[نبيل عبدالرحمن]

- بداية يوم جديد سعيد ، لديك قهوتك وفى طريقك إلى العمل ، تستقل سيارتك وفجأة ... السيارة لا تعمل.

هذا هو أسوء سيناريو يمكن أن تبدأ به يومك ، خاصة إن كان هذا اليوم مزدحماً بالأعمال ولا يحتمل المزيد من الضغط والوقت الضائع . فلم تعد السيارة مجرد أداة تستخدمها لغرض ما ، فقد أصبحت جزء من حياتك اليومية لو حدث به أيه مشكلة قد تتوقف حياتك كلها عليه ويصبح الأمر أشبه بكارثة تحتاج إلى حل فوري وسريع .

ولأن الوقاية خير من العلاج ، دعنا نعرفك على بعض الأمور البسيطة التى إذا اعتدت عليها ستساعدك على الحفاظ على محرك سيارتك لأطول فترة ممكنة وإطالة عمره ليضمن لك سنوات من العمل بلا مفاجئات أو مواقف محرجة .

الصيانة الدورية

قبل أن نتحدث عن أيه نصائح ، يجب أن تعلم أن الصيانة الدورية فى مواعيدها المقررة من قبل صانع سيارتك هى السبيل الأهم والأكثر فاعلية للحفاظ على سيارتك وإطالة عمرها وعدم مواجهة أيه إخفاقات مفاجئة ، فلكل قطعة فى سيارتك عمر افتراضي يجب أن تستبدل عنده ، وإلا ستؤثر على المزيد من القطع ، وكونها تعمل جيداً بعد موعد الصيانة لا يعنى أن يمكنك تجاهل الصيانة ، فعادة ما تصمم تلك القطع بقدرة تحمل تزيد قليلاً عن موعد تبديلها تحسباً للظروف ، فلا تختبر مدى احتمالها لتكتشف النتيجة بكارثة .الكشف السريع بالعيناحد العادات التى ستوفر عليك الكثير من العناء إذا اعتدت عليها كذلك هى الكشف السريع بالعين على السيارة كل عدة أيام ، فكل المطلوب بسيط جداً .
حرك السيارة قليلاً من موضع اصطفافها ليلاً وتأكد انه لا يوجد اى بقع زيت تحتها ، فقد يكون اى من أجزاء السيارة السفلية يسرب زيت وأنت لا تعلم ، وإذا وجدت بقعة زيت فعليك النظر أسفل سيارتك للتعرف على مكان التسريب والاتصال بمركز الخدمة لأخذ المشورة قبل التحرك بالسيارة ، فقد يكون زيت المحرك أو زيت المكابح . وصدقني ، لا تحاول قيادة السيارة ولا حتى إدارتها فى تلك الحالة .
كذلك يمكنك النظر تحت غطاء المحرك والتأكد من مستوى الزيت فى المحرك ، ومستوى الزيت فى علبتي زيت المكابح وزيت نظام مؤازرة مقود القيادة واللذين ستجدهم على جانبى غرفة المحرك ، وستجد مستوى الزيت فى الطبيعى بين علامتي Max و Min ، وإذا وجدت اى من تلك الزيوت اقل من الحد الأدنى فمن الخطر قيادة سيارتك .
أخيرا تأكد بنظرة سريعة أن جميع المصابيح الأربعة سليمة ظاهرياً ، وان عجلات السيارة لا يبدو عليها أنها تحتاج إلى التزود بالهواء .
فترة تليين السيارةإذا كانت سيارتك جديدة ، فقبل قيادتها بشكل طبيعي عليك أولا أن تتبع بعض التعليمات فى فترة تليين السيارة والتى تعرف بإسم ( Break-in period ) ، وهى الفترة التى يتم خلالها تطبيع أجزاء المحرك على بعضها البعض ، وتحديداً الحلقات التى تحيط بكباسات المحرك والتى تمنع تسريب الزيت إلى داخل غرف الاحتراق ، والتى إذا لم تطبع بشكل جيد داخل غرف المحرك بإتباع تلك الخطوات ربما ستتسبب فى تسربات مستقبلية وتقلل من قوة محركك وعمره .
ولتعرف الطريقة المثلى لتليين سيارتك ، ارجع إلى كتيب المعلومات الذى تسلمته مع السيارة . ولكن بشكل عام يمكنك إجراء تلك الخطوات العامة والتى تلاءم كافة المحركات إذا تعذر الحصول على الكتيب ، مع العلم أن تلك الخطوات لا تهم فى شئ بعد مرور الـ 1000 كم الأولى من عمر سيارتك .
يجب عليك عند شراء سيارتك الجديدة أن تتجنب تحميلها بأوزان ثقيلة ، أو جر اى أوزان خلفها ، أو تخطي سرعة 100 كم فى الساعة تقريباً خلال فترة الـ 1000 كم الأولى . كذلك يجب عليك أن لا تزيد عدد لفات المحرك عن 3500 لفة فى الدقيقة ، وان لا تستقر لوقت طويل على سرعة محددة أو تعشيقة لناقل الحركة ، عليك دائما أن تغير من سرعتك طوال تلك الـ 1000 كم الأولى .
وأخيرا ، تجنب التسارع والتوقف المفاجئين ، فإذا ما أتممت تلك الكيلومترات ، أنطلق ! .
فترة التسخين الصباحيةكثيرون لديهم تلك العادة بإدارة السيارة صباحاً لفترة من الوقت قبل الانطلاق بها بغرض تسخينها ، وهى عادة ليست صحيحة ، بل وعلى عكس المعتقد تضر سيارتك ويجب أن تتوقف عن عملها فوراً ! .
فالغرض الأساسي الذى يعلل به هؤلاء تسخين سيارتهم ، هو السماح للزيت بالوصول إلى أجزاء المحرك وتزييتها جيداً قبل الانطلاق بالسيارة بما يحافظ على المحرك ويزيد من عمره ، وستفاجئ إذا عرفت أن تلك العادة على العكس تبطئ من عملية تزييت المحرك وتضر به .
فعند تركك المحرك يعمل فى الصباح على سرعته الأساسية البطيئة تضخ مضخة الزيت مخزون الزيت المترسب أسفل المحرك إلى الأعلى بمعدل بطئ بسبب بطئ سرعة دوران المحرك والذى تستمد طاقتها منه ، خاصة وان الزيت فى الصباح يكون بارد وذو لزوجة عالية تجعل حركته فى الأساس أصعب من المعتاد .
إذا ما الطريقة الصحيحة ؟ ، عليك أن لا تدير سيارتك أكثر من 30 ثانية على الأكثر ومن ثم تبدأ بالتحرك ، ولكن لمدة 5 دقائق عليك أن لا تدع سرعة المحرك تزيد عن 2500 لفة فى الدقيقة ( لمحركات البنزين ) وان لا تسرع بشكل يمثل عبئاً على المحرك ، وهو ما يزيد من معدل التزييت فيكمل تلك العملية فى وقت اقصر بكثير من توقفك ويحافظ على محركك ، وبمجرد مرور الـ 5 دقائق انطلق كما شئت .
احد الأضرار الأخرى للتسخين الصباحي هو قلة ضغط طرد العادم فى أنبوب العادم بسبب سرعة المحرك البطيئة ، بما يجعل معدل ترسب العوادم فى معالج العوادم مرتفع للغاية ، بما يتلفه مع الوقت ويجعله غير فعال ولا يعالج العادم المطرود بشكل كامل .