السلم والثعبان

[man2731212]

دأب الثعبان على الزحف والالتصاق بالأرض والسباحة فى الوحل والتراب، لا يتحرك إلاً ملتوياً متعرجاً لا يعرف الاستقامة أو الطريق المستقيم.

يتحين وقتاً يغفل عنه من حوله حتى يباغتهم بلدغاته الماكرة الخبيئة والتى تدل على عدم الوفاء والخيانة والخبث والمكر باعثاً سمومه وشروره لينشر الموت والدمار ليخم الحزن على كل مكان يزوره.

لا يتوانى فى أن يُبدى أنواعاً كثيرة من المحاكاة والمداهنة كما تفعل الحرباء ليوهم المتعاملين معه بصدق وهو الكذوب، وبأمن وهو الغادر، وبأمان وهو القاتل، وبأمانة وهو اللص الفاسد السارق.

يتظاهر حين تجبره الظروف بالتسامح والمشاركة فإن عازفته بالناى مالً متراقصاً ليبعث بهجة مزيفة ما تلبث إلاً وتتحول الى عويل وبكاء بعدما تتحول رقصاته الى رقصة الموت فينقض على فريسته ليكمل رقصته على الجثث.
حاول فى بداية الثورة أن يصعد على سلم المجد مستخدماً أكتاف الثوار مرتدياً ثوب التعالب وعباءة الشياطين، إلاً أنه أُسقط فى مصير سحيق ليتوارى خيبة عن الأنظار.

وقع شركاء الثورة فى أخطاء جعلته يخرج من جحره مرة أخرى مرتدياً ثوب الإنقاذ محاطاً بشياطين الحزب الواطى وقيادتاته وذيوله، ومتلاعباً بمشاعر بعض البسطاء وكثير من كارهى الثورة أو ممن يتحفظون على آداء تيار الإسلام السياسى أو الفازعين منه.

السلم هو وسيلته لأن يعتلى رقاب الثورة والثوار مخادعاً الكثير ممن أصابهم الملل والإحباط واليأس بعد عام ونصف من حرب شعواء على مستقبل الثورة ليحولوها الى ذكرى بائسة يائسة لأحداث كانت ضد مصلحة الوطن، وغالباً سوف تسرد فى تاريخهم بإنتفاضة الحرامية.
سيحاول ويحاولون ولكنى على ثقة من نصر الله للثورة التى دبرت بمعرفة الخالق العظيم الذى أسقط امبراطورية الظلم والفساد فمهما حاول واحتال على الناس فسيسقطه رب الناس.[/SIZE]بقلم محمود البدرى

[azzat 55]