي صحيح مسلم عن أبي هريرةرضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من خرج منالطاعة وفارق الجماعة ؛ فمات مات ميتة جاهلية ؛ ومن قاتل تحت راية عمية ؛يغضب لعصبية،أو يدعو إلى عصبية ؛ أو ينصر عصبية فقتل فقتلة جاهلية } وفيلفظ { ليس من أمتي من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنهاولا يوفي لذي عهدها ؛ فليس مني ولست منه } .
"
فالأول " هو الذي يخرج عن طاعة ولي الأمر ؛ ويفارق الجماعة .
"
والثاني " هو الذي يقاتل لأجل العصبية ؛ والرياسة ؛ لا في سبيل الله كأهل الأهواء : مثل قيس ويمن .
"
والثالث " مثل الذي يقطع الطريق فيقتل من لقيه من مسلم وذمي ؛ ليأخذ مالهوكالحرورية المارقين الذين قاتلهم علي بن أبي طالب الذي قال فيهم النبيصلى الله عليه وسلم { يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءتهمع قراءتهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرقالسهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم ؛ فإن في قتلهم أجرا عند الله لمنقتلهم يوم القيامة } . وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بطاعة ولي الأمر ؛وإن كان عبدا حبشيا كما في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة } وعن { أبي ذرقال : أوصاني خليلي أن اسمعوا وأطيعوا ؛ ولو كان حبشيا مجدعالأطراف } وعنالبخاري : { ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة } وفي صحيح مسلم عن { أم الحصين رضيالله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة الوداع وهو يقول : ولو استعمل عبدا يقودكم بكتاب الله اسمعوا وأطيعوا } وفي رواية : { عبدحبشي مجدع } وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : { خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهمويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكمقلنا يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟ قال : لا ؛ ما أقاموافيكم الصلاة لا ؛ ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولي عليه وال فرآه يأتيشيئا من معصية فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة } وفيصحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال { قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتايديه يمين . الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا } وفي صحيح مسلم عن { عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهممن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئافرفق بهم فارفق به } وفي الصحيحين عن { الحسن البصري قال عاد عبيد الله بنزياد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه فقال له معقل : إني محدثك حديثاسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سمعت رسول الله صلى الله عليهوسلم يقول : ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلاحرم الله عليه الجنة } وفي رواية لمسلم : { ما من أمير يلي من أمرالمسلمين شيئا ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة } وفي الصحيحينعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { ألاكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهموالمرأة راعية على بيت بعلها وهي مسئولة عنه . والعبد راع على مال سيده وهومسئول عنه ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته } وفي الصحيحين عن علي رضيالله عنه { أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث جيشا وأمر عليهم رجلا ؛ فأوقدنارا فقال : ادخلوها . فأراد الناس أن يدخلوها وقال الآخرون . إنا فررنامنها فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للذين أرادوا أن يدخلوها : لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة وقال للآخرين قولا حسنا ؛وقال : لا طاعة في معصية الله ؛ إنما الطاعة في المعروف } )إلى أنقالفطاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد ؛ وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمرالله بطاعتهم فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر لله فأجره على الله. ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية والمال فإن أعطوه أطاعهم ؛ وإن منعوه عصاهم : فما له في الآخرة من خلاق . وقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليهوسلم قال : { ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ؛ ولايزكيهم ؛ ولهم عذاب أليم . رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل ؛ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لآخذها بكذا وكذا فصدقه وهوغير ذلك ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا ؛ فإن أعطاه منها وفى ؛ وإنلم يعطه منها لم يف ) مجموع الفتاوى(12،17/35)


وقال ابن أبي زمنين المالكي رحمه الله: فالسمع والطاعة لولاة الأمر واجب مهما قصَّروا في ذاتهم،فلم يبلغوا الواجب عليهم، غير أنهم يدعون إلى الحق ويأمرون به ويذبون عنه،فعليهم ما حملوا، وعلى رعاياهم ما حملوا من السمع والطاعة لهم
)أصول السنة ص980)

وقال الإمام المزني والطاعة لأولي الأمر فيما كان عند الله عز وجل مرضيًا، واجتناب ما كان عند الله مسخطًا،وتركُ الخروج عند تعدِّيهم وجَوْرهم، والتوبةُ إلى الله عز وجل كيما يعطف بهم على رعيّتهم).
(شرح السنة للإمام المزني، ص:86-87)

وفي "الاعتصام" للشاطبي
"أن يحيى بن يحيى قيل له: البيعة مكروهة؟ قال: لا. قيل له: فإن كانوا أئمة جور، فقال: قد بايع ابن عمر لعبد الملك بن مروان وبالسيف أخذا الملك، أخبرني بذلك مالك عنه، أنه كتب إليه: أقرّ له بالسمع والطاعة على كتاب الله وسنّة نبيه. قال يحيى بن يحيى: والبيعة خير من الفرقة". اهـ.

وروي البيهقي في "مناقب الشافعي" عن حرملة، قال: "سمعت الشافعي يقول: كل من غلب على الخلافة بالسيف، حتى يسمى خليفة، ويجمع الناس عليه، فهو خليفة". اهـ.

وقال الإمام أبوجعفر الطحاوي الحنفي رحمه الله : ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمرنا، وإن جاروا. ولا ندعو عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجلفريضة ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والعافية.) شرح العقيدة الطحاوية(ص368)

وقال ابن ابي العز الحنفي -رحمه الله -:
واما لزوم طاعتهم وإن جاروا , لإنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات , ومضاعفة الأجور , فإن الله تعالى ماسلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا و الجزاء من جنس العمل.
فعلينا الإجتهاد في الإستغفار والتوبة وإصلاح العمل. ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير)) (الشورى 30)
و ((أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند أنفسكم)) آل عمران 165) و ((ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك)) النساء 79و ((وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون)) الأنعام 129فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم فليتركوا الظلم .. ))
(شرح العقيدة الطحاوية ص368))
وقال سهلُ بنُ عبد الله التستري:
لا يزال الناس بخيرٍ ما عظَّموا السلطان والعلماء، فإن عظَّموا هذين أصلحالله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين أفسدوا دنياهم وأخراهم”.
(تفسيرالقرطبي(5/260ـ 261)

واحتج الإمام أحمد بما ثبت عن ابن عمر – رضي الله عنه – أنه قالوأصلي وراء من غلبوقد أخرج أبو سعيد في ( الطبقاتبسند جيد ( عنزيد ابن أقال:ن ابن عمر كان في زمان الفتنة لا يأتي أمير إلا صلى خلفه،وأدي إليه زكاة ماله.



وعن عبد الله بن دينار قال : شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك، قال
كتب: إني أقر بالسمع والطاعة لعبد اللهعبد الملك أمير المؤمنين، على سنة الله وسنة رسوله ما استطعت، وإن بني قدأقروا بمثل ذلك(رواه البخاري)
قوله: ( حيث اجتمع الناس على عبد الله بن عبد الملك )، يريد: ابن مروان بن الحكم.
والمراد بالاجتماع : اجتماع الكلمة، وكانتقبل ذلك مفرقة، وكان في الأرض قبل ذلك اثنان، كل منهما لفقهاء بالخلافة،وهما عبد الملك بن مروان، وعبد الله بن الزبير – رضي الله عنه
وكان ابن عمر في تلك المدة امتنع أن يبايعلابن الزبير أو لعبد الملك، فلما غلب عبد الملك واستقر له الأمر بايعهوهذا الذي فعله ابن عمر من مبايعة المتغلب هو الذي عليه الأئمة، بل انعقدتعليه الإجماع من الفقهاء

وعن زياد بن كسيب العدوي قال : كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر وهو يخطب وعليه ثياب رقاق فقال أبو بلال : انظروا إلى أمير نايلبس ثياب الفساق . فقال أبو بكرة : اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله " (رواه الترمذي .وصححخ الالباني مشكاة المصابيح)

وقال الإمام البربهاري في
وأعلم أن جور السلطان لا ينقص فريضة من فرائض الله عز وجل التي افترضها الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم جوره على نفسه ,وتطوعك وبرك معه تام لك إن شاء الله ,يعني: الجماعة والجمعة معهم والجهاد معهم وكل شيء من الطاعات فشاركه فيه فلك نيتك.وإذا رأيت الرجل يدعوا على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى ,وإذا رأيت الرجل يدعوا للسلطان بالصلاح فاعلم انه صاحب سنة إن شاء الله
(شرح السنة ص114) ط دار السلف

وقال الحسن البصري -رحمه الله -:
هؤلاء -يعني الملوك -وإن رقصت بهم الهماليج ,ووطيء الناس أعقابهم , فإن ذل المعصية في قلوبهم إلا ان الحق ألزمنا طاعتهم , ومنعنا من الخروج عليهم , وأمرنا ان نستدفع بالتوبة والدعاء مضرتهم فمن أراد خيراً لزم ذلك ,وعمل به ولم يخالفه
(آداب الحسن لابن الجوزي)

وقال الإمام ابن ابي عاصم رحمه الله
عن هذا الحديث
قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي مؤكداً بذلك طاعة الأمراء حضاً منه على طاعة الأمراء وزجراً منه على خلافهم
(المذكر والتذكير والذكر ص97)

وعن عبادة بن الصامت قال لجنادة بن أبي أمية الانصاري: تعال حتى أخبرك ماذا لك وماذا عليك؟ إن عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك والاثرة عليك وأن تقول بلسانك وأن لا تنازع الأمر أهله إلا أن ترى كفرا بواحا.
(روى ابن أبي شيبة في مصنفه (8/ 614))
وعن أبي رجاء قال: سمعت بن عباس رضي الله عنهما يقول: من خرج من الطاعة شبرا فمات فميتته جاهلية. (عبد الرزاق في مصنفه (11/ 330))

وعَنْ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ, عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَقَدْ فَارَقَ الإِسْلاَمَ.(الخلال في كتاب السنة (1/ 87))

وعن أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَذُكِرَ لَهُ السُّنَّةُ وَالْجَمَاعَةُ وَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ, فَحَثَّ عَلَى ذَلِكَ وَأَمَرَ بِهِ.(الخلال في كتاب السنة (1/ 73))

وعن أَبُو كِبْرَانَ, قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ , يَقُولُ: حِبَّ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ , وَلاَ تَكُنْ رَافِضِيًّا , وَاعْمَلْ بِالْقُرْآنِ , وَلاَ تَكُنْ حَرُورِيًّا , وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَتَاكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ , وَمَا أَتَاكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ , وَلاَ تَكُنْ قَدَرِيًّا , وَأَطِعِ الإِمَامَ , وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا.( الخلال في كتاب السنة (1/ 79))

