عرض مشاركة واحدة
  #9572  
قديم 23-07-2013, 07:43 AM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

من يذكر فوجيمورى؟!



علاء الاسوانى



FUJIMORI هل سمعت عن السيد فوجيمورى، السيد ألبيرتو فوجيمورى كان رئيسا لجمهورية بيرو (فى أمريكا الجنوبية) خلال التسعينيات من القرن الماضى، وصل فوجيمورى إلى السلطة عن طريق انتخابات نزيهة وبعد عامين من الرئاسة فى يوم 5 إبريل 1992 أصدر فوجيمورى إعلانا رئاسيا حل فيه البرلمان وعطل القانون والدستور وحصن قراراته الرئاسية ضد القانون، بحيث لا يمكن إلغاء قراراته عن طريق النظام القضائى.
ما إن أصدر فوجيمورى هذا الإعلان الاستبدادى حتى ثار ضده المجتمع الدولى بشدة: سارعت الولايات المتحدة بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع بيرو ومنعت عنها مساعداتها الاقتصادية والعسكرية، وأدانت إعلان فوجيمورى باعتباره انقلابا على النظام الديمقراطى حيث تحول بموجبه فوجيمورى من رئيس منتخب إلى ديكتاتور، وقد حذت معظم الدول حذو الولايات المتحدة، فقامت فنزويلا بقطع علاقاتها مع بيرو، وسحبت الأرجنتين وشيلى سفيريهما، وقطعت ألمانيا وإسبانيا كل مساعداتهما عن بيرو (ماعدا المساعدات الإنسانية)، كما أدانت منظمة الدول الأمريكية انقلاب فوجيمورى على الديمقراطية وهددت بطرد بيرو من عضويتها.. لم يستطع فوجيمورى أن يتحمل كل هذه الضغوط الدولية فتراجع بعد شهور قليلة عن الإعلان الدستورى وقام بإجراءات ديمقراطية استعادت بها بيرو علاقاتها مع المجتمع الدولى.. هذه الواقعة تؤكد الحقيقة: عندما يقدم الرئيس المنتخب على إلغاء القانون ويضع إرادته المنفردة فوق النظام القضائى ويحصن قراراته ضد الطعن أمام المحاكم، فإنه يتحول من رئيس منتخب إلى ديكتاتور ويفقد شرعيته فورا، لأنه تم انتخابه بموجب النظام الديمقراطى فإذا هدمه سقطت شرعيته. لعلك أيها القارئ العزيز تلاحظ مثلى أن ما فعله فوجيمورى هو بالضبط ما فعله محمد مرسى فى نوفمبر الماضى، عندما أصدر إعلانا ألغى فيه القانون والدستور وحصن قراراته ضد أحكام القضاء. لقد ارتكب مرسى نفس جريمة فوجيمورى. كلاهما بدأ رئيسا منتخبا وتحول إلى ديكتاتور. وكان جديرا بالبرلمان أن يسحب الثقة من مرسى فور إصداره إعلانه الاستبدادى. ولأن مصر بلا برلمان، ولأن البرلمان وكيل الشعب فى ممارسة سلطته، فإن غياب البرلمان يعيد السلطة إلى صاحبها الأصلى وهو الشعب.
من هنا جاءت أهمية حملة «تمرد»، التى وقع عليها 22 مليون مصرى لسحب الثقة من محمد مرسى، ثم جاء يوم 30 يونيو لينزل أكثر من 30 مليون مصرى يطالبون بعزل مرسى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، الأمر الذى وضع مصر على حافة الحرب الأهلية، وجعل الجيش يتخذ موقفا وطنيا عظيما من أجل تنفيذ إرادة الشعب ومنع الدولة المصرية من السقوط. الانقلاب على الديمقراطية إذن لم يقم به الجيش وإنما الذى انقلب على الديمقراطية هو محمد مرسى نفسه عندما أصدر الإعلان الاستبدادى. نلاحظ هنا أن إعلان مرسى يتطابق شكلا ومضمونا مع إعلان فوجيمورى، لكن الغريب أن الولايات المتحدة أقامت الدنيا اعتراضا على إعلان فوجيمورى، بينما تغاضت تماما عن إعلان مرسى.
