#1
|
||||
|
||||
![]() الدرس انتهى ... لموا الكراريس: ---------------------------------- منة تحب عم علي.... منة في الصف الثاني الابتدائي.... منة تحب "بابا" و "ماما" و"أبلة شيماء" وتحب "عم علي" وتحب التفاح وتحب باص المدرسة... عندما استيقظت منة يوم الجمعة الموافق 16 / 11 / 2012 كانت تعرف شيئاً واحداً، وهي أن عليها أن تنتهي من واجب "أبلة شيماء" لتحتفظ بحبها لها، وفي ذات اليوم عليها أن تنام مبكراً لأنها تعرف أن اليوم الدراسي في المعهد سيكون حافلاً بكل شيء ... سوف تجيب على كل أسئلة أبلة شيماء، وسوف تشتري بعض البسكوت من كانتين المعهد ثم تجذب شعر صديقتها وتجري في مرح مستمتعة بكل شيء... يوم السبت استيقظت منة مبكراً وارتدت ملابسها وانتظرت مجيء "عم علي" سائق الأتوبيس ووقفت ومعها والدتها في الصباح الباكر البارد قليلاً على ناصية أحد شوارع قرية المندرة منتظرة صوت تنبيه أتوبيس عم علي بفارغ الصبر... من بعيد رأت الأتوبيس المتهالك قادماً يتهادى ببطء كلعبة أطفال قديمة يقودها "عم علي" بوجهه الأسمر والذي تعتبره طفلاً كبيراً هو الآخر... هكذا تركت يد أمها الواقفة وارتسمت على وجهها ابتسامة صغيرة وهي ترى صديقتها تطل من شباك الأوتوبيس المكسور وعم علي يفتح باب الأوتوبيس ويمد يده لها، فتعود هي لتقبل والدتها قبلة سريعة ثم تركب الأوتوبيس وعم علي يحملها.... بخطوات متعثرة حاولت أن تتجه إلى الكرسي المجاور لصديقتها والأوتوبيس يتهادى بهم ببطء... جلست بجوار صديقتها وسألتها على الفور في حماس "عملتي واجب أبلة شيماء؟".. الأوتوبيس يخرج شيئاً فشيئاً من القرية الصغيرة ويستعد لعبور مزلقان البلدة الصغيرة ليخرج للطريق العام ومنة تطل من نافذة الأوتوبيس لترى من بعيد القطار القادم كديناصور قديم من ديناصورات راي هاري هاوزن... صحيح أنها لا تعرف راي هاري هاوزن ولا تهتم بمعرفة من هو في سنها الصغيرة هذه، لكن الحقيقة التي كانت تدركها منة تماماً هي أن عم علي يجيد عمله وهي لا تقلق من أي شيء برفقته ولا في أتوبيس المعهد القديم العزيز... فجأة حدث الارتطام... لا تدري كيف ولا ماذا حدث، لكنها شعرت أنها في آلة هرس علب الصفيح لإعادة تدويرها... الطريف هنا هي أنها لاحظت أن رقبة إيمان مثنية بشكل غير منطقي للخلف وكأن رقبتها مكسورة... لماذا تذكرت دميتها القماشية في ذلك الوقت؟ لماذا يصرخ الجميع بهذا الشكل؟ لم تكن تشعر بألم على الإطلاق لكنها كانت تعرف بشكل ما أن جذعها بالكامل لا يتحرك وأنها لا ترى بشكل سليم وأن هناك من يطفئ النور والعالم يظلم من حولها شيئاً فشيئاً... واجب أبلة شيماء العزيزة.... كان هذا آخر ما لفظت به منة قبل أن تغمض عينيها لآخر مرة في حياتها القصيرة.... ما لم تعرفه منة أبداً هو أن أبيها حتى الآن لم يتسلم جثتها الصغيرة من المشرحة حتى الآن... ما لم تعرفه منة أن ضحايا الحادث بلغوا 49 طفلاً وأن عم علي سائق الأوتوبيس قد توفى معهم وكأنه يصر على أن يصحبهم في آخر رحلة لهم إلى السماء وأنه حتى لحظة كتابة هذا المقال، وبعد أربعة أيام من القصف الإسرائيلي لغزة توفى فقط 30 فرد وأن مجزرة بحر البقر التي ارتكبتها إسرائيل في 8 ابريل 1970 كان عدد ضحاياها 30 طفل، ولكن في عام 1970 كان هناك صلاح جاهين ليكتب قصيدته الموجعة "الدرس انتهى لموا الكراريس" لكن اليوم صلاح جاهين مات ولن يذكرهم أحد بعد اليوم.. سوف يذهبون إلى المكان الذي ذهبت إليه ضحايا عباّرة السلام وضحايا صخرة الدويقة وضحايا قطار قليوب وضحايا البلطجة وضحايا ثورة يناير... كلهم ذهبوا إلى نفس المكان وكلهم لم يقدموا الواجب لأبلة شيماء التي كانت بالتأكيد سوف ترسم علامة (نجمة) في كراسة منة التي تحب "بابا" و "ماما" و"أبلة شيماء" وتحب "عم علي" وتحب التفاح وتحب باص المدرسة.. الدرس انتهى لموا الكراريس. |
#2
|
![]()
الله يرحمهم ويصبر أهاليهم.
وندعو الله أن يأخذ الفاسدين أخذ عزيز مقتدر. ويعين الرئيس مرسى على القضاء على الفساد والفاسدين ومن سرقوا ونهبوا الشعب.
__________________
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان سيدنا محمد رسول الله ![]() إتحاد الأطباء العرب بخمسة جنيه انقذ اخوتنا السوريين بالتبرع برسالة فاضية على رقم 9596 انشرها تؤجر |
#3
|
||||
|
||||
![]()
لك الله يا مصر |
#4
|
||
![]()
دلوقتى الكل بقى بيتكلم وعامل فيها زعيم الأمة. ومرسى طبعاً غلطان لإنه بيتعامل بسلبية مع بقايا النظام لإنه لو قطع رقبة أى أفعى منهم الباقى هيدخلوا جحورهم زى الفيران. وهو يتحمل المسئولية عن ذلك.
__________________
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان سيدنا محمد رسول الله ![]() إتحاد الأطباء العرب بخمسة جنيه انقذ اخوتنا السوريين بالتبرع برسالة فاضية على رقم 9596 انشرها تؤجر |
#5
|
||||
|
||||
![]()
![]() ![]() ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|