عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-04-2011, 03:12 AM
walidelwahsh
Guest
 
المشاركات: n/a
منقول سلسلة مقالات هامة لصلاح منتصر (يوم تخلي الرئيس)

المقال الاول
يوم تخلي الرئيس
في مثل هذا اليوم من الشهر الماضي11 فبراير عندما ألقي اللواء عمر سليمان بيانه الذي كان نصه أيها المواطنون في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية, وكلف المجلس الأعلي للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد والله الموفق والمستعان عمت الفرحة كل مصر وبدا الأمر أشبه بانتصار دولة أعلن العدو استسلامه لها. لم يسأل واحد هل كتب الرئيس أو وقع قرارا بذلك, وهل في الدستور الذي ينظم قواعد انتهاء دور الرئيس إشارة إلي كلمة
تخلي الرئيس عن سلطاته أو تكليفه القوات المسلحة بالمهمة التي أعلنها؟ لم يسأل أحد ويعرف أن كل هذه الكلمات والإجراءات ليست لها علاقة بالدستور, فقد كانت الفرحة بانتهاء حكم مبارك أهم من أي تفاصيل دستورية.
والحقيقة أن حسني مبارك لم يوقع علي أي قرار مكتوب يفيد تخليه عن منصبه برغم أنها كلمة غير موجودة في الدستور, وليست هناك وثيقة واحدة وقع عليها مبارك بهذا المعني. والبيان الذي سمعه الملايين كان اللواء عمر سليمان نائب الرئيس هو الذي كتبه في مكتب المشير محمد حسين طنطاوي وقرأه في التليفون علي مبارك الذي كان قد سافر إلي شرم الشيخ, وقد وافق مبارك علي البيان باستثناء كلمة واحدة تم تعديلها وطلب من اللواء عمر سليمان تأجيل إذاعة البيان حتي تكون الطائرة التي حملت علاء وجمال قد غادرت مطار ألماظة الي شرم الشيخ. وفور المكالمة قام عمر سليمان بتسجيل البيان في مقر وزارة الدفاع وأرسل الشريط الي ماسبيرو مع تعليمات بإذاعته فور إبلاغهم بذلك. وبالفعل فإنه فور مغادرة طائرة علاء وجمال مطار ألماظة صدر أمر إذاعة البيان الذي فجر أكبر فرحة في تاريخ مصر وقد شاهدتها شخصيا في وجه وعين سيل المصريين الذين تدفقوا علي منطقة ميدان التحرير وما حولها مما عكس حجم الكبت الذي كانوا يختزنونه في صدورهم علي طول السنين.
إن الدستور ينظم غياب رئيس الجمهورية لسبب طارئ( مرض أو سفر) فينيب الرئيس نائب رئيس الجمهورية ولكن دون أن يستطيع النائب طلب تعديل الدستور أو حل مجلس الشعب أو إقالة الوزارة. أما في حالة خلو منصب الرئيس بالاستقالة أو العجز الدائم أو الوفاة يتولي الرئاسة مؤقتا رئيس مجلس الشعب أو رئيس المحكمة الدستورية إذا كان مجلس الشعب منحلا.
والواقع أن مبارك أحسن بعدم إتباعه الطريق الدستوري فلم يكن متصورا أن يتولي د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المنحل( لم يكن يتم حله) مسئولية رئاسة البلاد التي كانت ستواجه حربا طاحنة لو تولي سرور الرئاسة وكان ولابد أن ينتهي الأمر إلي الجيش ولكن بعد أحداث وأحداث. إلا أنه علي حد تعبير فقيه دستوري فإنه حتي آخر دقيقة في منصبه لم يحترم حسني مبارك الدستور الذي أقسم اليمين علي احترامه واخترع أسلوبا جديدا غير مسبوق في إنهاء رئاسته لاعلاقة له بالدستور مما يعني أنه قبل أن يرحل أسقط بتصرفه هذا الدستور مما يستوجب عدم محاولة ترقيعه والعمل فورا علي إصدار دستور جديد.
