الموضوع
:
التحايل "الاخوانى"!!
عرض مشاركة واحدة
#
20994
13-12-2013, 07:08 AM
silverlite
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
رد: التحايل "الاخوانى"!!
سامح عيد يكتب: رسائل البنا التكفيرية
سامح عيد
نشر: 9/12/2013 3:10 ص – تحديث 9/12/2013 3:10 ص
البنا.. مدَّعى النبوة الذى سرَّب الكراهية إلى أعضاء جماعته بزعم أنهم الحق والفضيلة والدعوة إلى الإسلام
شبَّه دعوة الإخوان بالنزاهة والبراءة وتجاوز المطامع وترك الأهواء.. وجميعها أحلام لم تتحقق على أرض الواقع فى الجماعة فسَّر «وتكونوا شهداء على الناس» باعتبارها دعوة للوصاية والهيمنة على الدنيا رغم أن معناها المقصود هو تمسُّك المسلمين بالأخلاق والحضارة ليكونوا حجة على العالمين
زعم أن دعوة الإخوان «مُلمَّة ومحيطة».. ووصف الدعوات الأخرى بأنها طغت وفرَّقت القلوب وبلبلت الأفكار رغم تبنيها فكرة الإصلاح
يتحدث عن جماعته وكأنها قرآن يمشى على الأرض غير عابئ بأن السيدة عائشة كانت تصف الرسول الموحَى إليه بهذا التعبير
يرى أن جماعته تحمل رسالة الإسلام.. وقبولها دليل على الإيمان
رفض الدولة الحديثة.. وحصر حدود الوطنية فى العقيدة متجاهلاً الحدود
طفت جماعة الإخوان المسلمين على السطح الاجتماعى بعد السطح السياسى، وأصبحت محل اهتمام المجتمع المصرى بأكمله بعد أن أصبحت هى الفاعلة فى السياسة، وأصبحت تمس مصالح الناس اليومية من حيث توفر المواد البترولية والخبز والأنابيب، وتعلقت برقبتها حل المشكلات اليومية من النظافة ومشكلات التعليم والصحة والإسكان، والأجور وغيرها من المشكلات المتراكمة، وكذلك الاستقرار الأمنى بالبلاد، وتتابعت الأمور بشكل دراماتيكى حتى وصلت إلى الثلاثين من يونيو، ونزلت الملايين تهتف «يسقط يسقط حكم المرشد»، ولا نستطيع أن نغفل الدور الإعلامى والصحفى الذى قام به كثير من الإعلاميين والصحفيين للحديث عن الجماعة وأهدافها ومراميها، ولم تكن الصحافة والإعلام لتقوم بهذا الدور، لولا أن الشعب متشوق إلى السماع والمعرفة، فأصبحت العناوين الجاذبة لجمهور القراء، بالنسبة إلى الصحف والمجلات أو المشاهدين عن طريق التليفزيون عناوين ملتهبة تخص الجماعة وقيادتها ومكتب إرشادها ومرشدها العام وتنظيمها الدولى.
وفى هذا الخضم من الأحداث خرجت أصوات ربما كان من أبرزها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والأستاذ كمال الهلباوى، يقولون إن هؤلاء القيادات الموجودين حاليا انحرفوا عن منهاج الإمام البنا، وأنهم أكثر تشربا لمنهج سيد قطب، وأنهم القطبيون، وانتشر هذا المعنى وتداوله آخرون من غير الإخوان قناعة بما يقوله الهلباوى أو أبو الفتوح، وخرجت مجموعة من الشباب المنشق عن الجماعة، ليعلن محاولة إنشاء جمعية باسم حسن البنا، واعتبارهم أن هذا هو عودة إلى الطريق الصحيح الذى انحرف عنه الإخوان الحاليون.
