عرض مشاركة واحدة
  #3190  
قديم 09-09-2012, 02:27 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

مع أبو تريكة ليسوا وحدهم!!


وائل عبد الفتاح


صورة أبو تريكة وحدها صنعت الصدمة.
كنت يومها مسؤولا عن تحرير جريدة «البديل».. وفكرت فى تخصيص عدد عن البهجة.
كان الموضوع غريبا فى ظل طواحين الشكاوى من الفقر والفساد والاستبداد.
كيف تبحث عن بهجة وسط كل هذه المآسى؟
كيف نوقف دورة عمل تتقصى عن مواطن الفساد والاستبداد لنبحث عن أماكن البهجة؟
حاولنا فى العدد التفكير والبحث عما يبهجنا فى بلد كان يسير إلى التعاسة بكل قوته؟
لصوص يسرقون كل شىء.. ويتركون للملايين الحسرة أو التكيف أو الشعور بأن الدنيا أضيق من مساحة القبر.. فيعيشون على أمل حجز مكان فى الجنة.
اخترنا يومها صورة أبو تريكة لأنه صانع بهجة، فيه يرى الفرد العادى قوة انتصاره على كل العجز وقلة الحيلة.. يخطف بموهبته ما يمكنه أن يصنع أكثر من هدف فى مباراة.. له سحر خاص.. ليس ابن الصناعة الكبيرة لنجوم الرياضة.. لكنه يذكر دائما بموهبة العبور من مستنقعات الفقر كما كانت نجوم البرازيل فى سنوات ماضية، يضاف إلى سحر موهبتها جاذبية تخطى حواجز الفقر والمرض.
لم أتعامل معه يوما على أنه «قديس» كما يسميه الجمهور الأهلاوى، ولم أره شيخا أو إخوانجيا كما يفسر قطاع واسع اهتمامه بتفاصيل متعلقة بالعبادات أو بالحرص على إظهار علامات التدين علانية أمام الجمهور.
أبو تريكة ابن موهبة طارت من موقعها فى عالم الشهرة والمال.. لكنها بقيت بعقلها كاملا خارج هذا الانتقال.
لم يصعد أبو تريكة السلم الاجتماعى ولا انتقل إلى رتبة البارونات، وبقى باحترافه قريبا إلى حد كبير من موهبة الحوارى، بعيدا إلى حد ما عن تأثير «صناعة الكرة» بما تمنحه من تطوير فى المهارات وبناء للعقل والجسد معا.
بدا أبو تريكة بالنسبة إلىّ قادم من زمن قديم، ومعجزته أن يلمع فى زمن لا يعترف بالحوارى ومواهبها.. بل لم تعد سوى مصدر للجرائم والتعاسة.
أبو تريكة استغنى عن ما تمنحه النجومية من دخول فى عالم «البارونات..» كما فعل الخطيب مثلا أو كما حاول نجوم أقل موهبة منه.. هو بارون خارج مجتمع المصالح الذى نسج شبكته بين الرياضة والبيزنس والسلطة.
أبو تريكة بعيد عن هذا العالم بأبيضه وأسوده.
ما زال مقيما عند حسه الأول.. ليس بعيدا عن عالم البارونات.. لكنه ليس منهم.
وهذا تقريبا ما جعله يقف وحده ضد هجمة البارونات من أجل مباراة السوبر.
لدى أبو تريكة ما يحركه غير المصالح.
لديه مشاعر لم تدخل فى ماكينات..أو دخلتها وارتاحت فى البقاء خارجها.
هذا ما يجعله يرى اللعبة.. لعبة وليست ماكينة تدر الثروات على البارونات.. لعبة يمكن أن تقف احتراما لمشاعر أو بحثا عن حق.. أبو تريكة ما زال يلعب بينما كل الوسط المحيط به يبحث عن دوران عجلة المصالح.
وسط رياضى بالكامل لا توقفه تفاصيل مذبحة جمهور اللعبة.. ولا يهتز لأن مؤامرة التغطية على مرتكبى المذبحة.. ما زالت مستمرة. أبو تريكة وحده مع الألتراس ضد كل من حولوا الصناعة إلى مافيا.
مافيا تمتص كل ما فى اللعب من متعة وتحوله إلى حرب مصالح صغيرة تربط بين اتحاد الكرة ومجالس إدارة النوادى وعكاكشة الإعلام الرياضى.. دائرة واحدة لم تخجل حينما سارت خلف جمال مبارك فى كارثة الجزائر ولا عندما قادت الثورة المضادة دفاعا عن نظام مبارك، الآن عندما يوجهون حملة ضد الضحايا لصالح القتلة.
أبو تريكة وحده مع الألتراس فى مواجهة مافيا لم تكن إلا جزءا من نظام فاسد ومستبد أدار البلد كلها كأنها عزبة أملاك.. واعتبر منتخب البلاد لاعبين فى سيرك ترويضه للشعب..
هناك طبعا جمهور يريد أن ينسى.
جمهور تسيطر عليه مقولات فاسدة ترى أن ترسيخ القيم واستعادة الحقوق سيوقف السير ويعطل الحياة.
لم يعد لدى الألتراس سوى الضغط لاستكمال كشف مؤامرة اشترك فيها المجلس العسكرى وأجهزته كلها.. هذه المؤامرة لم تكشف ولن تكشف إلا بالضغط والمزيد من الضغط.
الألتراس ليسوا وحدهم.
هم طلاب المتعة الأكثر تعصبا لها.. يريدون توقيف سبب متعتهم كما يفعل أبو تريكة تماما عندما يرفض اللعب على حساب ضياع دم الشهداء.
وهذه القدرة على الاستغناء.. أو الإفلات من جاذبية المافيا وخطابها المبتذل هى من أسباب البهجة.. لو تعلمون.
__________________

رد مع اقتباس