[فادى]

أعلنت شركة فيات خلال فعاليات معرض جينيفا الدولى فى 4 مارس 2009 عن انتاج أول محرك بدون كامات Camless, و أسمته " )"MultiAirاختيار الاسم سىء فى رأيى لكن ما علينا).
هذه التقنية هى أكبر تطوير حدث للمحرك ربما منذ ابتكار محرك الكامة العلوية, و هو المشروع الذى تعمل عليه فيات منذ عام 1990, و الذى أسفر عن تطوير نظام الCommon rail فى محركات الديزل(باعته فيات لشركة بوش الألمانية فيما بعد, ليصبح النظام المعتمد فى عالم الديزل حتى الان),
و الأن جاء دور محرك البنزين, فبعد ابتكار التوقيت المتغير لفتح الصمامات VVT فى عام 1960, و تطبيقه لأول مرة فى الفاروميو سبايدر عام 1980, و هو النظام الذى اصبح شعبيا جدا فى العديد من السيارات(تفاخر بعض الشركات حتى الأن بوضع بضعة حروف تدل على استخدامها مثل هذا النظام, مثل هوندا).

فكرة العمل :
فى المحركات العادية, سواء كانت مزودة بتوقيت متغير لفتح الصمامات أو لا, فان الصمام يعمل عن طريق عمود كامات ميكانيكى , و يرتد بواسطة الياى الخاص به.
فى هذه المحركات لا تتمتع كل اسطوانة بحقها الكامل فى قياس حالتها و اعطائها ما تريده بالضبط, بل تعمل الصمامات وفقا لحالة المحرك ككل,
بالاضافة الى ذلك, فان اليايات لا ترتد دائما بشكل نموذجى الى حالتها الأولى نظرا للاحتكاك, و تفقد المحرك قدرا لا بأس به من مرونته, و يفقد المحرك قوة اضافية لمقاومة الاحتكاك فى هذه المنظومة.
مع تقنية "مالتى اير", يتصل كل صمام بحجرة هيدروليكية (تحتوى على زيت), يتم التحكم فيها عن طريق صمام كهربائى (مشابه للصمام الموجود فى نظام الحقن الاكترونى), يقوم الحاسوب بالتحكم فى عمله عبر ضبط وقت الفتح و الاغلاق, عبر قراءة متغيرات كل اسطوانة على حده.

ماذا سوف يقدم لنا نظام مالتى اير:
سوف يسعد "مالتى اير" محبى البيئة و البخلاء الراغبين فى توفير الوقود, فالمحرك المزود بهذا النظام يستهلك وقودا أقل ب10% من المحرك العادى, و 25% لنفس القوة الحصانية لو كان مزودا بشاحن هواء تربو, كما أنه سوف يقلل انبعاثات ثانى اكسيد الكربون بنسبة 10%, و ما بين 40-60% من الانبعاثات الاخرى الضارة بالبيئة.
و بعيدا عن "خبل" البيئة و محبى التوفير, فان "ملتى اير" سوف يوفر لنا متعة أكبر أثناء القيادة, فبحسب فيات :
- تقنية مالتى اير تزيد العزم بنسبة 15% على السرعات المنخفضة للمحرك, و تزيد القوة الحصانية بمقدار 10%(و هى زيادة كبيرة لمحرك من نفس الحجم).
- تحسن منحنى العزم بشكل كبير, مما يعطى مرونة و عصبية للمحرك على السرعات المنخفضة و المرتفعة معا.
- المحرك المزود بهذه التقنية يتجاوب بشكل أسرع مع السائق, مما يعزز من متعة القيادة, و سوف تصبح السيارة طيعة و ناعمة تستجيب بمجرد لمس دواسة الوقود.

هل هو بديل للهايبريد؟
طورت الهايبريد كمزيج بين المحرك الكهربائى و محرك الاحتراق الداخلى, و المفترض أن يقوم ميكانيزم باستغلال طاقة الكبح الضائعة فى صورة حرارية لشحن بطارية السيارة,
هذا التصميم العجيب الذى ابتدعته جنرال موتورز فى البداية كان يحمل فى طياته فشلا ذريعا, و لولا الدعاية المستمرة من تويوتا, و الضغط المتزايد من ال"خنافس" الحانقون دوما على حال البيئة, لما استطاع هذا التصميم تحقيق نجاح يذكر.
فالبطارية ثقيلة و تزيد من وزن السيارة, اضافة الى وزن المحرك الكهربى, كما أنها تشحن فى ظروف معينة خلال الكبح, فماذا لو لم تضغط على المكابح؟! و يصبح ضبط الوزن و توزيعه عسيرا فى ظل كل هذا التعقيد داخل السيارة, مما يجعل أداء هذا النوع من السيارات مثيرا للشفقة.
نظام "مالتى اير" هو بديل عملى و "حقيقى" للهايبريد, فهو يقدم استهلاكا متوازيا أو أفضل فى بعض الحالات للهايبريد, و خفضا كبيرا للانبعاثات الضارة بشكل ربما أفضل من الهايبريد, كل ذلك بالتزامن مع التحسن فى الاداء, و تخفيض الوزن العام للسيارة.

نظام "مالتى اير" ليس للبيع!!
تعلمت فيات الدرس جيدا, فبعد أن باعت الCommon rail الى شركة بوش الألمانية فى عام 1997, لم يعد أحد يذكر فضلها فى تطوير هذه التقنية , كما أن الشركات الاخرى استطاعت استغلالها بشكل موسع, مما قضى على الميزة النسبية لمحركات فيات.
لذا فانها اعلنت على لسان الفريدو التافيلا, رئيس مجلس ادارة شركة Fiat Power Train, أن تقنية مالتى اير ليست للبيع, و لكن يمكن للصانعين الاخرين استخدامها عبر اعتماد محرك كامل من الشركة, و بتصريح خاص من فيات, يحفظ لها حقوقها فى براءة هذا الاختراع.

متى سوف نرى "مالتى اير" فى الشوارع:
تنوى فيات حاليا انتاج محركين من هذا النوع, الأول سوف يكون ال1400 مزود ب16 صباب (و الموجود فى الفيات برافو حاليا), و الاخر محرك صغير 900 سى سى ربما تزود به صغيرتها المرتقبة ذات المحرك الخلفى.
و لكن من المتوقع أن تكون أول سيارة "مالتى اير" هى صغيرة ألفاروميو ال"ميتو" و التى ستزود غالبا بمحرك ال1400 سى سى.

الخلاصة :
اشتهرت السيارات الايطالية بالمحركات المتطورة و العصبية, و هذه الشهرة لم تأتى من فراغ, بل من ابتكاراتهم المتوالية التى دائما ما تركز على فعالية المحرك بالترافق مع تعزيز متعة القيادة و زيادة قوته النسبية الى حجمه. و يبدو أن السيارات الايطالية سوف تستمر فى التفوق على صعيد محركات الديزل و البنزين معا, لعقود أخرى قادمة.

المصادر :
قمت بتجميع المادة العلمية و الاخبارية للموضوع من عدة مواقع, هذه بعضها, و قمت بصياغة الموضوع بنفسى و بأسلوبى الخاص.
http://thekneeslider.com/archives/20...wer-emissions/
http://www.theautochannel.com/news/2...04/452452.html
http://www.autonews.com/article/2009...NE02/903049957