أمر ليس من السهل تصديقه لكنه حقيقة واقعة حدثت قبل أيام في أحد شوارع ميتشيغان.. سيارة تحاول عبور تقاطع رئيسي لكن قبل ثوان من وصولها للتقاطع الذي يشهد ازدحاماً مرورياً، انطلقت مجموعة من الإشعاعات الحمراء أمام السائق تحت المساحات مع كلمات مسموعة تحذره من وجود سيارة قادمة من الاتجاه الآخر تقترب بسرعة من التقاطع.. وخلال أقل من ثانيتين توقفت السيارة وتبين أن سائق السيارة الثانية تلقى في الوقت نفسه تحذيراً ضوئياً وصوتياً مشابهاً طالبه بالتوقف أيضاً.
هذا العرض المذهل الذي تابعه مئات المسؤولين والمصورين والصحافيين هو نموذج لما تخطط الجهات المختصة لإطلاقه قبل نهاية العام الحالي في شوارع مدينة آن آربر بولاية ميتشيغان حيث سيتم تسيير قرابة ثلاثة آلاف سيارة من مختلف الأنواع والأحجام لتجربة أجهزة السلامة الجديدة والتي تعمل على مبدأ كمبيوتري تقوم بموجبه السيارات «بالتحدث» مع بعضها بعضا لاسلكياً وبالتالي تحذر السائق إذا كانت هناك سيارة أخرى ضمن دائرة قطرها ألف قدم.
يقوم الكمبيوتر بتحليل المعلومات المتوافرة لديه ومن ثم تحذير السائق حتى قبل أن يكون قادراً على رؤية السيارة الثانية.
وتعتمد الأجهزة الجديدة على سرعة بديهة السائق واستجابته للتحذير ،لكن العلماء العاملين في هذا المشروع يخططون لتصنيع أجهزة تكون قادرة على السيطرة على السيارة وإيقافها إذا لم يستجب السائق للتحذير في الوقت المناسب.
وفي حال تم تزويد إشارات المرور بأجهزة مماثلة سيكون بإمكانها التواصل مع أجهزة الشرطة في حال وقوع حادث أو في حال وجود اختناقات مرورية.. كما يمكن إشارات المرور في هذه الحالة إرشاد السيارات إلى الطرق البديلة لتجنب الاختناقات أو الحوادث.
لكن تبقى نقطة أخيرة تستوجب الحل المناسب وهي أن اعتماد الأجهزة الجديدة على التواصل والتفاهم لاسلكياً يتطلب إيجاد طريقة لمنع القراصنة من الدخول على الخط والتشويش على السيارات بإصدار معلومات خاطئة.
بقلم ● فضل سالم ●
تم النشر في 2012/06/09
منقول للافاده
نأمل، عزيزنا القارئ، أن تشاركنا في اقتراحاتك،وتعليقاتك، وأفكارك، ومواضيعك.
سنهتم بكل ما ترسله لنا.