وبدأ يزايد كثيرون على أن الموجودين حاليا ليسوا الإخوان المسلمين، والإخوان الحقيقيين هم إخوان حسن البنا ومنهج حسن البنا، ولأنى قد حسمت أمرى بالنسبة إلى حسن البنا مبكرا، وقد تم التحقيق معى عام 96 بسبب حديثى مع بعض الأصدقاء على هامش الجماعة بأن حسن البنا أخطأ، فى حديث سيأتى ذكره لاحقا، ولذلك فأنا متحيز إلى فكرة أن حسن البنا هو الذى رمى بذرة التكفير، وأن سيد قطب هو الثمرة لهذه البذرة، ولتوضيح فكرة التحيز والموضوعية، وبصراحة فالدكتور عبد الوهاب المسيرى هو الذى لفت نظرنا إلى فكرة التحيز الإيجابى، وأن التحيز ليس سُبة، بل على العكس ربما تكون الموضوعية فى بعض الأمور ميوعة وسلبية. من المؤكد أن الموضوعية مهمة فى بعض الأمور، فمثلاً عند اختيار طلاب الكليات العسكرية أو اختيار من سيعملون بالسلك الدبلوماسى، أو رجال القضاء، أو من يعملون بشركات البترول أو البنوك، فى كل هذه الأمور الموضوعية هى العدالة والشفافية، والتحيز فى هذه الأمور هى المحسوبية والوساطة والظلم، فهذه الأمور الموضوعية هى العدل، وقد خرجنا فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، لأن التحيز كان قائما، سواء كان فى عهد النظام السابق، وما سمى بـ«الأخونة» فى عهد الرئيس المعزول، وكان واقعا قائما لمسه جميع الموظفين فى معظم المؤسسات بشخصيات هبطت بالبراشوت، لتحتل مواقع مهمة وبمعيار واحد هو انتماؤهم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأنهم أهل الثقة، وهذا الذى عجل بالسقوط السريع لنظام الإخوان، أما بالنسبة إلى الأفكار، فمن الضرورى التحيز، فليس من المعقول أن تكون قضية محورية كمشكلة فلسطين والأرض المحتلة وأكون موضوعيا بالنسبة إلى الطرفين المحتل ومن وقع عليه الاحتلال. الموضوعية بين الجلاد والضحية، حتى على مستوى التشجيع الكروى، فمن الطبيعى عند إذاعة مباراة بين الفريق المصرى وفريق دولة أخرى، وأن تكون المباراة تبث على قناة مصرية للشعب المصرى، فمن المؤكد أن التحيز سيكون واجبا على المعلق الرياضى، حيث يهلل بحماس لجون للفريق المصرى، ويتحدث بأسى وحزن وهو يعلن تسديد الفريق الآخر الكرة فى شباكنا، أما إذا كان المعلق يعلق على مباراة بين الأهلى والزمالك والمعلق أهلاوى، فمن المعقول أن يمثِّل الموضوعية، ولكنه لن يستطيع أن يكون موضوعيا مخلصا، ففى لحظة حيطلع الأهلاوى اللى جواه وسيتحدث بحماس منقطع وهو يعلن اختراق الكرة لشبكة الزمالك وربما يقولها بحماس مفتعل وهو يتحدث عن جول يخترق شباك الأهلى معاتبا الباك الشمال، لأنه لم يسد الزاوية جيدًا مما سمح بتصويب الكرة فى الشباك.
أما بخصوص الأفكار، بعيدا عن السياسة والرياضة، فمن المؤكد أن كل شخص له تحيزاته الفكرية التى تشكل قناعاته، ومن غير المنطقى، ونحن نناقش قضية اقتصادية أو اجتماعية أو حتى مشكلة عائلية، ويكون الشخص موضوعيا، فالموضوعية هنا تعنى أن يكون الشخص بلا رأى، وهذه سلبية كبيرة، بل هى انتقاص لبشريته التى تفكر، والتحيز لما يمثله من رأى أو فكرة هو البشرى والضرورى، وقديما قال الإمام الشافعى «رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب»، فقد بدأ بصواب رأيه وهذا هو التحيز لرأيه، والمهم أن يعرف أن رأيه ليس الحق المطلق، ولكن فى النهاية، القضايا والمشكلات نسبية، والكل يرى الحل والأفضلية من وجهة نظره، ولكن من المهم أن يكون لديه الاستعداد للاعتراف بأن رأيه كان الأقل صوابا أو الخطأ بعينه إذا ثبت ذلك بالتجربة العملية.
