[silverlite]

كيف أثق فى نائب عام مثلك؟


محمد فتحى



المستشار طلعت عبدالله.. طلعت بك عبدالله.. جاء معاليه لمكانه فى ظروف (زفت) قَبِل هو أن يأتى خلالها باختيار الرئيس له بإعلان دستورى أقام الدنيا ولم يقعدها، واستقال النائب العام الشهير بالنائب العام الملاكى لمرسى ثم تراجع عن استقالته وقال إنه أُجبر عليها ونقلت عنه قيادات فى الجماعة أنه استقال لأنه كان عايز يروح الحمام (مزنوق يعنى)، وتراجع فى الاستقالة لأنه من حقه. ماشى الحال. لكن هل تعلم القارئ الفرق بين الحق والضلال فيما يتعلق بكل الكلام عن سعادة المستشار المزنوق سابقاً؟؟. الحق أن تطبق العدل على الجميع، والضلال والظلم والفساد أن تجعل العدل انتقائياً يُستَدعى من أجله خصومك وخصوم رئيسك وجماعته بينما يترَك مجرمون آخرون، ولعل النائب العام يذكر هذه الوقائع التى نذكّره بها من باب «التكرار بيعلم اللامؤاخذة الشطار» (جمع شاطر)
■ يا معالى النائب العام.. كنا ننادى طيلة حياتنا بإقالة سلفك لأنه كان تابعاً لنظام أسقطناه، ينتظر الأوامر بالتليفون من زكريا عزمى وحبيب العادلى ليرى ما سيفعله، ويتصل بدوره بوكلاء نيابة يطلب منهم أن يعطوا أربعة أيام أو استمرار أو أى بلاء أزرق، فلما طالبنا أن (يغور) بعيد عننا بعد الثورة، وظل المجلس العسكرى متمسكاً به، كان الحل فى أن يأتى الجديد باختيار مجلس القضاء الأعلى الذى كان يمكنه وقتها أن يقدم ثلاثة أسماء للرئيس يختار أحدها، لكن هذا لم يحدث، واختار الرئيس بنفسه من يسمع كلامه ويقول حاضر ونعم وطيب مثل سعادتك، ولهذا رفضناك من اليوم الأول.. باختصار لأننا لا نثق بك، ولا نعرف هل ستطبق عدل الله، الذى ستُسأل عنه، أم عدل الرئيس وجماعته الذى سيحاسبك الله عليه حساباً عسيراً أكثر مما سيحاسبك عليه الرئيس وجماعته، ناهيك عن حساب الشعب.
■ يا معالى النائب العام.. كان يمكنك أن تصبح بطلاً، وأن يكون لقبك النائب العام البطل بدلاً من النائب العام الملاكى لو انحزت لعدل الله عز وجل والذى يقوم على تطبيق القانون على الجميع دون هوى أو خوف. تطبيق القانون على القوى الثورية التى تخالفه والإخوان الذين يخالفونه والبلاك بلوك وحازمون والشرطة والوزراء ومكتب الإرشاد وكل من تسول له نفسه مخالفة القانون، لكنك لم تفعل، فكيف أثق بك؟؟
■ بعد أحداث الاتحادية قدم نشطاء ومحامون إليك بلاغات مشفوعة بتسجيلات فيديو وشهادات موثقة حول وقائع قتل وسحل وتعذيب وبلطجة، ولم تجرؤ على فعل أى شىء حتى الآن لأن الموضوع فيه سيرة قيادات الجماعة، ولأن معاليك وجهت التحقيقات وتدخلت فيها وهو ما فضحه أحد المستشارين، ولم تعاقَب أو تحاسَب على ذلك، ولم تحرك ساكناً حتى الآن بل تبغبغ ويبغبغ متحدثك الرسمى بكلام حول استمرار التحقيقات، وهو ما نشك به جميعاً، فلم يحدث شىء منذ شهور، وفى نفس الوقت تأتيك أدلة مشابهة فى واقعة تخص الجماعة التى عينتك فى منصبك عن طريق رئيسها، فتحقق وتصدر أوامر ضبط وإحضار فى أقل من 24 ساعة، فهل هذا هو عدل الله أم عدل (بارت تايم).
■ هل أصدرت أمراً بضبط وإحضار بلطجية جماعة الإخوان المسلمين الذين تعدوا على صحفيين وصفعوا فتاة؟؟ وأين هم هؤلاء من التحقيق معهم؟؟
■ ماذا فعلت فى البلاغات التى تقدم بها إليك ضباط شرطة حول إهانة حازم صلاح أبوإسماعيل لهم، ولماذا لم تجرؤ على ضبطه وإحضاره؟؟
■ ماذا فعلت مع هؤلاء الذين حاصروا النيابة وهددوا وكلاءك أثناء التحقيق مع ناشط ينتمى لـ«حازمون»، ولماذا لم تجرؤ على ضبط وإحضار أحدهم وهم معروفون بالاسم؟؟ أين نخوتك يا رجل؟؟.. أين غيرتك على مهنتك وحميتك على رجالك يا رجل؟؟ أين العدل يا رجل؟؟
■ ماذا فعلت مع البلاغات التى تم تقديمها لك فى وقائع تخص الجماعة أو قياداتها أو صبيانها؟؟، وماذا فعلت مع الفيديوهات التى تحرّض؟؟، وماذا فعلت مع حصار مدينة الإنتاج الإعلامى؟؟
■ يا سيادة النائب العام.. أصدرت قراراً بضبط وإحضار نشطاء بناء على بلاغ تم التحقيق فيه بسرعة شديدة وغريبة واتخاذ قرار حياله. أنا أوافقك على الضبط والإحضار فهو ليس بإدانة، لكن هل توافقنى أنك لا تعرف عدل الله لأنك لم تطبق نفس القواعد على بلاغات أخرى موجودة فى درجك؟؟.. هل توافقنى أن عدلك (بارت تايم)؟؟.. هل توافقنى أن كثيرين لا يثقون بك؟؟ هل توافقنى أن اسمك سيدخل التاريخ من الباب الخلفى؟؟■ يا سيادة النائب العام.. كتبت فى نفس المكان فى نفس الجريدة مخاطباً سلفك بأن يرحل وأن يتعظ، وألا يكابر، أو أن ينحاز لعدل ربنا تكفيراً عن أى أخطاء سابقة، وذكرت له مثالاً بإليوت نيس المحامى العام الأمريكى الشهير، وها أنا أدعوك من جديد لمراجعة نفسك، وتطبيق عدل ربنا وليس عدل الجماعة، ووقتها ستكون بطلاً وسنحملك فوق الرؤوس.طبّق القانون على الجميع وسنحترمك. طارد المجرمين مهما كانت انتماءاتهم وسنحملك فوق رؤوسنا. اثبت عملياً أنك نائب عام وليس نائباً ملاكى وستدخل التاريخ من مكان شريف ونظيف، وبخلاف ذلك، لن نثق بك.. مهما فعلت.