#1
|
||||
|
||||
حدث بعد منتصف الليل.. الشابان
الثالثة صباحا- الصيدلية
صوت عقرب الساعة الذي لايكل عن الدوران حول مركزه كموظف حكومي أصيل , لابد وأنه مر بتلك النقطة ملايين المرات , لكن يواظب على المرور المذيعة على التلفاز بإبتسامة دبلوماسية تحاور رجلا ما ,عن موضوع ما , متظاهرين إنهم يغيرون مجرى الكون في حال ترشح فلان للإنتخابات البرلمانية أم لا الجو ممل كالعادة دقات منتظمة على الباب الزجاجي المغلق للصيدلية من الخارج أنهض من رقدتي الممددة على الكرسي الوثير لأتابع بملل كائنات فضائية تحاول فتح الباب بلاجدوى لايعرفون أن الباب زلاج يسحب لليسار برغم وجود سهم كبير مرسوم عليه أفتح الباب , ليطالعني وجهان لشابين في العشرين ونيف من عمرهما الضائع أثار معارك سابقة على وجهيهمها واضحة , يتقدم أحدهما للداخل يحدثني والآخر تدور عيناه بداخل الصيدلية مرة , وخارج المكان مرة أخرى يحادثني الأول " النبي يادكتور الست جارتنا تعبانة ومش لاقيين حد يعلق لها المحلول" ألم تجد حجة أكثر إقناعا؟ أتفحص ملامح الفتى متبينا صدقه من كذبه عيناه زائغتان بمحجريهما , ذلك الفتى مسطول ولاشك ,والآخر كذلك يكرر الطلب راجيا ,يتأرجح الأمر برأسي بين القبول والرفض , عمل له جزاء عند خالقي به مخاطرة واضحة, وليكن مايريده الله أتحسس الطرف الحاد البارد للمدية الأمريكيةخاصتي , فنشعرني برودتها بدفء الأمن أغلق الصيدلية , وأذهب مع الشابين ذوي الوجوه الشاحبه والعقول الغائبه أسير بينهما , أتابع حركات أيديهم متحسبا لمعركة قد تحدث بأي لحظة وطرف المدية حبيبتي بمتناول أصابعي , يمتد المسير لطريق ثم طريق شارع مظلم ننتهي إليه , الشابان عن اليمين وعن اليسار ,والشارع صامت كصمت القبور اللعنة .. ليس هناك مريضة أنجدها ,إنه كمين قبل أن أتحرك مستجيبا للفكرة بعقلي , يضئ نور منزل بآخر الشارع وينطلق طفلان من داخله لإستقبال القادمين , فتتخلى أصابعي عن المدية ويطمئن قلبي قليلا ننتهي بداخل المنزل , ويقف الشابان كحارسي أمن على الباب ,وبالداخل حيث المريضة ترقد ببهو المكان يحيطها كثير من أهل الشارع ومن الفضولين يراني الجميع ( لم أذكر أنها كانت ليلة صيفية , وكنت على غير العادة مرتديا سروالا قصيرا للركبة فقط , وتي شيرت خفيف) فيتراجع الجميع موسعا طريقا للدكتور أحمد وإن كان مرتديا سروالا قصيرا ,فإنه الدكتور أحمد صمت تام يعلوه خشوع الجميع وإنتظار الكلمة تخرج مني , أطلب من أهل البيت الروشتات السابقة لها , أطالعها فأفسر الحالة بأنها بوادر جلطة دموية والله أعلم يمتد المحقن لوريد المرأة بحياة مكتوب لها أن تستمر إلى حين وفجأة .. أجد بيدي اليمنى كوب شاي ساخن ويضع أحدهم بيدي اليسرى زجاجة مياه غازية ساخنة أيضا , ويقسم أحدهم أن لا أغادر إلا بعد طعام العشاء تنتطلق كلمات المدح لي من الجميع , يحمر وجهي خجلا من الموقف أراقب المريضة قليلا وإشاراتها الحيوية, ليطمأن قلبي أنها لن تموت الليلة على الأقل وأغادر بصحبة الحارسين ,حاول البعض إعطائي مالا , لكن كرامتي لم تسمح لي يوما بتقاضي جزاءا للخير من غير الله يصطحبني الشابان لبدايات النور , فأقسم عليهما أن يعودا , فيغيبان بالظلام مرة أخرى وأكمل أنا طريقي للصيدلية وبالداخل أخرج المدية وأضعها على المكتب أمامي , وأتمدد راضيا عن نفسي وحمدت الله أسابيع تمضي الشابان قبض عليها لسرقة بالإكراه, والمرأة ماتت للأهمال بعلاج حالتها
__________________
د.أحمدالعلاوي
صيدلي..رسام..شاعر..كاتب.. صياد..رياضي..بتاع دوكو..أحيانا عفشجي وميكانيكي.....إلخ |
#2
|
||||
|
||||
رد: حدث بعد منتصف الليل.. الشابان
جزاك الله خيرا
__________________
Mohamed Hussein - journalist
|
#3
|
رد: حدث بعد منتصف الليل.. الشابان
إن شاء الله الأحوال تتعدل وتنتهى البلطجه ويحصل كل مواطن على العلاج والعنايه الطبيه الأدميه.
__________________
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان سيدنا محمد رسول الله إتحاد الأطباء العرب بخمسة جنيه انقذ اخوتنا السوريين بالتبرع برسالة فاضية على رقم 9596 انشرها تؤجر |
#4
|
||||
|
||||
رد: حدث بعد منتصف الليل.. الشابان
بص لو صيدليتك 24 ساعه يبقي للامان لازم شبك حديد اامن من موضوع الباب الزجاج ... و بتعمل شباك صغير فيه لصرف الدوا ... و ربنا يسترها علينا و علي المسلمين اجمعين ...
__________________
وأتت ملائكة النعيم كما روت* روحي بطون أكفها خضراء* صعدت بروحك والعبير يحفها* والنور ترسم دربه الأنواء* شرقت حشاشات النحيب وأينعت* وشوى الأنين قلوبنا فتفطرت*خلف الجفون دموعنا الخرساء* أكبادنا فبكاؤنا إيماء*
|
#5
|
|||
|
|||
رد: حدث بعد منتصف الليل.. الشابان
:pod_of_gold ::pod_of_gol d:
|
|
|