وقال الإمام محمد بن أبي زمنين باب فِي وُجُوبِ اَلسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، ثم قال: وَمِنْ قَوْلِ أَهْلِ اَلسُّنَّةِ أَنَّ اَلسُّلْطَانَ ظِلُّ اَللَّهِ فِي اَلْأَرْضِ، وَأَنَّهُ مَنْ لَمْ يَرَ عَلَى نَفْسِهِ سُلْطَانًا بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا فَهُوَ عَلَى خِلَافِ اَلسُّنَّةِ.
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ أَطِيعُوا اَللَّهَ وَأَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَأُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ وَفَسَّرَ أَهْلُ اَلْعِلْمِ هَذِهِ اَلْآيَةَ بِتَفَاسِيرَ تَئُولُ إِلَى مَعْنًى وَاحِدٍ إِذَا تَعَقَّبَهَا مُتَعَقِّبٌ.
كَانَ اَلْحَسَنُ يَقُولُ: هُمْ اَلْعُلَمَاءُ، وَكَانَ اِبْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: هُمْ أُمَرَاءُ اَلسَّرَايَا، كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يُخَالِفُوهُ وَأَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا. وَكَانَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ يَقُولُ: هُمْ اَلْوُلَاةُ أَلَّا تَرَى أَنَّهُ بَدَأَ بِهِمْ فَقَالَ: إِنَّ اَللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا اَلْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا يَعْنِي: اَلْفَيْءَ وَالصَّدَقَاتِ اَلَّتِي اِسْتَأْمَنَهُمْ عَلَى جَمْعِهَا وَقَسْمِهَا، وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ اَلنَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) قَالَ: فَأَمَرَ اَلْوُلَاةَ؛ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا نَحْنُ فَقَالَ: أَطِيعُوا اَللَّهَ وَأَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَأُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيكُمْ مَالٌ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ اَلْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا عَاقِبَةً.
قَالَ مُحَمَّدٌ: فَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِوُلَاةِ اَلْأَمْرِ أَمْرٌ وَاجِبٌ وَمَهْمَا قَصَّرُوا فِي ذَاتِهِمْ فَلَمْ يَبْلُغُوا اَلْوَاجِبَ عَلَيْهِمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ يُدْعَوْنَ إِلَى اَلْحَقِّ، وَيُؤْمَرُونَ بِهِ، وَيَدُلُّونَ عَلَيْهِ، فَعَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَى رَعَايَاهُمْ مَا حُمِّلُوا مِنْ اَلسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لَهُمْ.
(أصول السنة (1/ 249))

وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا، وبها تنتظم مصالح العباد في معاشهم، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم، كما قال على بن أبي طالب رضي الله عنه: إن الناس لا يصلحهم إلا إمام، برُّ أو فاجر؛ إن كان فاجراً عبد المؤمن فيه ربه وحمل الفاجر فيها إلى أجله
( جامع العلوم والحكم: (1/ 262))
وقال الأشعري رحمه الله وأجمعوا على السمع والطاعة لأئمة المسلمين، وعلى أن كل مَنْ ولي شيئاً من أمورهم عن رضىً أو غلبة، وامتدت طاعته - من برٍ وفاجر - لا يلزم الخروج عليه بالسيف جارَ أو عَدَل، وعلى أن يغزوا معه العدو، ويحج معهم البيت، وتُدْفع إليهم الصدقات إذا طلبوها، ويُصلى خلفهم الجمع و الأعياد
(في رسالته أهل الثغر (ص 297))

وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله: فالصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه، لأنّ في منازعته والخروج عليه: استبدال الأمن بالخوف، وإراقة الدماء، وانطلاق أيدي الدهماء، وتبييت الغارات على المسلمين، والفساد في الأرض، وهذا أعظم من الصبر على جور الجائر(.الاستذكار (14/ 41))

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - فَذَلِكَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ مِنْ طَاعَةِ وُلَاةِ الْأُمُورِ وَمُنَاصَحَتِهِمْ: هُوَ وَاجِبٌ عَلَى الْمُسْلِمِ؛ وَإِنْ اسْتَأْثَرُوا عَلَيْهِ. وَمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ: فَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ؛ وَإِنْ أُكْرِهَ عَلَيْهِ. وَمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ مِنْ طَاعَةِ وُلَاةِ الْأُمُورِ وَمُنَاصَحَتِهِمْ وَاجِبٌ عَلَى الْإِنْسَانِ وَإِنْ لَمْ يُعَاهِدْهُمْ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَحْلِفْ لَهُمْ الْأَيْمَانَ الْمُؤَكَّدَةَ كَمَا يَجِبُ عَلَيْهِ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالزَّكَاةُ وَالصِّيَامُ وَحَجُّ الْبَيْتِ. وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ مِنْ الطَّاعَةِ؛ فَإِذَا حَلَفَ عَلَى ذَلِكَ كَانَ ذَلِكَ تَوْكِيدًا وَتَثْبِيتًا لِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ مِنْ طَاعَةِ وُلَاةِ الْأُمُورِ وَمُنَاصَحَتِهِمْ وَأَمَّا أَهْلُ الْعِلْمِ وَالدِّينِ وَالْفَضْلِ فَلَا يُرَخِّصُونَ لِأَحَدِ فِيمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَةِ وُلَاةِ الْأُمُورِ وَغِشِّهِمْ وَالْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ: بِوَجْهِ مِنْ الْوُجُوهِ كَمَا قَدْ عُرِفَ مِنْ عَادَاتِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالدِّينِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا وَمِنْ سِيرَةِ غَيْرِهِمْ
( مجموع الفتاوى (35/ 9 - 12))


وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله -:
الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد أو بلدان له حكم الإمام في جميع الأشياء ,ولولا هذا ما استقامت الدنيا , لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد ,و لا يعرفون أحداّ من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يصح إلا بالإمام الأعظم))
(الدرر السنية (7/ 239))


وقال الغزالي لو تعذر وجود الورع والعلم فيمن يتصدى للإمامة – بأن يغلبعليها جاهل بالأحكام، أو فاسق – وكان في صرفه عنها إثارة فتنة لا تطاق،حكمنا بانعقاد إمامته(معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة )


قال الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب (رحمه الله)
في (مسائل الجاهلية) ص (47):
اعتبارهم مخالفة ولي الأمر فضيلة وطاعته والإنقياد له ذلة ومهانة:
المسألة الثانية:
إن مخالفة ولي الأمر وعدم الإنقياد له فضيلة
والسمع والطاعة له ذلة ومهانة
فخالفهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر بالسمع والطاعة لهم والنصيحة وغلظ في ذلك وأبدى واعاد
وهذه المسائل الثلاث: هي التي جمع بينها فيما صح عنه في الصحيح: أنه قال:
إن الله يرضى لكم ثلاثاً: أن تعبدوه ولاتشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم أخرجه مسلم
ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال في هذه الثلاث أو بعضها
(مسائل الجاهلية) ص (47)
قال الشيخ العلامة الفوزان معلقاً على كلام الإمام محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله:
وهذا فرق ما بين اهل الجاهلية واهل الإسلام:
في مسألة ولاة الأمور أهل الجاهلية لايرون الطاعة لولاة الأمور ويرون ذلك ذلة
وأما الإسلام: فإنه أمر بطاعة ولاة الأمور المسلمين وإن كان عندهم شئ من الفسق في أنفسهم أو عندهم ظلم للناس يصبر عليهم لأن في ذلك مصالح للمسلمين
(شرح مسائل الجاهلية)

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ - رحم الله الجميع
"وأهل العلم متفقون على طاعة من تغلَّب عليهم في المعروف، ويرون نفوذ أحكامه، وصحة إمامته. لا يختلف في ذلك اثنان، ويرون المنع من الخروج عليهم بالسيف، وتفريق الأمة، وأن كان الأئمة فسقة، ما لم يروا كفراً بواحاً. ونصوصهم في ذلك موجودة عن الأئمة الأربعة وغيرهم وأمثالهم ونظرائهم".
(مجموعة الرسائل والمسائل النجدية" (3/ 168))

وقال الشيخ عمر بن محمد بن سليم في رسالة كتبها:
ومن كيد الشيطان إساءة الظن بولي الأمر وعدم الطاعة له وهو من دين أهلالجاهلية الذين لا يرون السمع والطاعة ديناً، بل كل منهم يستبد برأيه وهواه، وقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب السمع والطاعة لولي الأمرفي العسر واليسر والمنشط والمكره، حتى قال " اسمع وأطع وإن أخذ مالك وضرب ظهرك " فتحرم معصية ولي الأمر ، والاعتراض عليه في ولايته وفي معاملته وفيمعاقدته ومعاهدته ومصالحته الكفار، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حاربوسالم وصالح قريشاً صلح الحديبية، وهادن اليهود وعاملهم على خيبر وصالحنصارى نجران، وكذلك الخلفاء الراشدون من بعده، ولا يجوز الاعتراض على وليالأمر في شيء من ذلك لأنه نائب المسلمين والناظر في مصالحهم، ولا يجوزالافتيات عليه بالغزو وغيره وعقد الذمة والمعاهدة إلا بإذنه، فإنه لا دينإلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة ، فإن الخروج عنطاعة ولي الأمر من أعظم أسباب الفساد في البلاد والعباد ا.هـ
(الدرر السنية )


قال الشيخ سعد بن حمد بن عتيق – رحمه الله – :
ومما انتحله بعض هؤلاء الجهلة المغرورين الاستخفاف بولاية المسلمينوالتساهل بمخالفة إمام المسلمين ، والخروج عن طاعته، والافتيات عليه بالغزووغيره، وهذا من الجهل والسعي في الأرض بالفساد بمكان، يعرف ذلك كل ذي عقلوإيمان، وقد علم بالضرورة من دين الإسلام أنه لا دين إلا بجماعة، ولا جماعةإلا بإمامة، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة ، وإن الخروج عن طاعة ولي أمرالمسلمين من أعظم أسباب الفساد في البلاد والعباد والعدول عن سبيل الهدىوالرشاد – ثم قال – ومن ذلك ما وقع من غلاة هؤلاء من اتهام أهل العلموالدين، ونسبتهم إلى التقصير وترك القيام بما وجب عليهم من أمر الله سبحانهوتعالى، وكتمان ما يعلمون من الحق ، ولم يدر هؤلاء أن اغتياب أهل العلموالدين والتفكه بأعراض المؤمنين سم قاتل وداء دفين وإثم واضح مبين، قالالله تعالى وَالَّذِينَ يُؤْذُونَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِاحْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً أقلوا عليهم لا أبا لأبيكموامن اللوم أو سدوا المكان الذي سدواا.هـ
(الدرر السنية )

