[YahiaAshraf]

فى عالم لا يملك فيه سيارة إلا الأغنياء ، كانت فكرة هتلر بإنتاج سيارة الشعب والتى أصبحت فيما بعد بيتلز ، فكرة رائعة غيرت العالم بشكل كامل ووضعت أسس جديدة لعالم السيارات لم تكن موجودة من قبل .
فإبداع فيرناند بورشه ، ومهارة الألمان فى الصناعة ، خلق معجزة صغيرة حولت حلم امتلاك سيارة لكل أسرة إلى واقع – على الأقل للطبقة المتوسطة – فى وقت كانت فيه السيارات سلعة لمن يمكنه أن يتحمل تكاليفها فقط . وعلى هذا النهج الجديد أصبحت سيارة الشعب هى شًغل غالبية شركات السيارات والتى تسعى لتقديم سيارة اقتصادية بسعر مناسب ولديها من المميزات ما يناسب كل أسرة حول العالم .
وعلى الرغم من بعد كون بيتلز أيقونة لا يرتقى لمنافستها اى سيارة على كوكبنا ، إلا أن جيناتها هى ما خرجت لنا اليوم بسيارات مثل بولو سيدان ، والتى بدأت كسيارة مرحة موجهة للشباب ، إلى سيارة عملية اقتصادية من الطراز الأول .
من بولو إلى بولو سيدان .. لماذا ؟يكفى أن تكون على قدر بسيط من العلم بالسيارات لتتعرف على بولو ، تلك الشقية الألمانية محبة المرح والتى تعد هدية فولكس فاجن لكل من لم تطال يديه جولف ، فهى بسيطة بتحرر ، اقتصادية بجودة ، وممتعة بحجم صغير ، لا يكاد يعلوها اى غبار يذكر إذا ما أردت يوماً أن تقيمها ، إلا أن مهمتنا اليوم تختلف كثيراً ، فما أضيف لهذه السيارة من فقاعة كبيرة بالخلف ليس فقط مجرد فرصة لحمل حقائب السفر الكبيرة دون مشكلة ، بل هو انتقال كامل لتلك السيارة إلى فئة شديدة التنافسية احتلها الجانب الأسيوي وأصبح التواجد الأوروبي فيها لا يكاد يذكر .
لذا على بولو أن تثبت أنها أكثر اعتمادية ، وجودة ، وعملية ، واقتصادية ، ومتعة فى القيادة ، وأمانا ، من السيارات الأسيوية ، كل فى قالب يتنافس سعرياً مع تلك السيارات والتى احترفت الفئة المدمجة وتربعت على عرشها منذ سنوات .
ماذا اكتسبت بولو كسيدان ؟إذا كنت من محبى فولكس فاجن بولو ، وتراها كسيارة رائعة فى كل شئ ، فحتما سيكون رد فعلك حينما تواجه بولو سيدان أن تتفادى النظر إلى نصفها الخلفى الجديد تماماً مثلما فعلت ، فبالنسبة لي تلك الهاتشباك الرائعة لم يزيدها من تحولها إلى سيدان إلا مجرد تشوه تصميمها الرائع ، ولكن ثبت لي عكس ذلك .
فعلى ارض الواقع ، عمل مصممى فولكس فاجن بجهد كبير على جعل النصف الخلفى الجديدة لبولو متناسق إلى حد كبير مع تصميم السيارة الرائع فى الأساس ، وأضافوا إليه لمسات عملت بالفعل على تأكيد شخصية السيارة الجديدة كالمصابيح الخلفية كبيرة الحجم والتى توحى بضخامة حجم السيارة وتعطيك اطمئنان أثناء القيادة أن أيا كانت مشاكل النظر لدى من يتبعك فحتماً سيرى أضواء مكابحك حينما تقرر التوقف .
وبانطباعي الايجابى عن الجزء الجديد المضاف إلى السيارة ، بدأ شعوري الكلى حول السيارة يختلف كثيراً حينما دخلت إلى المقصورة وبدأت فى استكشاف المساحات الداخلية والتى يصعب بالفعل أن تجدها فى سيارات تلك الفئة . فلربما كانت المنافسين من كوريا أكثر ذكاء فى تصميم مقصوراتهم ، إلا أنهم حتماً لم يوفروا هذا القدر من الرحابة والتى تجعلك للحظات تنسى انك داخل سيارة مدمجة .
