ظهر عامل جديد في المقارنة بين السيارات أثناء الشراء ، فبعد أن كانت عملية المقارنة تقوم علي أساس قدرة المحرك وعدد السلندرات ونوع الفتيس وأقصي سرعة وزمن التسارع من صفر إلي 100 كم/ساعة وسعر خزان الوقود والوسائد الهوائية وأنظمة الأمان والاستقرار والإطارات ومتوسط استهلاك البنزين والسعر إلا أن نسبة ارتفاع الوفيات في حوادث انقلاب السيارات التي كثرت في الآونة الأخيرة أجبرت المشتري علي الإطلاع علي تقييم الإنقلاب في برنامج (NCAP) للإدارة القومية لسلامة المرور علي الطرق السريعة (NHTSA) والتي تبين احتمالات انقلاب السيارة في الحوادث الفردية.
وتعتبر حوادث انقلاب السيارات من الحوادث الخطيرة التي ينتج عنها معدل وفاة عالي بالمقارنة بالحوادث الأخري وتنقلب السيارة نتيجة للعديد من العوامل كأبعاد وتحميل السيارة والسرعة الزائدة في المنحنيات وهي تمثل 40% من حوادث الانقلاب بجانب المناورات المفاجئة لتفادي الإصطدام أو تفادي أي عائق وتعثر عجلات السيارة بعائق جانبي وانفجار الإطار والإنزلاق الجانبي للسيارة كما يؤثر ضبط زوايا العجل والإهمال في صيانة السيارة وعدم ضبط نفخ الكاوتش بشكل كبير في انقلاب السيارة.
وتبين الإحصائيات أن 90% من الوفيات التي تحدث نتيجة انقلاب السيارة تحدث في حالة السير العادي في الطرق الطوالي مع عدم تركيز السائق أو إصابته بالهلع والارتباك عند انفجار إحدي الإطارات الأمامية وارتجاج الدركسيون وانحراف السيارة عن مسارها بشكل بسيط في البداية واستحضار القصص التي تحدث عن الحوادث المميتة وصراخ الركاب الذين معه كل هذا يجعله يقع تحت ضغوط قوية قد تدفع به إلي ارتكاب حماقة تودي بحياته هو ومن معه وذلك في رد فعل منه للخروج من المأزق وإيقاف السيارة بأسرع وقت ممكن إلا أنه لو هدأ من نفسه وأحكم قبضته علي الدركسيون ولم يلف السيارة إلي اليمين أو إلي اليسار بزاوية حادة ولم يستخدم الفرامل في السرعات العالية بل قام بتسقيط القفلات حتي يقلل من سرعته بالتدريج حتي تقف لكان مثل ربان السفينة الماهر الذي يقودها إلي بر الأمان .
وهنا يظهر التفاعل بين السائق والطريق والسيارة والعوامل المناخية التي تؤدي إلي انقلاب السيارة ويستطيع صاحب السيارة أن يقلل من احتمالات انقلاب السيارة عن طريق عمل المقارنات اللازمة لمعرفة تقييم السيارة من ناحية الإنقلاب قبل شرائها والنفخ السليم للإطارات وعدم زيادة السرعة والتركيز أثناء القيادة والانتباه لحالة الطريق والمرور كما أن وجود نظام إلكتروني للتحكم في الإتزان قد يساعد السائق علي البقاء علي الطريق في حالات الطواريء.
جميع السيارات معرضة للإنقلاب ولكن هناك اختلاف في احتمال الإنقلاب حسب نوع السيارة وأبعادها وتزداد نسبة احتمال الانقلاب كلما ارتفعت السيارة عن الأرض وقل عرضها أي ارتفاع مركز ثقلها وقلة المسافة الأمامية بين العجلات وهو ما يسمي بعامل الاتزان الاستاتيكي (SSF) (Static stability factor) الذي يساوي المسافة العرضية بين عجلات السيارة من الأمام (Track width) مقسوماً علي ضعف ارتفاع مركز الثقل عن الأرض فإذا كان ارتفاع مركز 75سم والمسافة بين العجلات 150 سم فإن معامل الاتزان الإستاتيكي يساوي واحد ويساوي معامل الاتزان الإستاتيكي 1.5 إذا كانت المسافة بين عجلات السيارة من الأمام 150 سم وارتفاع مركز الثقل 50 سم وكلما صغرت قيمة (SSF) كلما زاد احتمال انقلاب السيارة في الحوادث الفردية اما القيمة العالية فتدل علي اتزان أكثر وتتراوح قيمة معامل الاتزان الإستاتيكي (SSF) لجميع أنواع السيارات من 1 إلي 1.5 ومعظم سيارات الركوب لها قيمة في المدي ما بين 1.3 إلي 1.5 أما سيارات الأنشطة الرياضية والشاحنات الصغيرة والسيارات العائلية يكون المدي ما بين 1.0 إلي 1.3 .
والعديد من سيارات الركوب المرتفعة تم اجراء تعديل عليها لتقليل الارتفاع وتكبير المسافة بين العجلات وبذلك يزيد من مقاومة الانقلاب ويزيد من عامل الاتزان الإستاتيكي كما أن بعض شركات السيارات ركبت مجموعة (ESP) (Electronic stability programme) للحفاظ علي استقرار وعدم انقلاب السيارة بدلاً من تغيير أبعادها .
وهناك اختبار آخر يسمي اختبار المناورة الديناميكي (Dynamic maneuvering test) وفي هذا الاختبار يوضع أقصي حمل في السيارة أي يوضع بها خمسة ركاب وخزان الوقود ممتلئ ثم يقوم خبير الاختبار بالسير بالسيارة خلال مسار علي شكل سنارة صيد السمك وهي تمثل محاولة تفادي الاصطدام بسرعة عالية أي التوجه الحاد في الاتجاه الآخر خلال ثانية واحدة وتبين أجهزة القياس بالسيارة هل ارتفعت العجلات الداخلية للسيارة عن الطريق خلال المناورة أي هل ارتفعت العجلات اليسري في حالة الدوران جهة اليسار أو العجلات اليمني في حالة الدوران جهة اليمين وتعتبر السيارة قد ارتفعت عجلاتها الداخلية عن الأرض في حالة ارتفاع العجلتين مسافة اثنين بوصة علي الأقل في نفس الوقت (Tipped up) وهذا يزيد من احتمال انقلاب السيارة .
في عام 2003 وما قبلها كان تقييم الانقلاب علي أساس (SSF) معامل الاتزان الإستاتيكي فقط ومع بداية عام 2004 أصبح تقييم انقلاب السيارات يعتمد علي كل من (SSF) واختبار المناورة الديناميكي معاً في منحني لارتفاع العجلات الداخلية مع آخر لعدم ارتفاع العجلات الداخلية عن الأرض ويكون المحور الأفقي يمثل معامل الاتزان الاستاتيكي والمحور الرأسي يمثل نسبة احتمال الانقلاب وعدد النجوم فإذا كانت نسبة احتمال الانقلاب نت صفر إلي 10% أعطيت السيارة خمسة نجوم ومن 10% إلي 20% أربعة نجوم ومن 20% إلي 30% ثلاثة نجوم ومن 30% إلي 40% نجمتين ومن 40% إلي 50% نجمة واحدة .
أي كلما زاد عدد النجوم قل احتمال انقلاب السيارة وقلت بذلك النجوم في عز الظهر .
منقول