#1
|
||||
|
||||
![]()
شيخ الأزهر على "حصيرة بلاستيك"
منذ ثلاثة شهور تقريبًا، كنت فى زيارة للهيئة المصرية العامة للكتاب، طلب منى صديقى أن أساعده فى البحث عن كتابه التائه فى إدارة النشر، بصفتى كنت ـ يومًا ما ـ موظفًا فيها قبل أن يخرجنى الله من ظلمات الجهل، ويهدينى إلى صراط مستقيم. لن أسرد عليكم – كما قد يعتقد البعض - معاناة صديقى مع متاهات النشر بالهيئة، ففساد هيئة الكتاب يعلمه القاصى والدانى ولا داعى "للت والعجن فيه". فالموضوع أكبر من صديقى ومن كتابه ومن الهيئة وفسادها. الحكاية باختصار، أنه بعد رحلة بحث فاشلة عن الكتاب، أردت أن ألتقط أنفاسى فى مكتب أحد زملائى القدامى، كان يجلس معه رجل خمسينى لم أره فى فترة عملى السابقة، كان يتحدث مع زميلى مستعيدًا ذكرياته أثناء عمله فى مكتب الراحل الدكتور سمير سرحان رئيس هيئة الكتاب السابق. وبرغم أنه ليس من عادتى أن "أرمى ودنى" لحديث ليس موجهًا إلىَّ، إلا أننى دون إرادة بدأت ألتفت إليه، عندما جاءت سيرة شيخ الأزهر الراحل جاد الحق على جاد الحق، ربما لأنه توفى فى عام 1996 وكنت وقتها لا أزال بالفرقة الثانية فى الكلية، وكل ما أعلمه عنه أنه "راجل كويس.. وإنه لازم يكون كويس عشان هو شيخ أزهر". قال الرجل متأسيًا: "هقولك حاجة غريبة مش هتصدقها" ثم روى موقفًا جمعه بشيخ الأزهر الراحل، عندما طلب منه الدكتور سمير سرحان أن يذهب إليه بدعوة لحضور ندوة تنظمها الهيئة. قال الرجل إنه ذهب إلى عنوان الشيخ فى شارع المنيل، متوقعًا قبل وصوله أن الرقم الذى سيصل إليه فى الشارع سيكون محله فيلا كبيرة عليها حراس، ربما يأخذون منه الدعوة لتوصيلها إلى سكرتارية الشيخ، أو على أقصى تقدير، سيسمحون له أن يصل بالدعوة إلى السكرتارية. فوجئ الراوى عند وصوله إلى الرقم المقصود بمنزل قديم لا تزيد أدواره على ستة، بعد دخوله لم يجد سوى فرد أمن يجلس على استحياءٍ كمَنْ يعلم أن وجوده لا معنى له، سأله عن شقة شيخ الأزهر، أجابه بأنها فى الطابق السادس، عاد وسأله عن "الأسانسير" الذى لا يراه، فأجابه رجل الأمن بأن المنزل لا يوجد به "أسانسير". قبل وصوله للطابق الخامس تحشرجت أنفاس الراوى، وبدأ صدره يضيق، وتساءل بينه وبين نفسه: كيف لشيخ الأزهر الذى قارب على الثمانين أن يصعد ستة أدوار على رجليه يوميًّا؟. ضغط الرجل على زر الجرس متوقعًا أن يفتح له الخادم، فما لبث أن رأى شيخ الأزهر بجلالة قدره يقف أمامه قائلا له: "تفضل" حتى قبل أن يعرف سبب مجيئه، نظر الراوى إلى الأرض وهو يناول الشيخ الدعوة، محاولا أن يجمع شتات نفسه ليقول للشيخ: "دكتور سمير كلفنى أوصل الدعوة دى لجنابك". رفض شيخ الأزهر أن يأخذ الدعوة من الرجل وهو يقف على الباب، وأصر على دخوله قبل أى شىء، وأمام إصرار شيخ الأزهر، لم يملك الرجل إلا الاستجابة. يقول الراوى إنه بمجرد دخوله حدث له ما يشبه الصدمة من هول ما رآه.. صالة مطلية جدرانها بالجير، تغطى أرضيتها "حصيرة بلاستيك" ولا يوجد بها سوى كنبتين، جلس على إحداهما بجوار شيخ الأزهر الذى أسمعه "وصلة" من عبارات الترحاب، ثم ما هى إلا دقائق، وكانت زوجة شيخ الأزهر، وهى فى السبعين من عمرها، تتقدم بجلبابها الريفى، تحمل صينية، يظهر الصدأ على حوافها، وعليها كوب شاى وكوب ماء. شيخ أزهر فى شقة "إيجار قديم" مفروشة حصير بلاستيك ومطلية بالجير. دفعتنى الدهشة إلى البحث عن حياة ذلك الرجل، فعرفت أنه كان يرفض تقاضى أية مكافآت تزيد على راتبه، سواء فى ذلك أعماله فى الأزهر، أو نظير ما يسجله للإذاعة من حلقات.. على فكرة أنا أتحدث عن شيخ الأزهر الراحل جاد الحق على جاد الحق وليس شيخ الأزهر الحالى محمد سيد طنطاوى "عشان محدش يتلخبط". شيخ الأزهر الراحل كان يعيش