
03-03-2013, 02:09 AM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
Wael Ghonim -
- بمناسبة زيارة جون كيري إلى مصر: هل أمريكا عدو أكبر كما أعلنتم لنا منذ سنوات أم حليف استراتيجي كما تقولون لنا اليوم؟
فرض المشهد السياسي بعد الثورة ودخول التيارات والأحزاب الإسلامية اللعبة السياسية مشهدا متناقضا عند الكثير من المؤيدين لهذه التيارات.
هذا التناقض ينبع من أمرين:
الأول: عدم قدرة هذه القيادات السياسية على تنفيذ الكثير مما كانوا يطالبون به غيرهم عبر منابر المساجد وفي الكتب والرسائل الفكرية متعللين بعدم جاهزية المجتمع.
الثاني: هو انسياق الكثير من تلك الرموز التنظيمية والدينية وراء مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وتبريرهم لسلوكيات كانوا يرفضونها في السابق بمختلف أنواع التبريرات كإخلاف الوعود والكذب (أو التعريض) والإساءة للمخالفين، واتهام الخصوم بغير حجة ولا بينة، وترويج الشائعات، وغيرها.
خذ مثالا، العلاقة بين مصر وأمريكا. الإسلاميون قبل السلطة كانوا يرون أمريكا هي الشيطان الأكبر والعدو الاستراتيجي ومصدر الشر في العالم. كانوا نشطين جدا في حملات إحراق الأعلام الأمريكية ودعوات مقاطعة البضائع التي تذهب أموالها لقتل إخوتنا في العراق وفلسطين وغيرها من بقاع العالم الإسلامي، ولم يكن يمر عام حتى يعلنوا عن مظاهرة هنا أو هناك للمطالبة بطرد السفيرين الأمريكي والإسرائيلي.
تحولت تلك العلاقة 180 درجة بعد وصول التيار الإسلامي إلى السلطة، حيث خرجت التأكيدات على قوة وعمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين في تصريحات رسمية (مع بعض التصريحات التي تستخدم لذر الرماد الشعبي من قبيل: لكن العلاقة هتكون مصلحة متبادلة ليس كالسابق)، وحضور لقاءات الشاي والعشاء بالسفارة الأمريكية (بدلا من إغلاق السفارة وطرد السفير(ة) كما كانوا يطالبون في السابق)، ودعوة رجال الأعمال الأمريكان إلى مصر للاستثمار فيها والتقاط الرئيس للصور التذكارية معهم، واستقبال قياداتهم السياسية من الجمهوريين والديموقراطيين بدون تحفظات ولا استثناءات. حتى جون ماكين أحد داعمي حرب العراق والذي كان يعد في حملته الرئاسية ضد أوباما بأن الحرب على الإرهاب ستستمر إذا تولى الرئاسة وأنه يعارض خطة أوباما للانسحاب من العراق (التي كان الإخوان ينددون يوما ما بما تفعله أمريكا هناك). ويستمر التعجب حينما تقرأ البيانات الرسمية والتقارير الصحفية الأمريكية بعد كل لقاء من هذه اللقاءات. (جون ماكين كتب بيانا صحفيا بعد لقاءه مع خيرت الشاطر في بداية عام 2012 يعبر فيه عن امتنانه باللقاء وتفاؤله بعد اللقاء بموقف جماعة الإخوان المسلمين من القضايا التي تهم الأمن القومي الأمريكي كالسلام والعلاقة مع إسرائيل والديمقراطية والحريات الخاصة والعامة في مصر).
قد يسأل سائل: وما هي مشكلتك؟ هل تريد أن تعلن التيارات الإسلامية الحرب على أمريكا؟ هل تريدهم أن يقطعوا العلاقة معها؟ وهل كانت المعارضة ستقبل بذلك؟ أم أن الأمر مزايدة سياسية فحسب؟
وإجابتي على هذه الأسئلة بالتأكيد لا، لا أريد إعلان حالة الحرب بين مصر وأمريكا ولا قطع العلاقات معها. ولست ممن يدعو لإغراق بلده في حرب مهلكة أو قطع للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية لتحقيق مكاسب سياسية ضد السلطة. لكن كل ما أريده هو الوضوح.
إذا كان الأمر برمته هو تغير في الأفكار كنتيجة طبيعية لدخول عالم السياسة الحقيقي بعيدا عن تنظيرات الكتب والندوات، فلا بأس، فكلنا نتعلم ونمر بتجارب تغير من مواقفنا ورؤيتنا للأمور، ولكن الواجب والمهم هنا هو أنه في حالة تغير الأفعال أن يتم الإعلان والتوضيح عن المراجعات وتغير المواقف. لأنه لا يعقل أن تكون محاضرات إيضاح الرؤية في جماعة الإخوان المسلمين -مثلا- تتحدث عن أمريكا العدو الأكبر للإسلام والمسلمين، بينما يتبادل جون ماكين وخيرت الشاطر الابتسامات في اجتماع لإيضاح الرؤية أيضا بين القيادة الأمريكية والقيادة المصرية الجديدة للتأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية والصداقة بين البلدين.
وإذا كان الأمر لديهم هو حالة من حالات التقية (اخفاء موقف أو اعتقاد ما وإظهار عكسه تحقيقا لمصلحة أو تلافيا لخطر)، فالتقية في السياسة لها تعبيرات أدق في الوصل وهي: الكذب والتدليس والتضليل، وهي أسهل الطرق التي تجعل السياسي يفقد رأسماله الذي يقوم على المصداقية واتساق المواقف عند جموع من ينتخبه.
كل ما أريده كمواطن مصري هو أن تكون مواقف القيادة السياسية للوطن متسقة مع المبادئ التي يتحدثون هم عنها ليل نهار، وأن يكون ما يُفعل بعد الوصول للسلطة متناسقا مع ما يتم الوعد به قبلها، وأن يتم مصارحتنا في حالة تغير الأفكار والقناعات، وألا يكون حديث الغرف المغلقة بين القيادات يختلف عن أحاديث الغرف المغلقة.
__________________
|