وبناءً على هذا التحيز فإننى سأتناول فى هذه الصفحات رسائل الإمام البنا والألفاظ والعبارات التى استخدمها ودلالاتها على المستمعين من أتباعه، ولا أطلب من القراء الاقتناع بكل ما أقوله، وقد سجلت تلك الحلقات وأذيعت على قناة «التحرير»، ووقتها قلت للمشاهدين إن عليهم قبول نسبة مما أقول، لأنى أنا شخصيا وأنا أشاهد الحلقات ربما أتحفظ على بعض ما قلته أنا نفسى، ولكن المشكلة فى جموع الأفراد لدى جماعة الإخوان المسلمين، فقد طالبت المشاهدين بمناقشة أقربائهم من الإخوان المسلمين وإن اقتنعوا بنسبة ولو ١٠٪ فقد بدؤوا الطريق الصحيح، لأن حسن البنا له قداسة خاصة عند الإخوان، فمجرد أن يقول إن حسن البنا أخفق فى هذا الموقف، أو أتحفظ عليه فى هذا القول، فقد بدأ طريق العلاج والتخلص من أوهام القداسة والاستعداد لمراجعة أفكارهم بشكل حقيقى والتخلص مما بها من الكراهية التى أعتقد أن البنا كان يسربها لهم عن طريق فكرة الأحادية، وهى فكرة أنكم الحق وأنكم الفضيلة وأنكم الدعوة إلى الإسلام، ومن يقف فى طريقنا فهو يقف فى طريق الدعوة أى فى طريق الإسلام من هنا تبدأ المشاعر فى التفاعل مع الأنا الجمعية، وهى الحق والفضيلة، والأغيار هم من خارج الجماعة ويعارضونها ويختلفون معها وتتعمق هذه النظرة مع الوقت لتتحول إلى العنف فى لحظة معينة، وسأبدأ الرسائل بترتيب كتابتها، وقد كانت فى يدى طبعتان للرسائل إحداهما حديثة لدار «اقرأ» وهى ذات طبعة حديثة، والأخرى تعود إلى عام 92 وهى ما اعتمدت عليها لانتسابها إلى دار الدعوة، حتى لا يقولوا فوتوشوب، فهو كتابهم، وهى دارهم.
رسالة دعوتنا:
«إن دعوة الإخوان المسلمين دعوة نزيهة بريئة، قد تسامت فى نزاهتها حتى جاوزت المطامع الشخصية واحتقرت المنافع المادية، وخلفت وراءها الأهواء والأغراض، ومضت قُدما فى الطريق التى رسمها الحق تبارك وتعالى للداعين (وقل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين)».
يتحدث عن الحق المطلق الذى يملكه ويدلل على ذلك بآية قرآنية تتحدث عن النبى الكريم عليه الصلاة والسلام، إذ يخاطبه ربه، «وقل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة»، وإذا كان النبى يدعو على بصيرة، لأنه نبى يوحى إليه، وعندما يصف الدعوة بالنزاهة والبراءة وتجاوز المطامع واحتقار المنافع وترك الأهواء ربما تكون هذه أمانى وأحلاما، ولكنها ليست حقيقة واقعة على الأرض. وإذا كان عصر النبوة نفسه كانت فيه معاص مثل شرب الخمر والزنا وحادثة الإفك والمنافقين الذين يكيدون للإسلام، وكان التكالب على الغنائم فى الغزوتين «بدر» و«أحد»، وهم كبار الصحابة، وأيضا موقف حاطب بن أبى بلتعة فى فتح مكة، وهو حادث يرتقى إلى الخيانة العظمى، فإذا كان هذا هو المجتمع الأفضل خير القرون قرنى ثم الذين يلونهم وهكذا، فمن أين أتى حسن البنا بهؤلاء الملائكة الذين انتموا إلى دعوته، وإن كان هذا حقيقة فدع الناس من حولك تشهد لك لا أن تشهد أنت لنفسك، فإذا كان من منطلق المنطق أن شهادة الشخص لابنه أو لقريب له من المنطلق العقلى تعتبر شهادة مجروحة فما بالك بمن يشهد لنفسه.
