[silverlite]

شرطة مرسى


نوارة نجم


لاحظت مؤخرا تطورا لا يصح إنكاره فى وزارة الداخلية، فكما نذكر السيئات علينا أن نشكر الحسنات، فقد أنجز الرئيس مرسى فى خلال المئة يوم مشروع إعادة هيكلة الداخلية ألا وهو: طلاء سيارات الأمن المركزى مقلم بالطول، وكتابة كلمة police باللغة الإنجليزية على السيارات، حيث إننا شعب ثقافته إنجليزية، مما دفع الثوار إلى قذف سيارات الأمن المركزى بالحجارة، ظنا منا بأنها سيارات خضار قادمة من سوق العبور، لكن من هنا ورايح مدام الريس كتب عليها بالعنجليزى بوليس يبقى عرفنا بقى، وسوف نتركهم يضربوننا بالخرطوش والمطاطى ويطلقون علينا الغاز المسيل للدموع… برضه اللى ما يعرفك يجهلك.
فى خلال المئة يوم، أنجزت وزارة داخلية مرسى إنجازات عظيمة، مثل قتل شهيد السفارة الأمريكية إسماعيل، واتهامه بأنه مسجل خطر وهو جثة هامدة، بل واتهام صديقه المرافق له، والحق على المقتول كما نعلم جميعا، وانطلقت آلة الإخوان الإعلامية، ولجانهم الإلكترونية، لتشويه الشهيد الذى أعد له الكمين من قبل تيارات سياسية، كان الإخوان وتابعه قُفة، حزب النور، على رأسها، للانجرار إلى تلك المواجهات، ثم لعنوه بعد أن فارق الحياة. لماذا ذهبتم للتظاهر أمام السفارة الأمريكية إذن؟ ما هى المطالب المرفوعة أمام السفارة الأمريكية؟ كنا نتظاهر أمام السفارة الصهيونية بعد قتل 6 من شهدائنا على الحدود لطرد السفير ولقطع العلاقات مع إسرائيل، وهو أمل كل مصرى وطنى، ولهذا تتظاهر الناس أمام السفارات، ومن الطبيعى أن تتطور الاحتجاجات لاقتحام السفارة إذا لم تتم الاستجابة من القيادة المصرية لمطلب الشعب بطرد السفير، فلماذا أخذ حزب النور الناس أمام السفارة الأمريكية إن لم يكن الهدف هو طرد السفير الأمريكى؟ بتوروهم جمال طلعتكو؟ ما هى سلطة الضغط التى يمكن أن يمارسها المواطن المصرى على الحكومة الأمريكية؟ بأمارة إيه يعنى؟ بيدفع لهم ضرائب؟ المواطن المصرى يمارس ضغطه على حكومته، لا حكومات الناس. وبما إن القيادة المصرية، الكائنة فى يد الإخوان المسلمين، لم تستجب لمطلب المتظاهرين باتخاذ إجراء مشدد ضد الحكومة الأمريكية، فإن التطور الطبيعى لتلك الاحتجاجات كان محاولة الاقتحام، تقوموا تقتلوهم؟ وبعد قتلهم تتهمون القتلى بالبلطجة تماما كما فعل مبارك والمجلس العسكرى؟ ويغسل يهوذا العصر، حزب النور، يده من الضحايا ويقول إن هدفه كان أن تحتفظ الاحتجاجات بسلميتها! انتو مربطين مع بعض ولّا إيه؟ واحد يسلم الزبون والتانى يضربه؟
بيت القصيد أن الإخوان الآن هم الدولة، والنصيحة الأولى التى تعمل بها جماعة الإخوان المسلمين الآن هو «استعادة هيبة الدولة»! وليس لعبارة «هيبة الدولة» معنى آخر سوى القمع والترهيب وتخويف المواطنين، ولن يتم ذلك إلا بافتعال أزمة والنجاح فى قمعها وجعل كل من شارك فى الاحتجاجات عبرة لغيره من المواطنين القابعين فى المنازل.
هأو… كان المجلس العسكرى أشطر.
فى محاولة أخرى لاستعادة «هيبة الدولة»، أو بقول آخر، إحلال مرسى محل مبارك والمجلس العسكرى، فقد قامت قوات الأمن باقتحام جامعة النيل، وسحل الطلبة، واعتقال بعضهم، والتحرش بالطالبات. من المتعارف عليه أن الطلبة هم العدو الأول لأى نظام قمعى يرغب فى بسط سيطرته على عباد الله وإرهابهم، ذلك لأن الطلبة هم الفئة حديثة السن، خالية من المسؤولية، لديهم أحلام وطموحات لم يتسرب إليها الإحباط بعد، لديهم من القيم والمبادئ ما لم يتسلل إليه الفساد بعد، مما يجعل منهم الفئة الأكثر شجاعة، وعزما، وإصرارا، وطلبة جامعة النيل ليسوا كأى طلبة، وإنما هم الخيرة المصطفاة، الطبقة المتفوقة علميا وذهنيا بين طلبة مصر، وكان على النظام الحالى، الذى يرغب فى لبس ثوب هيبة النظام البائد، أن يمعن فى إهانتهم والتنكيل بهم، كى يكونوا عبرة لغيرهم.
ثم محاولة لفض اعتصام المعلمين، ثم محاولة لفض اعتصام عمال النقل العام، والقبض على المتحدث الرسمى للنقابة المستقلة لعمال النقل العام، طارق البحيرى، المنتخب من العمال لينقل مطالبهم.. كل ذلك فى إطار إعادة هيكلة الداخلية، كفاية.. ما تهيكلهاش أكتر من كده.
هيبة الدولة.. لو أن استخدام الغاز والخرطوش وتشويه الشهداء وقمع الإضرابات والتحرش بالحرائر حافظ على هيبة دولة مبارك أو دولة العسكر يبقى يحافظ على هيبة دولة الإخوان اللى لسه قايمين من على جردل الزنزانة أول إمبارح، فاعتبروا يا أولى الألباب. هو الإنسان بينسى أصله كده؟
ليت الإخوان المسلمين يستمرون فى استخدام أدوات القمع التى أهلكت نظام مبارك، وألقت بالمجلس العسكرى فى مزبلة التاريخ، عشان نخلص منهم فى السريع كده ماعندناش وقت