وقالالعلامة السعدي ـ رحمه الله ـوأمر بطاعة أولي الأمر ، وهم الولاة على الناس منالأمراء والحكام والمفتين ، فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلابطاعتهم والانقياد لهم طاعة لله ، ورغبة فيما عنده ، ولكن بشرط أن لايأمروا بمعصيةٍ ، فإن أمروا بذلك ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . ولعلهذا هو السر في حذف الفعل عند الأمر بطاعتهم ، وذكره مع طاعة الرسول فإنالرسول صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بطاعة الله ، ومن يطعه فقد أطاعالله ، وأما أولو الأمر فَشَرْطُ الأمر بطاعتهم أن لا يكون معصية ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلامالمنان" ( 2/ 89 ))
وقال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله
فقد قال الله عز وجلياأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإنتنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخرذلك خير وأحسن تأويلا(النساء 59)
فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر وهم الأمراء والعلماء وقد جاءتالسنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين أن هذه الطاعة لازمة , وهي فريضة في المعروف . والنصوص من السنة تبين المعنى , وتفيد بأن المراد : طاعتهم بالمعروف , فيجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي , فإذا أمروابالمعصية فلا يطاعون في المعصية , لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابهالقوله صلى الله عليه وسلم : ألا من ولي عليه وال , فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله , ولا ينزعن يدا من طاعة , ومن خرج من الطاعة , وفارق الجماعة, فمات , مات ميتة جاهليةوقال صلى الله عليه وسلمعلى المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره , إلا أن يؤمر بمعصية , فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة
وسأله الصحابة - لما ذكر أنه سيكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون - قالوا : فما تأمرونا ؟ قال : أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم .
قال عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - : " بايعنا رسول الله صلى اللهعليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا , وعسرنا ويسرنا , وأثرَةعلينا , وأن لا ننازع الأمر أهله " , وقال :" إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان " .
فهذا يدل على أنهم لا يجوز لهم منازعة ولاة الأمور ولا الخروج عليهم إلاأن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان , وما ذاك إلا لأن الخروج علىولاة الأمور يسبب فسادا كبيرا , وشرا عظيما , فيختل به الأمن , وتضيعالحقوق , ولا يتيسر ردع الظالم ولا نصر المظلوم , وتختل السبل ولا تأمن , فيترتب على الخروج على ولاة الأمر فساد عظيم وشر كبير , إلا إذا رأىالمسلمون كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان , فلا بأس أن يخرجوا على هذاالسلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة , أما إذا لم يكن عندهم قدرة , فلايخرجوا , أو كان الخروج يسبب شرا أكثر فليس لهم الخروج , رعاية للمصالحالعامة , والقاعدة الشرعية المجمع عليهاأنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه , بل يجب درء الشر بما يزيله ويخففه .
وأما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين , فإذا كانت هذهالطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل كفرا بواحا وعندهم قدرةتزيله بها , وتضع إماما صالحا طيبا , من دون أن يترتب على هذا فساد كبيرعلى المسلمين وشر أعظم من شر هذا السلطان فلا بأس .
أما إذا كان الخروج يترتب عليه فساد واختلال الأمن وظلم الناس واغتيال منلا يستحق الإغتيال , إلى غير هذا من الفساد العظيم , فهذا لا يجوز , بليجب الصبر والسمع والطاعة في المعروف ومناصحة ولاة الأمور والدعوة لهمبالخير , والإجتهاد في تخفيف الشر وتقليله وتكثير الخير , هذا هو الطريقالسوي الذي يجب أن يسلك لأن في ذلك مصالح للمسلمين عامة , ولأن في ذلكتقليل الشر وتكثير الخير , ولأن في ذلك حفظ الأمن وسلامة المسلمين من شرأكثر , نسأل الله للجميع التوفيق والهداية .
(فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة)

وقال الإمام ابن باز رحمه الله:
في السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف
س 2: يرى البعض: أن حال الفساد وصل في الأمة لدرجة لا يمكن تغييره إلا بالقوة وتهييج الناس على الحكام، وإبراز معايبهم؛ لينفروا عنهم، وللأسف فإن هؤلاء لا يتورعون عن دعوة الناس لهذا المنهج والحث عليه، ماذا يقول سماحتكم؟
ج 2: هذا مذهب لا تقره الشريعة؛ لما فيه من مخالفة للنصوص الآمرة بالسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف، ولما فيه من الفساد العظيم والفوضى والإخلال بالأمن والواجب عند ظهور المنكرات إنكارها بالأسلوب الشرعي؟
وبيان الأدلة الشرعية من غير عنف، ولا إنكار باليد إلا لمن تخوله الدولة ذلك؛ حرصا على استتباب الأمن وعدم الفوضى،
وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: من رأى من أميره شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة وقوله صلى الله عليه وسلم: على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره في المنشط والمكره ما لم يؤمر بمعصية الله وقد بايع الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، والعسر واليسر، وعلى ألا ينزعوا يدا من طاعة، إلا أن يروا كفرا بواحا عندهم- من الله فيه برهان. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
والمشروع في مثل هذه الحال: مناصحة ولاة الأمور، والتعاون معهم على البر والتقوى، والدعاء لهم بالتوفيق والإعانة على الخير، حتى يقل الشر ويكثر الخير.
نسأل الله أن يصلح ولاة أمر المسلمين، وأن يمنحهم البطانة الصالحة، وأن يكثر أعوانهم في الخير، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده، إنه جواد كريم.

وَقَالَ العلامة ابن عثيمين الإمام هُوَ ولي الأمر الأعلى فِي الدولة، ولا يُشترط أن يكون إمامًاعامًا للمسلمين؛ لأن الإمامة العامة انقرضت من أزمنة متطاولة ..من عهد أميرالمؤمنين عُثْمَان بن عَفَّان ...وما زال أئمة الإسلام يدينون بالولاءوالطاعة لِمن تأمَّر عَلَى ناحيتهم، وإن لَم تكن له الخلافة العامة.
(فِي الشرح الممتع (8/12:)

وقال الشيخ العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله
فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان، وأن لا يتخذمن أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس، وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور،فهذا عين المفسدة، و أحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس…، قال: وكذاملء القلوب على العلماء، يحدث التقليل من شأن العلماء، وبالتالي التقليلمن الشريعة التي يحملونها، قال: الواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاهالسلطان، وأن يضبط الإنسان نفسه، وأن يعرف العواقب. و لْيُعْلَم أنَّ منيثورُ إنما يخدمُ أعداءَ الإسلام، فليست العبرة بالثورة ولا بالانفعال بلالعبرة بالحكمة.
و لست أريد بالحكمة السكوت عن الخطأ، بل معالجة الخطأ لنصلح الأوضاع لالنغير الأوضاع، فالناصح هو الذي يتكلم ليصلح الأوضاع لا ليغيرها
(حقوق الراعي والرعية)
وقال الشيخ العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله

كما أن ولاة الأمر من الأمراء والسلاطينيجب احترامهم وتوقيرهم تعظيمهم وطاعتهم حسب ما جاءت به الشريعة ؛ لأنهمإذا احتقروا أمام الناس ، وأذلوا ، وهون أمرهم ضاع الأمن وصارت البلادفوضى ، ولم يكن للسلطان قوة ولا نفوذ .
فهذان الصنفان من الناس : العلماء والأمراء ، إذا احتقروا أمام أعين الناسفسدت الشريعة ، وفسدت الأمن ، وضاعت الأمور ، وصار كل إنسان يرى أنه هوالعالم ، وكل إنسان يرى لأنه هو الأمير ، فضاعت الشريعة وضاعت البلاد ،ولهذا أمر الله تعالى بطاعة ولاة الأمور من العلماء والأمراء فقاليَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ(النساء: 59) .
ونضرب لكم مثلاً : إذا لم يعظم العلماء والأمراء ، فإن الناس إذا سمعوا من العالم شيئاً قالوا : هذا هين ، قال فلان خلاف ذلك .
أو قالوا : هذا هين هو يعرف ونحن نعرف ، كما سمعنا عن بعض السفهاء الجهال ،أنهم إذا جودلوا في مسألة من مسائل العلم ، وقيل لهم : هذا قول الإمامأحمد بن حنبل ، أو هذا قول الشافعي ، أو قول مالك ، أو قول أبي حنيفة ، أوقول سفيان ، أو ما أشبه ذلك قال : نعم ، هم رجال ونحن رجال ، لكن فرق بينرجولة هؤلاء ورجولة هؤلاء ، من أنت حتى تصادم بقولك وسوء فهمك وقصور علمكوتقصيرك في الاجتهاد وحتى تجعل نفسك نداً لهؤلاء الأئمة رحمهم الله ؟
فإذا استهان الناس بالعلماء كل واحد يقول : أنا العالم ، أنا النحرير ، أناالفهامة ، أنا العلامة ، أنا البحر الذي لا ساحل له وصار كل يتكلم بما شاء، ويفتي بما شاء ، ولتمزقت الشريعة بسبب هذا الذي يحصل من بعض السفهاء .
وكذلك الأمراء ، إذا قيل لواحد مثلاً : أمر الولي بكذا وكذا ، قال : لاطاعة له ؛ لأنه مخل بكذا ومخل بكذا ، وأقول : إنه إذا أخل بكذا وكذا ،فذنبه عليه ، وأنت مأمور بالسمع والطاعة ،حتىوإن شربوا الخمور وغير ذلك ما لم نر كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان ،وإلا فطاعتهم واجبة ؛ ولو فسقوا ، ولو عتو ، ولو ظلموا
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك
وقال لأصحابه فيما إذا أخل الأمراء بواجبهم ، قال : اسمعوا وأطيعوا فإنما عليكم ما حملتم وعليهم ما حملوا
أما أن نريد أن تكون أمراؤنا كأبي بكر وعمر ، وعثمان وعلى ، فهذا لا يمكن ،لنكن نحن صحابة أو مثل الصحابة حتى يكون ولاتنا مثل خلفاء الصحابة .
أما والشعب كما نعلم الآن ؛ أكثرهم مفرط في الواجبات ، وكثير منتهك للحرمات، ثم يريدون أن يولي الله عليهم خلفاء راشدين ، فهذا بعيد ، لكن نحن عليناأن نسمع ونطيع ، وإن كانوا هم أنفسهم مقصرين فتقصيرهم هذا عليهم . عليهمما حملوا ، وعلينا ما حملنا . فإذا لم يوقر العلماء ولم يوقر الأمراء ؛ ضاع الدين والدنيا . نسأل الله العافية .(شرح رياض الصالحين المجلد الثالث)

وقال الشيخ العلامة الزاهد -ابن عثيمين -رحمه الله
فأهل السنة رحمهم الله يخالفون اهل البدع تماماً فيرون إقامة الحج مع الأمير وإن كان من أفسق عباد الله فهم يرون إقامة الحج مع الأمراء وإن كانوا فساقاً حتى وإن كانوا يشربون الخمر في الحج لايقولون: هذا إمام فاجر لاتقبل إمامته لأنهم يرون أن طاعة ولي الأمر واجبة وإن كان فاسقاً بشرط أن لايخرجه فسقه الى الكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان فهذا لاطاعة له ويجب ان يزال عن تولي أمور المسلمين لكن الفجور الذي دون الكفر مهما بلغ فإن الولاية لاتزول به بل هي ثابتة والطاعة لولي المر واجبة في غير المعصية.خلافاً للخوارج الذين يرون أنه لاطاعة للإمام او الأمير إذا كان عاصياً لأن من قاعدتهم: أن الكبيرة تخرج من الملة.
ثم قال(فمالذي فتح أبواب الفتن والقتال بين المسلمين والإختلاف في الآراء إلا الخروج على الأئمة))( شرح الواسطية)