وتحت عنوان لله الفضل والمنة:
«بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين»، وفى آخر المقطع
«من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له»، وهو حسبنا ونعم الوكيل، أليس الله بكاف عبده؟
هو ببساطة يتحدث عن أن الله منَّ عليه وهداه! فمن حق أى شخص أن يبحث عن الإصلاح، وأن يكون له وجهة نظر فى هذا الإصلاح ويرسم طريقا له، ولكن فى النهاية هى ليست وحيا هو رأى بشرى إنما استدعاء الهداية الإلهية والمن الإلهى، فأنت تستبطن مستوى من مستويات الوحى أو الإلهام، وهذا ادِّعاء من الخطورة بمكان، بالإضافة إلى أن الصفات الإنسانية الإيجابية من الضرورى أن يشهد بها الآخر، ولكن أن يشهد الشخص لنفسه بالهداية فى رسائل تبث إلى القراء الكثر فهذه تحتاج إلى تحليل نفسى، خصوصا أن الحديث لا يتحدث عن معاص كان يرتكبها الشخص ثم تاب عنها ورجع إلى الله، فهو يعلن توبته على رؤوس الأشهاد، ولكن فى النهاية هى رؤية للإصلاح ووجهة نظر، خصوصا أننا لا ننسى أن هذه الفكرة خلَّفت تنظيمًا خاصًا خلف دماءً كثيرة ليس المجال لذكرها الآن، بل إن توابع هذا التنظيم الذى أنشأه فى ثلاثينيات القرن الماضى يلاحقنا حتى الآن، ناهيك بما شاهدناه فى عام واحد من الحكم من استعلاء وفساد مالى وتهديد للمعارضين، بل وصل إلى القتل والسجن وتبريرهم بشكل فج.
تحت عنوان أصناف أربعة:
«وكل الذى نريده من الناس أن يكونوا أمامنا واحدا من أربعة:
- مؤمن:
إما شخص آمن بدعوتنا وصدق بقولنا وأعجب بمبادئنا، ورأى فيها خيرا اطمأنت إليه نفسه وسكن له فؤاده، وفى نهاية الفقرة، وكذلك كان السابقون الأولون ممن شرح الله صدورهم لهدايته فاتبعوا أنبياءه وآمنوا برسالاته.
- متردد:
وإما شخص لم يستبن له وجه الحق وفى نهاية المقطع، وكذلك كان شأن المترددين من أتباع الرسل من قبل.
- نفعى:
وإما شخص لا يريد أن يبذل معونته إلا إذا عرف ما يعود عليه من فائدة ويستطرد، فإن كشف الله الغشاوة عن قلبه وأزاح كابوس الطمع عن فؤاده، فسيعلم أن ما عند الله خير وأبقى، وسينضم إلى كتيبة الله ليجود بما معه من عرض هذه الحياة الدنيا، وكذلك كان شأن قوم من أشباهه حين أبوا مبايعة رسول الله إلا أن يجعل لهم الأمر من بعده، فما كان جوابه إلا أن أعلمهم أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.
- متحامل:
وإما شخص ساء فينا ظنه وأحاطت بنا شكوكه ويستطرد، ويأبى إلا أن يلج فى غروره ويسدر فى شكوكه ويظل مع أوهامه ويستتبع ذلك بالآية القرأنية (إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) وبعدها (اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون)».
