ربنا يخليك يامؤمن والله انا كنت نسيت الموضوع ده وهتخلينى ارجع له تانى
ودى حكاية حصلت من كام يوم
عم صابر
عم صابر راجل ظريف اسمر البشرة من مدينة كوم امبو وهى قبل مدينة أسوان بحوالى 50 كيلو تقريبا صعيدى عصبى جدا لكنه طيب وشاطر عمل محاسبا فى شركة فى السعودية وعاد من السعودية بعد حوالى 21 سنة قضاها هناك
وكنت قد تعرفت به فى مكتب شركة من شركات المقاولات
صاحب المكتب ( الحاج ابراهيم ) عرفنا بـبـعض
الحاج ابراهيم / أحب اعرفكم ببعض .......الاستاذ / خالد ........الحاج صابر
سلمت عليه وتحدثنا كثيرا
ثم اتـفـقـت مع الحاج أبراهيم ان نسافر دمياط فى الغد سويا
انا / هـنـتـقابل امتى ان شاء الله ياحاج أبراهيم
الحاج ابراهيم /بكرة الساعة 10 صباحا هستناك امام محطة قطار شبرا الخيمة
يعنى هنسافر بعربـيـتى
أيوه .....المشوار طويل وانا مليش خـلق (بضم الخاء وسكون اللام والقاف )
ماشى ياعم واللا بتوفر بنزين ؟؟؟؟؟؟؟
زى بعضه م انت عارف انى منوفى .....انما انت صعيدى يعنى الكرم كله
هههههههههه ........ماشى
وسلمت عليهم ....وقررت امشى
فى اليوم التالى
وفى العاشرة صباحا
وجدت الحاج ابراهيم واقـفا أمام محطة قطار شبرا الخيمة ومعه الحاج صابر
الحاج أبراهيم / سلام عليكم ياعم خالد
وعليكم السلام
الحاج ابراهيم / عمك الحاج صابر جاى معانا بسلامته نفسه يشوف دمياط مشافهاش ابدا وعنده بنت بـتـتـجـوز ..........هيلف هناك يعرف أسعار الموبيليا على م نخلص شغلنا
ماشى اتفضلوا
وركبوا........وطبعا بحكم السن ركب جنبى الحاج صابر
وانطـلـقـنـا بالسيارة
عم صابر كل شوية ينط لى
حاسب ياخالد ......على مهلك ياخالد .....بالراحة ياخالد......خد يمينك .....خد شمالك
ياعم صابر ....انا بعرف أسوق ....ثم أنا ماشى بسرعة 90 كيلو فى الساعة علشان خاطركم
عم صابر بلهجة صعيدى / 90 كيلو فى الساعة كـتـيـر جوى جوى ( أوى أوى / قوى قوى ) خليها 60 او 70 ليه السرعة والجرى ....كربان ليه (مستعجل ليه / وطبعا ترجمتها للحاج ابراهيم )
بصيت له بغيظ وسكـتـت
والحاج ابراهيم لاحظ نظرتى بـغـيـظ .....وضحك وحاول تلطيف الجو
الحاج أبراهيم / هههههههههههه معلش ياعم خالد ....... هو عمك صابر كده مبـيـعرفـش يقعد ساكت
ثم وجه كلامه للحاج صابر
وقال / ياعم صابر انت متعرفش خالد .... ده ممكن لو مشى بالسرعة دى كمان شوية ممكن ينام
عم صابر بعصبـية / ليه يابوى .......راكب طيارة ؟؟؟؟؟؟
انا / مهو انا مش راكب 128 برضه ياعم صابر
بعصبـيـة / مالها ال 128 مش شالتـك جبل أكده ( قبل كده )
لا والله ياعم صابر انا اول م ركبت ركبت النيسان
كيف ده ؟؟؟؟؟
يعنى نزلت من القطار والميكروباس للنيسان
بعصبـيـة / طيب وهيا كل الناس اهاليها جابت لها عربيات زيك
بهدوء / لاياعم صابر ........أمى الله يرحمها ماتـت قبل م اشترى عربـية ....وحتى لو أمى جابتها لى مش عيب ......واللا انت شايف أيه ؟؟؟؟
