فقه الصوم ( اداب الصوم وسننه )

[MIDO-SPICY]

اولا : السحور


وهو سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء الامر به , والتاكيد عليه فيما اخرجه الشيخان في صحيحيهما , عن انس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : تسحروا فان في السحور بركة .
وجعله النبي صلى الله عليه وسلم الشعار الفاصل بين صيامنا وصيام اهل الكتاب , فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فصل ما بين صيامنا وصيام اهل الكتاب اكلة السحور " اخرجه مسلم في صحيحه .
وورد في فضله احاديث كثيرة , مما يحث المؤمن على لزوم هذه السنة في صيامه وعدم التفريط بها ,
فعن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان الله وملائكته يصلون على المتسحرين " رواه الطبراني في الاوسط وابن حبان في صحيحه , وصححه الالباني .
وعن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر فقال : انها بركة اعطاكم الله اياها فلا تدعوها " رواه النسائي في سننه , وهو في صحيح الترغيب والترهيب للالباني .
ويتحقق السحور ولو بجرعة ماء , وافضله ما كان تمرا لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تسحروا ولو بجرعة ماء " اخرجه بن حبان في صحيحه وصححه الالباني في صحيح الترغيب والترهيب.

*********** وقت السحور **********
يبدا وقته قبيل الفجر , وينتهي بتحقق طلوع الفجر .
لقوله تعالى : ( وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) البقرة 187 .

وقد تقدم تفسير الاية ببياض النهار وسواد الليل , كما في حديث عدي بن حاتم : لما نزلت الاية ( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ ) [ عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي فغدوت على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فذكرت له ذلك فقال ‏ ‏إنما ذلك سواد الل يل وبياض النهار ] اخرجه البخاري ومسلم .
ومعلوم ان (حتى) تفيد انتهاء الغاية , فمعنى الاية : ان الله جعل لاباحة الاكل والشرب غاية تنتهي عندها وهي : طلوع الفجر , وذلك بتبين باضه من سواده .
واعلم اخي وفقك الله ان الفجر فجران
" فجر كاذب " : لا يحرم الطعام والشراب والجماع وغيرها مما لا يحل للصائم , ولا يحل صلاة الفجر , وهو كما جاء وصفه بصحاح الاحاديث " بياض مستطيل , ساطع مصعد كذنب السرحان " الذئب" .

" وفجر صادق " وهو الذي تتعلق به احكام الصوم والصلاة , اي انه يحرم الاكل والشرب وسائر المفطرات , ويحل الصلاة , وجاء وصفه في الاحاديث "" بالاحمر المستطير , المعترض على رؤوس الجبال والشعاب .
فعن عبد الله النعمان السحيمي قال : اتاني قيس بن طلق في رمضان في اخر الليل , بعدما رفعت يدي من السحور لخوف الصبح , فطلب مني بعد الادام , فقلت له : يا عماه ! لو كان بقي عليك من الليل شيء لادخلتك الى طعام عندي وشراب , قال : عندك ؟ فدخلت فقربت اليه ثريدا ولحما ونبيذا , اي عصيرا , فاكل وشرب واكرهني , فاكلت وشربت , واني لوجل من الصبح , ثم قال : حدثني طلق بن عدي , ان نبي الله قال : كلوا واشربوا ولا يهيدنكم الساطع المصعد , فكلوا واشربوا حتى يتبين الاحمر "" اخرجه ابو داود والترمذي وابن خزيمة وغيرهم , وهو في السلسلة الصحيحة للالباني برقم ( 2031 ) .
ومعنى لا يَهْدِيَنكُم = لا يَزْجُرَنكُمْ ولا يمنعنكم .
والساطع المُصَعدُ : هو الصبح المستطيل اول ما ينشق , ويكون مرتفعا طولا ,وهذا معنى كونه مصعدا . انظر [ " النهاية " لابن الاثير (2 \ 365) .