الإمام البنا يصنع مطابقة واضحة مع النبوة، فالمؤمن يشبه المؤمنين السابقين الأولين ممن شرح الله صدورهم لهدايته، المتردد كذلك كان شأن المترددين من أتباع الرسل، النفعى فإن كشف الله الغشاوة عن قلبه وأزاح كابوس الطمع عن فؤاده، سينضم إلى كتيبة الله، وكذلك كان شأن قوم من أشباهه حين أبوا مبايعة رسول الله، أما المتحامل فهو يأبى إلا أن يلج فى غروره و«إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء»، و«اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون»، مع العلم أن هذا العصر كان مليئا بالمفكرين وأيضا حركات دعوة مثل «الشبان المسلمين»، و«شباب محمد»، وكذلك «مصر الفتاة»، وشباب محمد كانوا أعضاء فى الإخوان المسلمين، ولكنهم خرجوا على حسن البنا فى قصة معروفة، بسبب أمور مالية، منها تعديه على أموال جمعت لفلسطين، ولكنه صرف جزءا منها على الجماعة واعترف بذلك وقال نعيدها مرة أخرى، وأمور أخرى إدارية، وقد سبقه مشايخ كثر مثل جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا والكواكبى وغيرهم كثر، ولم يدع منهم أحد ذلك لنفسه، ولم يعقد مطابقة بهذا الشكل إلا هو، وهو يذكر بوضوح ينضم إلى كتيبة الله، ففريقه هو كتيبة الله، الخصوص والتفرد بهذا الشكل يحمل بين ثناياه نفيا للآخر، لا نفيا فقط فهو يدعو له بالهداية والانضمام إلى كتيبة الله، وإذا كان هذا الخصوص هو كتيبة الله، فهى دلالة أن الآخر هو كتيبة الشيطان، نفس المشكلة التقسيم والاستقطاب الذى يلاحقنا حتى الآن هو من غرز حسن البنا، ولن أسأم من تكرار تلك الكلمات مع كل مقطع يحتمل، ذلك لأن هذا هو مقصد الكتاب الرئيسى.
تحت عنوان فناء:
«فهى دعوة لا تقبل الشركة، إذ إن طبيعتها الوحدة، فمن استعد لذلك فقد عاش بها وعاشت به، ومن ضعف عن هذا العبء فسيُحرم ثواب المجاهدين، ويكون مع المخلفين، ويقعد مع القاعدين ويستبدل الله لدعوته به قوما آخرين «أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون فى سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء» (المائدة)».
نفس المشكلة الرافض للانضمام إليه فهو مع المخلفين والقاعدين، وسيُحرم ثواب المجاهدين، وسيستبدل الله به غيره ممن يجاهد ولا يخاف لومة لائم، لا أريد أن أبالغ وأقول إننا أمام مدَّعى نبوة جديد من ليس معه، فهو من القاعدين والمخلفين، ومن معه فهم المجاهدون الذين لا يخافون لومة لائم، وهو يتحدث عن عدم قبول الشراكة، يعنى أى دعوة إصلاحية أخرى غير مقبول الشراكة معها.
تحت عنوان «إيمانان»:
«والفرق بيننا وبين قومنا أنه عندهم إيمان مخدر نائم فى نفوسهم لا يريدون أن ينزلوا على حكمه ولا أن يعملوا بمقتضاه، على حين أنه إيمان ملتهب مشتعل قوى يقظ فى نفوس الإخوان المسلمين».
لا أستطيع إلا القول «فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى»، تزكية واضحة للنفس وللجماعة، فالآخر إيمانه مخدر، والأنا هو الإيمان اليقظ المشتعل، رغم أن علم التقوى والإيمان هى عند الله لا يملك أحد أن يدَّعى المعرفة بها، وهذا افتئات على الله تعالى، وإن كان الرسول الكريم، قال «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان»، ولكن اعتياد المساجد ليس حكرا على الإخوان المسلمين، وهى مجرد شهادة ظاهرية لا ترقى إلى مرحلة اليقين التى يتحدث بها الإمام البنا، حكمت على كل المجتمع بل العالم الإسلامى كله بالإيمان المخدر، وعشيرتك هى الإيمان اليقظ، لمجرد أن الآخرين رافضون أن يكونوا معك، لا يثقون بك، متشككون فى نياتك، لا يعرفوك أصلاً، يرتابون بتحركاتك، حتى جمال البنا أخوك رفض الانضمام إليك، وكان يختلف مع طريقتك ومع أتباعك.
تحت عنوان إسلامنا:
«اسمع يا أخى: دعوتنا دعوة أجمع ماتوصف به إنها إسلامية وفى نهاية الفقرة، فإن شاء القارئ أن يفهم دعوة الإخوان بشئ أوسع من كلمة (الإسلامية ) فليمسك بمصحفه وليجرد نفسه من الهوى والغاية ثم يتفهم ما عليه القرآن فسيرى فى ذلك دعوة الإخوان.