ضحك الحاج أبراهيم لتـلطيف الجو......فما الذى نـقل الموضوع من 128 الى أمى رحمة الله عليها
وسكـتـنـا جميعا
ثم سألنى فجأة الحاج ابراهيم
أيه صوت التـكـتـكـة المستمر ده
أنا / ده صوت الأشارات .....مرة شمال ....مرة يمين ....مرة انـتـظا ر .....حسب ظروف الطريق
بصوت عالى وعصبـية / ياأخى جلبت دماغنا (قلبت دماغنا ) وجف (وقـف ) الأشارات دى
انا / مش هـقـدر ياعم صابر .....لانى مش فوضوى فى السواقة .....لما أدخل يمين أو شمال او أهدى السرعة لازم ادى اشارة
بعصبـيـة كالعادة / يعنى أيه؟؟؟؟ ..... هنفضل أكده (كده ) طول الطريج
معلش
برطم عم صابر بكلام فى سره لكن انا سمعته
وكان يقول / هيا سفرية مطينة باين عليها
واستمر الوضع هكذا حتى وصلنا مدخل طريق المنصورة وما أن دخلنا الطريق وجدت شخصا
يشير لنا
فوقـفت وسألته رايح فين
كفر شكر
تعالى
واحسست ان عم صابر يريد الكلام ولكن لايستطيع
وفى كفر شكر
هنا ياباشا ......متشكرين تعبناك معانا
ونزل وهو يدعو لنا
عم صابر / انت م اخدتش أجرة منه
انا ركبته معايا ابتغاء وجه الله
كيف ده واستهلاك العربـيـة... ثم ان الشارع مليان مواصلات واحنا لسه بالنهار
ياعم صابر ... هو أنا شايله على كـتـفى .....مهو قاعد على الكرسى وتلاقيه مش معاه فلوس أو بـيوفر ياسيدى ....المهم نيتى انا .....وأنا ركبته ابتغاء وجه الله
سكت ولم يرد
وطول الطريق وعم ابراهيم يضحك علينا ......وكأنه يشاهد فيلم من أفلام توم وجيرى
وبعد كمين كـفـر شكر
هديت السرعة
عم صابر / مالك هتجف (هتـقـف ) واللا ايه
ايوه
ليه
أمين الشرطة اللى هناك ده بيشاور ....هركبه معايا
ياراجل ....بدل م تدوس عليه ؟؟؟؟
وأدوس عليه ليه
مش دول اللى سابو البلد ومشيو ؟؟؟؟
ياعم ده موال تانى ..... ثم ده غلبان دلوقت تجوز عليه الصدقة ....
بعصبـيـة / كيف ده
ياعم دلوقت هو عايش على مرتبه ولو هو مـتـعين من 20 سنة فى الشرطة يبقى هتلاقيه بياخد حوالى 650 جنيه مرتب .....يعنى يوم 10 فى الشهر هتلاقيه بـيـشحت
وسكت ....ولكن مش عاجباه فلسفتى
وركب معنا امين الشرطة
وقال /انا نازل ميت غمر
انا /تنورنا لحد هناك
وعم صابر لم يسكت....ووجه كلامه لأمين الشرطة
جل لى (قل لى ) ياشرطة (قالها كده )
امين الشرطة مبتسما / أيوه ياحاج
انت متعين من كد ايه ( قد ايه / كام سنة / وترجمتها له طبعا )
وفهمت مغزى السؤال
رد أمين الشرطة /من 17 سنة ياحاج
وعتاخد كام
585 جنيه
بصوت عالى / بس ؟؟؟
فى 100 جنيه جاية أول شهر 4
بعصبـية / والمرتب ده يعمل لك أيه
مستورة ياحاج
ووصلنا ميت غمر ونزل أمين الشرطة
انت ركبت ده ليه
ياعم الحاج ..... انت سمعت مرتبه كام ؟؟؟
أيوه
مهو ممكن بمسدسه الميرى يركب عافية علشان يوفر .....ثم ادينا بنلم حسنات
ميجدرش يعمل حاجة ......ده كان زمان
