عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-11-2012, 06:03 PM
الصورة الرمزية نبيل عبدالرحمن
نبيل عبدالرحمن نبيل عبدالرحمن غير متواجد حالياً
مدير عام المنتدى
من انا؟: مهندس انشائى بالمعاش
التخصص العملى: خبير مدير عام مساعد بقطاع البترول سابقاً
هواياتي: رياضة التجديف وألعاب القوى ( أيام الشباب طبعاً )
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الموقع: اسكندرية
المشاركات: 4,555
نبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond reputeنبيل عبدالرحمن has a reputation beyond repute
منقول ومات الصغار ...أنلوم الحافلة أم القطار





وقعَ الخبر عليّ كالصاعقة !



بضع وأربعون طفل لاقوا مصرعهم في حادثة اصطدام قطارٍ بحافلة مدرسية !


ثم ألحق الراوي مع الخبر صورة لكَ يا "عم" وأنت تحتضنُ طفلك أو طفلتك !



لا أعلم .. فسكون الموت تغشّى ملامح وجهه فأكسبه جمالاً لم أستطع معه التمييز أطفل هذا أم طفلة ؟


أوربما يا عم لم أقوَ على النظر في وجهه كثيراً ، لأنني أشعر برعشة الموت في أطرافي وعلى لساني كلما فعلتُ ..


أتعلم ياعم : أشعر بكَ تستنشقُ رائحة الكافور الدافئ المتصاعد منه وتسترجع كل ضحكاته والتفاتاته و "شقاوته" !


أشعر بخده البارد واسمع الأمنية الموجعة التي تنزفها عيناك بحرقة : " بأن تهبه ما بقي لك من سنين ، أو أن تنزع الكفن منه و ترتديه أنت "!



انحناءة ظهرك ياعم ووقار بكائك ! يستعصيان على التفوه بحرف !


إنني أتساءل : كم بقيت محتضناً لجسده الغض ؟


إلى أي مدى استمر صمتك الدامي هذا ؟


وكم مرة لطمتَ خديك في خفاء " سبتني ليه يابني" ؟



صدقني ياعم إن أخبرتك : هؤلاء الصغار لا يرهقهم الموت أبدا !


ولا تحتضر أجسادهم ،وسرعان ما يحلّـقون للأعلى ،حيث كنف إبراهيم وهاجر !


ياعم ..


صغيرك الآن يلعب مع أصدقائه لعبة "الاستغماية" ..ويختبئ كما كان يفعل عادة ..


يدسُ السكاكر في فمه الصغير ويقهقهُ خفية ! إلى أن تجده أنت ..ليصرخ في حبور " بااباا"


ويتعلق بكتفيك المرهقين طويلاً .


هناك في الأبد ..حيث اللاوقت واللاخوف ولا موت إطلاقاً .



انظرْ إلى ثغره.. تجده يحدثك .. يسألكَ عنكَ وعن ماما ويقسم لك أنه (حلّ الواجب) ولكن يرجوك ألا تصححه هذه المرة حتى لاينفطر قلبك لرؤية كراريسه الملطخه بدماءه ودماء أصدقائه .


ويخبرك ..كيف كانوا ينشدون ويمرحون عندما غيرتْ (حافلة النور) مسارها ..نحو السماء !


أراهُ يستمعُ إلى قُبلتك ، نَعَم ياعم .. قبلتكَ هي آخر حكاية سترويها له في نومه هذا !


أما بعدُ .. فحكايات الجنة أجمل !



دعني أزعمُ أنني أعلم بحجم الألم كلما غصّت كلماتكَ وأنت تحتسب وتحمد الله وتصبر !


وأهمس لك بأنهم لن يعوضوك ولن يشفى غليلك ولن تنسى أبداً .. وإن فعلوا !



أحسن الله عزائك وجعله شافعاً نافعاً لكَ يوم تتقلب الأحوال وتشتد الأهوال ويُؤخذُ كل إنسانِ بجريرته.


سلام من الله عليكَ ياعمي وعلى براعم مصر وأهرامها !


وعلى صغيرك ورفاقه أحياءً تحت الأرضٍ فوق "السماء" .



ابنتك الآسفة :


عشق بنت فيصل 18/11/2012



أصدق التعازي لأم الدنيا في فلذات أكبادها .

__________________

م . نبيل عبد الرحمن
مصر موتورز
الإسكندرية

التعديل الأخير تم بواسطة نبيل عبدالرحمن ; 20-11-2012 الساعة 06:10 PM
رد مع اقتباس