يتحدث عن جماعته أنها قرآن يمشى على الأرض، اقرأ المصحف بتجرد ستجد هى دى دعوة الإخوان، كلام واضح بلا مواربة الجماعة قرآن يمشى على الآرض؟! ربما تحدثت السيدة عائشة عن الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه كان قرآنا يمشى على الأرض، ولكنه الرسول المُوحى إليه، المعصوم.
تحت عنوان موقفنا من الدعوات:
«وموقفنا من الدعوات المختلفة التى طغت فى هذا العصر ففرقت القلوب وبلبلت الأفكار أن نزنها بميزان دعوتنا، فما وافقها، فمرحبا به وما خالفها فنحن براء منه، ونحن مؤمنون بأن دعوتنا محيطة لا تغادر جزءًا صالحًا من أى دعة إلا ألمت به وأشارت إليه».
رغم أنه لا يستطيع أن يدَّعى أنه متفرد فى عصره وفى دعوته، فقد كان تنافسه كما وضحنا دعوات أخرى، فهو يصفها أنها طغت وفرقت القلوب وبلبلت الأفكار، ونحن دعوتنا محيطة ملمة، فالآخر مفرق مبلبل طغى، والميزان نملكه نحن ونزن به، مع العلم أنه يتحدث عن دعوات أخرى تتحدث عن الإصلاح أيضا والدعوة إلى الله، ليس هذا معرض الكلام عن الأحزاب وغيرها، لأن لتلك أحاديث أخرى فى الرسائل هو يقصد «الشبان المسلمين» و«شباب محمد» و«مصر الفتاة»، هذا غير الأفراد من المشايخ والدعاة والمصلحين الأفراد الذين يملؤون المجتمع، وبعدين هو اعتبر نفسه الميزان، وتحدث عن فكرة البراء، وكلمة الولاء والبراء فكرة مهمة فى الفقة الإسلامى، فالولاء للمؤمنين والبراء من الكفار والمشركين دون الدخول فى تفاصيل هذا الباب من الفقة ومشكلاته، ولكنه يعتمد عليه الفكر السلفى بشكل كبير ويركز على تدريسه لأتباعه، المشكلة أن حسن البنا استخدم كلمة البراء التى تُستخدم عند الحديث عن الكفار والمشركين، وهو يتحدث عن دعوات إصلاحية أخرى، ولكنها لا توافق ميزانه هو.
وتحت عنوان «حدود وطنيتنا»:
«أما وجه الخلاف بيننا وبينهم، فهو أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية».
هذه هى إحدى المشكلات الكبرى التى وضعها الإمام البنا من وجهة نظرى، ولا أدرى إن كان الإمام البنا مؤمنا بما يقول حقيقة أم غير ذلك، لأن هناك تغيرات كثيرة حدثت واختلفت عن عصر الإسلام الأول، فالمسلمون موجودون بكل أنحاء العالم بملايين كثيرة، فأمريكا بها ٦ ملايين مسلم، والصين بها عشرات الملايين، والهند بها مئتى مليون مسلم، وكثير من هؤلاء المسلمين انصهروا مع دولهم وتشربوا ثقافتها مع حفاظ، كثير منهم على عقيدته وعبادته فى إطار الثقافة العامة لدولته، ولو دخلت باكستان بأغلبيتها المسلمة فى حرب مع الهند فالمسلمون الهنود سيقاتلون مع دولتهم الهند، وإذا حاول الإخوان المسلمون تحقيق أستاذيتهم المزعومة فسيجدون مسلمى الصين يقاتلون مع دولتهم ضدهم وكذلك مسلمى الهند، وهذا كان واضحا فى حرب العراق وأفغانستان، رغم أنها لم تكن حربا عادلة بالمعنى الإنسانى العام، ولكن المسلمين فى أمريكا قاتلوا مع دولتهم، وإذا كان هناك أستاذية حقيقية نريد أن نحققها، فهى أستاذية حضارية أن تعود مصر كما كانت وتجمع حولها العرب وتصنع حضارة كبيرة ومنارة للعالمين، وستكون بالتأكيد حضارة مضافة إلى الحضارة الإسلامية، حيث العربية لغته والعالم العربى موطنه الأساسى ومنطلقه، أما الأوهام المزعومة بالسيطرة العسكرية والسياسية على العالم، فهذا يتناقض مع علوم السياسة والاجتماع، ناهيك بالمنطق والعقل، بالإضافة إلى مخالفتها لمفاهيم الإسلام العامة، فهو دعوة للتعايش لا التقاتل والاحتراب، وقديما عندما بعث الرسول رسله إلى العالم، كان يريد أن يتركهم يدعون إلى رسالته بحرية، لا أن يسلموا أنفسهم لقيادته العسكرية والسياسية، فهذا ليس منطقيا، «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين (٨) إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم (٩)»، من أين أتى حسن البنا بتلك المفاهيم وهو يصف دعوته أنها قرآن يمشى على الآرض.