انا بعملها لوجه الله بغض النظر عن نية صاحبها
وسكت عم صابر
ثم عبرنا المنصورة ودخلنا اول طريق دمياط
وقبل شربـيـن
حدثنى عم صابر بطريقة هادئة ومهذبة ليس بها أى عصبـية
وقال / ياأستاذ خالد
أؤمر ياحاج
فى كوبرى عربيات هيجابلك (هيقابلك )على أيدك اليمين جدام (قدام )
ماله ؟؟
هنطلع عليه .....ونوصل مشوار صغير
الحاج ابراهيم / صغير قد أيه ياعم صابر
يـيجى 20 كيلو
وبينى وبينكم .......شميت ريحة خيانة فى كلامه
وسألته / انت رايح فين ياعم صابر
المنزلة .....دى جريـبة خالص (قريـبـة )
ياعم صابر المنزلة دى حوالى 40 كيلو من هنا واحنا بيننا وبين دمياط 30 كيلو
بعصبـيـة / مين جال 40 كيلو
ماشى ياعم
وفعلا دخلنا يمين على كوبرى شربـيـن.....ودخلنا على طريق مكسر وفوجئت بعم صابر
يسأل رجل كبير كان جالسا على الرصيف / دكرنس فين ياحاج
يانهار أبيض ؟؟؟؟ هو انت مش عارف السكة ياعم صابر ؟؟؟؟
عارفها بس تايه عنها
وفى بالى قلت / يادى النيلة هتدخلنا فى الأدغال وانت مش عارف حاجة
ومشينا فى طرق مدغدغة كلها حتى وصلنا اخيرا الى
دكرنس
وهناك دخلنا على مجموعة من الشباب واقـفـون بالسنج والسيوف
ولم أهتم ودخلت عليهم بالعربية وكان امامى عربية نص نـقـل جريوا عليها كلهم
وفهمت ان الدور علينا
ودماغى بدأت تشتغل بسرعة
ونظرت الى عم صابر فوجدته مصابا بالهلع وعم أبراهيم اصيب بالسكتة تقريبا
ثم تجاوزت المجموعة التى تتعامل مع النصف نقل فأوقفتنى مجموعة تانية
فأخرجت رأسى من الشباك وقلت / سلام عليكم يارجالة
ولم يرد أحد واٌ قـتـرب أحدهم
بصوت غليظ / أنت منين
من القاهرة
وقال الثانى / خلاص سيـبـوه..... عدى ياقاهرة
ومشيت ..... وأكملنا الطريق وهو شبه مكسر وشبه مرصوف يعنى لا كده ولاكده
الحاج أبراهيم / فين ياعم المنزلة بتاعتك دى
الحاج صابر / جربنا (قربنا)
ثم وجدت يافطة تقول
المطرية 50 كيلو
انا / هيا بعد المطرية ياعم صابر ؟؟؟
بصوت عالى جدا / لاياراجل .....هيا فين والمطرية فين
وأعطانى احساسا ان المنزلة اصبحت قاب قوسين او ادنى
لأن الباقى على المطرية 50 كيلو وهو قال احنا فين والمطرية فين
وسرت على الطريق المدغدغ
وتـتـوالى اليفـط
المطرية40 كيلو....المطرية30 كيلو ......المطرية 25 كيلو..المطرية 15 كيلو
يادى النيلة ....فين ياعم صابر
خلاص جربنا
الحاج ابراهيم بغيظ / والله ياعم انت بتضحك علينا ده فاضل 15 كيلو على المطرية
صابر / خلاص والله
ويافطة تقول المطرية 12 كيلو
ابراهيم / انا خلاص اتفرست .... ومش عارف الراجل اللى بيسوق ده أخباره أيه (يقصدنى)
وطبعا انا هموت من الغيظ
واخيرا بعد يافطة المطرية 12 كيلو بحوالى 5 كيلو
قال عم صابر / وجف أهنه ( أقـف هنا )
عم ابراهيم بغيظ وسخرية / ياراجل لسه بدرى اوى على المطرية فاضل ييجى 5 كيلو
ولم يرد عم صابر
ونزل وذهب الى منزل وخبط عليه
