عرض مشاركة واحدة
  #5846  
قديم 19-11-2012, 05:50 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

«محمد محمود» تابع اليوم الثالث «2»


نوارة نجم


فى ذلك اليوم الحافل، ذهبت إلى المشرحة مرة فى النهار ومرة بالليل. كل ذلك لإقناع الأهالى بتشييع جنازات أبنائهم من التحرير، خصوصا أن التقارير التى تكتب بداخل المشرحة تتهم الجثث بأنهم مسجلون خطرًا، ويتم وضع بصماتهم على اعترافات مزورة كما قال شهود العيان، لكنك لا تستطيع أن تصف حجم الخوف، والهلع، والارتباك، والحزن، مع الفقر، والجهل، والغلب المجتمعين فى صدور وعقول أهالى الشهداء. كانت هوايتى كشف عناصر التحريات العسكرية، ومواجهتهم: إنت تحريات.. كما ذكرت أمس، كانت التحريات العسكرية تقنع الأهالى بأن لا يستجيبوا لنا، وبأننا السبب فى قتل أبنائهم، و«الله يخرب بيت الثورة على اللى عملوها.. منهم لله خربوا البلد وقتلوا عيالكو…»، كنت أتوجه على الفور إلى عنصر التحريات: أنت مين؟ فيجيب: أنا من أهالى الشهدا.. -أيوه يعنى اسم ابنك إيه؟! -… ههههه الغبى حتى مش عارف يألف لى اسمًا من دماغه، تراه مرتبكا، متحيرا، فأباغته بصوت مرتفع: إنت تحريات عسكرية.. فينسحب على الفور. ملحوظة على القوات المسلحة: يا ريت تبقوا تدربوا عناصر التحريات كويس.
بين زيارة المشرحة فى النهار، ثم العودة إليها فى الليل، ذهبت إلى الميدان، كانت المواجهات على أشدها، حيث إن الشرطة تمكنت من السيطرة على الأجزاء التى حررناها من شارع محمد محمود، وذلك بعد أن خرقوا الهدنة وأخذوا الثوار على حين غرة. تمكن الثوار من طرد الشرطة من الميدان، وقاتلوا طيلة النهار على استعادة ما خسروه من أرض، وذلك استعدادًا لمليونية اليوم التالى، الثلاثاء 22 نوفمبر 2011.
فى ذلك اليوم نشرت البيان الذى توصلنا إليه فى الميدان بعد اجتماعنا المذكور فى مقالى الأسبق، والذى طالبنا فيه بأن يقوم المجلس العسكرى بالعودة إلى ثكناته وتسليم جميع سلطاته إلى مجلس مشكل من رؤساء الهيئات القضائية، وهى رئيس المحكمة الدستورية العليا ورئيس المجلس الأعلى للقضاء ورئيس مجلس الدولة لتولى إدارة شؤون البلاد فى المرحلة الحالية التى تنتهى بنهاية شهر أبريل 2012. ثار اللغط بشأن ذلك البيان، حيث لاقى اعتراضات من بعض الثوار، تنبع هذه الاعتراضات من حقيقة أن كل رؤساء الهيئات القضائية «فلول»! كنا نعلم أنهم من فلول النظام السابق، إلا أننا كنا نرغب فى تحقيق معادلة صعبة، ما بين التخلص من مؤسسة تطلق الرصاص، والحفاظ على شكل الدولة الهرمى المؤسسى الذى يعشقه دعاة «الاستقرار» والذين يعانون من انجذاب مرضى لـ«عجلة الإنتاج»… عندهم عجلة إنتاج فيتيش، وأن نسترضى أيضا الإخوان المسلمين، الذين كانوا يعانون وقتها من «انتخابات فيتيش»، وأن نؤكد أهمية إجراء الانتخابات فى موعدها، المهم أن يتحقق المطلب الأساسى وهو التخلص من الحكم العسكرى، إلا أن بعض الثوار تخوف من تكرار تجربة الوثوق برجال مبارك، واستبدال مؤسسة قضائية فاسدة، بمؤسسة عسكرية فاسدة، وكنا لا نستطيع مواجهتهم بقوة، حيث إن التضحيات كانت جسيمة، وحُق لهم أن يفرضوا شروطهم، وأن يختاروا الخطة التى يرونها مناسبة، أو على الأقل أن يعترضوا على خطة يرونها لا ترقى إلى مستوى تضحياتهم.. فهم الجهة الوحيدة.. أكرر، الجهة الوحيدة قاطبة، التى دفعت فى هذه البلاد دما ودموعا وعرقا وسهرا وتحملوا من أجل مصر ما لا يطاق، ومن نكد الدنيا، فإن هذه القلة المرابطة المضحية يجب عليها أن تقبل واقعا فرضته عليها أغلبية قابعة فى البيوت، ربما تقول عنهم «بلطجية» و«بنات فلتانة وبتنام فى الشارع وبتشرب سجاير» و«شباب سيس ومطول شعره».
حاولت فى ذلك اليوم الاتصال بالمستشار الغريانى ليكوِّن حلا يرضى الثوار، وفى ذات الوقت يهدئ من روع عبيد المؤسسات، حيث إن المستشار الغريانى معروف بنزاهته وثقة الثوار به، وهو ممثل مشرف للسلطة القضائية. حصلت بعد لأْىٍ على رقم هاتف المستشار حسام الغريانى، واتصلت به لأعرض عليه أن يشكل مجلسا قضائيا يتسلم السلطة من المجلس العسكرى فقال لى: «الكلام ده مش قانونى، أنا مش عايز…».
فى ذات اليوم أرسلت برسالة إلى الأستاذ إبراهيم عيسى، الذى لم يتصل بعد أن أغلق معى الهاتف على وعد بالاتصال بخيرت الشاطر ثم معاودة الاتصال بى، أسأله فيها عما وصل إليه مع الشاطر فأجابنى برسالة: «خيرت ما بيردش على تليفوناتى ولا رسايلى!» أيوووون، أيوووون، الباشمهندز لا يجيب الصحفى الوحيد الذى سانده إبان حكم مبارك.. طب رد يا راجل يمكن محتاج خماشر جنيه سلف.. أصيلة يا ام العربى.
__________________

رد مع اقتباس