وقال العلامة محمد أمان الجامي رحمه الله
وفي الأصل الثالث يقول إن من تمام الاجتماع الذي تقدم ذكره السمع والطاعةإذ لا يحصل الاجتماع ولا تستقيم السلطة إلا بالسمع والطاعة ولا يستقيمالدين إلا بالسلطة ولا تستقيم السلطة إلا بالسمع والطاعةإذن السمع والطاعة يعتبر هذا الأمر من الواجبات الأساسية في الإسلام لمنتأمر علينا ولو كان عبداً حبشياً ، أي بصرف النظر عن موقع ومكانة هذاالوالي ومن أي جنس كان ومن أي لون كان ،عادلاً كان أو فاجراً .
ولا يشترط أن يكون الوالي التي تجب طاعته والسماع له والولاء له والدعوة لهلا يشترط أن يكون عادلاً ؛ بل من تولى أمور المسلمين وجمع الله على يدهكلمة المسلمين وجبت طاعته والسمع له . فبين النبي صلى الله عليه وسلم بياناً شائعاً ذا عيان ذاع بين المسلمينقديماً وحديثاً وبكل وجه من أنواع البيان شرعاً وقدراً بين ذلك شرعاً بماشرع الله وما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام قدراً فيما قدر الله .. علموكتب عنده وشاء .. شاءَ الطاعة .. السمع والطاعة .. أو شاء خلاف ذلكبالنسبة للقدر . وما أراد الله شرعاً وديناً ودعا إليه وأمر به ليس بلازم أن يتحقق إذ قدأمر الله الناس جميعاً بالإيمان ولم يؤمن الجميع وأمر العباد جميعاًبالطاعة أطاع من أطاع وخالف من خالف ولكن الإرادة التي لا يتخلف مرادها هيالإرادة القدرية الكونية إذاً فرقٌ بين الإرادة الشرعية والإرادة الكونية . وأمر الله سبحانه وتعالى العبادَ جميعاً بطاعة الرسل وبطاعة أولي الأمروبطاعته قبل ذلك منهم من أطاع ومنهم من عصى وعلم الله وقدر من يعصي ومنيطيع وما أراده الله كوناً وعلم وكتب وقدر وشاء لابد من تحققه فالله سبحانهوتعالى يريد بالإرادة الكونية الإيمان والكفر والطاعة والمعصية والخيروالشر إذ لا يقع في ملكه إلا ما يشاء . ومن الخطأ اعتقاد بعض الناس إن الله إنما يريد الخير فقط ، من يطلق هذا إنأراد بالإرادة الإرادة الشرعية الدينية فصحيح ، وإن أطلق ينصرف عند الإطلاقإلى الإرادة الكونية القدرية ويريد الله سبحانه وتعالى بهذه القدرة كلكائن إذ لا يكون في ملكه إلا ما يشاء ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكنبعد هذا صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم أمر الطاعة والسمعلا يعرف على الحقيقة عند أكثر من يدعي العلم فكيف العمل به إذا كان العلمنفسه مفقود فالعمل من باب أولى .
وربما علم بعضهم إن الطاعة إنما تجب ، والسمع إنما يجب إذا كان الواليعادلاً عالماً تجب طاعته ، وتجب بيعته ، ويجب السمع له ، وإذا كان بخلافذلك فلا طاعة ولا سمع ولا بيعة هذه من الأخطاء الشائعة اليوم بين الناسوهذا خطأ شرعاً وعقلاً .
ومن رزقه ا لله العقل السليم ويدرك الأمور على حقيقتها وله معرفة بتاريخسلفنا وله معرفة بالدين يدرك تماماً بأن السمع والطاعة والبيعة والمحافظةعلى ذلك واجبة مطلقاً سواءٌ كان الوالي عادلاً أو فاجراً أو مؤثراً أومنفقاً محسناً مسيئاً مطلقاً .
مالم يظهر منه الكفر البواحمعنى البواح الكفر الذي يبوح به ويعلنه هذا معنى البواح ليس الكفر الخفي الذي لا يدرك بل الكفر الذي يعلن به هو ويدعو إليهلو دعا الحاكم إلى ترك الصلاة أباح بكفره أعلن ،لو أمر المجتمع بأن يتركوا صيام رمضان لئلا يضعفوا عن الإنتاج لينتجوا أعلن بكفره فهو كافر لا طاعة له ولا بيعة له ولا سمع له ولو أعلن أن الشريعة الإسلامية في الوقت الحاضر غير صالحة للعمل بها وقدكانت صالحة في العهد السابق أما الآن فلا تصلح ولابد من استيراد القوانينإما من الخارج أو من وضعها محلياً قوانين مرنة توافق رغبات الناس وهذهالشريعة جافة لا تصلح أعلن بكفره كفراً بواحاً لا طاعة له ولا سمع ولا بيعة هذا معنى الكفر البواح الكفر الذي أباح به أي أعلن به ولم يخف مالم يصل الحاكم إلى هذه الدرجة تجب طاعته والسمع له. لو راجعنا تاريخنا نجد إن بعض الصحابة صغار الصحابة الذين أدركوا بعض الخلفاء والملوك الجائرين الظالمينكالحجاج كانوا يصلون خلفهم لأنه في العهد السابق الخلفاء هم الذين يؤمون الناس ،يصلون خلفهم ، ويجاهدون تحت رايتهم ،ويطيعونهم في كل ما يأمرون وينهونمالم يأمروا بمعصية على هذا مضوا السلف الصالح الذين أدركوا زمن الأهواء بعد أن فسدت أخلاق كثير من الأمراء والحكام هذا الذي عليه الناس قديماً واليوم لا يسع المسلمين إلا ما وسع الأولين يقول إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه اللهلا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها
وفي رواية لا يصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولوها ولعله لا يُصلح أوضح .
لا يصلح أمر المسلمين اليوم إلا ما أصلح أمر المسلمين الأولين وإنما صلح أمرهم بالاجتماع وعدم التفرق ،وإنما صلح أمرهم بالطاعة والسمع ،بالسمع والطاعة وعدم الخروج .ولا يعني الخروج دائماً الخروج بالسلاحبل التمرد يعتبر خروجاً على السلطة ؛التمرد على الأوامر يعتبر خروجاً على السلطة هذا ما يجهله كثير من المنتسبين إلى العلم فما بال الذين لا علم لديهم وإذاجهلوا هذا الجهل والعمل تابع لأن العلم قبل القول والعمل ؛أولاً العلم ثانياً العمل ، ولا يتم العلم بمجرد الاطلاع على النصوص لأن النصوص الناس تتصرف فيهافيجب أن تفهم النصوص بمفهوم السلف الصالح طالما نحاول أن نفهم نصوص الكتاب والسنة بمفهوم السلف الصالح فنحن على خير فإذا أعرضنا عن منهجهم وعن مفهومهم وشققنا لنا طريقاً جديداً لنسير إلىالله مستقلين عن سلفنا الصالح ضعنا ضياعاً لا يمكن أن يعالج إلا بالتوبةوالرجوع .
هذا ما وصل إليه أمر جمهور المسلمين اليوم إذ تركت العقيدة السلفية التي كان عليها سلف هذه الأمةوتركت الأحكام ؛ الأحكام الكتاب والسنة تركاً واضحاً وأُعرض عنها
واستبدلت بأحكام وضعية وجهلت السياسة الشرعية تماماً واستبدلت بسياسة النفاق والكذب السياسة العصرية التي كلها كذب ونفاقهكذا أعرض جمهور المسلمين خصوصاً المثقفين عن دين الله تعالى الذي جاء به هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلامإذن لابد من الاجتماع على الدينولا يتم الاجتماع إلا بالسمع والطاعة على ما شُرح (شرح الأصول الستة)



وقال الإمام صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
منهجنا في التّعامل مع الحاكم المسلم السَّمعُ والطّاعة؛ يقول الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏‏يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَوَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُإِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِالآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً‏‏‏(‏النساء‏:‏ 59‏.‏‏)‏‏.‏
والنبي صلى الله عليه وسلم كما مرَّ في الحديث يقول‏:‏ ‏‏أوصيكمبتقوى الله والسّمع والطّاعة، وإن تأمّر عبدٌ؛ فإنّه مَن يَعِش منكم؛ فسوفيرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين منبعدي‏ هذا الحديث يوافق الآية تمامًا‏.‏ ويقول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏مَن أطاع الأميرَ؛ فقد أطاعني، ومَن عصى الأمير؛ فقد عصاني(رواه البخاري )
إلى غير ذلكمن الأحاديث الواردة في الحثِّ على السّمع والطّاعة، ويقول صلى الله عليهوسلم‏:‏اسمع وأطِع، وإن أُخِذ مالُك، وضُرِبَ ظهرُك‏(‏ ‏‏رواه مسلم) من حديث حذيفة رضي الله عنه بلفظ قريب من هذا‏.‏‏.‏
فوليُّ أمر المسلمين يجب طاعته في طاعة الله، فإن أمر بمعصيةٍ؛ فلا يطاع فيهذا الأمر ‏‏يعني‏:‏ في أمر المعصية‏‏، لكنّه يُطاع في غير ذلك من أمورالطّاعة‏.‏
وأمّا التعامل مع الحاكم الكافر؛ فهذا يختلف باختلاف الأحوال‏:‏ فإن كان فيالمسلمين قوَّةٌ، وفيهم استطاعة لمقاتلته وتنحيته عن الحكم وإيجاد حاكممسلم؛ فإنه يجب عليهم ذلك، وهذا من الجهاد في سبيل الله‏.‏ أمّا إذا كانوالا يستطيعون إزالته؛ فلا يجوز لهم أن يَتَحَرَّشوا بالظَّلمة الكفرة؛ لأنَّهذا يعود على المسلمين بالضَّرر والإبادة، والنبي صلى الله عليه وسلم عاشفي مكة ثلاثة عشرة سنة بعد البعثة، والولاية للكفَّار، ومع من أسلم منأصحابه، ولم يُنازلوا الكفَّار، بل كانوا منهيِّين عن قتال الكفَّار في هذهالحقبة، ولم يُؤمَر بالقتال إلا بعدما هاجر صلى الله عليه وسلم وصار لهدولةٌ وجماعةٌ يستطيع بهم أن يُقاتل الكفَّار‏.‏
هذا هو منهج الإسلام‏:‏ إذا كان المسلمون تحت ولايةٍ كافرةٍ ولا يستطيعونإزالتها؛ فإنّهم يتمسَّكون بإسلامهم وبعقيدتهم، ويدعون إلى الله، ولكن لايخاطرون بأنفسهم ويغامرون في مجابهة الكفّار؛ لأنّ ذلك يعود عليهم بالإبادةوالقضاء على الدّعوة، أمّا إذا كان لهم قوّةٌ يستطيعون بها الجهاد؛ فإنّهميجاهدون في سبيل الله على الضّوابط المعروفة‏.(المنتقى من فتاوى الفوزان)

