بسم الله الرحمن الرحيم
تجار السيارات : الفوضي والمظاهرات وراء استمرار ضعف المبيعات
سادت بعد الثورة المصرية حالة تفاؤل بتحقيق طفرة كبيرة في كل الجوانب الاقتصادية والاستثمارية الا أن الأمر وبعد أحداث 25 يناير لم يقدم الجديد ولم يحقق توقعات الطامحين في استرداد الاقتصاد عامة ومبيعات السيارات خاصة عافيتهما . . كانت لنا جولة بين تجار وموزعي السيارات في القاهرة والدلتا لنتعرف منهم علي أحوال تجارة السيارات وكيف أصبح وضعها بعد مرور 9 أشهر علي الثورة المصرية.
المبيعات مازالت متأثرة بتوابع الثورة
في البداية قال هشام حامد يسرى مدير مبيعات السيارات بشركة البرجسي موزع معتمد تويوتا أن وضع مبيعات السيارات غير مستقر بسبب الاحداث السياسية والأمنية التى تمر بها مصر بجانب تراجع البنوك عن تقديم خدمات تمويل السيارات كما كان فى السابق مؤكدا أن الاستقرار السياسي هو السبيل الذي سيعيد السوق لنشاطه الا أنه توقع انكماش المبيعات في الفترة القادمة بسبب بداية العام الدراسى وانتخابات مجلسي الشعب والشورى وأشار الي استخدامهم التخفيضات وعروض الصيانة والهدايا الفورية لجذب العملاء .
وذكر احمد جابر صاحب شركة الدولية للسيارات وموزع كيا أن المبيعات ما زالت متأثرة بتوابع ثورة 25 يناير وان الغياب الأمني في الشارع أثر على المستهلك الذي بات في حالة قلق من الشراء خاصة في قطاع السيارات التي تعد من السلع مرتفعة السعر، وأكد أن الأوضاع بدأت تهدأ قليلا لكن أحداث السفارة الاسرائيلية عادت لتؤثر علي المبيعات التي قلت الي 40% من المبيعات السابقة موضحا انخفاض مبيعات اغسطس وسبتمبر 2011 مقارنة بنفس الشهرين في 2010 بنسبة كبيرة ونبه الي أنهم قاموا باتخاذ آليات لتحريك المبيعات كتخفيض أسعار السيارات وعمل تسهيلات فى السداد على عام أو اثنين دون فوائد بجانب عروض الصيانة. وأوضح أن أسعار موديلات 2012 تأثرت بالأحداث في مصر وارتفعت أسعارها بسبب فرق العملة. وعلي النقيض قال مدير معرض رمسيس للتجارة والتوزيع عادل بولس إن الأوضاع فى تحسن مستمر منذ يوليو واغسطس وانها مازالت مستمرة في التحسن ولم تتاثر باحداث السفارة خاصة فرع الاسكندرية أما فروع القاهرة فقد تأثرت بعض الشيء
أحداث السفارة جمدت السوق
وأضاف عمرو شاهين مدير شركة شاهين للسيارات أن احداث السفارة الاسرائيلية جمدت حركة المبيعات أسبوعين مشيرا الي أن الحالة كانت قد استقرت بعض الشيء قبل وقوع هذه الأحداث وأكد أن جميع الشركات والتوكيلات تقدم تخفيضات وعروضا سعرية على السيارات لتنشيط حركة البيع والشراء خاصة موديلات 2011 لقرب وصول موديلات 2012. وأوضح شريف ابو شادى صاحب معرض سلكت موتورز ان اسباب الركود تتمثل فى الشائعات التي تنتشر فى السوق حول ارتفاع الاسعار او سرقة السيارات اضافة الي احجام البنوك عن تمويل السيارات ورفع سعر الفائدة.
وأيده في ذلك محمد نبيه نائب رئيس مجلس ادارة العربى اوتو موتور مشيرا الي أن المشكلة تتمثل في ثقافة الشائعات التي تحرك كل شيء في السوق مؤكدا أن الأسعار انخفضت لديهم بعد ثورة 25 يناير وتوقعوا أن يقبل الناس علي الشراء الا أن الركود ازداد فى حين أكد محمد صقر مدير حسابات شركة الشعراوى استمرار حالة الركود فى سوق السيارات مع تواصل عدم الاستقرار في البلد وهو ما أدي لزديادة معدلات سرقة السيارات وبالتالي أصبحت نسبة كبيرة من الجمهور تخشي شراء السيارات الجديدة حتي لا تتعرض للسرقة وقال إن أي آليات لتنشيط المبيعات لن تثمر مادامت الحالة الامنية غير مستقرة وأشار الي قيامهم بعمل تخفيضات ما بين 4 و 5 الاف جنيه علي السيارات موديلات 2011 نتيجة لاستقبال موديلات 2012 .
ارتفاع أسعار العملة
ويتفق الشيخ على صاحب معرض الشيخ والحداد ببنها مع محمد صقر فى ان اسباب الركود تتصل بارتفاع أسعار العملة بجانب حالة الذعر التى تنتاب الشارع المصرى والتي زادت مع سرقة السيارات والتي أدت بالناس الي التفكير في بيع سياراتهم والتخلص منها خوفا من سرقتها أو لتسديد ديونهم وتحسين أوضاعهم المادية وهذه الظروف جميعها تمنع الناس من التفكير في شراء السيارات .
أما أيمن عبد الرازق خيرة صاحب معرض خيرة موتورز بالمحلة فيقول ان هناك تحسنا طفيفا في المبيعات الا أن الأمر لا يقارن بما قبل 25 يناير حيث انخفضت المبيعات الي الربع تقريبا مؤكدا أن استمرار الاضرابات والمليونيات والمظاهرات يزيد من حالة الركود في السوق وأكد أن فرق العملة ليس هو المؤثر الوحيد علي المبيعات ، حيث إن العملة دائما ما كانت مذبذبة بين الانخفاض والارتفاع ولم يكن السوق يتأثر بها بنسبة كبيرة وعن الوسال المستخدمة لتحريك المبيعات أكد أن الحركة ضعيفة جدا لإيجاد آليات لتحريكها مؤكدا أن أي خصومات تكون من ربح التجار وان خفض الأسعار ليس هو الوسيلة الوحيدة لتحريك السوق لانه لن يتحرك الا عندما تعود الحياة لطبيعتها .
مبارك القناوى