************** تنـــــــــــــــــــــــ ــــبيه **********
الاذان هو اعلام بدخول الوقت وليس علامة على الوقت نفسه او عليه , بل العلامة على الوقت هي العلا مة الشرعية التي خلقها الله واناط احكام الصلاة والصوم بها , فاذا ما تقدم الاذان عن العلامة الشرعية - او تاخر عنها - فالعبرة بالعلامة الشرعية , ولا عبرة به , لانه وقع في غير محله .
وبيان ذلك ان المسلمين منذ زمن يعتمدون على التوقيت الفلكي! في الاذان ويعرضون عن التوقيت الشرعي , واذا ما قارنت اذان الفجر الثاني القائم الان على التوقيت الموجود حاليا للمساجد والمامور به والمعمول عليه بالعلامة الشرعية الدالة على طلوع الفجر وهي كما اسلفنا : الاحمر المستطير المعترض : تجد -يقينا- ان الاذان يرفع بليل وان الفجر الصادق بعلامته الشرعية يتاخر طلوعه عن الاذان الثاني *الحالي* نحوا من ثلث ساعة او يزيد بحسب المناطق , وفي هذا من الخطورة ما يعرض صلاة المتعجلين في الفجر للبطلان اي الذين لا ينتظرون وقت كاف لاقامة الصلاة " والله اعلم .
ومنشاء الخلل في هذه المسالة هو جهل الفلكيين بالفرق بين الفجرين الصادق والكاذب فقد وضعوا التقويم لصلاة الفجر عند اول ضوء راوه , والحقيقة ان هذا الضوء هو الفجر الكاذب لا يحل الصلاة فيه ولا يحرم طعاما والله اعلم .

************** تنـــــــــــــــــبيه اخر *****************
ليس من الفقه في الدين ما يفعله طلاب العلم بالمجاهرة بالاكل بعد الاذان الثاني للفجر بدعوى على انه يقع في غير محله , ومثل هذه السائل لا تحل بهكذا تصرفات ضررا اكبر من نفهعا , وانما تحل بعد ان يعاد النظر في التقويم الفلكي من قبل ولاة الامر وفقهم الله في كل دولة , اخذين بعين الاعتبار البعد الشرعي لهذه المسالة قبل البعد الفلكي , موكلين اياها الاكفاء من المختصين في المجالين , والله ولي التوفيق .


اما السنة في تاخر السحور :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"انا معشر الانبياء أُ مرنا بتعجيل فطرنا , وتاخير سَحورنا , وان نضع ايماننا على شمائلنا في الصلاة " [اخرجه ابن حبان وغيره وصححه الالباني في السلسلة الصحيحة (4 \ 367 ) .
حكم من اكل او شرب او جامع ظانا عدم طلوع الفجر , او ظانا غرب الشمس .؟
ذهب جمهور اهل العلم من السلف , الى ان الصيام صحيح وتام في هذه الحالة , لقوله تعالى وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ) (الاحزاب -5-) ولقوله صلى الله عليه وسلم : ان الله تجاوز عن امتي الخطا والنسيان وما استكرهوا عليه " اخرجه احمد وابن ماجة والحاكم وصححه الالباني في صحيح الجامع (2611) .
وهناك الكثير من الحجج والادلة .

ثانيا : تعجيل الفطر


عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " ( اخرجه البخاري ومسلم وابن خزيمة في صحاحهم .
وعنه ايضا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزال امتي على سنتي مالم تنتظر بفطرها النجوم " .
قال : وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان صائما , امر رجلا فاوْفى على شيء فاذا قال :غابت الشمس افطر " اهــ.

وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر , لان اليهود والنصارى يؤخرون " ( اخرجه ابو داود ,والحاكم , وابن خزيمة, وغيرهم وحسنه الالباني في صحيح ابي داود.

ثالثا : الفطر على رطبات قبل الصلاة


عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء) اخرجه احمد وابو داود والحاكم وغيرهم واسناده حسن كما في ارواء الغليل .

رابعا - الدعاء عند الفطر


عن مَرْوَانُ بْنُ سالِم الْمُقَفَّعُ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقْبِضُ عَلَى لِحْيَتِهِ وَيَقْطَعُ مَا زَادَ عَلَى الْكَفِّ قَالَ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ إِذَا أَفْطَرَ « ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ) اخرجه ابو داود والحاكم , وحسنه الالباني . في ارواء الغليل .

