[AbOnOrA]

حصر أعداد المزارع بالجيزة وإغلاق مذبح الخنازير بالإسكندرية.. مجلس الشعب يطالب الحكومة بإعدام الخنازير وسط تأييد النواب الأقباط

كتب أحمد حسن بكر وصلاح الدين أحمد (المصريون) : بتاريخ 29 - 4 - 2009

طالب مجلس الشعب، الحكومة أمس بسرعة إعدام الخنازير في أماكن تواجدها، وذلك تجنبا لإصابتها بأنفلونزا الخنازير، في أعقاب تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تحولها إلى وباء عالمي، ما أدى إلى حالة استنفار في دول العالم وبينها مصر. يأتي ذلك فيما أكد الدكتور حسين الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أنه لم تظهر أية إصابات بأنفلونزا الخنازير بين البشر في دول إقليم شرق المتوسط ومن بينها مصر حتى الآن. وأرسل الدكتور أحمد فتحي سرور خطاباً عاجلاً إلى رئيس الوزراء بهذه التوصية، مؤكدًا أن مجلس الشعب من حقه أن يدافع عن حياة الشعب باعتباره ممثلاً عنه، وأن الحكومة تتحمل المسئولية كاملة إذا لم تنفذ توصية المجلس. وقال سرور إن من حق النواب أن يعبروا عن آرائهم ولن تكمم أفواه المجلس، فيما أكد الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية أن الحكومة ستأخذ توصية المجلس على محمل الجد وأنها ستدرسها وتنفذها. وطلب شهاب مهلة لمدة يوم واحد حتى ينعقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء اليوم الأربعاء، للتوصل إلى قرار حاسم يتم عرضه على مجلس الشعب فورًا، وقال إن الحكومة تشاطر مجلس الشعب الإحساس بخطورة الموقف، وهناك لجان وزارية تتابع الموقف أولاً بأول وتقدر أن الأمر في منتهى الخطورة. وحذرت النائبة جورجيت قليني من إعدام الخنازير قبل توفير وظائف للعاملين في مزارع الخنازير، وقالت: "لو أعدمت الخنازير عمال الخنازير سيأتون إلى المجلس ليأكلوا النواب"، فرد عليها رجب حميدة: "لو جم علشان ياكلونا إحنا هناكلهم". وشاطرتها الرأي النائبة القبطية ابتسام حبيب بإعدام الخنازير مع تعويض العاملين في تربيتها، وأضافت: "عمري ما أكلت لحم الخنازير ولا يوجد في الإنجيل ما يشير إليه". وكان عدد من النواب ارتدوا كمامات أثناء جلسة مجلس الشعب أمس، في إشارة رمزية إلى خطورة المرض. وأطلقت لجنة الصحة بالمجلس تحذيرات شديدة اللهجة إلى الحكومة، بسبب تهاونها في إصدار قرار بإعدام حظائر الخنازير بالمحافظات المصرية، متهمة الحكومة بالفشل في القضاء على أنفلونزا الطيور منذ عام 2006 وحتى الآن، وأشارت إلى أن تقاعس الوزارات المعنية والأجهزة المختصة في مكافحة مرض أنفلونزا الطيور وراء زيادة بؤر العدوى. وحذر النواب من أن مناطق الخصوص وأرض اللواء وعزبة النخل من الأماكن المهددة بظهور المرض فيها، بسبب انتشار حظائر أنفلونزا الخنازير، وتساءلوا عن سر تقاعس الدولة في إصدار قرار إبادة الخنازير والبالغ عددها 350 ألف خنزير، في الوقت الذي أصدرت فيه قرارا عام 2006 بالإبادة الشاملة لمزارع الدواجن، مما أضاع استثمارات قيمتها 17 مليار جنيه. وأكد الدكتور حمدي السيد رئيس لجنة الصحة أن اللجنة ستعد تقريرًا حول مرض أنفلونزا الخنازير، وسيتم عرضه على المجلس في الجلسات المقبلة، وأشار إلى أن معامل وزارة الزراعة قادرة على إجراء الفحوصات اللازمة دون اللجوء إلى معامل "نمرو" الأمريكية، لافتًا إلى أن ما يذيعه البعض في وسائل الإعلام عن عدم قدرتنا على القيام بهذه التحاليل غير صحيح. واعترض النائب