السبب أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة لا تعبأ بالمبادئ أبدا، وإنما تحركها المصالح الأمريكية دائما. لقد دعمت الولايات المتحدة حسنى مبارك ثلاثين عاما وهى تعلم أنه ديكتاتور فاسد. كانت أمريكا تعلم بتزوير الانتخابات والقمع وتعذيب آلاف المصريين فى أمن الدولة، لكنها ظلت تعتبر مبارك زعيما عاقلا، لأنه كان حليفا يحقق مصالحها. لقد فعلت أمريكا مع مرسى نفس ما فعلته مع مبارك. لم تكن مصالح أمريكا مع فوجيمورى وبالتالى فقد استعملت الوصف الصحيح لما فعله: انقلاب على النظام الديمقراطى، بينما كانت مصالح أمريكا دائما مع الإخوان المسلمين، فقد راهنت على شعبيتهم وتنظيمهم وقدرتهم على السيطرة على حركة حماس، مما يوفر لإسرائيل حلا رائعا لمشكلة عمليات المقاومة. وبالتالى عندما أعلن مرسى إعلانه الاستبدادى لم تدنه الولايات المتحدة بكلمة واحدة، بل ظل أوباما وسفيرته آن باترسون يدعمان الإخوان المسلمين ضد إرادة الشعب المصرى. أتمنى من كل مصرى يعرف الإنجليزية أن يدخل موقع البيت الأبيض على الإنترنت ويكتب السؤال الآتى:
«لماذا أدانت الولايات المتحدة انقلاب فوجيمورى على القانون والدستور عام 1992، ولم تنطق بكلمة إدانة فى عام 2012 عندما فعل مرسى فى مصر نفس ما فعله فوجيمورى فى بيرو؟».
إن نفاق السياسة الأمريكية ليس جديدا، لكن العجيب فعلا أن يعجز الإخوان حتى الآن عن رؤية حقيقة ما حدث.. الغريب هو استمرار قيادات الإخوان حتى الآن فى إنكار الحقيقة وحشد أتباعهم لكى يخوضوا جهادا وهميا لا يوجد إلا فى خيالهم. الغريب أن يعمل قادة الإخوان على إحداث الفوضى فى وطنهم، وأن يعتبروا الاعتداء على الجيش المصرى فى سيناء عقابا مقبولا له على عزل مرسى. العجيب أن يستنجد مشايخ الإخوان بالولايات المتحدة وهم الذين طالما اتهموا الأقباط والليبراليين واليساريين بالاستقواء بالخارج.. الغريب أن يلعن مشايخ الإخوان أمريكا على المنابر ويعتبروها عدوة الإسلام الأولى ويحملوها دماء المسلمين فى العراق وأفغانستان، ثم ينقلبوا الآن ويستنجدوا علنا بأمريكا حتى تعيدهم إلى السلطة!! لقد أثبت قادة الإخوان أنهم مستعدون لفعل كل شىء من أجل السلطة، من أول حشد أتباعهم إلى حيث يقتلون، حتى المطالبة بتدخل الغرب فى شؤون بلادهم. السؤال هنا: كثيرون من أعضاء الإخوان متعلمون وأذكياء فكيف يعجزون حتى الآن عن رؤية حقيقة ما حدث؟! كيف لا يفهمون أن الانقلاب الحقيقى ليس ما فعله الفريق السيسى وإنما ما فعله مرسى عندما عطل القانون والدستور وحصن قراراته ضد القضاء (تماما كما فعل فوجيمورى)؟! كيف عجز الإخوان عن رؤية ملايين المتظاهرين المطالبين بعزل مرسى؟!
أسئلة عديدة إجابتها واحدة: أن الإخوان يمارسون السياسة من منطلق دينى. إن الإنسان يمكنه غالبا أن يتقبل النقد لأفكاره وتصرفاته، لكنه يستحيل أن يتقبل أى نقد يتم توجيهه إلى عقيدته الدينية. الدين ليس وجهة نظر نتقبل نقدها وإبراز سلبياتها، لكن الدين عقيدة تعتمد على العواطف الدينية قبل العقل. العقل يستعمله المتدينون لإثبات صحة عقيدتهم الدينية، لكنهم غالبا ما يرفضون تقييم دينهم بطريقة عقلية محايدة. الدين اعتقاد حصرى قد يقبل التعايش مع أصحاب الأديان الأخرى، لكنه يستحيل أن يعترف بصحة معتقداتهم. كل من يتبع دينا يؤمن بأنه وحده الصحيح أما الأديان الأخرى فهى فى رأيه إما وهمية أو محرفة، وبالتالى فإن أذكى الناس وأكثرهم تسامحا وتقبلا للنقد فى الأمور العادية إذا تعلق الأمر بدينه سيكون مستعدا لإنكار الحقيقة الساطعة وتبنى مغالطات بلا نهاية، بل إنه قد يسلك سلوكا عدوانيا حتى يحتفظ بدينه فوق النقد والتشكيك..