قال الإمام ربيع المدخلي حفظه الله
السمعوالطاعة لأمير المؤمنين برّهم وفاجرهم، من اجتمعت عليهم الأمة وصل إلىمرتبة الخليفة, وصل بالسيف، خرج على إمام قبله وتغلّب عليه ثم قامت دولتهلا يجوز الخروج عليه، لأنك إذا خرجت عليه مرة ثانية تخرج مرة ثالثة وتخرجمرة رابعة وتصبح الأمة في صراع من خارج إلى خارج، لا، الأصل لا يجوزالخروج، فإذا سلط اللّه على هذا الإنسان من خرج عليه وانتصر على دولته وقامعلى أنقاضه دولة جديدة , فيجب أن يقف المسلمون عند هذا الحد, ويسلمونالقياد لهذا المتغلب.وهذا المتغلب سواء جاء عن طريق الاختيار والشورى والبيعة، أو جاء عن طريقالغلبة وصل إلى الإمارة بالسيف وأصبح له شوكة وأصبح له قوة – بارك اللهفيكم – يجب أن تسلم له , وتحقن دماء المسلمين , فهذا سواء كان برا أو كانفاجرا تجب له الطاعة .
وانظر الى الإمام احمد , وانظر الى البخاري , وانظر الى أئمة الاسلام جميعا يجعلون هذا أصلا من أصول الإسلام: طاعة ولاة المسلمين أصل من أصول الإسلام وسواء كان برا أو فاجرا. الخوارج والروافض وغيرهم قد يوافقونهم إذا كان برا، وقد لا يوافقونهم إذاكان فاجرا أبو بكر ليس برا عند الروافض وعمر كذلك ليس برا عند الروافض, وعلي ليس برا عند الخوارج، لكن الصفات في العموم لا يخالفون فيها كونه برا،لكن يخالفون في الفاجر. الخليفة الفاجر الجائر الظالم الفاسق هذا ما دام لم يخرج من دائرة الإسلامفلا يجوز الخروج عليه بحال من الأحوال، وورد في ذلك أحاديث كثيرة:منها: بايعنارسول اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على السمع والطاعة في العسرواليسر والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله حتى ترواكفرا بواحا. فلا يجوز الخروج عليه مهما بلغ من الفسق.وكما في حديث أم سلمة: إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن أنكر فقد سلم ومن كره فقد برئ, ولكن من رضي وتابعقالوا: أفلا نقاتلهم يا رسول اللّه؟ قال: لا، ماصلَّوافما داموا يصلون فلا يجوز الخروج عليهم، كيف إذا كان يصلي ويصوم ويزكيويحج،ويؤمِّن كل هذه الأمور للمسلمين ويؤمِّن لهم الطرق وإلى آخره، كيفهذا؟!.
أين نحن الاَن من الثوريين الموجودين الاَن؟ أين هم من قوله: لا، ما صلوا؟ الرسول صلى الله عليه وسلم ينهاهملا، ما صلوا؟ مع أنهم فرطوا في كثير من الإسلام وقال: لا، ما صلوالا, ما قال: لا ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا.... وإلى آخره، قال: لا، ما صلوا؟لماذا؟ لأن الخروج يترتب عليه مفاسد، ضياع الاسلام، وضياع المسلمين،وإهلاك الأمة، وإهلاك الحرث والنسل، وانتهاك الأعراض, وإذلال المسلمينوإضعافهم، حتى يصبحوا لقمة سائغة لأعدائهم،إذا خروج، بعد خروج، بعد خروخ
الاَن -يا إخوة !- هؤلاء الثوريون قامت لهم دول عن طريق الانقلابات وعنطريق الانتخابات وعن طريق كذا وكذا، ماذا صنعوا؟ ماذا حققوا من الشعاراتهذه؟ مِن أبعد الناس عن تطبيق الشريعة الإسلامية، بل يزيدون على الحكامالاَخرين المنحرفين بعقد مؤتمرات وحدة الأديان وتشييد الكنائس وتقريبالنصارى, وإذلال المسلمين وإفقارهم وإهلاكهم في دينهم ودنياهم، واللّهوصلوا بالانتخابات ووصلوا بالانقلابات ووصلوا بشتى الأمور، وشاركوا في وزارات، كله كلام فارغ، ما تميزوا على غيرهم في شيءإذن لا نثق في هؤلاء، هؤلاء همهم الوصول إلى الكراسي بأي حال من الأحوال،ثم بعد ذلك يديرون ظهورهم إلى الإسلام! كما جربتم وعرفتم، هنا وهناك فيبلدان كثيرة ثمَّ أحياناً يأتون بانقلاب باسم الإسلام فينقلب عليهم شيوعيأو أي منهج ضال آخر إذن الحكمة في توجيهات هذا الشارع الحكيم الرحيم الرؤوف الشجاع البطل والذييربي الأمة على الشجاعة، لكن في هذا الباب يقول لهم: اصبروا مهما رأيتم،إلا الكفر

.( شرح السنة للامام أحمد للشيخ ربيع )