خامسا : الجود والانفاق , وبذل الخير , ومدارسة القران

اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :

" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلـَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة" . رواه البخاري ومسلم.

سادسا - الاجتهاد في العبادة وخصوصا في العشر الاواخر


عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل , وأيقظ أهله , وجدَّ وشدَّ المئزر ) [رواه البخاري ( 2024 ) ومسلم ( 2/832 ) ] .

قولها : ( أحيا الليل ) أي سهره , فأحياه بالطاعة , وقولها : ( وأيقظ أهله ) أي للصلاة بالليل , وقوله : ( وشد مئزره ) أي اعتزل النساء ليتفرغ للعبادة صلوات الله وسلامه عليه . ينظر : الفتح لابن حجر ( 4/316
سابعا : من اداب الصيام الواجبة اجتعناب اللغو والرفث وقول الزور والكذب وغيرها من افات اللسان ومعاصيه


وقد قال عليه الصلاة والسلام: "الصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب (وفي رواية: ولا يجهل) فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم" (متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان -706،707). وفي رواية: مرتين.

يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث" (رواه الحاكم وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي -430/1). وقال أيضًا: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع " (رواه النسائي وابن ماجه والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري كما في المجموع للنووي -356/6. وانظر: المستدرك -431/1).

وإن وقت الصائم لأغلى وأنفس من أن ينفق في هذه المهلكات، التي إن لم تبطل الصيام - كما قاله جماعة من السلف - ذهبت بأجره كله أو بعضه.

ثامنا - الترغيب في اطعام الصائم


وروى مسلم من حديث أنس : من سأل الله الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه ومن حديث سهل بن حنيف : من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه وله أيضا من حديث أبي هريرة من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل إثم من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئا ومن حديث أبي مسعود الأنصاري : من دل على خير فله مثل أجر فاعله وعن زيد بن خالد مرفوعا . من فطر صائما كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص [ ص: 49 ] من أجر الصائم شيئا رواه النسائي وابن ماجه ، والترمذي وصححه ، وعن أبي كبشة الأنماري مرفوعا مثل هذه الأمة مثل أربعة : رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل في ماله بعلمه ، ورجل آتاه الله علما فقال : لو كان لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمله ، فهما في الأجر سواء ، ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما ، فهو يتخبط فيه لا يدري ما له مما عليه ; ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما فقال : لو كان لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمل فلان ، فهما في الإثم سواء إسناده جيد ، رواه ابن ماجه والبيهقي ، واختاره ابن جرير الطبري في قوله تعالى : والتين والزيتون إلى قوله فلهم أجر غير ممنون ورواه عن ابن عباس ، وكذا ذكره ابن الجوزي عنه .

ويستحب لمن افطر عند اخيه المسلم ان يدعو له بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدعاء كقوله :

عن أنس(رضي الله عنه) أن النبي صلى الله عليه و سلم جاء إلي سعد بن عبادة( رضي الله عنه) فجاء بخبز و زيت فأكل ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( أفطر عندكم الصائمون ، و أكل طعامكم الأبرار ، و صلت عليكم الملائكة )
رواه احمد في مسنده وغيره عن انس رضي الله عنه وصححه الالباني .

او قوله صلى الله عليه وسلم : اللهم اطعم من اطعمني واسق من اسقاني " رواه مسلم في صحيحه عن المقداد رضي الله عنه .
او قوله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اغفر لهم وارحمهم , وبارك لهم فيما رزقتهم " رواه مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن يسر رضي الله عنه .

[طارق ابوذيد]

احسنت يا استاذ ميدو موضوع رائع جعله الله فى ميزان حسناتك

[MIDO-SPICY]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق ابوذيد احسنت يا استاذ ميدو موضوع رائع جعله الله فى ميزان حسناتك

نورت يا شيخنا ويشرفنى مرورك

اللهم تقبل منا صيامنا وصلاتنا ودعائنا لك واخرجنا من رمضان ناقين من خطايانا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
انك انت التواب الرحيم

الله عليك يا ابو هنا منورنا والله بمواضيعك الجميلة ديه اللي حرمتنا منها الفترة اللي فاتت وربنا يجعلها في ميزان حسناتك