وقد حاول مبارك يوم السبت29 يناير المناورة وتعيين المشير محمد حسين طنطاوي نائبا لرئيس الجمهورية ورغم إلحاح مبارك عليه فقد أصر المشير علي الاعتذار فكان أن عين اللواء عمر سليمان في المنصب الذي ظل خاليا30 سنة, كما عين الفريق أحمد شفيق رئيسا للوزراء. وقبل المشير طنطاوي أن يبقي وزيرا في هذه الوزارة وليس نائب رئيس وزراء كما كانوا يعدون مرسوم قرار الوزارة.
وفي الوقت الذي جرت فيه هذه المناورة التي حاول بها مبارك استرضاء الشعب, شهدت البلاد في اليوم نفسه أسوأ عمليات انفلات أمني في تاريخ مصر. لقد فتحت السجون وأحرقت أقسام الشرطة وانسحب رجال الشرطة من الشارع الذي ترك للصوص والمجرمين وخريجي السجون ونهبت وسرقت ودمرت عشرات المحال والبيوت والمرافق بصورة غير مسبوقة. فكان قرار فرض حظر التجول اعتبارا من الرابعة عصرا وهو مالم يحدث في تاريخ مصر.
في حديث لجريدة الشروق(7 مارس) قال اللواء رءوف المناوي الرجل الثاني والقوي في عهد وزير الداخلية اللواء حسن الالفي الذي خلفه اللواء حبيب العادلي سنة96 قال رؤوف المناوي: خطة فتح السجون هي خطة محكمة جدا كانت موضوعة في الأساس من أجل حماية توريث الحكم لجمال مبارك لأن كل قراءات الشارع كانت توضح أن الناس ترفض جمال فوضعت خطة بين وزير الداخلية وبعض قيادات الحزب الوطني لتشكيل ميليشيات تضم عصابات وبلطجية لترويع الناس مثل ماهو موجود حاليا وبالتالي حينما سيتولي جمال الحكم ستقبل به الناس لأن الخطة وضعت علي أساس أن يتمني الناس الأمان.! والواضح أنه بسبب تطورات الاحداث تم استدعاء خطة فتح السجون التي كانت معدة للابن لحماية الأب. وبعد ذلك جاءت موقعة الجمل يوم2 فبراير لتحسم شعور كل مصري ضد النظام مما جعل البعض يقترح بعد محاكمة المسئولين عن هذه الجريمة ومعاقبتهم منحهم أوسمة خاصة لأنهم بسبب جريمتهم اجتمع ملايين المصريين علي إسقاط حسني مبارك.
لكن قمة الدراما كانت عندما جرت مواجهة الرئيس صباح يوم الأربعاء9 فبراير بحقيقة نبض الشارع ومشاعره تجاهه في لقاء مغلق بينه وبين الدكتور حسام بدراوي الذي كان الرئيس قد لجأ إليه يوم5 فبراير لينقذ الحزب الوطني. في هذا اللقاء استمع مبارك لأول مرة إلي أنه يواجه باحتمال السيناريو الذي جري للرئيس الروماني والديكتاتور نيقولا تشاوشيسكو الذي ثار عليه الشعب وقبضوا عليه هو وزوجته وحاكموهما أمام عدسات التليفزيون في جلسة واحدة انتهت بإعدامهما.
وبرغم تفهم الرئيس للموقف وموافقته علي قبول التنحي في نفس اليوم الاربعاء9 فبراير فإن دائرة الشر التي أحاطت به أقنعته برفض التنحي, وبينما كانت قرارات وخطب مبارك تركب الحنطور كما قلت في التليفزيون كانت الثورة تتحرك بسرعة الفيس بوك والتويتر.. وفي ظهر الجمعة وصل الثوار الي القصر الجمهوري فترك مبارك القصر وسافر الي شرم الشيخ. وفي مواجهة المظاهرات التي راحت تتدفق علي القصر وقف جنود الحرس الجمهوري مستعدين. ومضت لحظات عصيبة قبل أن يقف احد جنود الحرس ويرفع علم مصر, بينما أنزل الجنود الآخرون أسلحتهم وراحوا يلوحون للمتظاهرين!
منقول
رد مع اقتباس