قال الإمام ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

ثم الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ فيقضايا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان ينظر إلى المصالح والمفاسد ،وربىّ أمته المخلصين وصحابته الأكرمين على بُعد النظر في المشاكل التي تلمّبالمسلمين والأحداث التي تنزل بهم ، وبيّن لهم كيف تُواجه وكيف تُغيّر ؟فوضع لنا منهجا نراعي فيه المصالح والمفاسد :
فأمرنا بطاعة الولاة فقال ـ عليه الصلاة والسلام ـمن أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ، ومن عصى أميري فقد عصاني، وبيّن أن هناك حكّاما سينحرفون عن كتاب الله وعن سنة رسول الله ـ عليهالصلاة والسلام ـ ، ونعرف منهم وننكر ، وأنهم يهدون بغير هديه ويستنون بغيرسنته ، فكيف نتعامل معهم ؟
الخوارج والمعتزلة جعلوا من أصولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكروأدخلوا في ضمنه الخروج على الحكام ، بل أهم الأمور في تغيير المنكر عندهمالخروج بالسلاح على الحكام ! من أبرز ما عندهم في الأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر الذي شرعه الله الخروج على الحكام بالسيف !
والرسول صلى الله عليه وسلمراعى المصالح والمفاسد ، وماذا يترتب على الخروج؟ لا شك أنه يترتب على الخروج سفك الدماء وهتك الأعراض وتشتيت المسلمينوتسليط الأعداء عليهم ، يترتب على ذلك مفاسد عظيمة وخطيرة جدّا ، فأمربالصبر عليهم .
وأمر أمته بقتال أهل البدع وقتلهم أيضا كما قال في الخوارجأينما وجدتموهم فاقتلوهم ، هم شر الخلق والخليقة، وفي المقابل أمرهم بالصبر على الحكام ؛ لأن في قتل الخوارج إزاحة لهذاالوباء عن صفوف الأمة ، لأن الخوارج يكفرون المسلمين ، ويستبيحون دماءهمويسلّون السيوف عليهم ، ويمسكون سيوفهم عن عبّاد الأأوثان ويسلّطونها علىعباد الله المؤمنين !
فالحاكم مادام في دائرة الإسلام تجب طاعته في طاعة الله ولا طاعة له فيمعصية الله . ترى أهل الحديث هذا منهجهم ، لا نطيع أحدا في معصية اللهكائنا من كان بعد رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ ؛ لو أمرك صحابيبمعصية الله لا تطعه ، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلمبعث جيشا وأمّر عليهم رجلا فأوقد نارا وقال : ادخلوها فأراد ناس أنيدخلوها ، وقال الأخرون : إنّا قد فررنا منها ، فذكر ذلك لرسول الله صلىالله عليه وسلم فقال للذين أرادوا أن يدخلوها : لو دخلتموها لم تزالوا فيهاإلى يوم القيامة . وقال للآخرين قولا حسنا . وقال : لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف .
فهذا صحابي ! لا نطيعه في معصية الله .
والوالدان أمر الله ـ تبارك وتعالى ـ ببرّهما ولو كانا كافرين ، لكن لا طاعة لهما في معصية الله : وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ) لقمان : 15 ( . أمرك بمصاحبتهما بالمعروف لكن في معصية الله ، لا .
فالحاكم إذا أمرك بمعصية الله وقال لك : اقتل فلانا مثلا ، خذ مال فلان ..الخ ؛ لا يجوز لك أن تطيعه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " ، وهو مخلوق مثلك ؛ أمّره الله سبحانه وتعالى عليك ، وأمرك أن تطيعه في طاعة الله .
إذن : طاعة هذا الأمير ترجع إلى طاعة الرسول وإلى طاعة الله عز وجل ، فإذاأمرك بالصلاة والزكاة والحج والصوم والجهاد وأمور من طاعة الله ؛ تطيعه . لماذا ؟ لأن هذا من طاعة الله عزوجل ، أما إذا أمرك بمعصية فهذا ليس منطاعة الله عزوجل بل هذا من معصية الله ، فلا تطعه . هذا معنى الحديث .
استأذنوه في قتالهم ـ يعني : قتال الحكام الظلمة ـ فأبى ـ عليه الصلاةوالسلامـ ؛ فعن أم سلمة رضيالله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليهوسلم قال : " ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن عرف برئ ، ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع . قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صّلوا " ، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر :" أدّوا إليهم حقّهم وسلوا الله الذي لكم ".
إذا استأثر الحاكم بالمال والمناصب فهل نثور عليه بالسلاح ؟
الجواب : نصبر لإبقاء الهيبة للمؤمنين وتبقى شوكتهم قوية وسيفهم مسلولا علىالأعداء وليس على أنفسهم ؛ لأننا إذا ثرنا عليه جاءت مفاسد لا أول لها ولاآخر . يعني : بالصبر عليهم تتحقق مصالح عظيمة وتدرأ مفاسد كبيرة وخطيرةلانهاية لهافالشارع الحكيم أمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر ووضع لنا لذلك ضوابط .
منها : أنه بيّن لنا كيفية مواجهة المنكرات التي تحصل من الحكام؛ بأن لانطيعهم في معصية الله ، وأمرنا إذا أردنا أن ننصحه ؛ أن ننصحه في السرّفيما بيننا وبينه بالحكمة والموعظة الحسنة إن سمع وتقبل فذاك ؛ وإن لميتقبل ،فالمنكر الذيارتكبه يرتكبه على نفسه ، ونكون قد أدينا ةاجبناوالحمدلله . أما الخروج وسلّ السيف عليه فلا ، مادام في دائرة الإسلام ،قال صلى الله عليه وسلم :" خيار أئمتكم الذينتحبونهم ويحبونكم ، ويُصلّون عليكم وتصلون عليهم ، وشرار أئمتكم الذينتُبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم . قيل : يا رسول الله! أفلاننابذهم بالسيف ؟ فقال : لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ، وإذا رأيتم منولاتكم شيئا تكرهونه، فاكرهوا عمله ، ولا تنزعوا يدا من طاعة " ، " وأن لاننازع الأمر أهله ، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان " ، فلا يسمح لك أن تخرج على هذا الحاكم الجائر إلا إذا رأيت الكفر البواح ،كأن يبيح الخمر أو يبيح الخنزير أو يبيح الربا علانية ، فهذا كفر بواح ـبارك الله فيكم ـ .
هذا إذا كان للمسلمين قدرة على تنحيته ؛ فليقوموا بذلك ، وأما إذا عجزوافلا يكلّف الله نفسا إلا وسعها . أما مادام يأمر بالمعروف وينهى عن المنكرويصلي ويصوم ويجاهد ؛ مادام يصلي فقط نطيعهم " ما أقاموا فيكم الصلاة " .
فهذا هو المنهج الصحيح الذي سار عليه أهل الحديث انطلاقا من كتاب الله ومنسنة رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ في كل شؤونهم الدينية والدنيويةوالاجتماعية والسياسية ؛ كلها تنطلق من كتاب الله ومن سنة رسول الله ـ عليهالصلاةوالسلام ـ .
والإمام البخاري قالوا : كان لا يتحرك حركة إلا بحديث ، وفي إحدى سفراتهاقترب من العدو واستلقى قالوا : بأي حديث ؟ قال : الرسول صلى الله عليهوسلم أمرنا أن نأخذ بالقوة ـ أو كما قال ـ ، يعني : الرسول صلى الله عليهوسلم أمرنا أن نعدّ العدّة للعدو وأن نتقوّى ؛ فأمرنا بالفطر لمواجهة العدوفي رمضان ، نفطر في رمضان حتى نكتسب قوة على العدو .
الشاهد : أن أهل الحديث المخلصين الصادقين في أقوالهم وأفعالهم وحركاتهموسكناتهم وعقائدهم ومناهجهم ملتزمون بكتاب الله ومن ذلك التعامل مع الحكام .
إذا تعاملنا مع الحكام انطلاقا من كتاب الله ومن سنة رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ قالوا : عملاء ، جواسيس !!هم خوارج !
الآن أصبحوا جسورا ؛ مدّوا الجسور مع الحكام ويمدحونهم بالكذب ويغرّونهمبالكذب ، لا يمدحونهم بالصدق ولا يأمرونهم بالمعروف ولا ينهونهم عن المنكر ! بل إذا رأوا الحاكم فيه خطأ توسعوا في هذا الباب ، ويجرونه إلى البلاياوالمشاكل والعياذ بالله !
أما نحن فلا نزال عملاء ! حتى لو ما سلكنا هذه المسالك فنعوذ بالله من هذا البلاء ، وهي طريقة الخوارج والمعتزلة والروافض !!
الخوارج والروافض يطعنون في الصحابة وخرجوا على عثمان ، وخرجوا على عليّوخرجوا على الحكام ، وكم لقيت الأمة منهم من المفاسد ومن المهالك ، وشتتواأمر الأمة ومزقوها أشلاء حتى أصبحت أذلّ الأمم بسبب التفرق وبسبب مخالفةكتاب الله وسنة الرسول ـ عليه الصلاةوالسلامـ في العقائد وفي السياسة ، فلميلتزم الكثير منهم العقيدة الإسلامية ولا التزموا السياسة الإسلامية التيشرعها الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال المصنف رحمه الله : ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين
وهذا بخلاف الروافض ، إذ إنهم لا يرون الجمعة والعيدين مع الحكام ،فالروافض ينتظرون المهدي الإمام المعصوم ! في الجمعة والجماعة ، وإذا صلوامعنا فهم كذابون وإنما ذلكمن باب التقية ، ولو أنشؤوا المساجد فهم كذابون ،لأن في دينهم لا جمعة ولا جماعة حتى يأتي الإمام !
والصحابة كانوا يصلون خلف أهل البدع ، يصلون وراء الحجاج ، ويصلون وراءالخوارج لأن الرسول عليه السلام أمرهم بالجماعة ، ولما حاصرواعثمان وتغلبوافي المدينة وراح إمام الثوار قبّحه الله يصلي بالناس قالوا لعثمان : ( إنكإمام عامّة ونزل بك ما ترى ويصلي لنا إمام فتنة ونتحرّج فقال : " الصلاة أحسن ما يعمل الناس ، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم " ؛ يعني : صلوا معهم لأن هذا إحسان ، فإن أساؤوا فلا تسىء معهم ،هذاالخليفة الراشد ظلموه وافتروا وكذبوا عليه وحاصروه ومنعوه من الماء ويقولونله : أنت إمام جماعة وهؤلاء يصلون بنا أهل فتنة فقال لهم: صلوا مع الجماعةفإن أحسنوا فأحسنوا .
انظروا الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ في أحلكالظروف وأشدها لا تغلب عليه عاطفة ولا هوى ؛ يُحكّم شرع اللهإن أحسن الناس فأحسنوا .
فالمبتدع إذا صلّى فقد أحسن ، فصلّ معه مادام لم يكفر ، فإذا كفر فلا صلاةوراءه ، لكن مادام هذا المبتدع في دائرة الإسلام وتسلّط علينا وصلّى بنافنصلي وراءه ، إذا أمكننا أن نبعده بدون مفاسد ونأتي بإمام سنيّ ، فهذا يجبعلينا ، وإذا عجزنا فنصلّي .
ولهذا حدد الله المواقيت للصلاة والرسول ـ عليه الصلاةوالسلام ـ أكدها ،وأخبر أنه ستكون أمراء يؤخرون الصلاة إلى شرق الموتى ، ويعتبر هذه الصلاةكأنها صلاة المنافقين ومع ذلك أمر بالصلاة مع الجماعة وراء هذا الإمام الذييؤخر الصلاة ، قال لك : صلّ في بيتك فإن وجدت جماعة يصلون في المسجد فصلّمعهم ، هؤلاء الذين يتعمدون تأخير الصلاة إلى آخر وقتها أو إلى دخول الوقتالثاني واقعين في جريمة ، لكنك إذا رأيتهم يصلون في جماعة فصلّ معهم ، ضبطفي الأمور وحرص على وحدة الكلمة وإبعاد الأمة عن الخلافات التي تؤدي إلىتمزيقهم وتشتيتهم .
فأهل السنة أخذوا بهذا المنهج ، يصلون وراء ولاة الأمور ولوكانوا جورة ،يصلون وراءهم الجمعة والعيدين وغيرهما من الصلوات كصلاة الكسوف والاستسقاءأي صلاة يصلونها يصلي معهم ، أي صلا تشرع فيها الجماعة لا نقول هذا الإماممبتدع أو هذا الإمام فاجر أو فاسق بل نصلي معه الجماعة .
قال رحمه الله : ( خلف كل إمام مسلم ) فالكافر لا نصلي وراءه ( برّا كان أوفاجرا ) لأن الخوارج يكفرون بالكبائر ! والمعتزلة لا يقولون كافر بل هو فيمنزلة بين المنزلتين ! فالخوارج عندهم إذا وقع في أي كبيرة خرج من دائرةالإسلام حاكما كان أو محكوما ، أما أهل السنة فلا يخرج ـ عندهم ـ منالإسلام بارتكاب الكبيرة مالميستحلها ، ولا يخرج من الإسلام إلا بالكفروالشرك ، أما بالمعاصي ولو كانت كبيرة ولو أصرّ عليها فهو مذنب مجرم ،متوعّد بالنار ، لكن لا نخرجه من دائرة الإسلام ولا نحكم عليه بالخلود فيالنار .
قال رحمه الله : ( ويرون جهاد الكفرة معهم ) لأن في جهاد الكفرة قوة للإسلام والمسلمين وحماية لهم .
ولو تركنا جهاد الكفار معهم وقلنا : والله هذا الإمام فاجر كيف نقاتل معه؟! وجاء العدو وهجم على بلادنا لا نقاتله ولا ندافع عليه ؛ لأن الحاكم فاجر، لضاعت بلاد المسلمين وتغلب الكفار وأنشئت الكنائس والبيع وأبيحتالمحرمات إلى آخره .
فوجود الحاكم ـ ولو كان فاسقا ـ : فيه احترام للإسلام ،وتكون شعائر الإسلامقائمة ويحصل به خير كثير ولو كان فاجرا في نفسه ولو انتشر شيء من فجوره ،لكن إذا قارنت بين احتلال الكفار لبلاد المسلمين وبين حكم هذا الفاسق ومايوجد في حكمه من الفساد لوجدت المسافة كبيرة وعظيمةجدا .
إذن هم يراعون المصالح والمفاسد في التزامهم بالجهاد مع الحاكم الفاجر ،ولو أخذنا برأي الخوارج والروافض ( لا نقاتل مع حاكمنا لأنه فاجر ) وجاءتنابريطانيا أو أي دولة يهودية أو نصرانية احتلوا بلادنا ولا نجاهد معهم ،ماهي النتيجة ؟ ! نسأل الله العافية .
قال رحمه الله : ( ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح وبسط العدلفي الرعية ) ندعو لهم بالصلاح والإصلاح ؛ وكان الأئمة ومنهم الأإمام أحمديقول :لو أن ليدعوة مستجابة لدعوت بها للحاكم ، لأن في صلاحه صلاح للأمة ،فإذا أصلحه الله أصلح به الأمة ويمثّلون الحاكم بالقلب ؛ إذا صلح صلح الجسدكله وإذا فسد فسد الجسد كله ـ والعياذ بالله ـ فنحن نحرص على إصلاح الحكامبالنصيحة وبالحكمة والموعظة الحسنة على الطريقة الشرعية ، وليس بالتشهيروالتحدي والتهييج ، لا ، وإنما بالطريقة الحكيمة وهذا المسلك سلكه الصحابة ؛فكانوا ينصحون الأمير فيما بينهم وبينه .
الآن ـ والله ـ العامّي في الشارع تتردد كيف تنصحه وبأي أسلوب تتعامل معه ؟ ! تأتيه بأسلوب لطيف ولطيف ثم ما أدري هل يقبل أو لا ؟ ! فكيف بواحد عندهشوكة وعنده سلطان وعنده قوة وتأتي تهينه أمام الناس وتشهّر به كيف يقبلمنك؟! إذن هؤلاء الذين يشهّرون لا يريدون الخير ، يريدون إثارة الناسويريدون الفتن ولا يريدون الإصلاح! فالإصلاح له طرقه بارك الله فيكم!
فندعو لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح وبسط العدل في الرعية ، ندعو لهم بهذهالأشياء كلها ،نسأل الله أن يصلحهم ويصلح لهم الرعايا ، ونؤلف الناس عليهمونصبّرهم عليهم بالحكمة ونبيّن لهم المصالح الكبيرة الي تترتب على ذلك ،ونبين لهم المفاسد التي في الثورة وفي التهييج وفي سلّ السلاح وماذا يترتبعليه من مفاسد عظيمة و إلى آخره ، وكيف وجهنا رسول الله صلى الله عليه وسلمونذكر الأحاديث التي وردت في هذا الباب .
كنا نذكر هذه الأحاديث وأحاديث كثيرة ونفصّل فيها فيعتبروننا عملاء ! الذييبين للناس منهج الحق يعتبرونه عميلا ! فنعوذ بالله من الفتن .
قال رحمه الله : ( ولا يرون الخروج عليهم بالسيف وإن رأوا منهم العدول عنالعدل إلى الجور والحيف ) ، فلا يرون الخروج عليه بالسيف كما يراه الروافضوالخوارج وأهل الفتن الذين أخذوا بهذه المناهج الفاسدة ( وإن رأوا منهمالعدول عن العدل ) يعني : مالوا إلى الجور والحيف .
قال رحمه : ( ويرون قتال الفئة الباغية حتى ترجع إلى طاعة الإمام العدل ) الفئة الباغية نقاتلها مع الحاكم ،إذاخرجت فئة على الحاكم ولو فاجرا نقوم إلى الفئة الباغية فننصحها ونتعرف علىمطالبهافإن كانت حقا طلبنا من الحاكم إزالة شكواهم ؛فإن فاؤوا ورجعواإلى طاعة الإمام وإلا قاتلناهم مع الحاكم المسلم .
وإن كانوا خوارج مكفرين للحاكم جهلا وظلما وخرجوا عليه،فعلينا أن نقاتلهم مع الحاكم، ولهذا قاتل الصحابة والتابعون مع بني أمية على مافيهم من الإنحراف ، قاتلوا الخوارج فهذا هو الطريق الصحيح .
والأصل في هذا قوله تعالى : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفىء إلى أمر الله )) [ الحجرات: 9 ] أي : إذا كان هناك فئتان من المسلمين حصل بينهما قتال ،فإننا نحاول الإصلاح بينهما ، فإذا بغت إحداهما على الأخرى نقاتل التي تبغي، فإذا بغت وسلّت سيفها على الحاكم فإنما تبغي وتخرج على الأمة وتمزقكلمتها وتعرّضها للمحن والفتن والذلّ والهوان ، فيجب أن نقاتلهم .
نسأل الله ـ تبارك وتعالى ـ أن يوفقنا للتمسك بكتابه وسنة نبيه صلى اللهعليه وسلم ، وأن يجنبنا وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن ؛ إن ربنا لسميعالدعهاء ، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
(عقيدة السلف وأصحاب الحديث للإمام الصابوني شرح فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ص :358 (