المستقل مصطفى بكري على فكرة نقل حظائر الخنازير إلى مدينة 15 مايو، مؤكدا أن هذا سيؤدى إلى إبادة أهالي حلوان، وتساءل عن دراسة تقييم الأثر البيئي التي أعادتها وزارة البيئة حول عملية النقل، وما إذا كانت قد قامت بمراجعته بعد انتشار مرض أنفلونزا الخنازير بالمكسيك. ووافقه الرأي كل من الدكتور حمدي السيد، والدكتور صلاح العيسوى الذي كشف عما أسماها "مافيا" تتحكم في تربية الخنازير في مصر, محذرًا من اتجاه الحكومة إلى إعداد دراسات حول هذا المرض الخطير بدلاً من إعدام الخنازير. وحذر النائب الدكتور حمدي حسن من احتمالية انتقال مرض أنفلونزا الخنازير من المكسيك إلى مصر، عن طريق قمامة مطار القاهرة، والتي تم نقلها إلى حظائر الخنازير للاستفادة بها، وطالب بإعدام قمامة المطار في منطقة قريبة منه بدلاً من نقلها إلى مكان آخر. وأكد الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة في بيان إن أخطر ما يواجه هذه الأزمة هو عدم وجود تطعيم لهذا الوباء على الإطلاق، مؤكدا أن العلاج الوحيد هو الكشف المبكر وعقار "التاميفلو" واتخاذ إجراءات احترازية للحيلولة دون انتقاله للبشر. ولم تظهر أي حالات إصابة بأنفلونزا الخنازير في مصر حتى الآن، كما يؤكد الدكتور حسين الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، وقال في مؤتمر صحفي أمس عقد بمقر المكتب الإقليمي للمنظمة بالقاهرة وشهده الدكتور حسن البشرى مدير مكافحة الأمراض السارية بالمنظمة- إنه لا توجد لقاحات لفيروس أنفلونزا الخنازير التي تسبب المرض بين البشر. وأشار إلى أن إنتاج اللقاحات قد يستغرق ما بين أربعة إلى ستة أشهر وأن هناك تسع دول في إقليم شرق المتوسط بما فيها مصر لديها الإمكانيات والتكنولوجيا التي تستطيع تصنيع هذا المصل عند الوصول إليه، حيث يتم حاليا أخذ عينات من الحالات التي تأكد إصابتها في بعض الدول لإنتاج لقاح ضد هذا الفيروس الجديد. وأضاف أن الدكتورة مارجريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية قررت رفع درجة الاستعداد لمواجهة أنفلونزا الخنازير إلى المرحلة الرابعة التي تتضمن كيفية التعامل مع المرضى عبر تناولهم العلاج الفعال، وخاصة في المراحل الأولى من الإصابة وهو عقار التاميفلو، وتنفيذ الإجراءات والخطط الوقائية في حركات السفر والانتقال في البلدان التي ظهرت بها إصابات والرصد الوبائي لاكتشاف الحالات المصابة مبكرا ومراقبة منافذ الدخول والخروج في جميع الدول. وأوضح أنه لم ينصح حتى الآن باتخاذ أي قيود على حركة الانتقال والسفر، لأن الوضع لم يصل إلى حالة الوباء العالمي لأنفلونزا الخنازير. ونصحت وزارة الخارجية المصرية أمس المواطنين المصريين المسافرين إلى المكسيك خاصة وبعض الدول التي ظهر بها حالات إصابة بمرض أنفلونزا الخنازير باتخاذ تدابير صحية وقائية خاصة ضد المرض. وقال السفير دكتور مصطفى جندي نائب مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية أمس, "نناشد المواطنين المصريين بتوخي الحذر واتخاذ كافة الاحتياطات الصحية والغذائية الوقائية اللازمة, وعدم التعرض لأماكن الإصابة بالمرض والحيطة من العدوى به بارتداء الأقنعة أثناء تجوالهم بتلك المناطق خلال إقامتهم بها". إلى ذلك، أعلن محافظ الجيزة سيد عبد العزيز أمس أن الحصر التقديري لحظائر تربية الخنازير بالمحافظة يبلغ 272 حظيرة بمنطقة أرض اللواء، وبها ما يقرب من 28 ألف