
24-01-2013, 09:58 AM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
الثورة مستمرة
نوارة نجم
لا أحد لديه القدرة، ولا الإمكانية، ولا القوة، لإيقاف مسيرة الثورة، الثورة لا تنقطع عن صدور المؤمنين بها، الثورة سائرة فى طريقها لا تنقضى إلا بانقضاء أعمار أصحابها. وأصحاب الثورة كثر، لن تتمكن قوات الأمن من رصدهم، ولن تستطيع أجهزة الاستخبارات تتبع ما فى صدورهم، أو حصر أعدادهم.
هناك من أوقف حياته على الثورة، لا يفارق الميدان، أى ميدان، وليس بالتحديد ميدان التحرير، هناك من فقد عينه أو ساقه، وهناك من فقد سلامه النفسى، وسلامة جهازه العصبى، هناك من جمد العمل، والمتعة، والحب، والنوم، بل والطعام، لحين تحقيق أهداف الثورة، أنا لا أبالغ فى العبارة الأخيرة، على الإطلاق، هؤلاء أناس لا يعرفهم أحد، هم دائما فى الصفوف الأمامية فى المواجهات، يسترون وجوههم عن الأمن بالأقنعة المضادة للغاز، والكوفيات، والحطات الفلسطينية. هم يجوبون الطرقات بأقنعة كى لا يكتشفهم أحد وهم يرسمون على الجدران. تلك الكائنات الذين تستسهل القارئ أو الكاتب وصمهم بالبلطجة، أو الضياع، أو الفشل، أو اختلال البوصلة، أو التخريب.. أو كل الهراء والغثاء وحاجة تانية آخرها «اء» برضه بس عيب أكتبها فى الجورنال، الذى ما تفتأ المواطن، والكاتب، والمفكر، والمحلل الاستراتيجى، والباحث، والشيخ، والمتنيل على عينك فى أى داهية أن تكررها دون أن تكلف نفسك بالجلوس ولو لمرة مع هؤلاء الذين وهبوا حياتهم للثورة، حتى لم يسلم جزء فى أجسادهم ولا جهازهم العصبى من العطب بسبب البذل والتضحية، تلك الكائنات هى وقود الثورة التى ستظل مستمرة رغم أنف تنظيرات المنظرين، وتأففات الكسالى، ورطانات سراق الثورات والانتصارات، وتهديدات جامعى الغنائم، المختفين دوما فى المواجهات، المتصدرين دوما لحصد النتائج.
وكما يقول الإمام الشافعى: «أحب الصالحين ولست منهم» فأنا أحب الثوريين ولست منهم. أنا لا أنام بشكل مستمر ومستديم فى الميدان دون انقطاع ودون أن أذهب لمنزلى للراحة ولو قليلا، أنا لم أترك عملى وأسرتى وحياتى لأهب حياتى للثورة، أنا لا أضحى بساعات نومى، ولا أنام فى اليوم إلا النزر اليسير وأنا نصف واقفة فى حالة تأهب، أنا لا أنسى أن آكل لمدة يومين أو ثلاثة لأننى مشغولة بالثورة وأهدافها، أنا لا أتابع كل شاردة وواردة، وأقرأ وأسمع كل من هم ضد الثورة لتحترق أعصابى وأنا أجهز ردا عليهم وأدور به على الصحفيين والكتاب الذين لا يجيبون على هواتفهم أبدا، أنا لا أجلس كل ليلة فى برد الشتاء على قارعة الطريق أمسك بالورقة والقلم لأخطط لما يجب أن يقوم به الثوار. لكننى أعرفهم، أعرف تلك النماذج جيدا، أقابلهم، وأجيب عن اتصالاتهم أحيانا، وأستمع إلى حماسهم، وفى بعض الأحيان غضبهم، وفى كثير من الأحيان محبتهم. مجهولون، لا يظهرون على شاشات التلفاز، ولا يسوِّدون صفحات الجرائد بالنظريات والآراء، ولا يمكن لهذا الوطن أن يحيا بدونهم، فهم الرئة التى تتنفس منها مصر، وبهم تكون مصر، ولهم ستكون مصر. هم بوصلتى التى لا تخطئ، ولن أرضى حتى يرضوا، ولن أسلم حتى يسلموا، ولن أهدأ حتى يهدؤوا، ولن أبتسم حتى يبتسموا، ولن تجف الدموع فى المآقى، حتى أسمعهم بأذنى وأراهم بعينى وهم يحتفلون بتحقيق أهدافهم، التى هى أهداف الثورة، لأنهم هم الثورة.
ليست مصادفة أن كل أهالى الشهداء وكل المصابين، اللهم إلا المصاب الوحيد من الإخوان والوحيد الذى تم علاجه فى الخارج، لا يشعرون بالرضا عن أداء محمد مرسى، وليست مصادفة أن كل الجنود المجهولين السالف ذكرهم لا يرضون إلا برحيله، فأى دليل بعد ذلك تبتغى أيها الحائر؟ إن لم تكن وجهة المظلوم والمستضعف والمرابط على ثغر الثورة هى قبلتك فلا قبلة لك.
أعلم من ربى أن جانب الضعيف هو دوما المنتصر، وأعلم أن فقه أهل الثغور هو الأصوب، مش كده يا متعلمين يا بتوع المدارس يا بتوع قال الله وقال الرسول؟ يقول ابن القيم: «كنا إذا أُشكل علينا مسألة أرسلنا بها إلى أهل الثغور فهم أعلم لقرب موقعهم من الله». وليس فى مصر الآن أهل ثغور سوى أولئك المرابطين على أهداف الثورة فى خيام الاعتصامات تحت المطر، فى أحضان الصقيع والبرد. ولست بتاركة أثر أهل الثغور، ولست بمتخلية عمن يعتصمون الآن ويتعرضون للبلطجة، والبرد، والاتهامات فى الصحف والطعن من بعض الأصدقاء، ولست بتاركة سراق الأفراح والانتصارات والقتلى ليهنؤوا بما نهبوه، فإما أن يرضى أصحاب الثورة الحقيقيون، وإما أن ننكد على اللى جابوكوا يا إخوان الشياطين إنتو.. ولّا حنسيبكوا تاكلوها؟ وربنا لنسممها لكو.
__________________
|