على حصيرة بلاستيك، معنى ذلك أنه لم يكن يخشى فى الحق لومة لائم، ولكى تتأكد من ذلك بنفسك، يكفى أن تكتب فى موقع "جوجل" قبل اسمه كلمة "مواقف"، ستكتشف أنه كان نصيرًا للأقليات المسلمة فى شتى بقاع العالم، ستعرف أنه كان رافضًا لسياسة التطبيع مع إسرائيل، ورفض أن يستقبل الرئيس الإسرائيلى عيزرا وايزمان أثناء زيارته للقاهرة فى عام 1993. وأيد الإمام الراحل العمليات الاستشهادية ضد المحتل الإسرائيلى ولم يقل إن من ينفذها حكمه كالمنتحر.. لا تسع الكتابة عن مواقف شيخ الأزهر الراحل مجرد مقال، لذلك أدعوك إلى "عمل سيرش" على "جوجل" لتعرفها أنت باستفاضة. وبما أن الشىء بالشىء يذكر، سألت عن منزل شيخ الأزهر الحالى، فعلمت أنه يسكن بفيلا كبيرة فى القاهرة الجديدة بالتجمع الخامس، بجوار فيلات لكبار المسئولين والوزراء السابقين والحاليين، أبرزهم المهندس محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان السابق. لن أتحدث عن مواقف شيخ الأزهر الحالى، ليس لأن مواقفه لا يسعها مجرد مقال، ولكن خوفًا من أن يقيم ضدى قضية سب وقذف كالتى أقامها ضد الزميل محمد الباز، والأستاذ عادل حمودة، ولأنى لا أملك سوى 5 آلاف جنيه - أحتفظ بها على أمل الفوز فى قرعة إسكان الشباب التى تقدمت بها للحصول على شقة 65 مترا فى مدينة النهضة – أدعوك أن تكتب فى خانة البحث على موقع "جوجل": "مواقف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى" ثم تضغط على "سيرش" لتعرفها أنت بنفسك. المصدر اليوم السابع نبذه عن حياه الشيخ [FONT=font-family: Times New Roman, Times, serif;]الشيخ جاد الحق علي جاد الحق.. عزة العلماء وزهد العباد[/FONT] ![]() - إن من عباد الله أناساً اختارهم ليكونوا مصابيح هدى ومشاعل نور، تتوق الأرض لتراب أقدامهم، وتحن السماء إلى طلعتهم، فهم أناس سرائرهم كعلانيتهم بل أحلى.. وأفعالهم كأقوالهم بل أجلى.. ترتفع المناصب بهم.. وتبكي مر البكاء لفراقهم.. فهم يزينون الكراسي.. وهم أزهد الناس فيها.. يصدعون بالحق ولو كان مراً، لا يتملقون أحداً مهما كان على حساب دينهم وضمائرهم. - ومن هؤلاء العظماء فضيلة الشيخ جاد الحق - رحمه الله رحمة واسعة - فقد كان الشيخ قوياً في الحق، زاهداً في الدنيا.. ضارباً المثل الصادق للعلماء الربانيين. - وإليك أخي القارئ الكريم بعض الإشراقات من سيرته العطرة.. زهد الشيخ - فقد كان الشيخ يسكن في شقة متواضعة في المنيل، وكانت في الطابق الخامس، ولم يكن في العمارة مصعد (أسانسير). - فكان الشيخ برغم سنه المتقدم ومرضه، وقدمه المصابة يصعد الخمسة أدوار، وعرض عليه الكثيرون شقة مناسبة لمكانة شيخ الأزهر، وهو بدرجة نائب رئيس وزراء، أو فيلا من الفلل الكثيرة التي يحصل عليها من لا يستحق.. فرفض الشيخ ومكث في شقته هذه حتى لقي الله تعالى فيها، حتى رق لحالة الدكتور بطرس غالي - الأمين العام للأمم المتحدة السابق - عندما زاره في شقته هذه.. وقالوا : ارحموا الشيخ. - ولكن الشيخ برغم أن حكمة الله اقتضت أن تفتح له الدنيا أبوابها من سلطة وجاه ومال.. ولكنه كان عفيف النفس، زاهداً في الدنيا.. راضياً بما قسم الله له، فلم يحاول أن يستغل نفوذه لجلب مصلحة شخصية.. ولو حتى بناء بيت بسيط له ولأولاده، وظل في شقته المتواضعة حتى لحق بربه، ضارباً أروع الأمثال في الزهد الحقيقي، مجدداً سنة الزاهدين الأوائل. الشيخ وجائزة الملك فيصل الشيخ لا يأخذ غير راتبه أدب الشيخ وحكمته مواقف لا تنسى للشيخ - منها: أنه تمسك بموقف مؤتمر علماء المسلمين الذي عقد بالأزهر، وأفتي بأن فوائد البنوك من الربا المحرم، وطالب بالعودة إلى مبادئ الاقتصاد الإسلامي. - كما رفض قرار الكونجرس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وطالب