خنزير، وحظيرتين بمنطقة كفر الجبل بالهرم بهما 20 خنزيرا ويتم حاليا تحديد ملاكها ومساحة كل حظيرة تمهيدا لنقلها للموقع الجديد بوادي الدباب شرق مدينة 15 مايو. وفي الإسكندرية، أصدر المحافظ اللواء عادل لبيب أمس قرارا بإغلاق عنبر ذبح الخنازير الموجود بالمجزر الآلي بمنطقة زاوية عبد القادر في العامرية والمخصص لذبح الخنازير الواردة من محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية لحساب تجار ومحلات بيع لحوم الخنازير بالقاهرة والإسكندرية. وأكد أن الأجهزة الصحية في الإسكندرية ستتخذ تدابير صحية وقائية فئ موانئ ومطارات الإسكندرية لتامين دخول المصريين والأجانب القادمين من دول ظهر بها مرض أنفلونزا الخنازير. ونفى مدير مديرية الطب البيطري بالإسكندرية الدكتور محمود علوي فرج في تصريح لـ "لمصريون" وجود مزارع للخنازير في أي من مناطق الإسكندرية، وقال إن إغلاق عنبر ذبح الخنازير يأتي في إطار الإجراءات الوقائية التي اتخذتها محافظة الإسكندرية ضد مرض أنفلونزا الخنازير، لتفادي التعرض لخطر الإصابة بالمرض, ولضمان السلامة العامة للمواطنين, وحفاظا على صحتهم وحياتهم. من جهة أخرى، أعلن اللواء عادل لبيب إنشاء غرفة طوارئ تعمل على مدار الساعة لمتابعة تطورات مرض أنفلونزا الطيور خاصة بعد تحذير وزير الصحة مؤخرا من إمكانية تحور الفيروس المسبب للمرض والمعروف اختصار H5N1 ليصبح قادرا على الانتقال من البشر للبشر، مشيرا إلى تحصين نحو مليون طائر في جميع مناطق الإسكندرية منذ بدء الحملة القومية الرابعة والتي بدأت في 2 نوفمبر 2008 وحتى الآن. وقال لبيب إنه تم تحرير نحو 2039 مخالفة ضد محال بيع الطيور الحية منذ بداية العام وحتى الأسبوع الماضي في جميع أحياء ومناطق الإسكندرية، كما تم ضبط 67 قضية نقل طيور ودواجن في سيارات نقل بدون ترخيص من مديرية الطب البيطري. وأوضح "أن النظام المعمول به في مزارع الإسكندرية عند انتهاء دورة التسمين يستلزم الحصول على تصريح من مديرية الطب البيطري لنقل الدواجن إلى المجازر لذبحها، ولا يمنح هذا التصريح إلا بعد الكشف عليها وأخذ عينات منها والتأكد من سلبيتها لمرض أنفلونزا الطيور وأي أمراض أخرى. وقال محافظ الإسكندرية إنه تم إعدام 13 ألف و288 طائر مختلف مشتبه بإصابته بأنفلونزا الطيور، كما تم إزالة 125 "عشة" منزلية لتربية الطيور بكافة أحياء الإسكندرية المختلفة، وأشار إلى إغلاق أكثر من 500 محل لبيع الطيور الحية بمختلف أنحاء الإسكندرية، مؤكدا استمرار الحملات المشتركة لمديريتي الطب البيطري والتموين على تلك المحلات غير المرخصة. وأوضح لبيب أن عدد مزارع الدواجن بالإسكندرية تبلغ نحو 472 مزرعة تصل طاقتها الإنتاجية الفعلية في السنة نحو 11 مليون و629 ألف دجاجة، وأشار إلى وجود 6 مجازر آلية في الإسكندرية تبلغ طاقتها السنوية 20 مليون دجاجة، ورغم ذلك فإن 18% فقط من الإنتاج الفعلي من الدواجن في الإسكندرية هو الذي يجد طريقة إلى تلك المجازر، في حين تباع الكمية الباقية بدون ذبح بالأسواق. وأكد أن إعدام الطيور المصابة والمشتبه في إصابتها تتم بالمدفن الصحي غرب الإسكندرية وفق الاشتراطات الصحية والبيئية وبطريقة آمنة تمنع حدوث انتقال أي عدوى، وأشار أيضا إلى توافر كميات كافية من عقار "التامفيلو" المعالج للمرض في جميع المستشفيات بالإسكندرية خاصة مستشفى حميات الإسكندرية والمخصص لنقل المصابين إليها.