عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 27-04-2009, 03:16 AM
الصورة الرمزية د0تامر محمد
د0تامر محمد د0تامر محمد غير متواجد حالياً
من انا؟: طبيب بشرى -كاتب قصة وروائى
التخصص العملى: طبيب بشرى
هواياتي: الكتابه خاصه الادبيه -السيارات
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الموقع: الشرقيه
المشاركات: 6,740
د0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond reputeد0تامر محمد has a reputation beyond repute
افتراضي رد: حكايتى مع السيارات-حكايه 10 سنوات

-14-
مرت الايام سريعا وبدأت اتأقلم مع عملى واتقبل طباع الناس وافكارهم وعاداتهم واتعلم من مواقف واكتسب خبرات لانى من النوع المتامل الاستغراقى فى التفكير والتحليل بمثابه الراصد والمحلل دائما فى كل مشاهداتى حتى كان يوم ذهبت لعملى متأخرا بعض الشىء ووجدت مفتش فى انتظارى واذبه يقول مبادرا:
-حمد الله على السلامه يادكتور
قلت بهدوء:
-الله يسلمك
-الساعه عشرة ونص
وبنفس الهدوء قلت:
-تصدق ايام ما كنت باجى مواصلات كان اسرع
دلوقتى بحسس على العربيه من سوء الطريق بقالى ساعتين طالع من البيت
قال الرجل:
-الصراحه الطريق مقرف انا بطنى اتقلبت وانا جاى
-من يوم عشان تعذرنا
حد شاف ماتش البرازيل امبارح؟
قال الرجل:
-انا دنيتى سهران لقبل الفجر اتفرج عليه هيه دى الكورة ولا بلاش
وقد تعلمت الدرس00 كيف يمكن امتصاص من يتنمر لك ويحاول ان يوقعك فى الخطأ!
وبعدها نشأت بينى وبين الرجل ألفه تحولت لمحبه
فقد كان عاشقا لكرة القدم وللنادى الاهلى
أصبح الرجل هو مرجعى فى الاداره وحلالا لجميع المشاكل والعثرات خاصة بعد توليه منصب هام بالادارة!
واكتشفت فيه رجل خدوم ومهذب ولطيف جدا وكان من الممكن ان آخذ طريق مغاير لكن كيف يمكنك امتصاص ثقافه الآخر وتقبله على وضعه فى البدايه حتى تتعرف على جوانب أخرى مضيئه قد تجعلك تنجذب لشخص كان من الممكن ان يكون عدوا او غير مرغوب فيه
وفى هذا اليوم جاءت حاله استثارتنى جدا
طفل صغير لم يتعد العام تشكو امه من اصابته باسهال وقىء وارتفاع بالحراره وبدا الطفل فى حاله اعياء شديده شاحبا مصابا بالجفاف
القت به على سرير الكشف بلا مبالاه كأنها تلقى بحقيبه او كيس خضار00وهى تقول:
-ياشيخ قرفتنى
نظرت اليها انا بقرف وبعد فحص الطفل تبين اصابته بنزله معويه حاده وجفاف
وكان باديا عدم النظافه فى ملبس الطفل وتلطخه بالطين وقطعه البسكويت التى فى بيده محشوة بالتراب ولهايه ينطق منها العفن!
لم اتخيل انه مازالت هناك قذاره بهذا الشكل ولا تخلف الى هذا الحد!
افهمتها طبيعه المرض وان الطفل يحتاج الى محلول جفاف وريدى ومتابعه مستمره وهذا لا يتوفر الا فى المستشفى المركزى الذى لابد وان يحجز به الطفل
بدا عليها عدم الاهتمام وهى تقول:
-اكتبله اى حاجه يا أستاذ
-ياست ما ينفعش دى حاله حجز بالمستشفى 00وانا ح اعمل لك تحويل ولحد ماتروحى لازم ياخد من محلول الجفاف
-ياعم انا فاضيه00انا ورايا سبع عيال وابوهم
-الولد كده يضيع منك
-اكتب اى حاجه وتسلك ان شاء الله
بلغ بى الحنق مبلغا وزادت من استفزازى لكنى تماسكت قبل ان انفجر فيها
قلت وان اقبض على لسانى:
-ياست اسمعى الكلام00وآدى الجواب تروحى النهارده وتلحقى الولد
نظرت لطفلها وقالت:
-جاتك نصيبه مش وراك الا وقف الحال يوقف حالك
حملت الطفل بقسوة واخذت الورقه وانصرفت تهمهم بالكلام
من هؤلاء ولماذا يعيشون ولماذا ينجبون؟
فقروجهل ومرض متوارث لم ينقرض
نظافه مفقوده وقلوب بريئه يسكن نبضها من قذاره امهات لم تتعلم الاثقافه القذارة واستعمال ماء الترع حتى اليوم !
اصابنى حزن وانا اتخيل مصير طفل امه بهذا السوء والجهل
خرجت لباب الوحده احاول ان استنشق هواء بارد واكسر حده الملل من الفراغ الذى اعيشه
كان هناك ينطلق خلف حماره الذى يحمل خرجا كبيرا محمل بالتراب والحمار يئن من ثقله ولم يرحمه الرجل وعصاه الغليظه تسقط على جسد الحمار تضربه فى تتابع وقسوة!
حاول المسكين ان يسرع فى سيره لكنه تعثر فوقعت حمولته على الارض فانهال الرجل عليه ضربا بالعصا وقد استشاط غضبه!
واخذ الحمار يتلوى حتى وصل الى ذروة التحمل وبعدها انفجر باعظم ركله فى التاريخ !
وبساقيه الخلفيتين ضربهما فى بطن الرجل ليطير لمسافه بعيده قبل ان يسقط على الارض بلا حراك!
وبعد ان أحضروه وقمت بالكشف عليه تبين وجود نزيف داخلى واصابه بالغه بالطحال استدعت استئصاله فيما بعد عندما قمت بتحويله للمستشفى !
(تتبع)
__________________

رد مع اقتباس