عرض مشاركة واحدة
  #7369  
قديم 06-04-2013, 04:54 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

والإعلام إذا فسد


وائل عبد الفتاح


الإعلام جنون الإخوان وسحرهم الضائع.
صورتهم عن الإعلام تخص مراحل قديمة.. الإعلام فيها أداة هيمنة تحتكرها السلطة.
لكن السلطة أتت الإخوان ولم يأت الإعلام معها.. وهذا كان يعنى افتقاد القدرة على تعميم الكذب.
الإعلام بعد ذهاب سلطة العسكر، لم يعد أمامه سوى الدفاع عن مهنته، وهذه واحدة من تجليات وصول روح الثورة ليتحول كل مكان إلى ساحة حرب، حتى لو لم يكن ساكنوه من الثوريين.
الإعلام الآن يدافع عن مهنته، أو مصلحته، دون الخوف من سلطة قابضة.. وهذا صنع جزءا من حرية لقنوات وصحف كانت تعانى من ضغوط القبضة الواحدة.
كان يمكن لضابط أمن الدولة (أيام مبارك).. أن يتحول إلى «معد» لبرامج «التوك شو» يختار الموضوعات والضيوف (أو على الأقل يكون له حق الفيتو)، ورث هذه المهمة ضباط الشؤون المعنوية (أيام حكم المجلس العسكرى فى المرحلة الانتقالية).. وعندما ضعفت قبضة «العارف بمصلحة الدولة العليا» لم تتكون بعد قبضة «العارف بالله والحاكم بأمر جماعته».. وهذا ما جعل الإعلام يصنع تعدديته لأول مرة، خارج السيطرة، ومقاومة لكل قبضة.
ما زال رأس المال خائفا، لكن نجوم «التوك شو»، الذين كانوا شركاء فى السلطة أيام مبارك والمجلس العسكرى، يقاومون الآن تغول السلطة، وهنا ظهر التعدد فى نبرات الخطاب المقاوم، وظهرت مهنية فى أدوات التغطية، لتصبح قنوات مثل «النهار» و«CBC» وفى مقدمتها «ON TV» خدمة تفوقت على سقف «الجزيرة» المهنى.. الذى حاصرته على ما يبدو قبضة ما حجَّمته ووضعته فى صراع جعلها بالنسبة إلى جمهورها القديم جزءا من «السلطة»، لدرجة إحراق مقرها باعتبارها رمزا من رموز السلطة.. بعد أن كانت تردداتها فى الـ18 يوما الأولى للثورة تكتب على الجدران.
أصبحت «الجزيرة» ضمن حزمة إعلام يسيطر عليه وزير الإعلام القادم من عالم التوجيه المعنوى فى مكتب الإرشاد. وهذا التغير لا يخص «الجزيرة» وإنما يتعلق بتأثير مقاومة المجتمع للسلطة وتأثيرها على تخلص الإعلام من التعميم.. وهذا سر الحصار أنهم يريدون الإعلام بالألف واللام.. والإعلام بفعل الروح الجديدة لم يعد قابلا للوضع فى حزمة واحدة جاهزة لأى سلطة.
الصورة إذن لم تعد تحت السيطرة.
وهذا سر العداء لها من إعلام مشايخ يحولون فيه الشاشات إلى منصة سلطة معرفية ومنبر واعظ، لا تبادل للمعرفة، ولا نقدها عبر الفرجة، الصورة ليست فضاء يتشارك فيه المتفرج، ولكنها أداة تثبيت السلطة للشيخ المقيم بكامل هيبته وإكسسواراته فى منتصف الشاشة.
الصورة عدوهم الأول، ووجوده قائم على إلغاء الصورة أو -بمعنى أدق- على إلغاء الحدود الفاصلة بين النص والحياة. نص من اختراعه وتصميمه وحياة هى ممر عبور إلى يوتوبيا مصنوعة بالكامل. الشيخ يصادر صناعة الصورة لنفسه. لا يرى نفسه خارج هذا التماهى بين الخيال والواقع. الصورة تفضح وجوده الواقعى، وتصنع مرآة للروح، تجعلها موضوعا للتأمل. يريد الشيخ أن يلغى المسافات ويمحو الزمن، ويهدم السياقات التى قامت عليها الحداثة كلها. الشيخ صنيعة قوته المقموعة، وأسير انفجار مؤجل يعلق مواعيده على دوران الساعة وعودتها إلى «لحظة مثالية» و«مخلص منتظر».
يتصور الشيخ أن الشاشة منصة سلطته، وهنا يقدم استعراضاته فى قتل الخصوم.. يختار ما يتصوره نقطة ضعف كما فعل الشيخ عبد الله بدر مع إلهام شاهين حين لغى المسافة بين الفن والواقع وتصور أنه أمام مشهد جنس علنى.
لم يتخيل الشيخ أن حربه مع الممثلة ستنتهى بالهزيمة، أمام حالة دفاع ضد هجوم استخدم العقل الريفى فى تعبيرات مثل «كم واحدا اعتلاك؟» ليهزم فى المحكمة وفى العالم الافتراضى حين وزع فى الشوارع وأمام المحاكم صورا مركبة لوجه إلهام شاهين على جسد عارضة بورنو رومانية.
هزيمة الشيخ كشفت عن هوس جنسى من ناحية، وعن خلط بين خطاب فتوات النواصى فى المناطق الشعبية وبين خطاب مشايخ الشاشات من ناحية أخرى.
الهزيمة كسرت السلطة حين خرجت من منصة الفتاوى على الشاشة إلى الحياة.. أى من نفس النقطة التى أرادت فيها بناء سلطتها بسطوة العارف المتربع على «أريكة» وسط جمهور الأرياف.
__________________

رد مع اقتباس