عرض مشاركة واحدة
  #4909  
قديم 22-10-2012, 07:52 AM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,







أستغرب جدا أولئك الذين تزعجهم المعارضة السياسية من وجهة نظر (شرعية) كما يزعمون أو يظنون، ويكرهونها، وينكرونها خاصة إذا كانت في مواجهة من يرون أنه حاكم (شرعي) ذو ولاية صحيحة؛ فحينئذ يرى هؤلاء أن على (الرعية) الامتثال والطاعة، وترك أمور الحكم لأهل الحكم، فإذا تكلموا وعارضوا صار هذا في أقل أحواله نوعا من (قلة الأدب) والاجتراء المذموم. ولا أدري حقا من أين جاؤوا بهذه التصورات والمفاهيم، والتاريخ الإسلامي حافل بنماذج لا تُحصى ولا تعد لأشكال المعارضة وألوانها، بل كانت تأخذ في أحيان - وخاصة في عصر الإسلام الأول- شكل المقاومة المسلحة، حتى رأى السلف أن الخروج والقتال يأتي بآثار ونتائج سلبية تفوق في خطورتها أحيانا ما قاموا لأجله وثاروا، فاتفقت كلمتهم على المنع من ذلك أو أن يكون ذلك في أضيق الحدود. هذا مع ملاحظة أن أولئك الذين ثاروا عليهم من الحكام لا مجال لمقارنتهم بأفضل حكام زماننا أصلا، وأنهم خير منهم من جوانب كثيرة. ومع ذلك أيضا فتراثنا حافل بكلمات العلماء ووصاياهم في ذم الدخول على الحكام، وإتيان أبوابهم، ومخالطتهم والأنس بهم، وجعلوا ذلك في جد ذاته فتنة للتابع تستوجب الانتقاص منه والتجريح. ولم يقتصروا على الكلام والتحذير فقط، بل هناك مواقف كثيرة كتطبيقات عملية لهذا الأصل، بحيث كان هذا الموقف الثابت يستفز الحكام ويدفعهم إلى التنكيل بهؤلاء العلماء الراسخين في أحيان كثيرة، وهم ثابتون لا يتزحزحزن عن مبدئهم الذي ورثوه كابرا عن كابر. وماذا يكون هذا سوى شكل من أقوى أشكال المعارضة، يسميها بعضهم معارضة سلبية، وإن كنت أراها في غاية درجات الإيجابية؟


ولنتخيل أن عالما أو شخصية عامة رفض الذهاب إلى الرئيس إذا طلب منه هذا، أو رفض القيام له أو الجديث معه، أو أغلظ عليه في الكلام أمام الملأ - كما كان سلفنا يفعلون؟ أتصور أن كثيرا ممن أقصدهم سيعد هذا تجاوزا يستحق التأديب، وربما وقع في فاعله بالقول والفعل، أو طالب بعقابه والتنكيل به ليكون عبرة لمن يعتبر!


يجب علينا أن نفصل بين ممارسات موروثة عن بعض المتأخرين و(الخلف)، وتقاليد ترعرعت في ظل دول وأنظمة حكم اتخذت الدين شعارا ودثارا مع بعدها في حقيقة الأمر عنه، وبين ما كان عليه السلف، وحقيقة حضارتنا وتراثنا في هذا الجانب وغيره من الجوانب!




__________________

رد مع اقتباس