[m.genedy]

وبالفعل حضر طارق الى منزلى وكعادتة مبتسما بشوشا جلسنا سويا وتجاذبنا اطراف الحديث والامر لا يخلوا من بعض القفشات
وهناك لغة حوار خاصة بينى وبينة حتى تطرق الحديث عن الشغل وظروفة وقصصت لة ماحدث وكان يستمع بشكل جاد جدا وعندما انتهيت وجدت الابتسامة ترتسم من جديد على وجهه ووقتها اخبرنى انة جاء الى هنا لعدة اسباب اولها انه يريدنى اذهب للعمل معة بل وللاقامة بشكل دائم فى
مدينة -ارنهيم - وثانيها انة خلال الفترة الماضية حصل بالفعل على الرخصة الهولندية ..هنئتة وسألتة على التفاصيل وكان كلامة مشجع جدا -عجبنى جدا اصرارة وذكائة ووافقت ان اذهب للعمل معة خاصا ان العرض المادى كان مغرى جدا


وبالفعل بعد يومين ذهبت الى ارنهيم وتسلمت العمل -ومرت الايام حتى جاء اليوم الذى طلبت فية من طارق ان يعرفنى طريق المدرسة التى حصل من خللها على الرخصة الهولندية وذهبنا معا وكام مسئول المدرسة
رجل هولندى اسمة -هانس- رجل عجوز حوالى 65 سنة وتخين جدا لكنة ومن الوهلة الاولى تعرف انة انسان طيب سألنى هانس اذا كنت اجيد القيادة
فجاوبتة بطبعامن غير ما اجيب له سيرة الحوادث ولا انى عندى سيارة اصلا
وسألنى اذا كنت اخذت دروس من قبل فجاوبتة بنعم ولكنهم 4 حصص بمعدل حصتان مع مدرس مصري ومثلهم مع مدرس هولندى وتوقفت عن التكملة مع المصري لانة كان عنصري جدا -اة والله-كان رجل اسمة احمد اسماعيل -من الاسكندرية وكان يكرة اى شىء قاهرى وهو ما اغضبنى خاصا ان بعد مرور حصتين لمدة ساعتين لم يحاول تعليمى الا ظبط المرايا اما الهولندى فكان خمورجى-اخدت عندة حصتان ولاحظت وهو يجلس بجانبى ان فى يدة كيس حلويات وملبس
كل شوية يرمى واحدة فى فمة ليدارى بها رائحة لخمر
تأكدت من موضوع الخمر دة فى تانى مرة وعلية توقفت-ضحك -هانس بشدة - وقاللى اطمئن انا لست عنصري ولا انا خمورجى
وسوف اقوم بنفسى بمساعدتك من اجل الحصول على الرخصة الهولندية واتفقنا بالفعل على ميعاد للبداية والبداية تكون حصة مجانية ليحدد بعدها كم احتاج من الحصص وحدث بالفعل وقرر بعدها انى لا احتاج اكثر من 10 حصص ووقتها فرحت جدا واخبرتة انى احيانا اقود سيارتى هنا وفوجئت ان هذا الاعتراف نال استحسانة ووجهه نظرة ان هذا الامر سوف يساعدنى كثيرا وسوف يذهب عنى رهبة الامتحان-وايضا اخبرنى انة فى حالة حصولى على الرخصة من اول مرة اى من اول امتحان سوف يخصم لى ثمن حصتان لان هذا الامر يكون بمثابة دعاية جيدة لمدرستة ووافقت
وبدأت فى الدروس--ووقتها كنت مستمر فى عملى مع طارق وكنت اذهب الى امستردم 3 او 4 مرات اسبوعيا-حتى جاء ميعاد الحصة الاخيرة ووقتها اخبرنى -هانس - بميعاد الامتحان وكان امامى ثلاث ايام-وقتها حاولت اذاكر جيدا خاصا النظرى وساعدنى صديقى طارق كثيرا واعطانى الكثير من النصائح

ولكن لم يخللى الامر من بعض المخاوف اللى توقع القلب-خاصا عندما قال لي ان من يقيمك فى الامتحان يكون برفيسور فى القيادة وعلية حاول ان لا تعطية فرصة للفرملة لانة لو حدث هذا يبقى خلاص-سقوط مروع
برغم ان هذا الكلام تغلفة شكلية النصيحة الا انة خوفنى جدا جاء يوم الامتحان وفوجئت ان البروفيسور -سيدة عمرها يتجاوز ال60 - وطولها يتجاوز المترين-لا حول ولا قوة الا بالله -اية دية طلعا فى سرى عرفتنى بنفسها وكذلك فعلت وجلست معى ومع هانس وكانا يعرفا بعض جيدا
وهناك صداقة قديمة تجمعهما واخذوا يتذكرون بعض المواقف القديمة منما بعث بالامل مجددا فى
داخلى -وبداء الامتحان النظرى وكان عبارة عن 50 سؤال جميعهم يقعوا فى خانة (من لة الاولوية ) وهى الجملة التى بني عليها قانون قيادة السيارات فى العالم وانتهيت من الاجابة ومن مجموع ال50 سؤال كان هناك 5 اخطاء منما يعنى انى اقدر ان اقوم بأداء امتحان العملى والميكانيكا-لان لو الاخطاء زادت عن 5 يلغى الامتحان ويؤجل الى وقتا اخر-
وطلبت منى ان اذهب معها وودعت -هانس- على وعد بلقاء بعد ساعة واحدة من الان
وخرجنا سويا من الباب الرئيسى وفجأة اوقفتنى وقالت لي -
اترى هذة السيارة البيضاء التى تقف هناك
فأجبتها انى فعلا اراها.. قالت لي هل يمكنك قرأة نمرة هذة السيارة؟
انا بصراحة بلمت!! لانى شايف السيارة اصلا بالعافية ولكن وبدون تردد قلت لها طبعا طبعا
وسبحان الله لسة ح ابداء اقول اى رقم فوجئت بالسيارة البيضاء هذة تقترب نحونا منما سهل علي الامر ان ارى جيدا نمرها وفعلا قرأتها بشكل صحيح
وهذا لم يمنعها من ان تضحك وهى ترى السيارة التى اخترتها وهى تتحرك-وحمدت ربنا وامتحان النظر عدى على خير