رسالة إلى أى شىء ندعو الناس.. تحت عنوان المقياس:
«وأنا أر يد فى هذه الكلمة أن أكشف للناس عن دعوة الإخوان المسلمين وغايتها ومقاصدها وأساليبها ووسائلها فى صراحة ووضوح وفى بيان وجلاء، وأحب أولاً أن أحدد المقياس الذى نقيس به هذا التوضيح، وسأجتهد فى أن يكون القول سهلاً ميسورًا، لا يتعذر فهمه على قارئ يحب أن يستفيد، وأظن أن أحدًا من الأمة الإسلامية جميعًا لا يخالفنى فى أن يكون هذا المقياس كتاب الله نستقى من فيضه ونستمد من بحره ونرجع إلى حكمه.
خدعة معاوية.. تحكيم القرآن هذه الخدعة التى لجأ إليها معاوية عندما أوشك جيش عَلِىٍّ على الفوز، فأمرهم أن يرفعوا المصاحف على أسنة الرماح وينادوا تعالوا إلى كتاب الله ليحكم بيننا وفُتن الخوارج بهذه الدعوة وقال عَلِىّ وقتها القرآن حمَّال أوجه، وهذا ما قاله حسن البنا فى تلك الفقرة المقياس والحكم هو كتاب الله، مع العلم أن العقدين الذين أنشأ فيهما حسن البنا جماعته، كانت مصر دولة تقترب من الحداثة، بها نظام حزبى وبرلمانى، والملكية أقرب للملكية الدستورية، فهناك ملك، وهناك حكومة تسيِّر أمور البلاد، وثورة سعد زغلول التى توحد فيها قطبا الأمة المسلمين والمسيحيين، وكانت حركة ثقافية كبيرة فيها العقاد وطه حسين وعبد الرحمن بدوى وصحفيون وكتاب وقادة سياسيون، وأيضا دعوات دينية مثل «مصر الفتاة» و«الشبان المسلمين» و«شباب محمد» و«الإخوان المسلمين»، فى هذا التوقيت الذى يموج بكل هذا الحراك يدعوهم حسن البنا لكتاب الله ليكون حكما بينهم، مع العلم أنه يدعو إلى رفض الحزبية والتوحد تحت حزب إسلامى، ويدعو إلى الخلافة، ويرفض الدولة الوطنية الحديثة، وأن حدود الوطن هو الدين، هل مجرد استدعائه بعض الآيات بتأويلات شخصية مثل «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، وكأن القرآن قد حسم الأمر برفض الأحزاب، فهناك قطعى الدلالة وظنى الدلالة، هناك المحكمات والمتشابهات، هناك العام والخاص، المطلق والمقيد، هذا إما جهل كبير، وإما تضليل كبير لأتباعه مع سبق الإصرار والترصد.
تحت عنوان غاية الحياة فى القرآن:
استدعى آيات قرآنية كثيرة عن الحياة الدنيا والغرض منها وفى نهاية الفقرة..
«يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون (٧٧) وجاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم فى الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفى هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير (٧٨)» (الحج).
ومعنى هذا أن القرآن الكريم يقيم المسلمين أوصياء على البشرية القاصرة ويعطيهم حق الهيمنة والسيادة على الدنيا لخدمة هذه الوصاية النبيلة، وإذن فذلك من شأننا لا من شأن الغرب، ولمدنية الإسلام لا لمدنية المادة.
