[silverlite]

حزب النور خلاها ضلمة خالص



حمدي رزق



..وتنص المادة 11 من مسودة الدستور: «تلتزم الدولة بتحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى جميع الحقوق الواردة فى هذا الدستور، وتلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة لضمان تمثيل المرأة تمثيلاً مناسباً ومتوازناً فى المجالس النيابية والمحلية على النحو الذى ينظمه القانون، وتمكينها من التوفيق بين واجباتها الأسرية والعمل، وحمايتها من كل أشكال العنف، وتلتزم الدولة بتوفير رعاية خاصة للأمومة والطفولة والنساء الأشد فقراً واحتياجاً».

المهندس صلاح عبدالمعبود، العضو الاحتياطى بلجنة الـ50، عضو الهيئة العليا لحزب النور، لا يعجبه العجب ولا الصيام فى رجب، ولا المدنية ولا الديمقراطية، ولا يروق له تجريم إهانة السلام الجمهورى، طلع علينا بجديد، يقول لا فض فوه: «لابد أن تقيد المساواة بين الرجل والمرأة بما لا يخل بأحكام الشريعة الإسلامية»، مشيرا إلى أنه «بالرغم من أن اللجنة أقرت أن هذه المادة لا تفسر إلا فى ضوء المادة الثانية، وأن الدستور وحدة عضوية واحدة، وأن هناك مادة دستورية تنص على هذا، إلا أننا مازلنا نتحفظ على إضافة هذا القيد للتأكيد على هذا المعنى».

يا سلام، وكأن حزب النور ماسك علينا ذلة، نخلص من كهنوت المادة 219 يطلع لنا بالمادة 11، ولو خلصنا من المادة 11 الله أعلم المادة الجاية رقمها كام، وكله بالشريعة، ماسكين لنا سيف الشريعة، وكأنهم أصحاب الحق الحصرى فى الشريعة، وكأن بقية لجنة الخمسين من كفار قريش، صحيح فيهم مسيحيون، ولكن غالبيتهم مسلمون وموحدون، وتخلو اللجنة من البهائيين، حتى الملحدون رفضت اقتراحاتهم من قبل لجنة الخمسين.

حزب النور يتفنن فى إضاعة الوقت، يضع العصا فى عجلات خارطة الطريق، لا يريد لها أن ترى النور، وكيل عن الإخوان المسلمين، الإخوان يقطعون الطريق بالمظاهرات على قارعة الطريق، وحزب النور يقطع الطريق على خارطة الطريق بالمماحكات الشرعية، ويجر لجنة الخمسين إلى معارك خلافية، ما إن تنتهى بتوافق على مادة حتى يبتدع خلافًا جديدًا حول مادة، ومادة ورا مادة، وهكذا دواليك استنفادًا للوقت، ومعلوم أن وقت خارطة الطريق سيف، إن لم تقطعه اللجنة قطعه الإخوان والسلفيون، قطعونا حتت ورمونا لكلاب السكك الأمريكان.

المادة 11 تخص المساواة بين الرجل والمرأة، حزب النور لا يرتضى المساواة، يتحجج بأحكام الشريعة، النور لا يبغى أحكام الشريعة، ولكنه يبغى تعطيل الدستور، يعوق اللجنة بإشهار أحكام الشريعة فى وجوه الجميع، ومن منّا يرفض أحكام الشريعة الغراء، ليست شريعة الإخوان والسلفيين، حتى ممثل المسيحيين «الأنبا بولا» نطق وقال الباب الأول سلفى، وأجبرنا عليه، طبعا أجبرهم حزب النور، كان يستهدف رفض المسيحيين، وتفجير خلاف عقائدى ينسف الدستور، لم ينسحب المسيحيون، فوتوا الفرصة على حزب النور، فعاد يفخخ الدستور من باب المرأة.

لعبة حزب النور باتت مكشوفة، لا أعرف سر خشية اللجنة من حزب النور، بتبوس لحى ممثليه، تتملقهم، تخشى اتهاما بالعلمانية، رغم وجود ممثلى الأزهر الشريف، جميعا أحرص من حزب النور على أحكام الشريعة التى يحتكرها بضاعة سياسية، حزب النور واقف كالعقلة فى زور لجنة الخمسين، يُسوّف، يماطل، توزيعة الأدوار باتت ظاهرة للعيان، الإخوان والسلفيون إيد واحدة، ولن يرضى الإخوان أو السلفيون عن لجنة الخمسين حتى تتبع خطتهم لإجهاض حلم ثورة 30 يونيو. ما يمارسه ممثلو حزب النور من تخريب متعمد داخل لجنة الخمسين لا يقل خطورة عما يمارسه الإخوان من تخريب متعمد خارج لجنة الخمسين، كلاهما يعمد إلى تفشيل خارطة الطريق، خلاص معدشى فيها كسوف، واللى يختشى من بنت عمه، واللى يختشى من حزب النور يبقى على راسه بطحة، حزب النور هو اللى على راسه بطحة، حليف للإخوان المسلمين، حزب النور خلاها ضلمة خالص، أقول فى حزب السلفيين ما قاله جد الرسول، عليه الصلاة والسلام، لأبرهة الذى جاء مكة غازيا: «... وللبيت رب يحميه»، وللشريعة رب يحميها، لا السلفيين ولا الإخوان المسلمين.