وقال الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله
طاعة ولي الأمر قيدها الرسول صلى الله عليهوسلم في المعروف , وأما الكلام فيه بما هو فيه فهذا من طريقة أهل البدع لامن طريقة أهل السنة والجماعة , لأن التشهير بولي الأمر بما فيه وعقدالجلسات لمثل هذا الصنيع لا ينتج عنها صلاح ولا إصلاح , و إنما ينتج عنهاالشر المستطير و الاختلاف بين الناس والبغض للولاة , فتضطرب الأمور وتحلالنقم محل النعم , فالحذر الحذر من ذلك فإنه تصرف سيء لا يجوز أبدا ولكنالدعاء لهم والنصيحة لمن يقدر على أداء النصيحة و بذلها هو الذي ينفع ويفيد , ومن لم يقدر على إيصال النصيحة بنفسه فليتصل بمن يقدر أن يوصل النصيحةالسرية بالمعروف هذا هو الذي ينبغي أن يكون .
و أما الخوض في شأن حكام المسلمين و سياستهم فهو من الخطأ المحض الذي يجبتركه , لأنه من صفات أهل البدع لامن صفات أهل السنة و الجماعة .
فأما أهل السنة والجماعة فإنهم يدعون للحكام المسلمين و إن جاروا و فسقوا , ولا يدعون عليهم , و يظهرون محاسنهم و لا يظهرون مساوئهم و هذا معلوم قالهعلماء السلف ويقول به أتباعهم اليوم , وما ذلك إلا لأنه يترتب على إظهارالمساوئ وعقد المجالس لغيبتهم من السوء و المكروه و الفرقة و الفوضى مايعلمه الكثير من طلاب العلم , وعلى كل حال فإن النصوص في هذا الشأن حاسمةمنها قول النبي صلى الله عليه وسلماسمع و أطع و إن ضرب ظهرك وأخذ مالك.
فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصبر على ما قد يجري من الحكامالمسلمين على رعاياهم وحذر من الخروج لما فيه من الشر على الخاص و العام.
هذه طريقة السلف ومنهجهم ومنهج أتباعهم , أماعقد الجلسات في الخوض في أعراض الحكام أو العلماءأو غيرهم من فئات الناس , ولو وقعوا فيما وقعوا فيه فهذا لا يجوز , ولا يلزم مما ذكر عدم التحذير من أهل البدع و الداعين إليها و الناشرين لها والكلام فيهم بما يبعد الناس عنهم و يحذر الناس منهم , فرق بين هذا وهذافإنالتحذير من أهل البدع و الداعين إليها من ضروب الجهاد في سبيل الله , ومنباب النفع العام للمسلمين و ليس من باب الغيبة و البهتان المذمومين فليعلم .
(العقد المنضد الجديدالجزء الأول ص ـ 89)

وقال الشيخ محمد بن عبد الله السبيل -حفظه الله-:
إنطاعة ولاة الأمور من أَجَّلِ الطاعات، وأفضل القربات سواء كانوا أئمةعدولاً صالحين، أم كانوا من أئمة الجور والظلم، ما دام أنهم لم يخرجوا عندائرة الإسلام، فإن طاعتهم فيما يأمرون به وينهون عنه من طاعة الله ورسوله.
فعلىالمسلم الامتثال والإذعان لما يأمرون به من المعروف وما ينهون عنه منالمنكر طلباً لرضا الله سبحانه وتعالى وامتثالاً لأمره، ورجاء ثوابه وحذراًمن عقوبة المخالفة.

قلت والسمع والطاعة من محاسن الشريعة، فإنها لم ترتب السمع والطاعة على عدل الأئمة، ولو كان الأمر كذلك، لكانت الدنيا كلها هرجاً ومرجاً، فالحمد لله على لطفه بعباده.

فهذه بعض الآثار السلفية السنية في بيان عقيدة أهل السنة في طاعة الأئمة في غير معصية الله فما على المسلم إلا أن يسلك سبيل سلفنا الصالح رضي الله عنهم
فبها إن شاء الله يخروج من عقيدة الخوارج أهل الأهواء أولها وأخرها

التعديل الأخير تم بواسطة وائل محمد ; 30-04-2012 الساعة 05:18 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-04-2012, 06:44 AM
الصورة الرمزية M.TONSY
M.TONSY M.TONSY غير متواجد حالياً

من انا؟: بتعامل بطيبة وحسن نية مع البشر واحتسبه عند الله
التخصص العملى: Administration Development Specialist
هواياتي: السيارات والسباحة والاسلحة وبحب الشغل اليدوى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الموقع: قاهرة مصر اغلى وطن
المشاركات: 3,458
M.TONSY has a reputation beyond reputeM.TONSY has a reputation beyond reputeM.TONSY has a reputation beyond reputeM.TONSY has a reputation beyond reputeM.TONSY has a reputation beyond reputeM.TONSY has a reputation beyond reputeM.TONSY has a reputation beyond reputeM.TONSY has a reputation beyond reputeM.TONSY has a reputation beyond reputeM.TONSY has a reputation beyond reputeM.TONSY has a reputation beyond repute
افتراضي رد: كلام الإئمة في النهي عن الخروج علي الحاكم الظالم(ولو كان الدين بالراي لكان اسفل الخف أولي بالمسح من أعلاه)

واذا كان الحاكم يفعل المعصية ويظلم العباد ويتعاون مع الاعداء ويتطبع مع سياستهم ولا يرعى الله فى مصالح شعبه ويسرق اقواتهم وينشر المرض والجهل والتخلف بين ابناء وطنه بسبب الفساد وسؤ ادارته للبلاد لتغليب مصالحه الشخصية فهل تجب طاعته ام يستحق اعدامه ملايين المرات
__________________

لا اله الا الله ..... محمد رسول الله
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-05-2012, 12:11 AM
وائل محمد وائل محمد غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 71
وائل محمد is a jewel in the roughوائل محمد is a jewel in the roughوائل محمد is a jewel in the rough
افتراضي رد: كلام الإئمة في النهي عن الخروج علي الحاكم الظالم(ولو كان الدين بالراي لكان اسفل الخف أولي بالمسح من أعلاه)


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tonsy1979 مشاهدة المشاركة

واذا كان الحاكم يفعل المعصية ويظلم العباد ويتعاون مع الاعداء ويتطبع مع سياستهم ولا يرعى الله فى مصالح شعبه ويسرق اقواتهم وينشر المرض والجهل والتخلف بين ابناء وطنه بسبب الفساد وسؤ ادارته للبلاد لتغليب مصالحه الشخصية فهل تجب طاعته ام يستحق اعدامه ملايين المرات
هذا الكلام لو تدبرت الاحاديث لوجدت ردا عليه
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-05-2012, 12:12 AM
وائل محمد وائل محمد غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 71
وائل محمد is a jewel in the roughوائل محمد is a jewel in the roughوائل محمد is a jewel in the rough
افتراضي رد: كلام الإئمة في النهي عن الخروج علي الحاكم الظالم(ولو كان الدين بالراي لكان اسفل الخف أولي بالمسح من أعلاه)

تنبيه مهم هذا الكلام ليس لي ولكن لبعض الطلاب المجتهدين
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-05-2012, 12:39 AM
atgps atgps غير متواجد حالياً

 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,023
atgps has a reputation beyond reputeatgps has a reputation beyond reputeatgps has a reputation beyond reputeatgps has a reputation beyond reputeatgps has a reputation beyond reputeatgps has a reputation beyond reputeatgps has a reputation beyond reputeatgps has a reputation beyond reputeatgps has a reputation beyond reputeatgps has a reputation beyond reputeatgps has a reputation beyond repute
افتراضي رد: كلام الإئمة في النهي عن الخروج علي الحاكم الظالم(ولو كان الدين بالراي لكان اسفل الخف أولي بالمسح من أعلاه)

طيب وفى حالة حاكم قد استولى على الحكم بالتزوير!!!

أما كلامك فالرد عليه


الى من يأمرون بطاعه الحاكم الظالم

الى من يأمرون بطاعه الحاكم الظالم



****قال عليه الصلاة والسلام "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه ..فقتله!"

**** وقال عليه الصلاة والسلام "لتأمرون بالمعروف، و لتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا، أو ليضربن الله بعضكم ببعض، ثم تدعون فلا يستجاب لكم"

**** وقال أيضاً "إذا رأيتم الظالم فلم تأخذوا على يديه يوشك الله أن يعمكم بعذاب من عنده"



***و"ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"...


**** ..(لا ينال عهدى الظالمين) البقرة 124.

حيث يقول أبو بكر الجصاص مفسرا لهذه الآية (فلا يجوز أن يكون الظالم نبيا و لا خليفة لنبى و لا قاضيا و لا يلزم الناس بقبول قوله فى أمور الدين ، فثبت بدلالة هذه الآية بطلان إمامة الفاسق و أنه لا يكون خليفة و ان من نصب نفسه فى هذا المنصب و هو فاسق ..لا يلزم الناس باتباعه و لا طاعته" .



****من حوار مع مفتى مصر الاسبق

اذا وصل استضعاف الناس إلى أن يصل الحاكم إلى إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة أو الإلحاد أو التأله

فمصير الشعوب المستضعفة هذه هو نفس مصير حاكمها الجميع فى النار

والآية الكريمة تقول: -إن الذين يتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيما كنتم، قالوا كنا مستضعفين فى الأرض، قال الملائكة ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا-،

وهناك أمر آخر وهو ل** أؤمن بأن الإسلام

عقيدة وشريعة

فلابد أن أؤمن بأن الشورى جزء من عقيدة المؤمن

وأنها واجبة

وبخاصة فى القضايا العامة كأنه جعل الشورى جزءا من الحقيقة التى تلف المجتمع والحاكم

فالجماعة مع بعضها والجماعة مع الحاكم وهكذا

و الله تعالى امر رسوله فقال : -وشاورهم فى الأمر-

وأصل الأمر فى اللغة العربية الوجوب

وهذا يعنى أن الله تعالى يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشاور المؤمنين فى الأمر

فإذا كان الرسول الذى يوحى إليه ..

أمره الله أن يشاور

فمن باب أولى تكون الأمة حاكما ومحكوما مأمورة بالشورى يقول تعالى: -امرهم شورى بينهم-

وكأن الحياة الدنيا هى مشاورة.
- قياسا على ما قلتم فضيلتكم هل نستطيع القول بأن التظاهر والعصيان المدنى ضد الحاكم المستبد يصل إلى حكم الواجب على المسلم؟
-- بالتأكيد..