هكذا حال الأديان منذ بدء الخليقة، ولهذا كان صراع الأديان دائما سببا فى كوارث وحروب ومذابح بشعة راح ضحيتها ملايين الناس على مر التاريخ. من هنا فإن السماح بقيام أحزاب دينية هو أكبر خطأ يقع فيه أى مجتمع، لأن من يمارس السياسة من منطلق دينى يستدعّ تلقائيا كل آليات الدفاع عن الدين ليدافع بها عن قرارات سياسية تقبل الخطأ والصواب.. هذه هى المشكلة التى تعيشها مصر الآن، فالمعتصمون من أجل عودة مرسى إلى الحكم لن يعترفوا أبدا بأن الشعب المصرى قرر عزله، بل إنهم سوف يستمرون فى تأييد مرسى وسوف يعتبرونه رئيسا عظيما حتى لو قتل آلاف المصريين وارتكب الجرائم جميعا. السبب فى ذلك أنهم يؤمنون بأنهم يؤيدون الإسلام فى شخص مرسى.. لا جدوى إطلاقا من محاولة إقناع الإخوان بأن مرسى فقد شرعيته، بالضبط كما أنه لا جدوى من إقناع أى شخص بأن دينه خطأ.
ليس من قبيل الصدفة أن يطلق معتصمو الإخوان على أنفسهم جيش محمد، وأن يعتبروا بقية الشعب المصرى أعداء للمشروع الإسلامى. فمصلحة الإسلام فى رأيهم يقررها فقط مكتب الإرشاد وكل من يعارض الإخوان فى رأيهم يعارض الإسلام ذاته.. لم يعتبر الإخوان وصول مرسى للرئاسة فوزا سياسيا وإنما اعتبروه تمكينا ونصرا من الله عز وجل للإخوان ليرفعوا كلمة الله ويستعيدوا مجد الإسلام القديم.. إن انعزال الإخوان عن الحقيقة وانغماسهم فى هذه الحالة الجهادية الوهمية هو نفس المشكلة التى يعانى منها السلفيون وستكون مشكلة كل من ينشئ أحزابا سياسية على أساس دينى.
سيكون دائما عاجزا عن رؤية الواقع، وسيكون مستعدا لتبرير الأخطاء والجرائم التى يرتكبها زعماؤه لأنهم فى عقيدته ينفذون أوامر الله. إن ما حدث فى 30 يونيو من أكبر إنجازات الشعب المصرى. لقد استطاع شعبنا بتراثه الحضارى أن يستوعب الدرس بسرعة مدهشة، بعد عام واحد فقط من حكم الإخوان اكتشف المصريون (حتى البسطاء والأقل تعليما منهم) أن الإسلام شىء والإسلام السياسى شىء آخر.
الإسلام دين عظيم يدافع عن الحق والعدل والحرية، أما الإسلام السياسى فليس إلا أداة سياسية تستعمل عواطف الناس الدينية من أجل الوصول إلى الحكم. لقد رفض المصريون الإسلام السياسى وازداد تمسكهم بالإسلام الذى يحبونه ويعرفونه. إن مشهد ملايين المصريين المطالبين بعزل مرسى وهم يؤدون صلاة الجماعة فى ميادين مصر كان يحمل فى رأيى دلالة عظيمة. كأنما المصريون يثبتون فى تلك اللحظة أنهم حريصون على إسلامهم بقدر ما يرفضون استعمال الدين من أجل السلطة. أرجو ممن ينفذون خارطة الطريق ألا يخذلوا الشعب المصرى هذه المرة كما حدث فى استفتاء مارس 2011..
نرجو من لجنة تعديل الدستور أن تمنع إنشاء أى أحزاب على أساس دينى.. إذا كنا نريد بناء الدولة الديمقراطية فلا مكان فيها لأحزاب تعتبر أنها وحدها تتحدث باسم الله. لقد أخطأ المجلس العسكرى السابق عندما سمح بتكوين الأحزاب الدينية وقد دفعت مصر ثمنا باهظا لهذا الخطأ وحان وقت إصلاحه.. إن السماح بأحزاب تفرق بين المصريين على أساس الدين، كما رأينا بأنفسنا، لن يؤدى إلا إلى تمزيق الوطن وبث التعصب والطائفية والفوضى والخراب. إن حظر الأحزاب الدينية لا يعنى أبدا منعا للإخوان والسلفيين من ممارسة حقوقهم السياسية.
الإخوان والسلفيون، ما لم يخالفوا القانون وما لم يرتكبوا جرائم، هم مواطنون مصريون لهم كل الحقوق السياسية، ومن حقهم إنشاء أحزاب على أن تكون أحزابا مدنية ديمقراطية تساوى بين المواطنين ولا تفرق بينهم على أساس الدين. أمامنا فرصة حقيقية لإصلاح مسار الثورة العظيمة التى ضلت طريقها على مدى عامين. آن الأوان لكى نبدأ المستقبل بداية صحيحة. الثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها جميعا بإذن الله.
الديمقراطية هى الحل
__________________

رد مع اقتباس