[مروتي 31]

السلام عليكم

الساعة الثامنة صباحا يدهب الاطفال للمدارس , الساعة الثامنة و النصف يتجه الرجال الى اعمالهم , الساعة التاسعة صباحا تفتح نوافد البيوت و بعدها بخمس دقائق تخرج الجارات .

دردشة جماعية لكل النساء , ضحكات و همسات فيما بينهن حول امور الحياة , يتبادلن الاخبار عن ما حدث ليلة امس من شاهدت فلما قصت نهايته و من سمعت خبرا اعادة صياغته و كلهن في كلام و منادات .

يستمر الوضع نصف ساعة او يزيد عليها بقليل , فجأة تسمع صوت غلق النافذات الواحدة تلو الاخرى وتختفي الجارات .

سيناريو يتكرر كل صباح الا يوم الجمعة يوم عطل الازواج .

اخترعن اسلوبا مرحا للتواصل بينهن من دون هاتف او أنترنت .

كل صباح امر من تحت نوافذهن , يشرن لي و انا اومئ براسي .

هكدا هن جاراتي نساء عاديات . لكنهن رمز للعادات يذكرنني بامي و جاراتنا القديمات و كانهن اخترقن الزمن و ابقين على اجمل العادات .
هن نساء الجزائر البيضاء و مثلهن كل النساء العربيات , نساء لا زلن طاهرات , بسيطات , لا تبالين بمال أو جاه , همهن اطعام عيالهن و ارضاء أزواجهن غاية الإرضاء .

هن نساء لو دق في يوم ناقوس الخطر سيتحولن لفارسات مغوارات , لا تهبن الموت و لا تخفن العدو للدفاع عن شرفهن .

هن جاراتي مند الأزل نجد أمثالهن في كل زمان و مكان , سياسيات محنكات , استشاريات خبيرات , يعلمن كل الأمور لكنهم لا يبالين بالماديات فالطيبة رمزهن و النقاء شعارهن .


هنيئا لنا نحن العرب بنساء مثلهن .