ولدينا قاعدة شرعية تقول لا ضرر ولا ضرار

وهناك قاعدة أخرى تقول ارتكاب أخف الضررين واجب

أى إذا كان ترك الأمور وسلبيته وعدم قدرته على تغيير الأمر

فعلى الإنسان أن يأخذ من الأساليب ما يغير الأمر

ومنها الأخذ بالأمور السلمية مثل المظاهرات والاعتصام وغيره

فإذا كان هذا الفعل يؤدى إلى رفع ضرر أعم وأعظم للأمة وبه مصلحة أكبر للناس

فهنا التظاهر والاعتصام واجب عليه أو جائز أو حتى مشروع له.
- يصل إلى درجة الواجب فضليتك؟
-- نعم يصل إلى حد الوجوب.



**** إن الموقف الفقهى السليم لابد أن يستند إلى الأصلين العظيمين : القرآن و السنة. و كل العلماء الثقاة يؤكدون أن القرآن هو المصدر الأول يليه السنة كمفسرة للأول و مفصلة و مطبقة له. و بالتالى فإن أى موضوع لابد أن يبدأ بحثه بالقرآن ثم السنة ثم الاجماع و كافة أشكال الاجتهاد بعد ذلك

و اصطلاح "الخروج" فى الفقه ، يشير بشكل خاص الى الثورة المسلحة ، بينما تطورت وسائل الكفاح السياسى فى عصرنا و شهدنا تجارب عديدة لثورات سلمية مدنية أدت إلى إسقاط نظم سياسية بوسائل العصيان المدنى ، و هى أكثر الوسائل تواؤما مع الاسلام الذى يعلى من شأن حقن دماء المسلمين ، و دماء البشر عموما .

إن تغيير الحكم و الأنظمة ليس مشروطا بتكفير الحاكم ، أو اعلان الحاكم نفسه عن كفره ، فالظلم و الفسق يكفيان ، مع القدرة ، فالقدرة هنا أساسية . و قد انشغلت بعض الجماعات فى السابق بوثائق لتكفير الحاكم و كأنها هى الوسيلة الشرعية الوحيدة للخروج عليه سلما أو حربا.

بينما دعانا الله عز و جل لرفض الحاكم الظالم ،

(لا ينال عهدى الظالمين) البقرة 124.

والشئ المحزن حقا / أن بعض العاملين فى الحقل الدعوى يروجون لبعض الأحاديث دون شرح أو تفصيل ، و دون توضيح مناسبتها ، و دون ربطها بباقى الأحاديث و الآيات القرآنية المتعلقة بذات الموضوع . و هذا ما يجعل المفهوم الدينى لذات المسألة عدة مفاهيم ، و هذا غير صحيح فى الأمور الأصولية ، فالأمور الأصولية الاعتقادية لا خلاف حولها ، و إنما الخلاف فى الفروع .

لقد جاءت رسالة الاسلام – كطبعة نهائية للرسالات – لتضع المنهج الذى يحكم حياة المسلمين إلى يوم الدين ، جاءت رسالة الاسلام لتعتق البشرية من كافة أشكال و صنوف العبودية. (جاءت لتحرر الناس من جور الناس و الأديان الى عدل الاسلام). جاءت لتعيد صياغة رواد البشرية ، أى المؤمنين المتحررين من كافة الطواغيت. و لم تأت لتعلمهم الجبن و الخنوع و الذل و المهانة ، بل جاءت لتخلق انسانا كسلمان الفارسى يحاسب عمر بن الخطاب على ثوبه الطويل أمام الجمهور ، و لتخلق امرأة تخالف عمر بن الخطاب فى الفقه و يعترف بصحة موقفها .

جاءت بقمم سامقة و قدوة للبشرية فى هؤلاء الصحابة ! و لم تأت الرسالة لتعلمنا أن نعود مرة أخرى للخنوع و الذل باسم أن الحاكم قد صار مسلما !!

ان كثيرا من الأحاديث الشريفة و الآراء الفقهية تتحدث عن حالة مختلفة تماما عن الحالة التى عليها حكامنا الآن . تتحدث عن حكام مسلمين يقعون فى أخطاء وهنات ، بينما هم لا يزالون يجمعون الزكاة و ينظمون الجهاد. بينما حكامنا انخلعوا عمليا و واقعيا من الدين ، و لا توجد لديهم أى مرجعية اسلامية حتى و لو من الناحية الشكلية فى اتخاذ أى قرار أو رسم أى سياسة .

و من ذلك مثلا الحديث (ستكون أثرة و أمور تنكرونها. قالوا يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: تؤدون الحق الذى عليكم و تسألون الله الذى لكم ) .

فجاء فى فتح البارى بشرح صحيح البخارى: تؤدون الحق الذى عليكم أى بذل المال الواجب فى الزكاة .. و النفس فى الخروج إلى الجهاد عند التعيين و نحو ذلك . أى أننا إزاء حكام مسلمين يرتكبون بعض الأمور المنكرة و لا يزالون ملتزمين بالمرجعية الاسلامية عموما ، فهل سمعتم ان حكم مبارك نظم جمع الزكاة ، أو رتب أى عمل جهادى على مدار ربع قرن . و ما ينطبق على هذا الحديث ينطبق على باقى الأحاديث المشابهة .

خامسا: تعالوا لنعرض رؤية الاسلام الأصلية و هى تحرير الانسان من استعباد أخيه الانسان ، لأن الأوثان و الأحجار و الشمس و القمر و الحيوانات ليست هى التى تستعبد الانسان ، بل الانسان هو الذى يستخدم هذه الوسائل لاستعباد الناس. و لهذا ورد فى القرآن عشرات الآيات التى تتحدث عن البشر الذين عبدوا من دون الله و الحوار الذى يدور بينهم و بين عابديهم فى النار كتلك الآيات.

[و برزت الجحيم للغاوين ، و قيل لهم أين ما كنتم تعبدون ، من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون ، فكبكبوا فيها هم و الغاون ، و جنود إبليس أجمعون ، قالوا و هم فيها يختصمون ، تالله إن كنا لفى ضلال مبين ، اذ نسويكم برب العالمين ، و ما أضلنا إلا المجرمون ، فما لنا من شافعين ، و لا صديق حميم ] .

اذن الذين كبكوا فى النار 3 أصناف : (1) البشر الذين نصبوا أنفسهم آلهة- (2) الغاون الذين اتبعوهم. (3) إبليس و جنوده.

و أن رسالات الأنبياء و ان كان جوهرها الأساسى هو التوحيد فان وجه العملة الآخر لها كان الخروج على الحاكم (بالمعنى السلمى غالبا) بدءا من سيدنا نوح حتى سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام ، و سنجد القرآن الكريم يغص بأنباء المواجهات بين الأنبياء و الرسل من ناحية و الحكام من ناحية أخرى

و أين نذهب بهذه الآيات ؟

"أم حسبتم أن تتركوا و لما يعلم الذين جاهدوا منكم و لم يتخذوا من دون الله و لا رسوله و لا المؤمنين وليجة" التوبة 16. (وليجة أى بطانة)

و عندما يأمرنا الله عز و جل " و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا" الكهف 28 ،

كيف نتبع حاكما فاسدا لأنه لم يستخدم بعد الأمن المركزى لمنعنا من الصلاة !!

الأوامر متوالية فى القرآن الكريم (و لا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون فى الأرض و لا يصلحون) الشعراء 151 – 152 .

اذا اتبعنا نصائح البعض بالعبودية للظالمين ألا يعنى ذلك إلغاء كل هذه الآيات ، و إلغاء رسالة الاسلام كمحرر للبشر من الطغيان و اقامة دين جديد من تأويلات فى غير موضعها. لماذا لم يلحظ هؤلاء العلماء أو الأخوة كم الآيات التى يوقفون مفعولها و لنستمر ببعض النماذج:

(و لا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما) .

أما أوامر الله فتذهب سدى.

(فاحكم بينهم بما أنزل الله و لا تتبع أهواءهم) المائدة 48

و عندما قرر الله سبحانه و تعالى صفات المؤمنين و خصائصهم فجعل الشورى من أهم هذه الصفات

بل و وضعها بين الصلاة و الزكاة ..

( و الذين استجابوا لربهم و أقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم و مما رزقناهم ينفقون ) الشورى38

و أتبعها مباشرة حض المؤمن على العزة و الكرامة ( و الذين اذا أصابهم البغى هم ينتصرون) الشورى 39

ثم ( و لمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) الشورى 41

ثم (انما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون فى الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم) الشورى 42

و اذا حكمتم بين الناس أن تحكموا العدل ) النساء 58

الذين يروجون لأكذوبة الطاعة العمياء للحاكم الظالم تحت بند عدم الخروج خوف من احداث فتنة لماذا يخفون عشرات الأحاديث :

· (السمع و الطاعة على المرء المسلم فيما أحب و كره ما لم يؤمر بمعصية فاذا أمر بمعصية فلا سمع و لا طاعة) البخارى – مسلم – أبو داود – النسائى – ابن ماجه

· (لا طاعة فى معصية انما الطاعة فى المعروف) مسلم – أبو داود – النسائى

· (لا طاعة لمن عصى الله)

· (لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق)

· (لا طاعة لمن لم يطع الله )

· (من أمركم من الولاة بمعصية الخالق فلا تطيعوه) كنز العمال

· (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده .. الى آخر الحديث) مسلم-الترمزى – أبو داود – ابن ماجه

· "ثم انها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون و يفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن و من جاهدهم بلسانه فهو مؤمن و من جاهدهم بقلبه فهو مؤمن و ليس وراء ذلك حبة خردل من الايمان) مسلم

· "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" أبو داود – الترمزى – النسائى – ابن ماجه

· "ان الناس اذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه" أبو داود – الترمزى

· "انه سيكون بعدى أمراء من صدقهم بكذبهم و أعانهم على ظلمهم فليس منى و لست منه " النسائى

· "سيكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم يحدثونكم فيكذبونكم و يعملون فيسيئون العمل لا يرضون منكم حتى تحسنوا قبيحهم و تصدقوا كذبهم فأعطوهم الحق مارضوا فاذا تجاوزوا فمن قتل على ذلك فهو شهيد". كنز العمال عن الطبرانى و مسند أحمد

· "من أرضى سلطانا بما يسخط ربه خرج عن دين الله" .

· "خير الشهداء حمزة و رجل قام الى إمام جائر فأمره و نهاه فقتله"

و هكذا نجد هذه السلسلة من الأحاديث ( و هناك كثير غيرها يسير فى نفس الاتجاه) .. تتساوق و تتناغم مع الآيات القرآنية لترسم لوحة جميلة موحدة ..

ان الاسلام يضع ضوابط عامة للحكم و المجتمع قائمة على الحرية و الشورى و العدل و حرية التعبير و حرية النقد و الانتقاد ( الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر تحدد كفريضة لكل مسلم و مسلمة ) ، و تجعل الحاكم يتم اختياره بالشورى و استمراره بالشورى و خلعه الشورى .

بل ان بعض العلماء الثقاة استخدموا تعبير (أجمع العلماء) على أن الحاكم وكيل للأمة هى التى تعينه و تخلعه و هذا دليل على اسقاط الآراء المرجوحة الأخرى. و هذا يعنى أن هذه الآراء المرجوحة اذا أخذ بها لأصبحنا أمام دين جديد تماما غير الدين الذى أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم . فيكون المسلمون مجرد مجموعة من الأذلاء و النعاج يسوقهم الحاكم كما يريد و لا يملكون له شيئا.

منقول
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 MasrMotors غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي MasrMotors ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر


الساعة الآن 12:01 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2024
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017