[د0تامر محمد]

اسباب تدهور العرب
---------------------
قبل الاسلام وفى ظلمات الجاهليه المنغمسه فى الماديه كان العرباكثر شعوب الارض فسقا ومجونا وقد جمعوا من الافعال اغربها واحطها ومن التقاليد والعادات اشنعها وابشعها لذا كانوا فى ضداره الناس تخلفا وليس ادل على ذلك من عباده الاصنام فى حضره بيت الله الحرام واقلهم قوه وعزه وليس ادل على ذلك من حروبهم الداخليه وضعفهم امام الغزاه وابرزهم ابرهه الحبشى!
تحول هؤلاء الناس الى النقيض تماما عندما اتى الاسلام ليخرجهم من الظلمات الى النور على يد محمد-صلى الله عليه وسلم-وفى سنوات معدوده اصبحوا ساده البشريه لقربهم من الله وعملهم بمنهجه0
برعوا فى كل شىء وفتح الله عليهم بنوره دروب الارض وهداهم للعزة والنصرومنحهم مفاتيح العلم وعندما دارت الدائره التى لا يملها التاريخ ودب الوهن فيهم بدأوا يعودوا الى قرب ما قبل البدايه فى رحله من الانحدار المدوى
العلم من حولنا على القمه ونحن فى القاع وهذه حقيقه جلية ساطعة مهما حاول البعض تجميل صوره مشوهة او اعطاء وعود بانه فى الغد سنلحق بالاخرين فنحن لن نلحق باحد ولن نرتقى ابدا!!
نعم لن ينصلح الحال ولن نصبح فى تقدم وقوه الغرب والشرق الاقصى فكل الافكار الجميله والبراقه فى تحسين الوضع الردىء الذى وصلنا اليه فقاعات هواء وكل المشروعات والخطط مهما كانت براعتها وعبقريه من خلفها جدار من ورق فى طريق قطار التقدم السريع0
اننا وبكل بساطه-وبعيدا عن المؤتمرات والشعارات ودعاه النهضه المزعومه التى لاتتحقق-لا نملك العلم ولم نصب منه الا الفتات او بمعنى آخر هناك من يمتلك العلم فقط وهناك من يمتلك المال فقط لكن لا يلتقيان ومن الصعوبه ان نبدأ الان لو التقيا ولن يلتقيا اى انه حتى لو توافرت الماده والعلم لن نرتقى ولن نصبح شىء فى هذا العالم المادى وكيف لقزم يحبو ان يلاحق عملاق يخطو بثبات على ارض صلبه الا اذا حدثت معجزه وهذا هو المفتاح ونحن لا نملك فى الدنيا ما يميزنا الا الايمان بالله وهذا هو الطريق الوحيد لان نصبح العملاق الاوحد والقوة الاعظم فهذا العلم الروحى"الايمان"هوالطريق للعلم المادى فالعرب من استقراء التاريخ عندما امتلكوا الايمان امتلكوا بعدها العلوم الماديه ولاننا الان افتقدنا العلم الاعظم فقدنا كل العلوم00
بعدنا عن الله ابعدنا عن كل خير الدنيا وكيف ونحن اصحاب الهبه العظمى لانملك ما تحتها كما امتلكه الاسلاف الذين كانوا اصحاب المنهج فى القدوه والرفعه والعزة والمنزله والعلم0
الحال لا يدوم والتاريخ به عبر لكننا لانتعلم لاننا مغيبين كأنه كتبت علينا الغيبوبه او ادمناها فكيف يدعوا من يدعوا لثوره من فى العلم والتقدم والنفوس خربه تعيش فى مجتمعات قائمه على الغش والخداع والنفاق والرشوه والربا والفوضى والهمجيه والكيل بمائه مكيال وعدم احترام الاخر والانانيه؟!
تخبط فى كل اتجاه0 أليس هذا حالنا؟ ألسنا نعيش فى جاهليه جائره مستبده فى فرق وجماعات وعصبيه قبليه حتى داخل الوطن الواحد!
قد تكون الكلمات قاسيه لكن الواقع اقسى0
ماذا تقول لرجل يبنى جدارا من الرمل على شاطىء البحر ويزأر:سوف اتحدى به الامواج وكلما جاءت الامواج هدمته؟
فالنفس الخربه-النفس الماديه-لايمكن ان تبنى غير العشش والخرائب اما النفوس العامره بالايمان فلا تقيم الا الحصون والقلاع التى تتحدى الزمن وتغلبه بقوتها
***********
التساؤل الذى يطرح نفسه ما هو خلاصه الحل؟قلنا سالفا الايمان بكل ما تحمله الكلمه من معنى وارتباط الايمان بالعقل هو مفتاح الحل فالعقل فى الانسان هو الاساس فهو الذى عرفنا به الايمان وهو الذى يجعلنا ندرك ونفكر والادراك يعنى لمس كنهة الاشياء والحكم عليها من منطلق الاحساس بقيمتها ومعناها ومفردة الادراك هى الاحساس الذى يأتى عن طريقالادراك العاطفى او الوجدانى والفرق ان الاحساس ناتج عن استقبالات الحواس كالسمع والبصر وغيرها والادراك يربطها بخبراته المختزنه بالاضافه للغريزه-والفطره-المولوده مع الانسان وتعتمد حدتها على قوة الانسان الواعيه واللاواعيه فى التحكم فيها
اما الفكر الطرف الثانى فهو مهمة من مهمات هذا العقل والتفكير يجب ان يكون فى حدود العقل ولا يتطرق لما هو اكبر من امكانياته الا بتربيته دينيا وعلميا وثقافيا ولا يكون الفكر فكرا الا اذا وصل الى الحقيقه-وهى شىء نسبى-عن طريق المفردات المتاحه والمعطيات الموجوده فكما ان الجمله المفيده تتكون من مجموعه من الكلمات فالفكر مطابق لبناء العباره يتكون من المفردات والمعطيات ليعطى فى النهايه فكر وليس تصور لان التصور يفتقد اكتمال الحقيقه الى ان تثبت اما الفكر فيقترب من الحقيقه التى لم ندركها وهذه هى مشكلتنا فنحن العرب اصحاب تصور لااصحاب فكر لان صاحب الفكر يؤمن بمجموعه افكار اما صاحب التصور فيعتقد انه صاحب فكر قد يحتمله الصواب!
ان تكون مؤمن حق فانت صاحب فكر والفكر غذاء العقل ومحرك الابداع ان تعتقد انك مؤمن او ان تسلم بانك مؤمن او تجعلها مسمى لايحوى مضمون فهذا هو حالنا لذا لن نتقدم لاننا تربينا على قهر الفكر فمات الابداع 00لقنا المبادىء وتبين انها على ارض الواقع شعارات كاذبه علمونا مبادىءالدين ووجدناها تنتهك ممن علمنا لان كل ما نتعلمه على الورق فقط لاعلى ارض الواقع ولا تطلب من انسان مزدوج كل الافكار عنده مشوشه ومتناقضه ان يتقدم 0
د/تامر محمد
3/4/2009