أمريكا بمواقف عادلة تجاه العرب وإسرائيل، وأكد أن القدس إسلامية موقف الشيخ من مؤتمر السكان - ذلك المؤتمر الذي أراد أن يصدر عن القاهرة بلد الأزهر قرارات تناهض الأديان، وتعتدي على أفاق البشر وكرامة الإنسانية، مثل إباحة العلاقات الجنسية الشاذة بين الرجل والرجل، وبين المرأة والمرأة، وإباحة حمل العذارى الصغيرات والحفاظ على حملهن، وإباحة إجهاض الزوجات الشرعيات الحرائر، وغير ذلك. فقد تصدى الإمام الجليل لهذه البنود في بيان شامل صدر عن مجمع البحوث الإسلامية، بعد دراسة متعمقة لوثيقة المؤتمر باللغتين العربية والإنجليزية، فكان للبيان وما تبعه من البيانات فعل الزلزال الذي أجهض المؤامرة،بل إنه لما جاءه وزير السكان وقتها ليعرض عليه مسودة المؤتمر،صعق الشيخ لما قرأ المسودة، وقال له:أين يحدث هذا؟ في مصر بلد الأزهر؟،واتصل على الفور برئيس الجمهورية،وقال له هل توافق على الكفر؟،فقال الرئيس له:لا ولن أوافق إلا على ما يوافق عليه شيخ الأزهر. فتوى تعويض المستأجر الشيخ ومسابقة ملكة جمال النيل - وما كاد هذا التخريف والنزق ينشر في الأهرام حتى صرخ فضيلته في مقال تحت عنوان: "أوقفوا هذا العبث فورا باسم وفاء النيل "،ولقد رأى الشيخ -رحمه الله،ومعه كل الحق -أن في هذا الطيش عودة إلى سوق النخاسة والرقيق وأن دعوة مصر،وهي بلد الإسلام، والعروبة،والأزهر لهذا البغض والفساد والمنكر ردة إلى جاهلية عمياء،لا تفرق بين حلال وحرام. - فأي وثيقة هذه التي يلقيها المسئول الكبير في النيل مع العروس التي اشترط أن تجيد السباحة،وأن تلتقطها فرق الإنقاذ، أي إهانة للأنثى والمرأة بوجه العموم. - ولماذا لم يكن رجلا الذي يلقى بدلا من العذراء عروس النيل،إنها خزعبلات وتخاريف جاهلية،وخلل عقلي،وقد كان هذا الرأي الحاسم من فضيلته كافيا للقضاء على هذه المهزلة في مهدها. - وقد أثبت المؤرخون أن أسطورة عروس النيل هذه لم تحدث أصلا،وإنما هي أكذوبة اخترعها أصحاب عقل سقيم. كلمة أخيرة - وها نحن أولاء سطرنا في مقالنا بعض هذه الروائع الغالية ليعلم من لم يكن يعلم أن من علماء الأزهر من حملوا مشعل الحق في الدعوة إلى الله، فأثبتوا لذوي الإنصاف أن الروح القرآنية التي ألهمت سعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، والأوزاعي، وابن حنبل، والعز بن عبد السلام - في القديم - هي نفسها الروح القوية التي سرت في نفوس علماء الأزهر في العصر الحديث،وشيخنا جاد الحق نموذجا صادقا لهؤلاء الأفذاذ -رحمهم الله تعالى - فقد واجهوا الباطل بلسان صدق مبين، وقد سجلنا بعض هذه المفاخر لا لنقول: أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع، بل لنقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق. - فرحمة الله على شيخنا الجليل والذي كان لسان حاله يقول: فكيف تفرح بالدنيا ولذتها يا من يعد عليه اللفظ والنفس لا يرحم الموت ذا جهل لعزته ولا الذي كان منه العلم يقتبس إن الحبيب من الأحباب مختلس لا يمنع الموت بواب ولا حرس - ونحن نسأل الله سبحانه أن يجزل له العطاء جزاء ما قدم للإسلام والمسلمين ![]() وطبعا لا انسى ان اشكر الاستاذ ابو نورا صاخب الموضوع |
#2
|
![]()
رحم الله الشيخ جاد الحق على جاد الحق أفضل شيخ أزهر فى تاريخ مصر الحديث.
__________________
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان سيدنا محمد رسول الله ![]() إتحاد الأطباء العرب بخمسة جنيه انقذ اخوتنا السوريين بالتبرع برسالة فاضية على رقم 9596 انشرها تؤجر |
#3
|
||||
|
||||
![]()
رحمه الله عليه ..
واسكنه فسيح جناته ..
__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم |
![]() |
|
|