دندراوى الهوارى
الإخوان وداعش ليسوا مندوبى الله فى الأرض ليقتلوا ويكفروا باسم الإسلام!
الإسلام دين حياة،
فى سورة هود: «هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا».. فقد خلقنا الله فى هذه الأرض وأمرنا بالتعمير والبناء، وجعل عمارتها وتطويرها من المقاصد والعبادات حتى فى أحلك الظروف وأشدها، ولهذا ينبه النبى، صلى الله عليه وسلم، إلى أن المسلم إذا كان على وشك أن يغرس زرعاً وقامت القيامة فعليه أن يبادر إلى غرسها إن استطاع ذلك لتكون له صدقة أيضا الإٍسلام دين الإنسانية والرحمة، ويقول الله عز وجل فى سورة الأنبياء: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ».. ويقول فى سورة سبأ: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا».. ويقول جل شأنه فى سورة الفرقان: «تَبَارَكَ الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا».. صدق الله العظيم.أى أن الإسلام يدعو للمشاركة والتواصل والتحلى بأعلى درجات الأخلاق والسلوكيات الرفيعة على اختلاف ثقافاتهم وأديانهم، وينبه إلى أن التحزب والعزلة والبعد عن الناس ليس طريق الدعاة والمصلحين، ولهذا جعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم الذى يخالط الناس ويصبر على ما يصيبه من إيذائهم وأخطائهم خير من الذى يعتزلهم ويبتعد عنهم..!!وإذا كان الإسلام، جوهره دين حياة وتعمير وبناء ورحمة، فلماذا حولته الجماعات والتنظيمات الإرهابية إلى دين إرهاب وقتل وخراب ودمار..؟! وإذا كان الإسلام أيضا دين الرحمة والسماحة والتواصل والقيم الأخلاقية، فلماذا ألصقت به التنظيمات الإرهابية، الغلظة والعنف والتكفير وكراهية كل ما ينتمى إلى دين آخر، والمخالفين لهم حتى فى الأفكار..؟
كما نسأل، هل الجهاد فقط فى بلاد الإسلام..؟! ولماذا لا نرى هندوسيًا أو بوذيًا أو مسيحيًا أو يهوديًا ينفذ عمليات إرهابية بتفجير نفسه فى حشود من الناس فى المساجد، والكنائس، والمعابد، والمنشآت العامة، ونجد فقط الملتحفين بالإسلام، ينفذون هذه العمليات..؟!أسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة وشافية، بعيدًا عن التعصب والتطرف، وإخراج الاتهامات الجاهزة والمعلبة من عينة التكفير والزندقة.اليقين أن السبب الجوهرى فى فساد فكر الجماعات الإرهابية والتكفيرية والمتطرفة، مثل داعش والقاعدة وجماعة الإخوان، وجبهة النصرة، وغيرها من المسميات، هو انقلاب الفقه من كونه مادة للاجتهاد إلى شكل من أشكال التقليد، والمعروف بسد باب الاجتهاد فى القرن الرابع الهجرى، إذ حُصرت المذاهب الفقهية بالأربعة المعروفة مع عدد قليل غيرها، وتوقف منذ ذاك التاريخ الاجتهاد حتى يومنا هذا، كما أصبح الحفظ والتلقين والسمع والطاعة أركان رئيسية من أركان الإسلام، وأن البحث والاجتهاد، وإعمال العقل زندقة وكفر ودجل يستوجب إقامة الحد عليهم.هذه الأفعال الإجرامية، البعيدة كل البعد عن الإسلام، من قتل وذبح وحرق من ينطق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، والجهاد فى بلاد الإسلام، أساءت أيما إساءة للدين السمح، ودفعت أصحاب الديانات الأخرى، سواء السماوية أو حتى الأرضية، لطرح السؤال الخشن والمؤلم: لماذا لا تقع أعمال العنف إلا بين المسلمين أينما وجدوا، وأينما حلوا..؟!