الموضوع: خليك جريء!
عرض مشاركة واحدة
  #117  
قديم 30-05-2012, 04:41 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,002
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: خليك جريء!

مَن وراء شفيق؟


وائل عبد الفتاح


أين كان شفيق قبل أن يصبح رأس حربة الفلول؟
ليس الفلول كلهم.
إنهم مجمع المصالح الخائفة على نفسها، وهم طبقة سياسية واجتماعية عاشت على رصيد معنوى ومالى من أيام مبارك، رصيد صنعته السلطة أساسا، ورُقَع فكرية مستوردة من «النيو ليبرالية» الأمريكية، لكنها ولدت فى السلطة والتسلط والسيطرة، ولا تريد دفن طموحها مع مبارك.
أقول «طبقة» هنا نوعا من التصنيف، لكنهم فى الحقيقة هم بقايا «العصابة» التى كانت مسيطرة على السلطة، ورتبت حياتها ومدت شبكاتها فى المجتمع لتستمر فى السلطة، وتتوالد من مصالحها مصالح أصغر تربط جيشا من الموظفين وأصحاب الأعمال الصغيرة والدكاكين السياسية بالحياة على فتات هذه الطبقة التى تشبه الأرستقراطية القديمة فى سلوكها الشخصى، لكنها خالية من ثقافة أو أفكار أو قيم تشغل حيزا من فراغ روحى كبير، يجعلها تقدم مرشحها اليوم بدون فكرة كبيرة تقريبا.. ولا شىء سوى استعادة السلطة.. يلخصونها فى عودة الأمن، لكنها فى الحقيقة هى العودة إلى مواقع قديمة تضمن لهم السيطرة على مفاتيح الثروة والسلطة والوجاهة الاجتماعية.
جمهور كبير من المتحمسين فى حملة شفيق، يبحثون عن عودة الوجاهة القديمة، باعتبار أن الثورة خلخلت المكانة الاجتماعية لطبقة لم يكن لها فى المجتمع إلا هيبة السلطة، مهما كانت هذه السلطة محل رفض عام أو سببا فى الإدانة الاجتماعية.
لا ينسَ أحد أن من يقترب من السلطة مهما كانت طبيعة الاقتراب يصبح فى تصور المجتمع عضوا فى «شلة الحرامية» أو «العصابة».
وهذا وحده سبب فى غضب الجمهور الكبير الذى صدمه وصول شفيق إلى الإعادة فى انتخابات الرئاسة، رغم أنه أفضل ما لدى العصابة، أو وجهها الذى يمكن أن يجمعوا حوله جمهورا لا يعى بالضرورة ماذا يعنيه اختيار شفيق.
شفيق هو واجهة لشبكة مصالح، تضم فى قطاعها الكبير كل من يريد استعادة السيطرة على مفاتيح الثروة والسلطة، ولهذا فلا مفاجأة فى أن ممولى الحملة هم ألمع أسماء حصلت على تصاريح بجمع الثروات من مبارك، كما أن هيكلها الدعائى من حراس مبارك فى الميديا، وفرق سلاح البغبغانات الشهير الذين حرقوا صورتهم فلم يستطع المجلس العسكرى استخدامهم فى مراحله الأولى وصعد بدلا منهم الصف الثانى.
لا مفاجأة أيضا أن تنظيم الحملة يعتمد على العناصر الواعدة من جمعية جيل المستقبل، جهاز جمال مبارك السياسى، وحزبه الذى كان يخطط أن يحكم به.
يكتمل التحالف بمجموعات من ضباط فى أجهزة أمن مبارك تدربوا على ألعاب السيطرة باستخدام فرق بلطجية، ونشر شائعات وتدبير حوادث، فاعلها مجهول وتحريك أسلحة قذرة ضد المعارضين والأهم إدارة شبكة واسعة من موظفى المحليات التى تصل أياديهم إلى كل مكان فى مصر باعتبارهم قبضة السيطرة الانتخابية.
شفيق منح هؤلاء جسر العودة، معتمدا على السلاح الفتاك وهو استحضار عفريت الإخوان المسلمين.
هل نترك البلد للإخوان؟
هذه كلمة السر التى جمعت الجمهور الخاص لشفيق من الباحثين عن مكانة اجتماعية على طريقة مبارك، أو من المحبطين من تغيير قوانين الصعود، أو من الذين رتبوا حياتهم أو وعيهم على البحث عن صاحب سلطة يلتصقون به ويصنع لهم مكانا فى المجتمع.
هو نوع من جمهور اختار شفيق ليحارب له حربه مع الإخوان، وليعيد أصحاب السلطة القدامى بمنطق «اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفوش» أو «اللى نعرفه» نضمن مصلحتنا معه، بينما الجديد له شبكات مصالح أخرى وبرنامج سياسى سيثقل كاهله.
لكن شفيق خفيف، ليس مشغولا بالعدالة الاجتماعية، وسيعيد ترميم أجهزة الأمن كما هى، وسيرتب الدولة كما تركها مبارك، وهذا طبعا وَهْم كبير لا يستطيع شفيق ولا من يدفعونه إلى الأمام الوفاء به.
عودة شفيق مشروطة بإلغاء الزمن، لأن الثورة، ورغم كل هذه المشقة، خلقت وضعا جديدا، لم يعد الجيش محايدا، أو مجرد جناح فى السلطة يوازن مبارك بينه وبين جناح جمال مبارك وعصابته، كما لم يعد المجتمع أرضا فارغة يمكن أن يعيد شفيق ومن خلفه احتلالها.
على شفيق أن يلعب سياسة وهذا أصعب ما فى حملته، أنها بلا سياسة، وتدرب كل باروناتها على اللعب والسيطرة.. فى ظل غياب الجميع.
شفيق يلعب لعبة لا يعرفها.
لكنها لصالح من يعرفه تماما.
__________________

رد مع اقتباس