
09-09-2012, 01:22 PM
|
 |
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
|
|
رد: التحايل "الاخوانى"!!
لحي الشرطة أم الأمن أولا ؟!!
هالة برعي
انتقلت حملة أنا ضابط شرطة ملتحي التي ظهرت مؤخرا علي بعض موقع التواصل الاجتماعي( فيسبوك) إلي نوع من أنواع الشد والجذب بين قطاعات عريضة من المواطنين.
فهناك ضباط شرطة أصحاب قناعة خاصة بضرورة اعفاء اللحي تأسيا بالسنة النبوية. وبالتالي قرروا أن يكونوا ما يشبه الائتلاف للسعي والنضال من أجل تحقيق ذلك المطلب.
في المقابل, هناك آلاف المعارضين للحملة, علي اعتبار انه موضوع ثانوي يمكن مناقشته مع أولي الأمر وأصحاب القرار في وقت لاحق, ويتحتم علينا جميعا أن نتفهم جيدا ضرورة أن تكون قضية الشرطة الأولي بالاهتمام, في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به البلاد حاليا, هي عودة الأمن والأمان الي الشارع الذي يئن من التزايد المستمر في جرائم القتل والخطف والسرقة بالاكراه.
أعلم أنني أخوض في موضوع شائك, لكن يجب علينا جميعا أن نقلب المسألة علي وجوهها الحقيقية, بصرف النظر عن الاتفاق أو الخلاف الشخصي مع مثل هذا النوع من القضايا الشائكة. وصحيح أنه من حق كل مواطن أن يتعايش ويعمل بالطريقة التي تحقق أهدافه, طالما أنه ملتزم بالمعايير الوطنية, لكن ليس من حقه أن يستثمر الفراغ الأمني الحاصل حاليا في قطاع الداخلية سعيا وراء تحقيق أغراض ومآرب معينة, خصوصا والوزارة تعاني من عدم اتزان وغموض في الرؤية بينها وبين قطاعات كبيرة من المواطنين. ولا يخفي علينا أن هناك الكثير من ضباط الشرطة يشعرون بالإهانة البالغة والسقوط من السلطة بعد مناوشات متعددة لحقت بهم علي مدار العام الأول من عمر ثورة يناير.
نحن جميع نعلم أن مصر دولة اسلامية, بحكم المادة الثانية من الدستور. غير أن سؤالي هنا لماذا في هذا التوقيت بالذات تذكر هؤلاء المناضلون أو الثوار هذا الحق وقرروا ضرورة توحيد صفوفهم من أجل تبني فكرة اعفاء اللحي. أخشي أن تكون الدعوة ترسيخا لما وصفه البعض بغلبة التدين الشكلي علي المجتمع, أو أن تكون محاولة من قبل آخرين لتحقيق شو اعلامي وتملق التيار الاسلامي الذي يعيش أزهي عصوره الآن في مصر.
مع احترامي لكل الآراء. أعتقد أنه من الواجب أن نكون علي اقتناع تام بأن اعفاء اللحي لا يمكن أن يقلل من هيبة المؤسسة الشرطية. لكن من باب الفضول أقول إنه من الأجدي الابتعاد عن الدخول في مجال قابل لجميع أنواع التكهنات والمهاترات والتراشقات. ألم يكن طالب الشرطة علي علم مسبق قبل التحاقه بالأكاديمية منذ سنوات بعيدة بعدم اطلاق اللحي. وعلي الرغم من عدم وجود نص ملزم في قانون الشرطة يمنع اعفاء اللحي, إلا أن كل ضابط التزم بإرادته بذلك العرف المتبع منذ عقود طويلة. وهو عرف أصبح كالقانون, لأنه يلزم جميع المنتمين الي جهاز الشرطة بتطبيقه. وبعفوية أتساءل إذا كانت هذه المجموعة تستشهد بالتزام دول مجاورة بحرية إطلاق اللحي, لماذا لا يكملون عملية المقارنة في نواح أخري ايجابية غير موجودة عندنا.
في تقديري أن عهد الحرية الذي نعيشه الآن يسمح لهؤلاء الضباط بالتخلي عن أماكنهم في جهاز الشرطة والبحث عن بديل مناسب لرغباتهم في مكان آخر. وقد كنت أتوقع أن يتكاتف العاملون في حهاز الشرطة لتغيير الفلسفة الأمنية التي يتم من خلالها التعامل مع المواطنين, خاصة بعد مطالبة فئات كثيرة من المواطنين لوزير الداخلية الحالي بضرورة هيكلة جهاز الشرطة برمته بشكل يتوافق مع طموحاتهم وآمالهم. وبطريقة تضمن في النهاية الحفاظ علي كرامتهم. تمهيدا لعودة الثقة والاحترام المتبادل بأسرع وسيلة ممكنة. من هنا أتمني أن يسعي المنتمون للمؤسسة الشرطية التي يقدرها الجميع الي بناء وزارتهم من جديد علي أسس جديدة ورؤية حضارية تتناسب مع متطلبات المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد
__________________
|