[ابراهيم داود]

تذكروا ان الدنيا دار ابتلاء وامتحان ولهذا فهى مليئه بالمصائب والاكدار والاحزان والامراض والحوادث
{ ولنبلوكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين}
وقال { لقد خلقنا الانسان فى كبد} اعلموا ان الجزع لا يفيد بل يضاعف المصيبه ويفوت الاجر ويعرض المصاب للاثم قال على بن ابى طالب { ان صبرت جرت عليك المقادير وانت مجور وان جزعت جرت عليك المقادير وانت مازور }
وقال بعضهم المصيبه للصابر واحده وللجازع اثنتان ولهذا نوصى كل من اصيب بمصيبه فى نفسه او والده او ولده او زوجته او حماته ان يلزم الصبر فانه اذا تحلى بالصبر يحصل على حلاوه الايمان { ما اأصاب من مصيبه الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شئ عليم } يقول علقمه فى تفسير هذه الايه هو الرجل تصيبه المصيبه فيعلم انها من الله فيرضى ويسلم فيعوضه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه
ويحصل على معينه الله { ان الله مع الصابرين } ويحصل على محبه الله {والله يحب الصابرين } ويحصل على الاجر بغير حساب {انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب } قال الاوزاعى على هذه الآيه" ليس يوزن لهم ولا يكال انما يغرف لهم غرفا "
ويحصل ايضا على ثناء الله له ورحمته وهدايته للصابر كما قال سبحانه وتعالى { وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه واولئك هم المهتدون }
قال بعض السلف- وقد عزى على مصيبه نالته, مالى لا اصبر وقد وعدنى الله على الصبر ثلاث خصال كل خصله منها خير من الدنيا وما عليها, يعنى الخصال المذكوره فى هذه الآيه , وهى صلاه الله ورحمته وهدايته للصابرين.
ولقد مدح الله نبيه ايوب عليه السلام بقوله { انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب }
صدقت ياربنا اللهم الهمنا الصبر على ما ابتليتنا وكن راض عنا واجعلنا من عبادك الصالحين
امين يارب العالمين