بالنسبة للجودة ، فلم تكتسب السيارة أو تفقد أيا منها ، فهى نفس الجودة التى تجدها فى بولو ذات المستوى الجيد المناسب لتلك الفئة مع الخامات المتوسطة البلاستيكية التى تحيط بالمقصورة ، والتى على الأرجح لن تلفت انتباهك إلا إذا كنت ممن يهوى تحسس كافة أجزاء السيارة أثناء القيادة مثلنا ، ومقارنة بمنافسيها ، فهى الأفضل على الإطلاق خاصة فى سهولة حركة وتفاعل كل شئ والفروق بين أجزاء المقصورة وبعضها البعض والتى تبدو فى بعض السيارات المنافسة كثقوب سوداء ! .
وعلى الرغم من أن لوحة قيادة بولو ليست الأجمل ، إلا أن كونها تحمل تصميم قريب من شقيقاتها الكبرى ، إضافة إلى عجلة القيادة الثلاثية وشعار فولكس فاجن الكرومي وبساطة أدوات السيارة يجعلها ممتعة القيادة ويمر معها الوقت سريعاً ، خاصة بكسوة عجلة القيادة بالجلد والذى يعطيك شعور جيد طوال الوقت .
وأخيرا ننتقل إلى النقطة التى ستغير فكرتك تماماً عن عملية تلك السيارات الصغيرة ، وهى مساحة التخزين الخلفية فى بولو والتى تصل إلى 455 لتر ، وهى مساحة تكفى لأكثر من خمس حقائب سفر متوسطة بدون اى مشكلة ، بما يعد مفاجأة بالنسبة لنا من سيارة فى هذا الحجم .
بولو الشبابية النشطة ، هل لازالت كذلك ؟تعمل بولو سيدان بمحرك سعة 1.6 لتر بقوة 105 حصان عند 5250 لفة فى الدقيقة وعزم 153 نيوتن . متر عند 3800 لفة فى الدقيقة . بالطبع هذا ليس أقوى محرك 1.6 لتر قد تجده فى الأسواق ، ولكنه كافي لتوفيره لها بمساعدة ناقل الحركة الأوتوماتيكي ذو الست سرعات انطلاقة من الثبات إلى سرعة 100 كم فى الساعة خلال 12.1 ثانية ، وقدرة على الوصول إلى سرعة قصوى 187 كم فى الساعة .
فداخل المدينة لن تتطلب منك بولو جهداً إضافيا للانطلاق من إشارة المرور دون أن يبدأ من خلفك بإزعاجك بضجيج استياءه ، وفى نفس الوقت ستمكنك بولو سيدان من الانطلاق على الطرقات السريعة على السرعات المعتادة حول نطاق الـ 100 كم دون مشكلة ، والاهم هو قدرتها على القيام بتلك المهام باقتصادية رائعة .
فاستهلاك بولو سيدان للوقود لا يتعدى 7 لترات لكل 100 كم مختلطة بين قيادة زحام وطرقات سريعة ، مع خزان وقود سعة 55 لتر بما يتيح لك القيادة لمسافة تزيد عن 500 كم تقريباً دون الحاجة للتزود بالوقود .
ولكن الأهم من تلك النقاط هو هل بقيت بولو بنفس حيويتها بعد تحولها إلى سيارة عائلية ؟
قد تكون السيارة فقدت بعض قدراتها على المرونة والانطلاق وسط الزحام ، وأصبحت ولو كمجرد شعور أثقل مما كانت عليه ، إلا أنها فى المجمل لازالت نشيطة مرحة ومرنة فى كافة المواقف ووسط الزحام لدرجة تجعلك تفكر ملياً فى الوقت الذى ضيعته محشوراً بسيارتك العملاقة وسط حاجزين من قبل تحاول جاهداً تمريرها بينهم .
الخلاصةقد يبدو لك فولكس فاجن بولو فى البداية كمجرد سيارة سيدان صغيرة تلبى احتياجات فئة معينة وتحقق للشركة المزيد من المبيعات ، الا ان ساعة واحدة داخل بولو سيدان ستغير لك هذا المفهوم وستجعلك تنبهر بما استطاعت فولكس فاجن ان تخرجه من تلك السيارة فى جسد السيدان لتضيف الى رصيدها كسيارة ناجحة فى الاساس .
فهى لم تفقد مرحها ونشاطها وحيويتها التى جعلتها الرائعة بولو ، ومع ذلك أصبحت أكثر عملية ورحابة وأكثر قدرة على تلبية متطلباتك اليومية ، والاهم ، أنها لازالت الباب الاقتصادى للدخول إلى عالم السيارات الأوروبية ، التى طالما كانت ذات نكهة خاصة ، يصعب على المنافسين الوصول إليها لسبب ما .
فرغم كونها مجرد سيدان مدمجة صغيرة ، إلا أنها تنطق فى كل جنب بجينات فولكس فاجن ، سيارة الشعب

منقوووووول

YAHIA ASHRAF