وسمعنا ربة البيت تقول له / مش موجود
وعاد عم صابر مغتاظ
عم ابراهيم / فى ايه ياعم صابر ؟؟؟؟؟؟
صابر / ليا جرشين ( قرشين) عند الراجل ده جلت (قلت ) اجى اخد بيهم شيكارتين رز
بذهول وفى نفس واحد احنا الاثنين / شيكارتين رز؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هو انت ليك كام ؟؟؟؟؟
400 جنيه
وكدت ان انـفـجر وكظمت غيظى.......فهذه العطلة كلها والطرق المكسرة من أجل 400 جنيه ؟؟؟؟؟
ده اقل كسر فى السيارة يمكن أن يكلفنا هذا المبلغ
ثم سرنا بجوار ترعة السلام وهو طريق ملىء بالكماين الارضية يعنى تلاقى الارض كويسة والطريق كويس
وفجأة .....يهاجمك مطب صناعى او حـفـرة.... لتستلقى وعدك وتعض بنان الندم على انك سرت من هذا الطريق .....وهناك ملحوظة اخرى وهى انه لايوجد على هذا الطريق عمود نور واحد والمغرب قد أقترب مما يعنى اننا لو بقينا عليه حتى صلاة المغرب ستقل سرعتنا من 100 الى 40 وبالتالى نصبح صيدا سهلا لأى قاطع طريق فى الظروف الأمنية الحالية للبلد وخصوصا ان الملحوظة الثالثة ان ترعة السلام على اليمين والحقول على اليسار وبيوت الفلاحين بعيد جدا عن الطريق
يعنى لو عيل صايع طلع لك بعد المغرب هتقرا الفاتحة على روحك
وطبعا ككل هذه الأفكار فى دماغى فـقط ولم اجروء على أن اقولها لاى منهم وفتحت البرجل بالسيارة حتى وصلت السرعة 140 مع اختراق الطريق حتى اخره بعينى لاكتشاف الكماين الأرضية
واخيرا وصلنا الى الكوبرى المؤدى الى الطريق الدولى الى الأسكندرية ثم هبطنا من تانى مخرج له لنجد انفسنا اخيرا فى كفر البطيخ مع أذان المغرب
ثم اتصلنا بالرجل الذى كنا ذاهبين اليه وهو أساس المشوار
فوجدناه تركنا وسافر الى الأسكندرية .....بعد أن أعطانا كلمتين فى أجنابنا لاننا لانحترم مواعيدنا ....واننا ناس كبيرة وتصرفاتنا تصرفات عيال
وكاد عم ابراهيم ان يخنق عم صابر ..... ونظرا لصغر سنى بينهما لم انطق وعدت بالسيارة الى القاهرة وفى الطريق فوجئت بمطب لما اراه ولم احس به الا بعدما طارت السيارة من فوقه
واتخبط عم ابراهيم فى سقف السيارة ونزل بقوة على الكرسي الخلفى الذى كان يجلس عليه
وقام عم صابر ليشخط فيا
لأنه كان نائما وانا أزعجت سيادته
وأحسست بعم أبراهيم يريد أن يـقـتـله
ثم نام الاثنان قبل المنصورة واكملت بهم الطريق حتى نزلو فى شبرا الخيمة
وأكملت طريقى
ووصلت البيت وانا طول الطريق بعد الخبطة وانا شامم ريحة بنزين
واتصلت بالميكانيكى وقال ان طرمبة البنزين انكسرت
وان المستعمل منها فى حدود ال 1000 جنيه
والحمد لله ان السيارة تسير بالغاز واللا كنت عملت اقامة فى الطريق لحين اصلاحها
وكنت منهك القوى جدا لانى وصلت البيت فى الساعة 11 بالليل بعد 13 ساعة من القيادة المتواصلة استريحت فيهم حوالى نص ساعة فى الطريق للصلاة فـقط
الله يسامحك ياعم صابر