"انه يبغض الاخوان ولكنه يبغض هؤلاء أكثر "
رسالة من د يحيي طراف مهمة يقول فيها :
أبغض الإخوان ، وبغضي " للي مش إخوان بس بيحبهم " أشد ؛ فهؤلاء طابور الإخوان الخامس وظهيرهم في المجتمع وغطاؤهم ووطاؤهم ، يقولون قولهم ويباركون فعلهم ويبررون جرمهم ، سراً وعلناً ، لا أمان لهم ، هم يد الإخوان التي يجب قطعها ورافدهم الذي يجب تجفيفه ، وعلي الدولة ألا تهن في ذلك وأن تبدأ بهم ، كما فعل الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز حين جئ إليه بنفر شربوا الخمر ليقام عليهم الحد ، فقيل له إن فلاناً كان جالساً معهم لكن لم يشرب الخمر بل كان صائماً ، فقال ابدأوا به .
وأبغض الإخوان ، وبغضي للإخواني المنشق أشد ؛ فهو خان بلده كإخوانه ، إلا أنه فاقهم في الخيانة حين انشق علي جماعته نفسها فخانها ؛ فهم خانوا الوطن ، وهو خان الوطن معهم ثم خانهم ، فهو الأخون . فلست أثق فيه ولا آمن له ؛ وكيف أثق في أو آمن لشخص طاوعه عقله وجهازه العصبي وضميره وحواسه وهو عاقل بالغ راشد ، أن يكون إخواناً خائناً لبلده وشعبه سنوات وعقوداً ، ألزم نفسه فيهن بطاعة المرشد طاعة عمياء ، لأن فساد رأي المرشد في يقينه أنفع له من صلاح رآيه ، فكان أطوع للمرشد من جسد ميت بين يدي مُغَسِّله . فمثل هذا لا تؤمن غوائله ولا يوثق في قراره ولا عقله ، أن يعود في الضلالة والخيانة مرة أخري ، وإن انشق اليوم عن إخوانه حتي بدا لنا كأن بينهما مثل ما بين المشرق والمغرب .
وأبغض الإخوان ، وبغضي لدعاة المصالحة معهم آشد ؛ فالذين يسعون في المصالحة مع الإخوان ، كمن يسعون في تغيير خلق الله ، فالإخوان هجين لئيم ورهط سقيم من البشر جُبل علي الخيانة ودرج علي الكذب وشب علي الإرهاب واحتقار الوطن وكراهية الدولة وعلمها وسلامها وجيشها ، وهم لا يملكون تغيير طبائعهم هذه التي تجري منهم مجري الدم في العروق ولا يستطيعون ؛ فعن أية مصالحة يتحدث البعض . لو إنهم ليسوا كذلك فهم ليسوا إخواناً ولا مشكلة ، أما الإخوان فلن تقوم معهم مصالحة حتي يصالح الذئب الغنم . فالمصالحة مع الإخوان هي كما ذكرت آنفاً بمثابة تغيير لخلق الله ، وما علينا إزاءهم إلا أن نتعوذ من شرهم كما جاء في سورة الفلق " قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق "
د خالد منتصر