ركبنا السيارة وطبعا اول حاجة لازم اظبط مراياتى وكفاية الحصتين اللى اخدتهم من المدرس الاسكندرانى العنصري وظبط الكرسى بتاعى واعطيت اشارة بعد قرأة الفاتحة وانطلقنا فى مهمه الحصول على رخصة قيادة هولندية..
بعد انطلاقنا بدقيقة واحدة وجدت البروفيسورة تبدل نظارتها النظر بأخرى نظارة شمسيه سوداء
تماما--عرفت بعد ذلك انهم يفعلون هذا حتى لا نعرف اين ينظرون منما يشتت تفكيرنا-طلبت منى اذهب الى طريق قرية اسمها -الليسى- ellssi- وبالفعل فعلت بعدها طلبت منى ان اركب الطريق السريع وهذا لة شروط خاصة -اهمها ان السرعة وقتها يجب ان تكون مابين 85 و90 كم ونجحت فى هذا ايضا وبمجرد ان طلعت الطريق السريع وجدت سيارتين -نقل تريلا بمقطورة-فى الاول انا مش مصدق نفسى -لان وقتها كان بقالى كام سنة هنا فى هولندا عمرى ماشفت سيارة نقل بمقطورة ولا بالحجم دة -


السيارة قد البيت والمفروض انى اعطى اشارة شمال وادخل فى الطريق السريع-اول حاجة مالحقتش ادخل امام السيارة الاولى لان هذا معناة ان تتعدى سرعتى ال90 كم وطبعا خوفت ادخل بين السيارتين اتعمل ساندوتش ولا حاجة-ولو انتظرت مرور السيارة الثانة هذا سوف يجعل سرعتى تقل عن ال85 كم بل ايضا عن ال70 كم وهو ممنوع--
كل هذا التفكير فى جزء من الثانية وعلية قررت ان ادخل بين السيارتين بعد ان نظرت جيدا للمرايات واعطيت الاشارة وتوقعت ان تقوم البرفيسورة بالفرملة ولكنها لم تفعل واكتفت بعد ان اصبحت بين السيارتين ان نظرت للخلف وعرفت فيما بعد انها فعلت ذلك لتقيم المسافة التى بينى وبين السيارة التى خلفى-طبعا كل دة وانا مش فى دماغى- بعدها اعطيت اشارة اخرى يسارية وتحولت للحارة المجاورة وزودت بنزين حتى وصلت سرعتى 100 كم وهو الحد الاقصى لهذا الطريق-كان نفسى وقتها البرفيسورة تنزع النظارة علشان اشوف ملامحها راضية عنى ولا اية - لكنها لم تفعل وهذا ماجعلنى انا اقول لها
اية رأيك انا حاسس انى تصرفت بحكمة فى الموقف السابق ولكنها عاجلتنى قائلة
انا ممنوع اتكلم معاك الا بعد انتهاء الامتحان ويكون هانس حاضرا معنا-كبستنى بصراحة -برغم انها نبهت علي بهذا لمعنى قبل مغادرتنا_
بعدها طلبت منى ان أأخذ اول طريق فرعى يقابلنا على الطريق السريع وبالفعل اعطيت اشارة يمين بعد النظر للمرايا الجانبية ومراية الصالون وبعد النظر ايضا بالعين المجردة ونزلت يمينا ولا بد ان تنخفض وقتها السرعة تقائيا ووقفت فى اشارة طلبت منى بعدها ان اذهب الى -centrom-وفعلا اتبعت لافتة مكتوب عليها - centrom-حتى فوجئت بشريط سكة حديد

وما لفت انتباهى لة صوت الانذار الذى يصدر عند مرور قطار بالاضافة الى 8 لمبات حمراء ضخمة جدا تنير وتطفىء وقتها قللت سرعتى وشعرت بحيرة شديدة ولا اعرف ما افعل امامى حوالى 5 امتار على خط ابيض مرسوم ويفصل مابين هذا الخط وبين شريط القطار حوالى 10 امتار -انا لم يقابلنى هذا الموقف من قبل والسيارة تقترب للخط الابيض-مش عارف افرمل قبل الخط الابيض ولا بعد الخط الابيض؟ وقتها شعرت بحركة غريبة من البرفيسورة وهى ان مسكت فى الكرسى التى تجلس علية وقامت بفرملة السيارة بطريقة عصبية قائلة
انا لا اريد ان يمر القطار من فوقى........
يتبع

<!-- / message --><!-- sig -->