[د0تامر محمد]

كوارث المخالف
-------------------
فى رحلتى الأخيرة إلى الإسكندرية قررت الذهاب إلى شراء بعض المتطلبات من هايبر شهير فأخذت الطريق السريع من الكيلو 21 بالساحل الشمالى ومنه أخذت طريق وادى القمر ولم أسر فيه قليلا حتى فوجئت بأن السيارات تتراكم مع تهدئة سرعتها وكان غريبا فى طريق مفتوح كهذا أن تتوقف حركة الطريق السريع وفوجئت بعد لحظات بسيارات تعود فى الإتجاه المعاكس بمنتهى البساطة والأغرب بعدها أن سيارات عبرت الحاجز الأوسط وأخذت المخالف فى الإتجاه الآخر!!
أستوقفت أحد السيارات العائدة وسألت قائدها عما حدث فأجاب حادثة وسألت عن السبب إن كان يعرف فقال أن سيارة كانت تسير فى المخالف أصطدمت بأخرى!!
سبحان الله 00!! حادث بسبب المخالف والسيارات لم تتعظ وتمضى فى المخالف
أجاءت الثورة لترقينا أم تعود بنا إلى هذه الفوضى !!
إن الشارع المصرى فى غياب المرور أصبح لا يطاق ولم يعد الأمر يقتصر على سيارات الميكروباص والأجرة والتوكتوك ولكن على سيارات الملاكى !!
المهم مرت الدقائق رتيبة جدا وبلغت الساعة ثم أكثر حتى بلغت موقع الحادث كانت سيارة نصف نقل فى إتجاهها الصحيح حدث بها تلفيات ملحوظة ولكن السيارة المخالفة التى إصطدمت بها تدمرت تماما وأحترقت على الفور بما فيها فى دقائق لم تفلح معها محاولات الإطفاء وكأنها قنبلة موقوته وتواترت الروايات عن أربعة أو خمسة لم ينج منهم أحد بالطبع ومن خلفية السيارة تبينت ماركتها وكانت إسبيرانزا 516 عبرت مكتئبا للحظات وقد تأثرت بشدة على ضحايا الحادث الذين ذهبوا للإستجمام وبحلم قضاء عطلة سعيدة ولكنها إرادة الله!
ذهبت لغايتى وقضيت وقتا جيدا وفى الطريق العودة ولسوء الحظ تكرر الموقف مرة أخرى وبنفس الصورة والساعة تجاوزت منتصف الليل
زفرت بضيق وأبطلت المحرك!
سألت وكان السبب إنقلاب سيارة نقل بمقطورة فأصبحت بعرض الطريق وأصابه الشلل التام !
فشلت محاولات الونش العملاق على تحريك السيارة لجانب الطريق والدقائق الكئيبة تمر رتيبة
وبعد ساعة بالتحديد بلغت السيارة المقلوبة وبأمر الشرطة حولتنا إلى المخالف إجباريا
سرت خلف سيارة نقل وأنا فى غاية الضيق ولم أتعود على هذا الفعل وهذا الوقت المظلم ولكنى كنت أحتمى خلف السيارة الكبيرة بمسافة حذر شديد وظللت أترقب فتحة العبور إلى الجانب الآخر والدقائق تمر ولا تأتى ولم يطمئنى إلا صف طويل من السيارات يسير خلفى ومع ذلك كان هناك من تهور وتخطى وهو مخالف معرضا نفسه والقادمين لخطر فادح ولكن ستر الله ظللنا وجاءت الفتحة ودخلت وأنا أتنهد وسرت فى طريقى عازما على عدم السير فى هذا الطريق مستقبلا !