يا للهول.. لا أستطيع أن أبدأ بغير ذلك تعقيبى، فقد فسر وتكونوا شهداء على الناس بالوصاية على البشرية القاصرة والهيمنة والسيادة على الدنيا.. أين هذا من لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم، أعتقد أن الشهادة سلوك وأخلاق وحضارة تكون حجة على العالمين، لا وصاية وسيطرة وسيادة، أين هذا من قوله تعالى «إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر»، يأتى حسن البنا ليتحدث عن الوصاية والهيمنة والسيادة، وقرأت تفسيرها فى تفسيرات مختلفة، ابن كثير والطبرى والقرطبى والبغوى، قالوا شهداء على الناس، بتبليغ الرسالة، وأن الرسل بلغوا رسالاتهم.
تحت عنوان الغاية أصل والأعمال فروع لها:
«مهمتنا سيادة الدنيا وإرشاد الإنسانية كلها إلى نظم الإسلام الصالحة وتعاليمه التى لا يمكن بغيرها أن يسعد الناس، تلك هى الرسالة التى يريد الإخوان المسلمون أن يبلغوها للناس وأن تفهمها الأمة الإسلامية حق الفهم، وتهب لإنفاذها فى عزم وفى مضاء، لم يبتدعها الإخوان المسلمون ابتداعا، ولم يختلقوها من أنفسهم، وإنما هى الرسالة التى تتجلى فى كل آية من آيات القرآن الكريم، وتبدو فى غاية الجلاء والوضوح فى كل حديث من أحاديث الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم، وتظهر فى كل عمل من أعمال الصدر الأول الذين هم المثل الأعلى لفهم الإسلام وإنفاذ تعاليم الإسلام، فإن شاء المسلمون أن يقبلوا هذه الرسالة كان ذاك دليل الإيمان والإسلام الصحيح، وإن رأوا فيها حرجا أو غضاضة فبيننا وبينهم كتاب الله تبارك وتعالى، حكم عدل وقول فصل يحكم بيننا وبين إخواننا ويظهر الحق لنا أو علينا «ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين» (الأعراف)».
يتحدث على أن رسالته هى رسالة الإسلام فإن قبلوا هذه الرسالة كان ذاك دليل الإيمان والإسلام الصحيح، لاحظ «فإن شاء المسلمون أن يقبلوا الرسالة» المسلمون ويقبلون، ولا ننسى أنه لا يدعو إلى الإسلام دعوة الواعظ فى خطبة جمعة أو فى درس مسجدى، ولكنه يدعو إلى الانتماء إلى جماعته والنزول تحت قيادته، ويستتبعها بعد ذلك كما سنوضح فى «رسالة التعاليم» السمع والطاعة له ولقيادة الجماعة التى اختارها هو من أصفيائه ومريديه، وقبول هذه الرسالة دليل الإيمان والإسلام الصحيح، ويعود مرة أخرى إلى التحكيم تحكيم كتاب الله «خدعة معاوية»، ومعنى ذلك أن الامتناع عن الامتثال له أو لجماعته، أن الإيمان والإسلام الذى لديك غير صحيح أو غير مكتمل، نريد أن نفرق بين مفهومين مهمين، الفرق بين الرأى أو وجهة النظر والأحكام أو الحكم، وهذا يذكرنى بفيديو شهير، فى إحدى القاعات، وكان حاضرا سامح الصريطى وكريمة الحفناوى وغيرهم فى عهد مرسى، وقام شيخ أزهرى يتحدث عن معارضى الرئيس، حيث كفرهم واستباح دمهم، وعندما اعترض سامح الصريطى وغيره من الموجودين، قال دى وجهة نظرى، هناك فرق كبير بين وجهة النظر فى قضية عامة أو حتى خاصة، وبين الحكم على الأشخاص سواء بالكفر أو الزندقة أو الخروج عن الإسلام الصحيح، هنا أنت قد أصدرت أحكاما على أشخاص، لا آراء، بطريقة أوضح لا يجوز أن أتهم أحدهم أنه «واطى» بالمصطلح الشعبى وأقول له دى وجهة نظر ورأى، هذا حكم لا رأى.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة silverlite ; 13-12-2013 الساعة
07:27 AM
silverlite
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى silverlite
البحث عن المشاركات التي كتبها silverlite